“الفردوس المفقود” المحجوب.. منارة ساطعة في الأدب والشعر والدبلوماسية

الخرطوم – زهرة عكاشة

كان شاعراً مبدعاً وكاتبا متمكناً وقانونياً بارعاً، كان في طليعة النهضة الأدبية الأولى المعروفة بـ (جماعة الفجر)، التي قدمت للسودان لأول مرة ثمار اللقاح بين التراث العربى والثقافة الغربية، فقد كان محمد أحمد المحجوب طيب الله ثراه طويل الباع في الأدب راسخ القدم في السياسة ذائع الصيت في أروقة الدبلوماسية، حتى أنه أرسى اللبنات الفكرية للحركة الوطنية التي لم تفض إلى الاستقلال وحسب، بل أنتجت سوداناً استطاع أن يحتل مكاناً مرموقاً بين الدول الأفريقية والعربية، مسيرة المحجوب السياسية والثقافية سجل حافل بالإنجاز والإبداع على جنباتها منارات ساطعة آخذة بالألباب، فلنتعرف عليها في هذه المساحة.

المولد والنشأة

ولد محمد أحمد المحجوب عام (1910)م بمدينة الدويم بولاية النيل الأبيض (جنوبي الخرطوم) من أبناء قبيلة الحسانية وينتسب إلى بني كاهل (الكواهلة)، وهم أبناء محمد كاهل بن عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام، التي انتشرت في معظم أنحاء السودان، عاش في كنف خاله محمد عبد الحليم، وكان جده لأمه عبد الحليم مساعد الساعد الأيمن لقائد المهدية عبد الرحمن النجومي، نشأ محمد أحمد محجوب كغيره من أبناء ذلك الزمان في مطلع القرن العشرين والبلاد قد ودعت الحكم الوطني بعد غروب شمس الدولة المهدية وخضوع السودان لسيطرة الحكم الثنائي (الإنجليزي المصري).

التعليم في حياته

تلقى تعليمه الأولي في الخلوة بعدها التحق بالكتاب بمدارس الدويم ثم انتقل إلى مدرسة أم درمان الوسطى، وفي عام (1929)م تخرج من كلية الهندسة بكلية غردون التذكارية بالخرطوم، وعلى إثرها عمل مهندساً بمصلحة الأشغال، وكان شديد الاهتمام بالدراسات الإنسانية لذلك التحلق بكلية القانون في (1936)، وتخرج منها في (1938)م، وعمل قاضياً عقب تخرجه حتى استقال منه في (1946)م، ليعمل بالمحاماة، وصار نقيباً للمحامين، ثم عين وزيراً للخارجية السودانية فرئيساً للوزراء، بالإضافة إلى مشاركاته في النشاط السياسي شارك أيضاً في النشاطات الثقافية التي تعتزم البلاد.

الحياة السياسية

انتخب عضواً بالجمعية التشريعية عام (1947)م ولم يمض فيها طويلاً حتى استقال منها عام (1948)م، إلى أن سطع نجمه السياسي كاحد قيادات حزب الأمة وناضل من أجل استقلال السودان، وكان عليه يؤمن بشعار (السودان للسودانيين) الذي كان ينادي به كل سوداني أصيل، تدرج في المناصب القيادية في الحزب والدولة إلى أن تولى منصب وزارة الخارجية في (1957)م، وفي حكومة ثورة أكتوبر 1964م تولى منصب وزارة الخارجية، وخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد العدوان الإسرائيلي عامي (1956)م والنكسة (1967)م، ويذكر أنه ألقى خطبة عصماء باسم الدول العربية، وفي فترة الديمقراطية الثانية عام (1967)م تولى منصب رئيس الوزراء، وتولى المنصب مرة أخرى في (1968)م إلى جانب مهام وزير الخارجية.

