البرنامج الانتخابي‎ ‎للمرشح المستقل لرئاسة الجمهورية الأستاذ/علم الهدى أحمد عثمان

البرنامج الانتخابي‎ ‎للمرشح المستقل لرئاسة الجمهورية
انتخابات أبريل 2015‏
الأستاذ/علم الهدى أحمد عثمان
الرمز : الكرة

ترسيخاً لمعاني الديمقراطية وإعمالاً لمبدأ التداول السلمي للسلطة عبر صندوق الاقتراع ‏تشهد هذه الأيام الساحة السياسية السودانية ثمة ترتيبات وإعدادات بشأن الانتخابات العامة ‏وهي وتجئ هذه المرة كحدث تاريخي مهم يخطف فيه الشباب القفاز بتقديم أوراق اعتمادهم ‏كمرشحين على أعلى مستوى أي لرئاسة الجمهورية وهذا إن دل ًعلى شيء إنما يدل على مدي ‏استشعار الشباب للمسئولية الوطنية ولمقتضيات ضرورات المرحلة في أن يكون للشباب دور ‏في تحريك الساكن وكسر حاجز الخوف والجمود والخمول والركون إلي السلبية قيد الولاء ‏الأعمى والتبعية العقيمة التي لا تجدي نفعاً. ويجئ تدخل الشباب أيضاً لمجمل ما يجرى في ‏الساحة السياسية السودانية من أوضاع معيبة للغاية حدت بنا بأن يكون لنا صوت له ما بعده ‏من صدى لدى كل من ألقى السمع وهو شهيد وهو برنامج انتخابي يحمل طرح مستلهما من ‏واقع الأحداث والأزمات والضائقات والمحن والإحن وسائر الكوارث والصروف والأنواء التي ‏ظلت ولم تزل تخيم على رؤوس أبناء شعبنا الكريم في انتظار من يستشعر المسئولية الوطنية ‏ويستنهض الهمم لأجل التصدي لهذه المهام الجسام والقضايا العادلة العظام، وإثرها توصلنا ‏لرؤى واضحة بصدد مجمل هذه الأوضاع وخرجنا ببرنامج وأطروحات ورؤى تشكل في مجملها ‏‏- إذا ما تسنى لنا الفوز- خارطة عبور بالسودان إلى بر الأمان.. فإلي حيثيات وبنود هذا ‏البرنامج الانتخابي:‏
‏ ‏
أولاً: بشأن المهددات والتحديات:‏
‏1- إن الأوضاع السياسية والاقتصادية والدستورية في البلاد تتجه من سيئ إلى أسوأ، وأن ‏انقسام الدولة أصبح مطروحاً على الساحة بشكل ملفت للنظر، لاسيما في النيل الأزرق وآبيي ‏وجبال النوبة ودارفور وكردفان بولاياتهما المختلفة بالإضافة إلي أقصي شمال السودان. ‏
‏2- إن ضعف الدولة قد أدى إلى تهديد العديد من أطراف أجزائه بالاحتلال من قبل ‏الطامعين، بالإضافة إلى سائر المهددات الجيوسياسية.‏
‏3- إن هناك ثمة حالات انفلات أمني كبيرة في دارفور، وحالات قلق أمني وتوترات في أجزاء ‏مختلفة من السودان.‏
‏4- إن هناك حالات استقطاب حاد ظل ولم يزل ينتظم كافة السوح في السودان بخاصة في ‏آبيي فيما بين الحزب الحاكم والحركة الشعبية وأن هذا الاستقطاب إشارة إلى خطر محدق بأهل ‏آبيي سواء المسيرية أم الدينكا.‏
‏5- إن هناك حالات قلق حاد وعدم رضا في سائر الولايات السودانية عن مجمل ما هو ‏حاصل من تردى في الخدمات وتدنى في مستوي المعيشة وشح مصادر الدخل أو بالأحرى ‏انعدامها إلي ذلك من افتقار لأدنى مقومات العيش بعزة وكرامة للإنسان.‏
‏6- إن الجيش السوداني قد تم تهميشه وتفتيته من خلال زرع مجموعات نظامية شبيهة ‏كالدفاع الشعبي والدبابين ومليشيات الأمن الوطني والدعم السريع. وأن هذا خطر على الشعب ‏السوداني بأسره لأنه إذا ما حدث أي انفلات أمني داخل العاصمة بالذات أو سائر المدن ‏المكتظة بالسكان فسوف تحدث مجازر كبيرة. ‏
‏7- إن الأوضاع الإقتصادية في البلاد متأزمة ، وأن ديون السودان الخارجية في حالة تراكم ‏وأن هناك عجز كبير في الموازنة مع ارتفاع أسعار السلع والخدمات باتجاه تنامي التضخم مع ‏الشعور بضائقة إقتصادية شعبية بشكل عام.‏
‏8- إن سياسات التحرير الإقتصادي لم يتم تطبيقها بالشكل السليم، وأن تدخل الدولة في قانون ‏السوق يتم أيضاً من خلال الضرائب والجمارك والرسوم وكافة الجبايات الأخرى الضخمة والتي ‏تعيق التحرير الإقتصادي، وتؤدي إلى زيادة الأسعار وعدم قدرة المنتجين على المنافسة الدولية ‏مما نجم عنه إخلال وتشويه كبيرين حيال السياسات الإقتصادية. ‏
‏9- إن الحصار الإقتصادي الذي ظل مضروبا على السودان سنينا عددا لعب دوراً كبيراً في ‏تأزم الموقف الإقتصادي في الدولة، ووقف عائقاً كبيراً أمام سياسات التحرير الإقتصادي.‏
‏10- إن سياسات الدولة الخارجية لم تكن على قدر المستوى الذي تطمح إليه الشعوب الواعية ‏المتطلعة، وأن سياسات الدولة كانت في مجملها وقتية وموسمية وغير مدروسة ويعوذها بعد ‏النظر مما تردى بالعملية الإقتصادية إلي مستوى الحضيض وحصرها في إطار المحلية وعدم ‏الإرتقاء بالعلمية الإقتصادية للعالمية وولوج الإتفاقات الدولية ذات الصلة ، وهذا على حد ذاته ‏أفضى إلى توتر العلاقات بين السودان والمجتمع الدولي . وهذا أيضاً لعب دوراً كبيراً في ‏التأثير على الإقتصاد القومي.‏
‏11- إن الفساد قد استشرى في كل مفاصل الدولة، وأن القوانين تفتقر إلى النسق الموحد الذي ‏يفضي إلى مكافحة الفساد, إضافة إلى أن استشراء الفساد قد أصبح مؤسسياً بمجرد وضعه ‏تحت مسمى التمكين الإقتصادي. ‏
‏12- إن الحريات العامة يجب أن تكون مكفولة في الدولة، وأن تجد هذه الحقوق وتلك ‏الحريات حماية لها من خلال القوانين.‏
