أخبار السودان

نجوم “قصيرة الأمد”…!

ما زالوا يحاولون عبور السلّم.. لا فاجأوا السوح بأعمال خاصة ذات شأن ولا غابوا..!
* ربما كانت الكتابة في الفن ترفاً لدى بعضنا، بالنظر لحدود “الغمة السياسية” العامة..! لكنها تظل بفائدة، لو أمعنا في المستقبل المرجو.. فعسى أن تتحول واجهة الفنون إلى الشمس بزوال مسببات الغروب..!

الخرطوم: عثمان شبونة

* أن تعشق أي ضرب من الفنون وتنحاز له فذلك وحده يجعل منك شخصاً محتفى به، مهما تواضعت قدراتك.. فالشاهد أن المشتغلين في مجال الفنون من أكثر الفئات المحبوبة في المجتمع، ولا يأتي الحب من فراغ لهؤلاء سواء أكانوا صغاراً أم كباراً.. ولما كان ذوو الأعمار الصغيرة يجدون التشجيع والإشادات، كان لزاماً عليهم الشعور بمسؤولية متعاظمة تجاه الإبداع.. ونخص هنا “مغنيين ومغنيات” كانت لهم جولات في ذلك البرنامج الغنائي الشهير “نجوم الغد” بقناة النيل الأزرق، والذي له ما يكفي من السنوات في بعض الظهور الحسن، ويرجى منه للغد “فعلاً صحيحاً” وليس “مظهراً شحيحاً”..! فالصوت الغنائي إذا لم يتعد “الظهور المؤقت” إلى رحابة المستقبل المبهر يكون لا سلّماً عبر ولا ظهراً أبقى..!
* ومع التقدير لأي طموح “أنثى أو رجل” في عالم الألحان؛ يتموضع شعور عام بأن هذا البرنامج مفيد في بعض “فلتاته” التي تمثل للمشاهد متعة بما تيسر من “النجوم!” باستصحاب اجتهادهم في تأدية أعمال الغير.. فإن هم أجادوا فيها أحسنوا.. وإن ظلوا متمترسين في بؤرتها فلا رجاء “للغد”.. فالنجم يخفت أو يخف وزنه مع الزمن بطول مكوثه في “ظل الآخر” ترديداً كان أو تقليداً..! ولو كان الوعي كافياً للنجم في بداية طريقه لجعل من عبقريات السابقين عبرة لتحدي ذاته ومنافستها في إثبات “كونه الخاص الجميل”..! أما الشعور الآخر ــ والعام أيضاً ــ فإن هذه الكثافة من “نجوم الغد” سالبة.. إذ تسلب من الفن رحيقاً بالاستسهال، وباتخاذه ذريعة “للقشور” طمعاً في شهرة بالمجان..! وكلا الإحساسين لدى الجمهور صائب.. إنما يبقى الأصوب اختيار ثمرة ناضجة من الحديقة، يندر وجودها، ولا يستحيل..! لو حققنا لأنفسنا هذا الإجماع الأمثل لأحدهم أو لإحداهن في الغناء، فذلك مكسب كبير.. وإذا ظللنا نحلم بالثمار دون تحقيق قطفها في الواقع خاب انتظارنا.. أما شرط التحقيق فخاطئ من ظن أنه مجرد صوت حريري أو ذهبي، بل هو “مغايرة” يألفها القلب ويصفق لها “كإضافة” أو بصمة في كتاب الغناء السوداني جديرة بالبقاء.. فهذا “الكتاب” إرث عظيم..! أعني أن تكون الذات “الفنانة” تحمل مضامينها وملامحها الخاصة بكدها؛ عرقها؛ تنمية قدراتها الفطرية.. وما أسهل “خرط” عرق الآخرين..!
* إن حالة “نجوم الغد” الأولى وما تلاها من أفواج، ظلت ثابتة “مهرجانياً” ولم تغب عن “العين!” إذ لم يعبروا بنا إلى “الحالة الأرقى” المرتجاة… ما زالوا يحاولون عبور سلّم الغناء، فلا فاجأوا السوح بأعمال خاصة ذات شأن ولا غابوا..!
ويظل انتظار التطور الغنائي في عمقه الأعم ذا ارتباط بحالة عامة للبلاد المرهقة بتكاليف الواقع.. لكن من كدّ ظفر؛ مهما بلغ المكان في الحطام..!
ــــــــــــــــــــــ
الأخبار ــ من صفحة (منوعات).

تعليق واحد

  1. اقتباس:

    (و يظل انتظار التطور الغنائى فى عمقه الأعم ذا ارتباط بحالة عامة للبلاد المرهقة بتكاليف الواقع )

    ما أروعك يا شبونه اتيت بالمفيد

  2. اقتباس:

    (و يظل انتظار التطور الغنائى فى عمقه الأعم ذا ارتباط بحالة عامة للبلاد المرهقة بتكاليف الواقع )

    ما أروعك يا شبونه اتيت بالمفيد

  3. والله موضوعك رائع جدا ولابد من الجرأة للكتابة في هكذا مواضيع والغريبة انو الاستاذ حمدالريح انتقد نفسه بنفسه حين قال في احد اللقاءت ان واحد من عمالقة الفن السوداني كان يكن التقدير لجيله اي جيل حمدالريح لانهم استطاعوا ان يضيفوا للابداع ابداعا فالسؤال اليوم للاستاذ حمد ماهي اضافة تلاميذك في نجوم الغد للابداع السوداني ؟ باعتبارك المسئول الاول في تقديمهم على اكتاف وحساب الاخرين .

  4. والله موضوعك رائع جدا ولابد من الجرأة للكتابة في هكذا مواضيع والغريبة انو الاستاذ حمدالريح انتقد نفسه بنفسه حين قال في احد اللقاءت ان واحد من عمالقة الفن السوداني كان يكن التقدير لجيله اي جيل حمدالريح لانهم استطاعوا ان يضيفوا للابداع ابداعا فالسؤال اليوم للاستاذ حمد ماهي اضافة تلاميذك في نجوم الغد للابداع السوداني ؟ باعتبارك المسئول الاول في تقديمهم على اكتاف وحساب الاخرين .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..