هيئة شئون الانصار يا أهل دارفور قولوا للذي سلب منكم حريتكم وديمقراطيتكم إرحل

. الإسلام دين العدل والسلام والمساواة والمحبة
يا أهل دارفور قولوا للذي سلب منكم حريتكم وديمقراطيتكم إرحل
وجه خطيب و إمام مسجد الإمام عبد الرحمن بودنوباوي آدم أحمد يوسف نائب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار في خطبة الجمعة اليوم رسالة هامة للشعب السوداني آن الأوان أن يقف الجميع صفاً واحداً لوقف هذا العبث الذي يجري في البلاد من اجل تحقق السلام العادل ووقف تلك الحورب اللعينة وقال أن وهذا لا يكون إلا بديمقراطية حقيقية مشيراً لان تلك المسرحيات التي يكتبها ويخرجها المؤتمر الوطني والذي يضمن نتيجة الانتخابات قبل إعلانها بل يحدد دوائر بعينها لأحزاب ديكورية ليجيء ببرلمان ليكون ظلا للسلطة التنفيذية، برلمان كسابقه الذي أجاز كل ما يريده الجهاز التنفيذية حتى القروض الربوية في دولة تزعم أنها ترفع شعار الإسلام لن يحقق استقرار ولن تكون انتخابات حرة
أدناه نص الخطبة
بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة التي ألقاها الحبيب آدم أحمد يوسف
نائب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار بمسجد الهجرة بودنوباوي
13 فبراير 2015م الموافق 24 ربيع الثاني 1436هـ
الخطبة الأولى
الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على حبيبنا محمد وآله مع التسليم.
قال رسول الله عليه وسلم: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم). الإسلام دين العدل والسلام والمساواة والمحبة والنصوص في هذا الصدد تفوق حد التواتر. كان العرب في الجاهلية يتحاربون لأتفه وأوهن الأسباب فقد حكى لنا التاريخ قصة حرب داحس والغبراء وحرب البسوس وحرب الفجار. أما داحس والغبراء فقد اختلف الفريقان في أيهما سبق الحصان داحس أم الفرس الغبراء ونشبت بين القوم حرب دامت أربعة عقود من الزمان. أما البسوس فهي ناقة لامرأة عجوز قتلها رجل من قبيلة أخرى فأصرت المرأة العجوز إلا أن تعوض نفس ناقتها على الرغم من أن القوم دفعوا لها مئات النوق وتحت إصرارها قامت حرب البسوس أيضا كانت نيف وأربعون عاما وهكذا كان العرب تأكلهم الحرب فجاء الإسلام يدعوهم إلى السلم وإلى دار الخلود حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وكانت سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كلها تؤكد سلمية الدعوة فقد تعامل القرشيون مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في بداية الدعوة بغلظة وعدوانية واستكبار. فقد قتلوا سمية وزوجها ياسر وعذبوا ابنهم عمار حتى نطق بكلمة الكفر تحت التعذيب. أما بلال فقد نال قسطا أكبر من التعذيب والتنكيل حيث أخذوه إلى رمضاء مكة في شدة الهجير ووضعوا على صدره الصخور وضربوه بالسياط وأحرقوه بالنار. وأرغموا عدد من المسلمين أن يتركوا ديارهم فاتجهوا إلى بلاد الحبشة وصادروا أموالهم وقاطعوهم وضيقوا عليهم حتى أخرجوهم من مكة تماما كل هذا يحدث والقرآن ينزل يدعوهم إلى كف أيديهم وإقامة الصلاة ومبشرا بفتح قريب. وعندما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام الدولة في المدينة لم يفرض الدين على اليهود وبعض العرب الذين لم يدخل الإيمان في قلوبهم بل كانت هناك وثيقة تعايش تضمن لكل مواطن حقوقه وواجباته