‏13- إن هناك ترهلاً إداريا كبيراً، وأن هذا الترهل الإداري، أسفر عن إهدار كبير للمال ‏العام، إضافة إلى أنه أفضى إلى تشتيت إداري وفوضى من ناحية المسئولية الهيكلية.‏
‏14- إن الدستور الحالي (الانتقالي لسنة 2005) كان إيجابياً في الكثير من بنوده ومع ذلك ‏فإنه افتقر إلى التأكيد على بعض المصالح التي يجب حمايتها دستورياً.‏
‏15- إن عجز الأحزاب السياسية وضعفها قد أديا إلى استقطاب حاد وانجذاب مقابل للقوميات ‏والعرقيات مما أفضى إلى حالة من العنصرية المبطنة أو في العلن، وهذا بدوره أدى إلى حالة ‏قلق أمنى ونزاعات وتوترات تهدد السلم والأمن الوطنيين.‏
‏16- إن الحكومة كم وقفت عاجزة حيال بعض التدخلات الأجنبية في مسائل وأمور تُعد من ‏صميم الشأن الداخلي للسودان، كما ظلت غير قادرة على حماية سيادة الدولة وحدودها البرية ‏والبحرية والجوية ضد الغارات والهجمات الأجنبية.‏
‏17- إن المواطنين ورعايا الدولة عموماً لم يعودوا في مأمن من أي هجمات أجنبية على ‏الدولة، مع عجز الحكومة عن حمايتهم ضد هذه الهجمات.‏
ثانياً: الحلول المعتبرة: ‏
‏1. تفكيك كافة المليشيات والمنظومات ذات الصفة الشبيهة بالجيش كالدفاع الشعبي ‏والدبابين وقوات الأمن الوطني وخلافه وبناء جيش قومي موحد. ‏
‏2. إعادة صياغة الدستور بوضع لبنة تؤسس لدستور دائم بما يكفل الحقوق والحريات ‏وإبراء ذمم المسئولين وأصحاب المناصب الدستورية بإعلانهم عن ممتلكاتهم المنقولة والعقارية ‏داخل أو خارج السودان.‏
‏3. تشكيل محاكم متخصصة مستقلة مشكلة من قدامى القضاة ذوي الخبرة لمحاكمة ‏المفسدين. ومنح القضاة الحصانات اللازمة من التأثيرات الخارجية والداخلية سيما ذات الصلة ‏بالسلطة التنفيذية‎.‎‏ ‏
‏4. رفع الحصانة عن كل من يشتبه في تورطه في جرائم المال العام والكسب غير ‏المشروع ببيانات قوية وقرائن دامغة . ‏
‏5. الإصلاح السياسي.‏
‏6. الإصلاح الإقتصادي (مكافحة الفساد ومحاربة الغلاء ـ تبنى سياسات إقتصادية ناجعة ‏من تحديث الإقتصاد بواسطة زيادة مرونة الجهاز الإنتاجي عبر إفساح المجال للمبادرات ‏الفردية في الإنتاج والاستثمار والإبتكار والتجديد إلي ذلك إتخاذ السياسات النقدية والمالية ‏والإقتصادية المتعلقة بالحوافز والتسهيلات لتشجيع القطاع الأهلي علي تحقيق الزيادة في ‏المعروض من السلع والخدمات بما يتناسب مع حجم الطلب، أيضاً إتخاذ إجراءات إدارية ‏لازمة تحقق التنظيم والضبط فيما يتعلق بالطلب والمعروض مع مدي ضرورة وضع سقوف ‏سعرية).‏
‏7. العمل على حيدة ونزاهة وقدرة واستقلالية القضاء الوطني كي تكون له الولاية في حدود ‏إقليم الدولة على كافة أنواع الدعاوى الجنائية. وخضوع جميع رعايا الدولة لولاية القضاء ‏الوطني دون الإذعان لدعاوى أي قضاء خارجي، أو المثول أمامه.‏
التعديل الدستوري: ‏
‏1. عدم تحصين قرارات السلطة التنفيذية من الرقابة القضائية.‏
‏2. التأكيد على ضمانات المتهمين أثناء التحقيق الابتدائي (التحريات)، وأثناء المحاكمة.‏
‏3. ضمانات المحاكمة العادلة للمتهمين وفق ما أرسته منظمة العفو الدولية والأعراف الدولية.‏
‏4. كفالة الحياة الخاصة فيما يتعلق حرمة المساكن والأشخاص في حالات التفتيش والقبض ‏والضبط في مواجهة الشرطة والنيابة العامة.‏
‏5. إعادة صياغة القانون الجنائي ليضمن تفسيراً ضيقاً وعدم توسع الشرطة أو النيابة أو حتى ‏القضاء في تفسيره لمصلحة السلطة التنفيذية.‏
‏6. التأكيد على ألا تقوم لوائح تنظيم ممارسة الحقوق الدستورية على المصادرة على هذه ‏الحقوق بدواعي الأمن القومي أو التفسير الموسع كالخلط بين الشغب والتجمهر غير المشروع ‏وحق التظاهر.‏
‏7. المساواة أمام القانون، وليس إذا ما سرق الشريف (سلطوياً) تركوه وإذا ما سرق الضعيف ‏‏(المواطن العادي) أقاموا عليه الحد.‏
‏8. حرية التفكير والتعبير والإبداع: فيجب أن يتم كفالة حرية التفكير ومن ثمَّ حرية التعبير ‏وعدم وضع قيود على الإبداع ويتطلب ذلك: ‏
‏1. أن تكون وسائل الإعلام قومية وغير موجهة .‏
‏2. إنهاء الرقابة بكافة أشكالها على وسائل الإعلام .‏
‏3. عدم استخدام مصطلح الأمن القومي كمسوغ لكبت الحريات .‏
‏* مكافحة الفساد : ‏
‏1- إبراء ذمة كافة أصحاب المناصب الدستورية في الصحف الرسمية والأوسع إنتشاراً ولا ‏يُقبل أي شخص بالعمل العام حتى يبرئ ذمته بإقرار مشفوع باليمين ويسري هذا بأسر رجعى ‏دون أن يؤثر ذلك على الحقوق المكتسبة قبل نفاذ هذا الأمر.‏
‏2- عدم جواز الجمع بين الوظيفة العامة والعمل بأي نشاط تجاري خاص بما يشمل العمل ‏الزراعي.‏
‏3- عدم جواز الجمع بين وظيفتين حكوميتين .‏
‏* الحصانة النسبية : ‏
تقف الحصانات غالباً عائقاً دون الرقابة القضائية فلأجل ذلك نطالب بالآتي : ‏
‏(أ‌) أن تكون الحصانة نسبية: أي أن تظل الحصانة قضائية ما عدا في مرحلة المحاكمة ‏والتنفيذ فيما يتعلق بعملية تفتيش الأشخاص والأماكن.‏
‏(ب‌) يظل صاحب المنصب الدستوري محصناً من القبض عليه أو حبسه إلى حين صدور ‏حكم بالإدانة . كما يجوز له أن يوكل محامي في كافة مراحل الدعوى تقديراً لحجم المشاغل ‏التي يضطلع بحكم منصبه .‏
