أخبار السودان

اتحاد الكتاب السودانيين.. تداعيات ما بعد الشمع الأحمر!

الخرطوم: فتح الرحمن حمدان

صدر مؤخراً قرار في مواجهة اتحاد الكتاب، اعتبر بمثابة وقف لنشاطه وحجر على حركته الثقافية. “التغيير” رأت أن تستجلي الأمر من أهله، وأن تقف على مسبباته ودوافعه وأن تغوص في الدواعي التي أفضت الى توزع الكتاب على عدد من الاتحادات. القرار الصادر من مسجل الجميعات الثقافية القاضي بإغلاق الاتحاد “لممارسته أنشطة تخالف أحكام قانون تنظيم نشاط الجماعات الثقافية القومية لسنة 1996م” بحسب الحيثيات التي حواها قرار رسمي من مسجل الجمعيات الثقافية. القرار وهو يأتي كحلقة جديدة في سلسلة إغلاق المراكز الثقافية منذ 2012م، واستمرت حتى الشهر الجاري بإغلاق “مركز الأستاذ محمود محمد طه الثقافي”، وصولاً إلى “اتحاد الكتاب السودانيين”، اتحاد الكتاب رأس إدارته منذ إعادة تكوينه في العام 1989م عدد من المثقفين السودانيين؛ منهم المؤرخ يوسف فضل، والروائي إبراهيم إسحاق، والشاعر عالم عباس، والباحث الأكاديمي عبد الله علي إبراهيم، والأستاذ كمال الجزولي. أما في تكوينه الأول، كان على رأسه الناقد علي المك، والكاتب جمال محمد أحمد. “التغيير” بحثت ما رواء الشمع الأحمر لتقف على حيثيات إغلاق اتحاد الكتاب السودانيين.

الأمين العام لاتحاد الكتاب السودانيين عثمان شنقر؛ قال لــ”التغيير” عن القرار القاضي بإغلاق الاتحاد: نحن لا نعلم دواع واضحة أو مبررات موضوعية لإغلاق الاتحاد أو إيقاف تسجيله باعتبار ما نقوم به من أنشطة عالمية وجماهيرية؛ كلها تصب في نطاق العمل الثقافي الفكري وملتزم بقانون الجمعيات الثقافية والنظام الأساسي للاتحاد (دستور الاتحاد) ونحن ليست لدينا أي فكرة عن دواعي الإغلاق، فقط استلمنا خطاباً من مسجل الجمعيات الثقافية ولكن سنتعامل مع الأمر وفق قانون المسجل والجمعات الثقافية.

الخطوات التي تم اتخاذها عقب قرار الإغلاق؟

عقدت اللجنة القانونية اجتماعاً مع اللجنة التنفيذية، وأعدت خطاب طعن ومن ثم أعدت استئنافاً سوف نخاطب به الأمين العام لوزارة الثقافة الاتحادية، وإن لم نجد الحل نصعّد الأمر ونخاطب الوزير الاتحادي لوزارة الثقافة، وفي حالة لم نجد الحل نلجأ بعدها الى القضاء وهو الفيصل.

واذا لم تتوصلوا لقرار يعيد الاتحاد؟

بعدها سوف يكون لكل حدث حديث، ولكن نحن نعتقد أننا في دولة قانون ومؤسسات.

هل تلقيتم أي إنذار قبل صدور القرار؟

لم نتلق أي شكل من أشكال التوجيه أو الإنذار، فقط فوجئنا مع الجميع بهذا القرار القاضي بإغلاق الاتحاد؛ والذي جاء في حيثياته أن الاتحاد خالف لوائح وقانون تسجيل الجماعات الثقافية، وأحكام النظام الأساسي للاتحاد. وعندما ذهبنا لمعرفة هذه القوانين التي تم تجاوزها لم نجد أية إجابة.