والإسلام من عدله وسماحته لم يحابي أحدا انتمى إليه وعمل غير ما يدعو إليه الإسلام، وفي قصة ذلك الأنصاري الذي سولت له نفسه فسرق درعا وعندما كاد أن يفتضح أمره قام أهله وذويه بمحاولة لإقناع الرسول صلى الله عليه وسلم على أن السارق هو يهودي فأنزل الله قرآنا يبرأ اليهودي ويثبت تهمة السرقة في ذلك المسلم. أي عدل وسماحة تفوق هذا الدين الحنيف، تلك هي لمحات من ماضي الإسلام التليد واليوم نحن أحوج ما نكون لترسم تلك الخطى وإتباع ذلك المنهج المحمدي الذي أرسله الله لإخراج الناس جميعا من ضيق الدنيا إلى رحابة وعدالة الإسلام دين الرحمة والعدل والسلام والمساواة. الإسلام جاء ليخاطب ذوي العقول السليمة وحجته قوية في عرض المواضيع فهو لم يكن دين عاطفة وخيال. القرآن يقول لنا (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) وفي هذه الآية تحدي كبير للبشرية جمعاء فمن عرف نفسه عرف ربه قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)، فالعلماء هم الذين يعرفون الله حق معرفته فمثلا عندما يدخل عالم كيمياء إلى معمل ليحضر بضع لترات من الماء مجمعا ذرات الهيدروجين مع ذرات الأكسجين ليحصل على بضع لترات أو أقل من لتر يجد جهدا عظيما في ذلك العمل ولكن عندما يقرأ قوله سبحانه وتعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ * يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ). فتهطل بلايين اللترات من الماء في لحظات قلائل فعندها يعلم ذلك العالم أن الله على كل شيء قدير وليس كمثله شيء وهو السميع البصير. تلك هي الحجج والبراهين التي نحتاجها اليوم لنواجه الآخرين في حقول الدعوة لا أن يحمل أحدنا حزاما ناسفا ليفجر به نفسه ويقضي على غيره فتلك هي حجة العاجز. نحن معشر المسلمين نؤمن أن رسول الله دعوته مستجابة فإذا كان الأمر انتقاما لماذا لا يدعو رسول الله على أعدائه ولماذا لم يستجب لملك الجبال عندما عرض عليه أن يطبق الأخشبين على أولئك الذين حصبوه بالحجارة وعفروه بالتراب ولماذا لم يطلب من الله أن ينتقم من الكفار في يوم أحد عندما سقط في الحفرة التي حفرها الكفار وفي ذلك اليوم كُسرت فيه رباعيته أي سنه وشج في وجهه الشريف يوم مثل بعمه وأخيه من الرضاعة حمزة أسد الله وأسد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لماذا لا ينتقم في مثل هذه المواقف الحرجة. ؟
الإجابة: لأن هذا الدين جاء ليختبر المؤمنين من غيرهم وجاء ليختاره الناس لا يُفرض عليهم (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) (فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ) (لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ). ومن عدل الله وسماحة هذا الدين أن الله لم يحابي أحداً لإيمانه ولم يعادي أحداً لكفره بل القاعدة في الإسلام قوله سبحانه وتعالى (كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا). فإذا تعلم الإنسان قوانين ونواميس الطبيعة يمكنه أن يحصل على ما يريد ولكن لعدم فهم كثير من المسلمين لهذا الدين تجدهم متخلفين في كل نواحي الحياة فاليوم بلاد المسلمين هي الأكثر تخلفا والأكثر جهلا والبؤر الملتهبة جُلها إن لم يكن أغلبها في بلاد المسلمين. وذلك لأنهم لم ينهجوا النهج الذي طلبه منهم الإسلام أي تعلم قوانين الحياة لكي نستغلها ونحقق واجب الاستخلاف الذي كلفنا به الله سبحانه وتعالى (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ) فنحن مطالبون بعمارة الأرض حسا ومعنا فهل حققنا ذلك؟