‏(جـ) تمكين هيئة التحقيق من طلب كافة المعلومات التي تفيد في التحقيق من كافة الهيئات ‏والمؤسسات والمصالح الحكومية أو الشخصيات الإعتبارية عامة كانت أم خاصة، سيما : ‏
‏* البنوك (ويخاطب البنك المركزي) .‏
‏* مسجل عام الشركات .‏
‏* مصلحة الأراضي.‏
‏(ث‌) ويكون على كافة هذه الشخصيات الإعتبارية تسهيل مهمة عمل هيئة التحقيق .‏
‏(ج‌) تخاطب وزارة الخارجية لتسهيل تعقب الفساد خارج السودان، بمخاطبة الجهات الأجنبية ‏المختصة، ويكون للهيئة المعنية كافة السلطات والإختصاصات المكفولة لمخاطبة الحكومات ‏والهيئات الأجنبية بصورة رسمية ومستقلة بالتنسيق مع وزارة الخارجية.‏
‏(د) منح منظمات المجتمع المدني غير الحكومية سلطات رقابية واسعة لمواجهة وكشف ‏الفساد.‏
‏* التنمية البشرية والنقابات والطلاب والخريجين وتوطين التكنولوجيا:‏
أ‌ـ بشأن التنمية البشرية :‏
‏1ـ توسيع دائرة التدريب المهني ؛ بحيث يكون الاستيعاب أشمل وأوسع نطاقاً خارج دائرة ‏الانتماء الضيق الذي يقعد سائر القوى الشبابية الطليعية المبدعة إثر.‏
‏2- توسيع نطاق دائرة التأهيل المهني والحرفي والفني.‏
‏3- التأهيل النفسي :‏
‏? رفد العديد من مراكز التأهيل النفسي وتزويدها بأحدث المعينات اللوجستية اللازمة ‏لأداء المهمة المنوطة بها .‏
‏? توسيع دائرة الفحص النفسي لكافة شرائح الشباب العامل والمهني سيما ، العاطلين والمقعدين ‏عن العمل والوظائف .‏
‏? عدم إعتبار المشاكل النفسية عائقاً عن التوظيف وإعتبارها مجرد أمراض معنوية ظرفية عابرة ‏تزول بزوال المؤثر، أي بالتوظيف والاستيعاب، خاصة أن الشباب في الفترات الماضية قد ‏عاني من ويلات الحروب، والإقصاء السياسي، والتهميش الاستيعابي، والبطالة، والعطالة، ‏والعزوف عن الزواج لضيق ذات اليد والتكاليف الباهظة، وغير ذلك من مسببات الإحباط ‏واليأس المفضي إلى تقليص الأدوار وتضيق الفرص إلي درجة كتم الأنفاس وجمود الأذهان ‏وتثبيط الهمم وسائر تحنيط الفكر.‏
ب‌- بشأن النقابات:‏
حيث تكون على قدر من الحيدة التي تكفل لها الإضطلاع بالدور السامي المنوط بها ‏وفق مهنية وحرفية عاليين، كتأهيل الشباب بدلاً من أن تكون النقابات بقوانينها عائقاً أمام ‏استيعاب الشباب وإقعادهم عن العمل، ولا يتسنى ذلك إلا إذا أخرجت النقابات من ثوب التبعية ‏العقيمة في إطار الإنتماء الضيق والتوجيه السلبي المضروب عليها إثر ذلك بما جعلها كأي ‏سائمة توجه كيف ما شيء لها ومتى ما أريد لها لعب هذا الدور أو ذاك. ‏
ج- بشأن رعاية كافة الطلاب واستيعاب الخريجين:‏
‏* ينبغي كما يجب أن يكون الإختيار للخدمة المدنية وفق معيار الكفاءة والجدارة والخبرة وليس ‏عبر معايير المحسوبية والمجاملة والوجاهة.‏
‏* تغيير قوانين الجامعات التي تقف عائق أمام استيعاب العقول وذوي الخبرة من الأساتذة من ‏أصحاب الدراسات العليا سيما الذين تلقوا تعليمهم بالخارج وعدم استيعاب هؤلاء يفضي إلى ‏حرمان طلاب الجامعات السودانية من خبرات هؤلاء التي جلبوها من الخارج في مجالات العلم ‏والمعرفة الحديثة . ‏
‏* الإهتمام بتأهيل المراكز الرياضية، وذلك بتوفير البيئة الملائمة للتنشئة الرياضية السليمة ‏مستفيدين من تجارب الآخرين وأحدث ما تم التوصل إليه في هذا المجال المهم. لأن الرياضة ‏تلعب دوراً مهماً في التواصل بين الشعوب وتقليل العنف الشبابي . ‏
‏* توسعة الدراسات الإجتماعية لتمتد إلى كافة مؤسسات الدولة الرسمية والشعبية بقصد بناء ‏القدرات ومساندة أجهزة الإحصاء الرسمية أو الأهلية في دقة البيانات الإحصائية.‏
‏* دعم مراكز البحوث العلمية.‏
‏* تسهيل العمل الإحصائي في إطار البحث العلمي بما يؤسس لتدعيم منهجية البحث.‏
‏* تسهيل إجراءات المصنفات العلمية البحثية والفنية والأدبية وذلك بحفز الكتاب وعدم إثقال ‏كاهلهم بأعباء مالية.‏
‏* إنشاء مؤسسة عامة للطباعة والنشر تقوم بالنشر المجاني (أو المدعوم بدون تمييز) ‏للأبحاث العلمية ، ودون معوقات شخصية أو انتمائية .‏
د- توطين التكنولوجيا: ‏
توطين التكنولوجيا وليس مجرد نقل التكنولوجيا ، وذلك بناء على المعايير الفنية والقانونية ‏التي تساعد على تأهيل الشباب وإنعاش الاقتصاد الوطني ليتمكن من إحداث نقلة تكنولوجية ‏في السودان وخلق ميزة نسبية تذكر.‏
ثالثاً: إن كل الكوارث التي خيمت على الوطن كان سببها تجاهل المسلمات أعلاه وبذلك:‏
‏1- تكون الساحة السياسية السودانية مفتوحة أمام كافة الخيارات .‏
‏2- تطفو على السطح وسائل التغيير التي منحها المجتمع الدولي الشرعية الدولية للشعوب ‏الراغبة في التحرر الوطني والديمقراطي.‏
‏3- تفعيل خيارات الشعب لكسر حلقة المساومات الحزبية السياسية الرخيصة ومحاصصات ‏المشاركات الهزيلة .‏
‏4- استمرار حالة التردي الإقتصادي والسياسي (محلياً وإقليمياً ودولياً) والإجتماعي والخطاب ‏الديني والفساد الإداري والمالي وإنهيار وتدهور التعليم والصحة والمؤسسات العدلية .‏
‏5- استمرار حالة إنجذاب للخارج من قبل سائر القوى السياسية والثورية بما فيها النظام الحاكم ‏سواء إلى الغرب، أو الصين أو إيران أو دول الجوار… الخ بحسب الحال والظروف لكلٍ.‏