الشاعر محمد طه القدال قال: الأمر غير مقبول إطلاقاً والأنكى والأمرّ أن القرار صادر من وزارة الثقافة؛ المؤسسة التي من شأنها أن تهتم بالثقافة وتدافع عن المنابر الثقافية باعتبارها منفذاً للاستنارة والوعي، اذا بها تصادق على قرار إغلاق الاتحاد، والأمر ليس فقط إغلاقه الى حين إشعار آخر، بل حذف اسمه من السجلات، الذي يترتب عليه سحب التصديق الذي يصعب بعده تسجيل الاتحاد، وليس هذا هو المنبر الأول الذي يتم إغلاقه، فأين مركز الخاتم عدلان… والقائمة تطول، وبعد كل هذا نأتي ونقول إننا نرعى الثقافة. هذا تناقض غير مقبول.

ألا تعتقد أن تعدد المنابر هو السبب وراء الإغلاق؟

اذا كان الأمر كذلك لم فقط اتحاد الكتاب، أليس هنالك منابر أخرى كان أيضاً يجب إغلاقها، ثم لماذا نخاف من التعدد؟ ولكن برغم القرار سيظل اتحاد الكتاب باق ولن تجدي سياسية تكميم الأفواه.

الشاعر هيثم الشفيق يقول: طالما أي سوداني لديه علاقة بالأدب والكتابة بصورة عامة ويحلم أن يكون عضواً فعالاً في اتحاد الكتاب، ويتفاجأ بقرار الإغلاق، حتماً سيصاب بالإحباط خاصة أن الاتحاد منبر يطل عبره هؤلاء الأدباء والمبدعون.

محمد آدم بركة؛ المدير التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين برأيه: أن الهجمة الشرسة التي تتبناها السلطات على الدور الثقافية ومراكز الاستنارة؛ مسألة مرفوضة عند المثقفين بشكل عام، وأضاف: فيها عدم وعي وتقدير للحركة الثقافية، وهي تعكس صورة سلبية عن السودان خاصة فيما يلي التضييق على الحريات، وأضاف نحن في حاجة إلى أن تعي الدولة أهمية هذه الدور الثقافية خاصة وأن السودان يمر بمرحلة خطيرة، مشيراً الى التقرير الأخير الذي صدر عن وزارة الشباب والرياضة؛ والذي أوضح من خلاله أن هنالك هجمة تدميرية للشباب ولا يمكن مجابهة هذه الهجمة إلا من خلال المراكز الثقافية والشبابية، داعياً الدولة الى تسليط الضوء على المراكز والعمل على توفيرها وليس إغلاقها. وأضاف أن اتحاد الكتاب له دور فعال تجاه النهوض بالثقافة السودانية.

تعدد المنابر الأدبية في السودان

شهد السودان في الآونة الأخيرة تعدداً في المنابر الثقافية التي تضم الأدباء والكتاب السودانيين، وكأنما تم التحديد وفقاً لمشاربهم الفكرية وليس الأدبية، بيد أن الأدب والاستنارة لا تتحكم بآيديولوجية معينة. فنجد – على سبيل المثال – اتحاد الكتاب السودانيين الذي تم إغلاقه، بالإضافة للاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودنيين بزعامة قدور، وكذلك الاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين بقيادة الدكتور عبد الله صالح. أما فيما يتعلق بالجمعيات والتجمعات الصغيرة التي لا تحتضنها دور، فعنهم حدث ولا حرج، حول هذا قال الفريق عمر قدور رئيس الاتحاد القومي للأدباء والكتاب: إن ظاهرة تعدد المنابر الثقافية في السودان ظاهرة تاريخية شأنها شأن التعدد السياسي وتمتد جذورها إلى السنوات التي أعقبت نيل البلاد لاستقلالها فبجانب اتحاد الأدباء ظهرت آنذاك رابطة (أبا دماك) وهي تنظيم ثقافي يمثل المد اليساري وتضم عدداً من الكتاب والمبدعين؛ الذين رأوا أن يكون لهم تجمعهم ومنبرهم الخاص بهم بجانب جماعة (الأبروفيين) التي كانت تضم آل الكد وأصدقاؤهم، جماعة (الفجر) والهاشماب، والتي كانت تشمل المحجوب وأحمد يوسف هاشم والأخوين محمد وعبد الله عشري الصديق

التغيير

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..