إذا أردنا أن ننتصر لرسول الله علينا أن ننتهج نهجه صلى الله عليه وسلم وهو أن ننحاز لحقوق الإنسان وندافع عن المظلومين وأن يكون العدل هدفنا ونكون حراسا لمشارع الحق التي أسسها سيد الخلق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فعندئذ يحق لنا أن نقول لبيك رسول الله ولكن ما نعيشه ونشاهده اليوم في مجتمعاتنا الإسلامية هو أننا نسيء للإسلام قبل أن يُسيء إليه الآخرون. نحن نعيش تحت نظم تنتهك حقوق الإنسان نظم تذل مواطنيها بل تعلن عليهم الحرب وتقتلهم قتلا نظم تشرد وتطرد مواطنيها وتضطرهم للهجرة القسرية فيصبحوا لاجئين يتكففون المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية العالمية مما جعل الكثيرين ينظرون للإسلام أنه دين يضطهد شعوبه وبذلك نكون قد أعطينا حيثيات جعلت بعضهم يلجأ إلى تلك الإساءات والتجريحات. إن تصرفات بعض حكامنا ونهج بعض دعاتنا هما حجرا الرحى اللذان تسببا في إعطاء صورة شائهة للإسلام عند كثير من غير المسلمين. علينا معشر المسلمين أن نشمر عن سواعد الجد لنبرأ الإسلام من عبث هؤلاء العابثين. فمثلا على صعيدنا المحلي إن ما حدث في دارفور وفي جنوب كردفان والنيل الأزرق من حروب ودمار وخراب وما تلقاه إنسان تلك المناطق هل هذا يشرف أننا في مجتمع مسلم؟
وإنما وصل إليه إنسان السودان في خلال العقدين الماضيين من تردي في الخدمات وانتهاك لحقوق الإنسان ودمار لكل مشاريع التنمية والبنيات التحتية للبلاد وانحراف للأخلاق كتبت عنه مواقع التواصل الاجتماعي والصحف السيارة بل تناولته وسائل الإعلام الرسمي المسموعة والمرئية كل هذا كفيل بأن يجعل أعداء الإسلام ينظرون للإسلام بتلك الزوايا السوداء فكانت تلك الإساءات.
إن الرد على أعداء الإسلام لا يكون بالهتافات وإنما يكون بما كان يفعله رسول اللهَ صلى الله عليه وسلم عندما يُساء إليه. فكان صلى الله عليه وسلم يقابل السيئة بالحسنة فقد كان جاره اليهودي يلقي القمامة على باب منزله ولكن عندما مرض اليهودي عاده رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان رأس النفاق عبد الله بن أبي سلول أكثر المسيئين لرسول الله ولصحابته ولكن كان النبي يعامله بالتي هي أحسن حتى أنه صلى الله عليه وسلم قال لو كنت أعلم أن الله يغفر له لاستغفرته له أكثر من سبعين مرة بل كان الحبيب المصطفى يريد أن يصلي عليه عندما مات وذلك لطلب ابنه المسلم إلا أن الله قد منعه (وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ) وكان صلى الله عليه وسلم حريصا على أولئك الذين ناصبوه العداء أن يدخلوا في دين الله إلا أنهم أبوا ذلك قال تعالى (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا)، نحن اليوم أحوج لقراءة السيرة النبوية لتكون لنا نبراسا ومنهاجا في طريق الدعوة لا أن نكون همج رعاع ننعق مع كل ناعق وخاصة أولئك الطغاة الذين يتخذون من الإسلام حصانا سابقا لمشاريعهم الاستبدادية.
أحبابي في الله الإسلام صنو الحرية فكل نظام لا يعطي الشعوب حرياتهم فهو نظام قهر وإذلال واستبداد إذن فهو ضد الإسلام دين الحرية والعدالة والكرامة وحقوق الإنسان.
