“أدروب الحبوب” في ضاحية اللاماب.. الزول القيافة يبيع الجوافة
الخرطوم ? هيثم صديق
في ضاحية اللاماب تتوقف العربات والسابلة ويتحلق الناس حول شرقاوي قيافة يبيع الجوافة، وعند مسجد الفاطمية لم أر أدروب إلا باسماً، فتمنيت لو جعلوه عند نوافذ الخدمات للمواطنين عوضاً عن الذين يجعلون البسطاء يتلون سورة (يس) سراً وهم يرغبون في أن يدفعوا.
(1)
رحم الله أدروب سمحاً إذا باع (انت شيلي وما بنختلف).. هذا هو رده حينما يسأله الناس عن السعر، وجوافة أدروب (الكدراوية) لا يعلي عليها لكأن هي من غنَّى لها النور الجيلاني فبها ندي للكدرو التحية من واقع مذاق طعمها وطيبة وحسن تعامل أدروب الخلوق.
(2)
مع مرور الوقت توطدت العلاقة بيني وبين أدروب (ككل زبائنه) حتى أصبحت أحاسب (مرة تانية)، لم أكن أحمل نقودا أو تجابنت أن أفك خمسينا!! أشار لي بأصابعه الأربعة كإخوان مصر لما كان كيلو الجوافة عنده بأربعة، فقلت له لو كنت تبيع في مصر لغيبوك في السجون، وحكي لي أنه قد أشار يوماً بالثلاثة فقال له أحد الزبائن بالطريقة دي المريخاب ما بشتروا منك..
كان المريخ مهزوم من الهلال تلك الأيام بثلاثية
وكيلو الجوافة مع الابتسامة و(تاكل) زي ما داير عند أدروب الأرخص في كل الخرطوم.
(3)
صاحب القلب الطيب والابتسامة الوضيئة أدروب يجعل سطح بوكسيه بوفيه مفتوح (مجاناً) ولا يأخذ أجراً إلا لمن (شال في الكيس) وبجواره وقفت كم بكاسي تبيع كل شيء، فمنطقة فيها أدروب شبكة الشراء فيها فل.
اليوم التالي
