الجبهة السودانية للتغيير بيان حول الهجمة الأمنية على منابع الفكر والمعرفة والاستنارة

الجبهة السودانية للتغيير
بيان حول الهجمة الأمنية على منابع الفكر والمعرفة والاستنارة
في خطوة فاقدة للقيم الأخلاقية والسلوكية، بل ومنافية لفطرة الإنسان السليمة في رحلته الدائمة للبحث عن العلم والمعرفة، جاء قرار السلطات الأمنية السودانية باغلاق اتحاد الكتاب السودانيين، وذلك إمتدادا للهجمة الأمنية الشرسة التي تشنها السلطات الأمنية، بداية من القرار الأمني الصادر باغلاق مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية، مرورا بإغلاق مركز الدراسات السودانية لمؤسسه د. حيدر إبراهيم، واستمرت الحملة الظلامية لتشمل دار الفنون ومن بعدها مركز تنمية قدرات المجتمع ومركز الأستاذ محمود محمد طه الثقافي، وغيرها من مؤسسات ومراكز الفكر والمعرفة ومصادرة كل محتوياتها وممتلكاتها في قرصنة لم تشهدها أكثر عصور التاريخ إنحطاطا وظلامية، وفي استهداف واضح ومتعمد لإغلاق كافة منابر الوعي والاستنارة والثقافة، وسد كل منافذ الفكر وانتاج المعرفة ليسود خطاب الجهل والتجهيل في عصر بلغت فيه حقوق الإنسان جيلها الخامس.
تدين الجبهة السودانية للتغيير بأشد العبارات سلوك الأجهزة الأمنية الهمجي في الإعتداء على منابع العلم والفكر والمعرفة، ومصادرة دورها وممتلكاتها، والمحاولات المكشوفة والمفضوحة التي تمارسها هذه الأجهزة الرجعية ضد أصحاب الرأي ورواد الاستنارة وحماة حقوق الإنسان والمبدعين والفنانين وحملة القلم والفكر الحر والصحافة الجريئة والمنحازة لتمليك الشعب السوداني الحقائق والمعلومات. وتؤكد في نفس الوقت الآتي:
أولا: إن هذا النظام الظلامي والموغل في الرجعية هو ألد أعداء الاستنارة والفكر وحرية الرأي والتعبير، بل ويجسد احتقاره وكراهيته لكل من ينتمي وما ينتمي للمؤسسات الثقافية والمثقفين وأصحاب الكلمة الحرة ودعاة التنوير والمدافعين عن حق الإنسان الحتمي في إمتلاك المعرفة.
ثانيا: إنكشاف عورة نظام التخلف والرجعية وسقوطه الداوي في امتحان الاستحقاق الديمقراطي والحوار الدائري الذي يدعيه ويتمشدق به تمهيدا للانتخابات المعروفة طبخة ونتيجة. وضيقه وتبرمه في الوقت نفسه من الاستماع إلى الصوت الآخر المعارض.
ثالثا: مواصلة النهج الإقصائي وتكريس الديكتاتورية والشمولية والانفراد بالسلطة في أحادية تخاصم التعدد وإشراك الآخرين في شؤون دولتهم.
رابعا: إن الحملة الأمنية المسعورة ضد مراكز المعرفة والصحافة الحرة تؤكد فوق كل شك بأن هذا النظام قد وصل إلى أقصى مراحل ضعفه وانهياره وتفككه. وتؤكد في ذات الوقت أن صراعاته الداخلية قد وصلت به نقطة اللاعودة.
خامسا: إن الإجراءات القمعية والتعسفية التي يقوم بها النظام بحق الذين سلاحهم القلم ودبابتهم العلم والمعرفة تعري السياسيين أصحاب المواقف الرخوة والمهرولين إلى سراب وعود النظام الزائفة، والذين ما زالوا يعتقدون في إمكانية محاورة ومفاوضة هذا النظام من أجل إستعادة الديمقراطية التي إنقلب عليها بليل شؤم لم تطلع شمسه منذ أكثر من ربع قرن.
وعليه. ترى الجبهة السودانية للتغيير أن الحل يكمن في إسقاط هذا النظام المفلس روحيا ومعرفيا، وإسقاط توابعه ومؤسساته الكرتونية، وإقامة دولة الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، ولن يتأتى ذلك إلا بالعمل من أجل استنهاض جماهير الشعب السوداني ودفعها للتضحية بكل ما هو غال ونفيس، في سبيل إسترداد حريتهم وكرامتهم وإنسانيتهم، وعلى القوى الحية والديمقراطية أن توحد صفوفها وتنقذ ما تبقى من وطن قبل فوات الأوان.
عاش كفاح الشعب السوداني.
الجبهة السودانية للتغيير
۷ فبراير ٢٠١٥م

تعليق واحد

  1. من شعر نزار قباني

    لا تفكر أبدا فالضوء أحمر
    لا تكلم أحدا فالضوء أحمر
    لا تجادل في نصوص الفقه أو في النحو أو في الصرف أو في الشعر أو في النثر
    إن العقل ملعون ومكروه ومنكر
    لا تحب امرأة او فأرة
    إن ضوء الحب احمر
    لا تضاجع حائطا او حجرا او مقعدا
    إن ضوء الجنس احمر
    ابق سريا ولا تكشف قراراتك حتى لذبابة
    ابق اميا ولا تدخل شريكا في الزنا أو في الكتابة
    فالزنا في عصرنا أهون من جرم الكتابة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..