‏6- استشراء حالة الاستقطاب الحاد جهوياً وقبلياً ودينياً وعرقياً، بما يدعم عناصر التفكك ‏ويضعف عناصر التوحد. ويشرذم الدولة وينقصها من أطرافها.‏
‏7- تتأصل في النفوس عوامل استشراء الظلم إلي درجة الغبن بما يكون لتفجير الثورات بلا ‏هوادة سيما في ظل تنامى حالات الغلاء الفاحش والعطالة والبطالة والفقر المدقع والجهل وزوال ‏الطبقة الوسطى وإنقسام الشعب إلى طبقتين بينهما هوة شاسعة.‏
‏8- عدم القدرة على استشراف آفاق أرحب ومصير هذه الدولة مجهول سياسياً وإقتصادياً ‏وإجتماعياً وثقافياً ومدي غرق الدولة في حالة من التوهان السلطوي والإداري.‏
‏9- المهددات الخارجية ظلت في حالة تنامى وتفاقم مع استمرار حالة تردي علاقات السودان ‏مع غيره من أسرة المجتمع الدولي على كافة الصًّعد.‏
‏10- إزدياد حالات الانفلات الأمني في كل ولايات الدولة وتغليب قانون القوة على قوة القانون ‏والعقل والمنطق من قبل جميع الفرقاء.‏
‏11- غياب مضامين الحكم الراشد وفقاً للمعايير الدولية ذات الصلة وتحل محله شرعنة الحكم ‏وفق مفاهيم القوة و القمع أو الإقصاء السياسي أو الوثب فوق إرادة الشعب.‏
‏12- ومن ضمن ذلك ما يستنتجه كل وطني وحادب على مصلحة السودان وإنسانه من مثالب ‏ومساوئ الاستمرار في ظل هذا الوضع المعيب والمتردي للغاية .‏
هذا البرنامج الإنتخابى الذي نتقدم به قوامه التغيير لما فيه من تحريك للساكن ‏واستنهاض للهمم واستشعار للمسئولية الوطنية ولما فيه من تحقيق للتنمية الإقتصادية والتقدم ‏العملى والتكنولوجى وضرورات الإلتزام بحقوق الإنسان والديموقراطية وإعمال مبدأ التسوية ‏السلمية في النزاعات ومدى أهمية إنهاء سباق التسلح وضرورة أن تقوم العلاقات الخارجية فيما ‏بين الدول علي الصالح والتوجه العام والهم محل الإهتمام المشترك والتوازن والإحترام المتبادل.‏
البرنامج الإنتخابى والموجهات العامة للتغيير:‏
تأثيره يحقق التغيير المنشود ويمثل دليلاً للمسئولية الوطنية؛ موقظاً للضمير الوطني، حراكاً ‏وعراكاً وكسراً لحاجز الخوف تجاه امتطاء صهوات جياد التغيير تحرراً من الهيمنة والاستعلاء ‏المعيب. يشئ بوضع مشروع أكثر جاذبية يتبنى إنفاذه الشباب الذين يملكون عبقرية التغيير، ‏وبفضل جهود تفجير طاقات الشباب المقعد عن قصد وسبق إصرار وتوجيه ديناميكيته على ‏وجه جادة الصواب نستطيع بناء وطن شامخ يصمد أمام كافة الأنواء.‏
‏ ‏
البرنامج الانتخابي:‏
يطرح القضايا المسكوت عنها؛ ويؤسس على أن مداهمة الخطر خير من التوجس ‏نحوه، ويكون حرياً بالشعوب حرق قيود الظلم والإقصاء والتهميش بدل حرق أنفسنا .‏
البرنامج الإنتخابى:‏
يوضح أن التغيير واجب وطني ومن حق الشعوب الجرأة على إتخاذ قرار التغيير، ‏لأجل كسر قيود الوصاية غير المبررة وننوه إلى أن تلك الشعوب وعلى نهج مدرسة التغيير لا ‏تتورع عن سلك طرق النضال الوعرة لأجل الكرامة والعزة وإنحسار مد الكسل السياسي؛ وفق ‏آليات أنجع إذا ما فشلت الدعاوى السلمية.فلأجل ذا لا بد من العمل الدؤوب لأجل إنجاح ‏الإنتقال السلمى السلس للسلطة من غير تلاعب بحق الشعب في إختيار من يمثلة على كافة ‏المستويات من منصب الرئيس إلى أدنى مستوى.‏
البرنامج الإنتخابى- مسلمات :‏
السودان اليوم يمر بمرحلة مخاض عسير تشيئ بمثابة مفترق طرق إثر مرحلة مفصلية ‏حاسمة؛ وفي هذه الأثناء يكاد السودان يكون ماثلا في لحظة كتم الأنفاس وكثيراً ما تستوقف ‏المدرك سيما بالمسائل الوطنية ومستلزماتها كلمة (دولة) لما لها من دلالات ذات مغزى يقود ‏إلى مقومات هذه الدولة من (أرض ـ سكان ـ سلطة ـرابطة” جنسية”)؛ فمن ناحية الأرض وما ‏تحتويه من موارد وثروات ثرة وشتى؛ فالسودان يكاد يكون الأغنى بموارده وثرواته؛ لكن تدق ‏المسألة عندما نأتي لوضعية استغلال هذه الثروات وتلك الموارد؛ فنجد والحق يقال أن جميع ‏الحكومات الوطنية التي تعاقبت على حكم السودان لم تقم بالإستغلال الأمثل لهذه الثروات ‏وتلك الموارد بإتجاه يحقق الإنفاذ الأفضل لريع هذه المكتسبات لأجل إفادة أفراد الشعب ‏بعائداتها الوفيرة؛ وإثر ذلك يحدث الظلم والغبن والشعور بالتهميش الكاف لتفجير الثورات ‏والحركات المطلبية المختلفة (سلمية أو غير سلمية) وقد عانت بلدنا وسائر أفراد شعبنا جراء ‏هذه السياسات الخرقاء الجائرة التي إضطلعت بها ولم تزل حكوماتنا الوطنية تضطلع بها في ‏إطار المصلحة الضيقة على حساب المجموع وباسم المجموع. أما من ناحية السكان، فالسكان ‏الذين يمثلون جموع أفراد الشعب السوداني فقد أضحوا مغلوبين على أمره موقد ضاقوا زرعاً ‏جراء سياسات الحكومات الوطنية التي أختزل دورها فقط في الوصول لسدة الحكم ويضربون ‏إثر ذلك بمصالح الشعب عرض الحائط؛ لأن هذه‎ ‎الحكومات الوطنية لا تقدر المسئولية ‏الوطنية التي تلقى على عاتقهم مهام جسام حيال‎ ‎البلاد والعباد؛ وإنما ترى هذه الحكومات ‏الوطنية وشغلها الشاغل وسائر القوى السياسية الصراع على السلطة لأجل البقاء على كرسي ‏السلطة على أن يدفع