لون زينب.. البصلي ..الاخضر ..الابيض..الوان يعشقها السودانيين

خاص : للنساء براعتهن في إدراك كل سر، حتى وإن بدا محيراً، وإلا لماذا اخترن ألواناً خارج قانون الرسم.. فزينب وللذين لا يعرفونها – صاحبة لون زينب – كانت أبرع من أحاك الملابس في رفاعة، ظلت هذه المرأة الفنانة تُجملُ البياض بلونها الأخضر حتى بات الناس يقولون – لون زينب -.

تواصلت البراعة فتجد من تقول لك (أخضر قشي)، وباتت من أغاني التراث للأحبة في ديار الجعليين.. وهكذا لمعت الأفكار فبتنا نسمع عن اللون الحرجلي، والليموني، والبصلي، وكلها ألوان ارتبطت بالطهي والطعام.

فضُرب بقانون الألوان عرض الحائط، وليتنا نحافظ على القوانين حتى لا تتعقد حياتنا أكثر من ذلك، ونسمع العبارة المخيفة (يومك أسود)..الأسود الذي يتجنبه الرسام، عادة ما يصر عليه بعض رجال القانون، فالقاضي صاحب الكلمة والقول الفصل، تجده مزيناً بالأسود، وعندما سألنا عن سر الأمر قيل لنا أكثر من احتمال، لكن الأغلبية رجحت أن الأسود لون المهابة والهيبة والسلطة.. وهناك من قال إن الأسود دائماً هو حليف الأسرار، والذين يفضلون الأسود لا يرغبون في حياة الأضواء والشُّهرة، بل يتركونها تشع بعيداً عنهم.

والمحبون له هُم أكثر الناس إمساكاً عن الكلام وأبعدهم عن الثرثرة التي تقود في أغلب الأحيان إلى الحنق والكارثة، والتي لا بد أن تخضع للنظر. وأبرع من ينظر إليك فاحصاً ومتفحصاً أصحاب الأبيض.

أحد أصدقائنا الأطباء قال لنا: الأبيض كالرضيع لا يمل ولا يشكو، لذا تجده هيناً ليناً كماء يسيل من أعلى إلى أسفل.

والأطباء اختاروا البياض في ملتقاهم الأول بمرضاهم، حتى يبثوا الطمأنينة وينزعوا المخاوف.. والأبيض كما أقروا هو الأكثر دفئاً، وهو ما يحتاجه الناس »الدفء«. كما أنه بارد في النظر ويريح الأعصاب كضرورة لازمة في الطب.. أما في لقائهم الحاسم – العمليات – يرتدون الأخضر، والذي يعني الحياة والنجاة.. وكل أخضر عدو للمرض.. لكن هناك من يقول لك الأسود عدو الأبيض.. وهذا كلام لا يستقيم كما قال صديقنا الشاعر: إن الإيقاع المطهم بالحب والحنين لا يأتي إلا إذا حدث التناقض، والذي يُعرف في الأدب بأنه يهدف إلى قيام علاقات اجتماعية، ومن ثم المحافظة عليها، والحافظون لدروب وأرواح السائقين والركاب في كل بقاع الأرض، لا يرتدون سوى الأبيض.. هل لأنه عنوان السلامة؟.. هناك من قال: نعم، وهناك من أضاف وأفاض في المعنى.. قيل إن الأبيض يجعلك تتيقن أن في الامر إخلاص وتفانٍ وتجرد ونكران للذات.

٭ سألنا لماذا لم نجد أصحاب الوظائف يلبسون الأحمر.. قيل لأنه عنوان الخطر، والتوقف، لكن هناك من يحبه ويجله خاصة السادة الرياضيين حتى أن أحدهم قال لنا: أعظم الفرق الرياضية تفضل الأحمر ولا شيء سواه، وذهب يعدد لنا أسماء الفرق.

ومن فرط المحبة لهذا اللون يهدي الورود الحمراء ويلبس في أعياد الحب الأحمر.

إذن ما من لون روض المشاعر في الوعي الجماعي، وتم الاتفاق حوله، لذا ستجد أن لكل لون جانبه الغامض والمضيء، ولكل لون أكثر من تفسير وسر.

اخر لحظة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..