ابشروا… الملاريا لن تكون مشكلة أولى!

ابشروا… الملاريا لن تكون مشكلة أولى!

د.عبداللطيف محمد سعيد
[email][email protected][/email]

صديقي الذي كان يدرس الطب في دولة غربية حدثني انه في المحاضرة التي كان الدرس فيها عن الملاريا كاد المحاضر ان يطرده من المحاضرة لانه ظل يضحك ولم يقدر ان يوقف موجة الضحك التي انتابته، والسبب ان المحاضر بدأ يتحدث عن الملاريا كمرض مميت وان مريض الملاريا يجب ان يحجز بالمستشفى ويراقب مراقبة كاملة ويوضع في غرفة الحالات الخطرة التي تعادل عندنا غرفة الإنعاش.
قال تذكرت السودان وكيف أننا نذهب الى المدرسة ونحن نشعر بأعراض الملاريا… وكيف ان والدته كانت تسقيه الادوية البلدية وهي تقول له انها الملاريا او الحمى ام برد… وكيف ان والده كان يذهب الى العمل وهو يعاني من الملاريا… وهنا حيث يدرس في هذه الدولة يقولون انه لا توجد اصابة بالملاريا ورغم ذلك ينصحون بالعناية الفائقة لمريض الملاريا.
قال لي انه يجزم انه لا يوجد بيت في السودان إلا وفيه فيه شخص يعاني من الملاريا!
بالامس طالعت في الصحف ان وزارة الصحة الاتحادية أصدرت توجيهات واضحة وملزمة للمؤسسات الصحية في الولايات، منعت بموجبها رسمياً استخدام (الفانسدار) لعلاج الملاريا وحتى للنساء الحوامل وأعلنت الوزارة منع استخدام الحبوب الزيتية (الارديميسر) إلاّ في حال وصول الملاريا لمراحل مُعقّدة ويمكن استخدام (الكينين) وفق بروتوكول علاج الملاريا… وحددت الوزارة علاج الخط الأول لعلاج حالات الملاريا البسيطة (العلاج المزدوج – الراجمات)، والخط الثاني (الكوارتين)، والخط الثالث (الارديميسر – الحقن الزيتية) أو (الكينين).
وبعد ذلك تحدث . د. حمودة تيوك نائب المنسق الوطني لبرنامج مكافحة الملاريا في الاجتماع الدوري لمديرى الملاريا في الولايات بنادي الضباط عن اكتمال التغطية بالناموسيات المشبعة التي تستهدف توزيع (15) مليون ناموسية للعام 2015م بمعدل (5) ناموسيات لعشرة أشخاص.
ولا ندري لماذا نسبة الناموسيات المشبعة اثنين الى واحد، يعني خمسين في المائة؟ هل هي للوقاية أم البرد؟ إذا كانت للوقاية فيجب ان توزع بنسبة مائة في المائة إلا اللهم إذا صرفنا النظر عن صرفها إلى الذين هم اصبوا بالملاريا ولا داعي لتغطيتهم بالناموسيات المشبعة لأنهم ليس في حاجة إليها!
كلمات نهمس بها في اذن الاخ د. حمودة تيوك نائب المنسق الوطني لبرنامج مكافحة الملاريا هل الأسهل المكافحة والوقاية ام العلاج؟ هل يعلم الأخ د. حمودة ان الباعوض ينتشر في العاصمة بصورة كبيرة؟ ونسأله عن تلك الأدوية التي منعت هل توجد كميات منها في حيازة وزارة الصحة بالسودان؟ أم أن المنع صدر بعد ان تم استعمال كل الكميات الموجودة؟
ونسأله وقد قال إن الملاريا لن تكون مشكلة صحية أولى بالسودان بحلول العام 2015م باعتبار أن صندوق الدعم العالمي التزم بتوفير دعم يبلغ (200) مليون دولار من شأنه توفير العلاج المجاني للملاريا لولايات السودان كافة، هل ستكون مشكلة ثانية أم ثالثة؟ كنت اتمنى ان يقول إن الملاريا لن يكون لها وجود في السودان بحلول العام 2015م.
والله من وراء القصد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..