الشعب‎ ‎فاتورة سداد ذلك بنقص في الأنفس والأموال والثمرات والممتلكات ‏والمكتسبات‎ ‎وسائر ريع الثروات والموارد المختلفات. أما من ناحية السلطة فحدث ولا حرج فهي‎ ‎الجدلية الأوفر حظا في تفجير الصراعات وما يتبعها من أزمات تضفى زيادة أعباء وحروب ‏وويلات ثقيلة على كاهل أفراد الشعب المضنى بالأعباء أساسا؛ والذي كم ظل متطلعا لتغيير‎ ‎حقيقي ماثلا في تحول ديموقراطى حقيقي يكمن ورائه الخلاص من ربقة براثن‎ ‎الإستعمار ‏الوطني ويكون تغيير كفيل بكسر حلقات الظلم، الغبن، الإقصاء والتهميش؛ولا يكون التغيير ‏كذلك إلا إذا أفضى إلى سلطة تؤسس لإرساء مفهوم الحكمة منها بما يحقق الأصالة والعدالة ‏والتوازن وتوسيع دائرة المشاركة، وألا تعنى السلطة التسلط المفضي إلى تضيق دائرة المشاركة ‏رميا إلى الإقصاء جراء غياب نظام حكم راشد يؤسس لبناء دولة المؤسسات والقانون وإعمال ‏مبدأ الفصل بين السلطات ومدى أهمية توافر أجهزة رقابة محاسبية كفؤة تضطلع بالدور المنوط ‏بها بإقتدار وجدارة صونا للمال العام وفق شفافية محكمة وهذا الذي تفضلنا به على خطى ‏التغيير تأبى تطبيقه جميع الحكومات الوطنية لأن كافة معايير النزاهة والعدالة قد سجلت ‏غياب تام إبان فترات حكمها؛ فلأجل ذا ظل الشعب دوما متعطشا للتغيير متطلعا للتحول ‏الديموقراطى الحقيقي؛ تواقاً للحكم الراشد الذي يكمن ورائه الخلاص. فأما من ناحية الجنسية ‏فهي تمثل الرابط بين جميع أفراد الشعب ويتحقق بها معنى المواطنة التي هي أساس توزيع ‏الحقوق وإناطة الواجبات (مع تحفظنا على هذه الوضعية)، لأن أساس توزيع الحقوق والواجبات ‏ووضعية الشعب لدى الحكومات الوطنية عندنا في السودان هو المجاملة، المحسوبية والمزاج ‏الشخصي. كل ذلك حدا بنا التفكير ملياً على خطى التغيير في المخرج الممكن من هذه الوهدة ‏الوطنية بحكم الظروف الدقيقة التي يمر بها السودان اليوم بما يستدعى ليس وقفة تأمل فحسب ‏وإنما إعمال إمعان فاحص لأجل ربط الماضي بالحاضر واستشراف آفاق مستقبلية رحبة على ‏خطى التغيير الذي يطرحه هذا (البرنامج الإنتخابى) والقائم على نهج التغيير ومدى أهمية ‏حشد كل الطاقات والإمكانات لأجل أن يتحقق هذا التغيير واقعا فعلى معاش وملموس كى ‏ينتظم كافة سوح وسائر صروح البلاد وبما يحقق طموحات وتطلعات ورغبات العباد الذين كم ‏ظلوا تائهين بين قبلة الحقيقة الغائبة ومحراب الحلقة المفقودة في السودان.‏
البرنامج الإنتخابى ? إقتضاء التغيير:‏
? على خطى التغيير؛ من أجل إحلال السلام والأمن ووضع أسس الحكم الراشد الذي ‏يكفل توسيع دائرة المشاركة وإرساء دعائم العدالة والتوازن والأصالة ورسم ملامح دولة ‏القانون والمؤسسات ومبدأ الفصل بين السلطات في بلدنا السودان.‏
? على خطى التغيير، من أجل وطن واحد يشىء أساس الحقوق والواجبات فيه المواطنة، ‏وطن يؤمن بجميع أبناءه، فيه تطرح جانبا كافة العقد والحزازات والتراسبات التاريخية، ‏وطن يأمن فيه الجميع على حياتهم وممتلكاتهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم، وطن ‏تجود فيه المصانع وتشرأب فيه السنابل وتتفجر فيه الطاقات والثروات.. وطن تجري ‏بطوله وعرضه الطرقات.. نبنيه بسواعدنا.. يزخر بالخدمات الصحية والتعليمية وغيرها ‏‏.. لا تُصادر فيه إرادة الناس إثر رغبتهم في الإختيار أو التغيير؛ ولا تقيد فيه ‏حرياتهم،يعيشون في طمأنينة، لا يخافون إلا سطوة القانون العادل الذي إرتضاه ‏الجميع، وطن يرتاح فيه الناس إلى رؤسائهم ووزرائهم وقادتهم وأئمتهم لأنهم جاءوا ‏بإرادة الكل من أجل خدمة الكل وإلى الكل.. وطن يُتحفنا فيه القادة بحُسن سيرتهم ‏ويرغمونا بذلك على محبتهم ونتباهي بهم ونضحي من أجلهم.. وطن واحد؛ مستقر ‏وآمن؛ لا نريده أشلاء تمزقه الحروب وتفتك ببنيه الأمراض والمجاعة فتنتفخ بطون ‏أبناؤه من سوء التغذية والحرمان والفاقة، وطن لا تكون لغة التفاوض فيه ولولة ‏الرصاص وأزيز المدافع.. وطن خال من الحروب والإنتفاضات المسلحة وغير ‏المسلحة..وطن تكون وسيلة الوصول إلى السلطة فيه الإنتقال السلمى عبر صناديق ‏الإقتراع.. وطن واحد موحد بالحب والعدل والسلام خالي من شتى ضروب التمييز ‏نعيش فيه بكرامة ونموت فيه بعزة وسلامة.. وتسوده الديموقراطية الحقيقية وحقوق ‏الإنسان والحريات الأساسية.‏
‏ ‏
علي هدي هذا البرنامج الإنتخابى نخلص إلي :‏
? على خطى التغيير، لأجل إرساء دعائم دولة مؤسسات فعالة تستجيب لمطالب توسيع ‏المشاركة وتلبية تطلعات الجماهير.‏
? على خطى التغيير؛ من أجل تقسيم عادل للسلطة كما الثروات وسائر الحقوق بدون ‏تمييز إلا على أساس المواطنة.‏
? على خطى التغيير؛ من أجل وضع دستور دائم يضع قاعدة سليمة للوحدة الوطنية ‏ويحقق ذاتية المواطن. دستور يهدف لبناء جمهورية يفخر بها كل المواطنين ويجدون ‏تحت سقفها شعور بالإنتماء والولاء والسيادة المصونة المحلاة بالوطنية الحقة بمنأى ‏عن أية ولاية أو وصاية وطنية أو أجنبية تقرر على غير هدى مصائرنا أو تعمى ‏بصائرنا.‏
