بؤس الخطاب الحاكم و المعارض والمسلح!..(1)

خلوها مستورة
طارق عبد الهادي
[email][email protected][/email]
بؤس الخطاب الحاكم و المعارض والمسلح!
لا تعرف بأيهم تبدأ ، وكأن أيا منهم سيحتج لم بدأت بي قبل رفيقي الآخرين ، كل من يتناول قوانا السياسية سيبدو كقط ليس لقوته بل لضعفها لذا يمكنك أن تبدو كقط ماهر بين مجموعة فئران يمكنك تدويخها في آن معا قبل أن تأتي لالتهامها جميعا ، لنتنقل بينها سريعا فقط لنأخذ عينة من خطاب كلا منهم سنجد فيها من الإحباط ما يكفي ، ذكر السيد ياسر عرمان أنهم أطلقوا سراح الصينيين المخطوفين بشرط إرسالهم الى بلدهم الصين وان لا يعودوا الى السودان حتى تنتهي (الحروب) فيه! ، لاحظ كلمة الحروب التي تعني الحروب السرمدية اللا نهائية والعبثية ، وسئل الدكتور الترابي عن ابيي وحتى لا يأخذ موقف محددا وحتى لا يغضب الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب فقد قال ان الحل ان لا ينفصل الجنوب؟! فسألوه ولكنه انفصل يا مولانا فأجاب نرجعه تاني! وهم (ويقصد أهل جوبا) اخبرونا باستعدادهم للعودة للوحدة بعد زوال المسبب ، ارايتم عبثية أكثر من هذا في مسرح العبث و اللا معقول في السياسة السودانية وكأن المجتمع الدولي سيسمح بذلك وان الرأي العام الجنوبي الذي صوت بنسبة 98% للانفصال هم مجرد أغنام تهش عليهم الحركة الشعبية ليعودوا للوحدة مرة أخرى ، واضح هنا استغلال الحركة الشعبية لبعض القوى لسياسية المعارضة لتحقيق أجندتها بالمزيد من خلخلة النسيج الاجتماعي ربما هي تمد الشعبي بالمال لذلك هو رهين لها و كان أجدر بالمؤتمر الوطني ان يمد يده للأحزاب الشمالية المعارضة مثل الشعبي والشيوعي بالمال أسوة بحزب الأمة القومي والاتحادي الأصل والمسجل اللذان يتمتعان بذلك ، رجل في المركب ورجل في الطوف و جميعهم يستحق هذا المال كوطنيين و المال ليس ملك الحزب الحاكم بل هو مال البلاد. إن ألقيت نظرة لخطاب الحزب الحاكم تصاب بالحزن ، اكرر دوما وأقول بان الحل لهذه البلاد بعد ذهاب الجنوب هو أن يشكل الرئيس البشير حكومة قومية يتم فيها جبر الضرر لمن تضرر بالصالح العام او خلافه وتنشا محاكم سودانية عادلة لقضية دارفور لمحاسبة المخطئين من جميع الأطراف و نتجاوز لاهاي وتتم الحقيقة والمصالحة والمصارحة والتراضي بين مختلف مكونات ما تبقى من السودان مع إرجاع جزء مقدر من المال المنهوب و تجرى بعدها انتخابات نزيهة وان تكون أجندة الجميع قومية ووطنية ويتم فيها إلقاء السلاح من الجميع فالديمقراطية هي التي ستجب كل الظلامات وتحدث التوازن المطلوب ، لنتوكل على الله ونلقي نظرة على خطاب الرئيس البشير ، في معظم بلاد الدنيا مثل هذا الخطاب يعد له جيدا ويشترك فيه الخبراء فالرئيس بشر مثله مثل الآخرين ، أول انطباع خرجت به بعد الخطاب مباشرة هو انه لم يكن موفقا ، صحيح انه لم يكن من السوء مثل خطاب مبارك الثاني الشهير في مصر و لكنه لم يكن موفقا في معظم فقراته ، أولا لم يشعر المواطن انه كان حاسما تجاه الفساد بل طالب المواطن بإثباته! ، ثانيا استغرق في تفاصيل لا تهم المواطن كثيرا مثل تكراره ثلاثا ان كاشا كان ترتيبه رابعا مستدلا بأصابع يمناه الأربع المتقاربة وكان الأول علي محمود و لكننا قدمناه فقلت يا ربي هذا أمر لا يهم المواطن وهو أمر داخلي خاص بحزب المؤتمر الوطني والمفاضلة هي ليست بين سيدنا عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب ، أبدا ، من رتبهم هكذا قادم من كبوشية هو د نافع علي نافع ، ثالثا ممتلكات السيد الرئيس متماشية مع وضعه كضابط رفيع بالقوات المسلحة ولكن طريقة عرضها وسردها بتلك الطريقة غير موفقة و جعلتها متضخمة ، أنا عندي بيت في كافوري وبيت في المنشية وشقة في مجمع النصر السكني و مزرعة مختلطة في مشروع السليت ، نحن شعب فقير سيدي الرئيس والناس بسطاء و ليسوا مثل المتعافي لديه مزارع وشركات ناجحة! ، تهون أمامه ممتلكاتك هذه ، الرئيس نفسه بسيط بدل ان يصوروه في رمضان مفطرا وزائرا مع اسر فقيرة او ممسكا مقبض التنس مع طالبة صغيرة هذا هو إعلام المؤتمر الوطني في طريقة عرضه وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
صحيفة الوفاق
اقتباس: (ثالثا ممتلكات السيد الرئيس متماشية مع وضعه كضابط رفيع بالقوات المسلحة )
يا رجل حرام عليك سيسألك ألله عن شهادتك هذه