لباقة وحنكة

واشتهر عليه الرحمة بالباقة والحنكة ويحكى أن في فترته عقدت القمة العربية بالخرطوم صاحبة اللاءات الثلاث، واستطاع بحنكته وخبرته التوسط بين الملك فيصل وجمال عبد الناصر وإزالة الخلاف بينهما الذي نشب بينهما في قمة الرباط العربية.

الأدب والشعر

ولانه كان يعشق الأدب وينظم الشعر، كتب المحجوب في الكثير من المجلات والصحف، وكان أشهرها (حضارة السودان) و(النهضة ثم الفجر) زاوج ما بين السياسة والقانون والفكر والأدب، وكان شاعرا لا يشق له غبار، من مؤلفاته كتاب (الحكومة المحلية)، واشترك مع الدكتور عبد الحليم محمد في كتاب (موت دنيا) وكتاب (نحو الغد) وكتاب (الحركة الفكرية في السودان إلى أين تتجه)، (الديمقراطية في الميزان)، وله أشعار كثيرة ومؤلفات أدبية ديوان (قصة قلب) الذي طبع في عام (1961)م ببيروت، وفي عام (1964)م طبع أيضاً (قلب وتجارب) و(الفردوس المفقود) طبع بيروت في (1969)م، وفي عام (1972)م طبع بالقاهرة (مسبحتي ودني)، هذا عدا المقالات والخطب المتعددة الذي كتبها وألقاها داخل البرلمانات السودانية المتعاقبة أو في أروقة الأمم المتحدة ومنظمة الدول الأفريقية. كان زعيم المعارضة داخل البرلمان، ويوم إعلان الاستقلال في الأول من يناير (1956)م قال جملته الشهيرة وهي (لا معارضة اليوم

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. حاجة غريبة صحافة الكيزان تكتب عن الطائفية والمتخلفين والذين لايتبعون شرع الله
    مالكم ومال المحجوب
    الراجل دا شخصية وطنية سودانية
    لايتبع للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين ولايدين بالولاء للمرشد العام في الاستانة
    ما تحاولو سرقة البطولات وتنافقو الشعب السوداني بمثل هذه المقالات التي لاتؤمنون بها
    ولا جاءت توجيهات مداهنة الشعب السوداني عشان يطلع في الانتخابات
    لا انتخابات كيزانية يعترف بها مركز كارتر الكوز

  2. الفردوس المفقود (بالإنجليزية:Paradise Lost) ملحمة شعرية للكاتب الإنكليزي جون ملتون كتبها في عام 1667. في عشر كتب وتبعها الطبعة الثانية عام 1674 حيث اعيد تقسيمها في اثنتى عشر كتابا (بطريقة تقسيم إنياذة فيرجيل) مع بعض التنقيحات البسيطة والملاحظة على طريقة نظم الشعر. وهذه الكتب تتفاوت في طولها فاطولها الكتاب التاسع والذي يتكون من 1189 سطرا, واقصرها الكتاب السابع والمكون من 640 سطراو كل كتاب مسبوق بخلاصة بعنوان (الحجة). يدور موضوعها الرئيسي حول هبوط الإنسان من الجنة إلى الأرض، وحول آدم وحواء وإغراء إبليس لهم وحول جنات عدن متأثر بالروايات الدينية. وتقوم القصيدة بمكافحة العديد من القضايا اللاهوتية الصعبة ومنها المصير، الاقدار والثالوث. وقد قام ميلتون بدمج الوثنية مع الإشارات اليونانية والكلاسيكية من خلال هذه القصة, وهو من اشد المعجبين بالكلاسيكين ولكنه عزم من خلال هذه القصة ان يعمل على افاقتهم مما هم فيه.

  3. عندما يتحدث المحجوب الكل ينصت و يستمع بكل ادب
    تقول لي ناس قرعتي راحت ديل بتاعين السيخ و الاسمنت
    تجارة و وزرارة و مثني و ثلاث و رباع ، الله يدمركم يا كيزان دنيا و اخرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..