? على خطى التغيير؛ من أجل إقامة تحول ديموقراطي حقيقى على أساس من التعددية ‏السياسية والثقافية والإجتماعية والدينية على وجهة عقدية.‏
البرنامج الإنتخابى ..التغيير مفهوم ومعنى:‏
? التغيير أمر يتعلق بتبديل الحال من حال إلى حال، أي بأن تكون الأمة على حالة ما ‏ومن ثم تنتقل إلى حالة أخرى مغايرة .(وما يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ‏الآية.. المقصود هنا التغيير السلبي ؛ أي من الأحسن إلى الأسوأ وبالمقابل إذا كنا في ‏وضعية من سوء الأحوال فإنه لا يتغير لنا حال للأفضل إلا إذا سلكنا سبل الوجهة ‏المستقيمة أو جادة الصواب.‏
? إلي ذلك التغيير كلمة تأخذ معنى نسبي بحسب الحال وطبيعته، أي يختلف التغيير ‏من وضعية إلى أخرى، ومن زمان إلى زمان، ومن شخص إلى شخص، ومن أمة إلى ‏أخرى.‏
? التغيير يجئ مرتبطا في الأصل بالنفس، والاستثناء أن يتنزل على تصرفات ‏ومعاملات الإنسان مع غيره، إذ الأمر يحتاج قراءة عقدية وفكرية وسياسية. فالحكام ‏الذين يرفضون التغيير إنما يؤسسون لأن تكون الحياة بلا عقيدة؛ والمعيشة بلا كرامة، ‏وبكذا يريدون الحكام بأن تكون الناس عبيد لهم يسبحون بحمدهم تملقاً وتذللاً أو كأي ‏سائمة يوجهونهم كيف ما شيء لهم. وإلا نعتوا بالجرذان، (آمنتم به قبل أن آذن لكم)، ‏في مسعى لتأصيل أسمى آيات الطغيان.‏
البرنامج الإنتخابى: التغيير تطلعات شعب واعى:‏
? كم ظل شعبنا العملاق يتطلع عبر الحقب الزمنية المختلفة إثر خطى التغيير:‏
? متعطشاً لمثول التغيير الحميد واقعاً، تواق إلى التحول الديموقراطى الحقيقى.‏
? ظل شعبنا الكريم ملؤه شغف لأجل حسم جدلية السلطة وتقاسم الثروات ورفد استدامة ‏التنمية، شعب يحدوه الأمل لأجل إرساء دعائم الحكم الراشد ودولة المؤسسات والقانون.‏
البرنامج الإنتخابى: التغيير آفاق:‏
يجئ التغيير في المادي والمعنوي، في الشارع، في المنزل، في المدرسة، في الجامعة، في ‏المؤسسة وصروح القضاء. تقتضى الضرورة القصوى إنتظام خطى التغيير القوانين والأنظمة ‏والتشريعات، فيتلاشى أمام خطى التغيير الكسب الحرام والسحت والإثراء بلا سبب مشروع ‏والاستغلال، وسائر ضروب الفساد. على خطى التغيير يد تحمى وأخرى تبنى، وعين تسهر ‏على الحدود وأخرى تسهر على حاجات الناس بحثا وتلبية.‏
البرنامج الإنتخابى : التغيير وتحديات المجتمع:‏
التغيير: يضع في الإعتبار التحديات التي تواجه المجتمعات اليوم من مشكلات التلوث، ‏أسلحة الدمار الشامل، مشكلات الفقر والمجاعة؛ مشكلات البطالة؛ مشكلات إنعدام أو تدنى ‏مستوى الخدمات، شح مياه الشرب النقية للإنسان والحيوان؛ مشكلات الصحة؛ مشكلات ‏التعليم؛ مشكلات المحافظة على البيئة؛ استنزاف مصادر الطاقة والثروات؛ مشكلات المحافظة ‏على البيئة والكائنات الحية؛ الجريمة والهندسة الوراثية؛ قضايا ومشكلات معرفية إعتقادية، ‏زائداً مشاكل التوفيق بين الدنيوي والعلوي الروحي والجسدي.‏
‏ ‏
البرنامج الإنتخابى: التغيير مواءمة:‏
وضعية التغيير إثر ذلك يكون إعمالا ممكنا متى كان ذلك أدعى وأجدى بقصد مواءمة ‏التطورات ومسايرة المستجدات وملاءمة المعطيات وأهمية مدى استيعابها وفق آليات وضعت ‏خصيصاً لاستيعاب أية حالة تطرأ أو تستجد على الساحة، هذا إيماناً منا على خطى التغيير ‏الراسخ الرؤى بأن سنة التغيير بخلاف التجديد ماضية ومستمرة لا تنتظر الواقفين والبقاء ‏سيكون للأقوى الذي يملك عبقرية التغيير التي يستطيع بها استيعاب حركة القوى المؤثرة التي ‏تجعله أكثر تمثيل وفاعلية في المستقبل، ومن يقف يكون بذلك قد دون نفسه في سجل ‏الذكريات فكممن حضارات سادت ثم بادت، وكم من دول شاخت بعد سطوتها وكل ذلك لا ‏لسبب سوى أن حقائق الكون تبرز كل يوم بوجه جديد مغاير ويصبح وقتها ليس الوقوف وحده ‏سبب الإقصاء من حركة التأريخ بل البطء أيضاً مع العلم بأن المعترضين لا يكونون أوفر ‏حظا من الواقفين وإثر ذلك تكون علة التغيير هي الحركة كما السكون علة العدم؛ لأجل ذا ‏كانت مقتضيات التغيير بحيث تلج القوى التي تملك سر الإبداع وتدرك كنه عبقرية التغيير ‏وضعية تمثل واقع جديد يتمثل في وضعية ثورة المعلومات والإتصالات العالمية التي بدورها ‏جعلت مستوى المشاركة عالميا فى عمليات التفاعل السياسى؛ الثقافى؛ والحضارى بشكل ‏يجعل معيار الكفاءة والقدرة على المنافسة يُحتم أن يكون عالميا لأن المعيار الإقليمى والمحلى ‏قد تجاوزهما الزمن ولم يعد لهما تأثير يذكر.‏
البرنامج الإنتخابى ? التغيير مقتضيات :‏
هناك ثمة مقتضيات للتغيير حدت بنا ووضعيتنا الماثلة بأن نترشح لرئاسة جمهورية ‏السودان منها:‏
أولاً: التغيير لماذا؟! لأن الأوضاع (بائسة)، الخدمات (منعدمة أو متدنية المستوى)، السياسات ‏‏(خرقاء)، الخطط (غامضة وفاشلة)، الاستراتيجيات (غائبة)، التنظيمات(مترهلة) المؤسسات ‏‏(هشة)، الأفكار (محنطة ومتخندقة خلف أسوار التبعية العقيمة والولاء الأعمى)، الرؤى (غير ‏واضحة)، إثر ذلك عادت التطلعات والآمال (مبددة) والوحدة (مهددة)، السيادة (منددة)، الأمن ‏والأمان والسلم والاستقرار (مترددة) والمصائر في ظل غياب البصائر ظلت هي الأخرى ‏‏(مجهولة أو بالكاد غير محددة).‏
ثانيا: إلي ذلك تشيئ مقتضيات التغيير في أن حال السودان اليوم يغنى السؤال على نحو ما ‏يلي:‏
‏?هناك أُناس شبعت لحدود التخمة وتبلُد الشعور بمعاناة الآخرين وعلى حساب الآخرين.‏
‏? أُناس ينفقون كثيرا في مسعى لتخفيض أوزانهم (المُثقلة بالسُحت).‏
‏? أُناس يأكلون ليعيشون (إثر عيش فقير تحسبهم أغنياء من التعفف لا يسألون أولى الأمر ‏إلحافا).‏
‏? أُناس لا يعرفون مصدر الوجبة التالية أي يرزحون تحت (خط الفقر) في ظل هذه الأوضاع ‏المتردية أين الدور المنوط بالراعي تجاه رعيته؟!! (لا حياة لمن تنادى).. وعليه ألم يكن حريا ‏بنا التدخل لأجل تغيير هذه الأوضاع للأفضل؟..‏
البرنامج الإنتخابى ? التغيير والأمن الإجتماعي:‏
‏? وعليه وعلى خطى التغيير أنه لا يتوقع وجود الأمن في ظل غياب الدولة أو غياب الخدمات ‏العامة وإذ يمثل غياب الضرائب إنعدام سياسة تربوية وصحية معتبرة يتبعه إنعدام الأمن ‏على المستوى الإجتماعى إثر ذلك تفقد الدولة شرعيتها وبالتالي ينعدم الأمن ما معناه الإهتمام ‏بقضايا المهمشين وأهمية مدى إنصافهم لا يمثل فقط مطلب إنساني وإنما ضرورة تحتمها ‏مقتضيات الأمن الداخلي.‏
‏? على منحى هذا البرنامج الإنتخابى نُدرك مدي أهمية إعمال التغيير في أحزيات طبيعة ‏النفس البشرية سيما المستبدة وكون سجيتها متسلطة تتحكم في شئون الناس بإرادتها لا بإرادة ‏الناس وتكمن الخطورة هنا وراء حكم الناس وفق هوى شخصي بمنأى عن الموضوعية بما ‏يؤسس للظلم والإقصاء؛ كل ذلك لأن تلك النفس المستبدة لا ترى الناس إلا كأي سائمة توجه ‏كيفما شيئ لها ولا يود منها إثر ذلك إلا التذلل والطاعة والتملق.‏
‏? البرنامج الإنتخابى ? التغيير التحديات:‏
مجمل هذه المعطيات شكلت ملامح تحديات هي الأكثر خطورة من أي وقت قد ‏مضى؛ بما جعل (وضعية التغيير بين مهابة ورجاء)؛ والإنسان عندما يُواجه بتحدي فإنه ‏ينتفض لذلك بتشمير السواعد وشحذ الأذهان والهمم وتفجير الطاقات وتسخيير الإمكانات سيما ‏المتاحة لأجل رفد روح التغيير التي ينجلي إثرها الليل وينكسر القيد قيد الظلم والإقصاء ‏والتهميش.وعليه إثر إعمال التغيير يأتلف التكوين الفكري ويدعم النشاط الإيجابى خلال ‏الممارسة من أجل إيضاح أهداف ومرامي التغيير وآثاره الأكثر حماسة له وبإتجاه تقبُل بذل ‏الجهد وتقديم التضحيات الضرورية لإنفاذ أهدافه لبلوغ مقاصد هو غاياته النبيلة.ولا يتسنى ذلك ‏إلا بإدراك كنه عدم جدوى البقاء رهن ربقة الإنكفاء إثر بحر التأمل وإنتظار الفرص الضائعة ‏سلفا في باهات قاعات نوادي الجدل أو صوالين تضيعة الزمن سدا. إثر ذلك تجيئ دعوة ‏التغيير صريحة للخروج من طوق البقاء قيد أطراف الفكر وهوامش التأريخ وسائر رصيف ‏الزمن؛ والتحرر من شرانق التنظيمات الحزبية خالية الوفاض؛ وضرورة السعى قدما لأجل ‏إحداث نقلات البناء والتعمير والتنمية والتفتُح والتجدُد والترقى بالإنسان لأجل الإنسان؛ سيما أن ‏السودان شهدت سُوحه موجات المد والجزر وسائر حالات التقدم والإنحسار إلا أن عزيمة ‏الشعب السوداني لا تفنى كدأب سائر الشعوب لأن ماضي الشعوب موصول بحاضرها؛ وأن ‏مستقبل الشعوب مرتبط بقدرتها على الصمود والمقاومة والشجاعة والحركة الدءوبة لأجل ‏إحداث التغيير الحميد الذي يكون جدير وكفيل بتلبية حاجيات؛آمال وتطلعات هذه الجماهير ‏في شتى المجالات.‏
البرنامج الإنتخابى ? التغيير تنويهات :‏
‏? مما يجدر تثبتُه بالتنويه إليه لأهميته في أن إحداث التغيير يرتبط بتطورات جديدة تكون ‏جديرة باستيعاب سائر التحولات سيما التي حدثت في خارطة الحياة السياسية السودانية إلى ‏الحقبة الزمنية التي سبقت الاستقلال الأول واستجلاء ماهية الحراك والعراك الذي جرى آنذاك ‏على خطى التغيير وإن بدت تلك المساعي بآليات تغيير تقليدية إلا أنها كان لها ما بعدها ‏وبعد أثرها، وإذ مهدت كثيرا لخطى التغيير إبان الفترات التي تلت تلك الحقبة الزمنية منذ ‏بواكير الحركة الوطنية.‏
البرنامج الإنتخابى ? التغيير أغراض ومقاصد:‏
‏? من أغراض ومقاصد التغيير قطع الطريق علي قيام أنظمة حكم أوتوقراطية (مستبدة – ‏ديكتاتورية) متسلطة إثر سلطة مطلقة محققة وبوادر فساد مطلق مؤكدة بسبب غياب وسائل ‏الرقابة المحاسبية والمساءلة ومنهاج الشفافية والعلانية.‏
‏? من دواعي التغيير إقامة دولة المؤسسات ذات أجهزة رقابية ومحاسبية ذات كفاءة عالية ‏وإرساء مبدأ الفصل بين السلطات في المهام والإختصاصات.‏
‏? من أغراض التغيير إرساء دعائم حزب الدولة وليس دولة الحزب الواحد الذي يعمل وفق ‏فرض وصاية غير مبررة علي أفراد الشعب تُراعي إثرها فقط مصلحة النظام المتسلط وتُهدر ‏حيالها سائر مصالح العباد والبلاد.‏
البرنامج الإنتخابى ? التغيير أهداف :‏
‏? يهدف التغيير إلى إقامة نظام حكم ديموقراطي يكفل قبول وإحترام الرأي الآخر،الحريات ‏الأساسية ? والتعددية السياسية الحقيقية وليست الصورية.‏
‏? من مرامي التغيير إعمال مبدأ الإتفاق التعاقدي علي الثوابت وقطع الطريق علي الوصاية ‏العسكرية أو المدنية إثر سطوية فوقية مخلة ، والقضاء علي سائر عوامل التخلف الاجتماعي ‏والإقتصادي والسياسي التي تنتقص كثيرا من كرامة الإنسان.‏
‏? يهدف التغيير إلى رفع مستوي الوعي لدي أفراد الشعب السوداني كي يكون شعبا مدرك وملم ‏بالحقائق وبما يقطع الطريق علي كافة أشكال ممارسات التدليس وحجب الحقائق والتضليل ‏ضد الشعب من قبل أنظمة حكمه.‏
‏? يرمي التغيير إلى إنماء الحس المطلبي لدي الشعب بدل السكوت الجماعي علي الفساد ‏وإهدار حقوق الشعب وإضاعة ممتلكاته ومكتسباته وإرساء دعائم مبدأ (ما ضاع حق من ورائه ‏مطالب) وضرورات رفع المساعي المطلبية من قبل الشعب إلى أقصي سقف حتى ينتزع ‏الشعب حقوقه (والحقوق تنتزع ولا تأتي ولاة حين منحة أو هبة).‏
‏? على نهج هذا البرنامج الإنتخابي ومبتغانا التغيير نُولي بالغ الاهتمام لقيام نظام حكم يراعي ‏مصلحة الوطن والمواطن. أي يراعي الواقع الإجتماعي السوداني المتنوع ذو المزاج المتسامح ‏وفق تعاطي للحرية الليبرالية. الرافض لمشروع الواحدية الثقافية في التعاطي مع مشاكل وهموم ‏وقضايا الوطن.‏
‏? نؤكد وفق برنامج التغيير هذا علي أن تكون المواطنة أساسا للحقوق والواجبات الدستورية ‏دون تمييز بين أفراد الشعب الواحد.. وضرورات كفل عدالة المشاركة السياسية في السلطة ‏وإحترام رغبة الجماهير في إختيار من يمثلهم أو يحكمهم. وسنعمل وفق برنامج التغيير بكل ‏الوسائل المتاحة كي نخرج السودان من الظلمات إلي النور. ظلمات الفرقة والشتات وبوادر ‏التشرذم والتقسيم والظلم والغبن والاستقطاب الحاد داخليا وخارجيا.‏
‏? سنعمل وفق برنامج التغيير علي قطع الطريق علي الإحالة إلى الصالح العام علي غير ‏وجهة حق أي وفق مرارات نفسية أو مزاجية أو لإعتبارات إنتمائية تصنيفية ضيقة؛ ومن هنا ‏تجيء إهتمامات التغيير بضرورة إعادة الكفاءات من الكوادر المحالة للصالح العام سواء أكانوا ‏من كوادر القوات المسلحة أو القوات النظامية أو الأجهزة الشرطية أو من الكوادر المدنية ‏المهنية أو النقابية لإقتضاء حاجة الدولة لجهود هؤلاء وقبل ذلك إنصافا لحقوق أفراد الشعب ‏وحمايتها من القرارات الجائرة التعسفية والمزاجية في غالبها الأعم.‏
‏? يهدف التغيير إلي تجديد الدماء وكسر حاجز الخوف سيما بشأن المؤسسات الإدارية لابد من ‏تصحيح أساليب الإختيار للخدمة العامة إلتزاماً بنصوص القانون علي أساس الجدارة والكفاءة ‏وليست المحسوبية والمجاملة والوجاهات، أما بشأن الإصحاح في مجال أجهزة التخطيط فإثر ‏إعمال التغيير تتلاشي ملامح فشل التصور وعوامل فشل الاستشراف ودواعي الفشل في التنبؤ ‏بالحاجات المستقبلية.‏
‏? إثر التغيير يتم القضاء على عوامل الترهل والبحث وبوادر تدمير الذات في كافة المؤسسات ‏والوزارات والخدمات وبكل بما يشكل تحديات ماثلة في شكل صدمات. ونرمى وفق برنامج ‏التغيير إلى تبني برنامج سياسي ينتظم كافة شرائح المجتمع في منظومة لا تتناقض وثوابت ‏المجتمع، ولا تتصادم مع متغيرات الواقع.‏
البرنامج الإنتخابى ? التغيير المشروع الحداثوي:‏
‏? نتبنى في برنامجنا هذا مشروع التغيير الحداثوي والذي يؤسس للبدء بالأصل وليس بالفرع، ‏وبالجوهر وليس بالمظهر، وبالعدل قبل العقاب، وبالأمن قبل القصاص وبالأمان قبل الخوف، ‏وبالشبع قبل القطع.ونؤكد على أن سلاح المعلومة أخطر وأفتك سلاح فلأجل ذا يتبني التغيير ‏خط توخي الدقة في تلقي المعلومات وتقضيها وتمحيصها من مصادر متعددة ومن ثم بناء ‏قرارات سليمة عليها وترتيب أوضاع.‏
‏? وفق هذا البرنامج يفصل التغيير بين الديني والدنيوي ويوجه بأن يلتزم رجالات الطرق ‏الصوفية بألا يزجون بأنفسهم في حلقات السياسة الضيقة بدلا عن حلقات الذكر الرحيبة، لأن ‏حلقات السياسة تُقحم الصوفية في سوح ليست سوحهم، ذات لغة تصعب عليهم مفرداتها ناهيك ‏عن قواعدها.. الرامية إلى إعمال حوار دنيا وليس حوار دين زائدًا أغراض السياسة الأكثر ‏برغماتية ومقاصدها كراسي الحكم لا قصور الجنة وبما يحجم أئمة المساجد عن الجرأة على ‏قول الحق صدعًا بالحق لدخولهم وقتئذ في دائرة العمل السياسي الصريح المؤطر بالمصالح ‏الدنيوية.‏
البرنامج الإنتخابى ? التغيير واقعية :‏
‏? التغيير يأبي الركون إلى السلبية إذ هي الهوى حين يسكن، الغرض حين يشتد،والمنطق حين ‏يهرب، والعقل حين تغشاه العاطفة والحجة حين يشوبها الضعف والكلام حين يحتوي خبيثًا، ‏والذهن حين تقوم عليه الجهود، والضمير حين يغذيه التبلد، والعقل حين يغلب عليه التحجر.‏
البرنامج الإنتخابى ـ التغيير مسلمات:‏
تشيئ حركة التأريخ بمثابة غزل تمسك بخيوط نسجه أنامل بارعة فكرياً، ثقافياً، إجتماعياً، ‏سياسياً وإقتصادياً، كل ذلك يكون مؤطر بذهنية حاضرة البديهة، وعقل مدرك واسع الأفق وفى ‏الوقت نفسه محدد بالمعقول كي ينتظم واقعا لأن التأريخ لا يدون الحدث إلا حين إكتمال كل ‏حلقاته وإذ لا يفتئت على غرار التكهنات واستباق الأحداث، وهذا ما وددتُ إيصاله لذهنية ‏القارئ على خطى برنامج التغيير هذا.‏

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..