أيها الأحباب. دارفور كانت مضرب المثل في الأمن والاستقرار ويحق لنا أن نقول إن إنسان دارفور كان لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه، ولكن اليوم ونسبة لسياسة هذا النظام أصبحت القبائل في دارفور متحاربة فيما بينها وقد ذكر مسئولون بارزون في النظام وهم من أبناء دارفور أن أسباب تلك الحروب تُصدر إليهم من المركز ونقول لأهلنا الطيبين في دارفور لا تتحاربوا فيما بينكم ولا تقتلوا النفس التي حرم الله ولا تهلكوا الحرث والنسل وتخربوا دياركم بأيديكم وكل ذلك ليبقى غيركم في سدة الحكم، لا تكونوا كالذي قيل فيه:
وذي حـــــــرص يلمُ وفرا لوارثه ويـــدفع عن حماه
ككلب صيد يمسك فريسته وهـو طاويـا ليأكلها سواه
أقول. يا أهلنا الطيبين أرضا سلاح وأفشوا السلام بينكم وقولوا للناس حسنا وفوقوا وانظروا من عدوكم ومن الذي تسبب في إشعال تلك الحرب اللعينة بينكم. ضعوا السلاح أرضا وقولوا للذي سلب منكم حريتكم وديمقراطيتكم إرحل. طالبوا بعودة الديمقراطية وما ضاع حق وراءه طالب ونقول أيضا لكل ذوي العقول النيرة والضمائر الحية هل ما يجري في بلادنا يحقق السلام العادل؟ ويوقف الحرب التي أكلت الأخضر واليابس؟ وهل الانتخابات المزعومة تعود علينا بديمقراطية حقيقية فيها يمثل الشعب تمثيلا حقيقيا؟ أم أن ما يجري ما هو إلا مسرحيات هزيلة وضحك على الذقون وذر الرماد على العيون.
يا أهلنا ويا شعبنا آن الأوان أن نقف صفا واحدا لنوقف هذا العبث لنحقق السلام العادل ونوقف تلك الحرب اللعينة وهذا لا يكون إلا بديمقراطية حقيقية لا تلك المسرحيات التي يكتبها ويخرجها المؤتمر الوطني والذي يضمن نتيجة الانتخابات قبل إعلانها بل يحدد دوائر بعينها لأحزاب ديكورية ليجيء ببرلمان ليكون ظلا للسلطة التنفيذية، برلمان كسابقه الذي أجاز كل ما يريده الجهاز التنفيذية حتى القروض الربوية في دولة تزعم أنها ترفع شعار الإسلام.
الحديث
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه) أو كما قال.

الخطبة الثانية
في عهد مايو جاء رجل من أهلنا الطيبين إلى مدينة كوستي ووجد مكبرات الصوت تعلو بالشعارات فسأل فقيل له هذه انتخابات فقال ومن الذي ينافس النميري. قيل له لا أحد فقال (البجري وحيدو منو البسبقو)، ونحن نقول اليوم للذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بالانتخابات (البجري وحيدو منو البسبقو). الانتخابات المزعومة نتائجها معلومة للقاصي والداني تماما كسابقاتها من انتخابات الإنقاذ في كل مفاصل الدولة انتخابات النقابات واتحادات الجامعات فهي دائما وأبدا لصالح الحزب الحاكم فإذا كان الأمر كذلك فلم التعب وإهدار المال العام والذي أحوج ما يكون إليه المواطن. المواطن اليوم يقف طوابير كثيرة حتى في الغاز الذي يستخدم في أغراض منزلية منعدما وكذلك العلاج ومقابلة الأطباء وشراء الدواء والتعليم ومصاريف طلاب المدارس اليومية وحلة الملاح كثيرا من المواطنين أصبحوا يعتمدون على وجبة واحدة فقط وبعضهم حتى تلك الوجبة أصبحت بعيدة المنال. نقول للذين هم في بروج عاجية انزلوا يوما لتشاركوا المواطنين هموم المعيشة، حسوا ألم الفقراء والمساكين والأرامل والمحتاجين وثالثة الأسافي القروض التي على كاهل المواطن فقد كانت بمبالغ هائلة ولكن المشاريع التي شُيدت لم تكن بالمواصفات العالمية مما جعل أغلبها ينهار في بضع سنين وما قصة كبري المنشية ببعيدة عن أذهان الناس والمضحك والمبكي في آن واحد هو تصريح المسئولين الذين قالوا إن سبب انهيار جسر المنشية هو من فعل الفئران مما جعل الناس يسخرون ويضحكون وفي هذه الأيام الطرفة السائدة (أن رجلا قال لزوجته إني أريد أن أترشح لرئاسة الجمهورية فقالت له والله ما ح تفوز ولو كان شعارك جقر) وكذلك القروض التي هي على كاهل المواطن لم تستثمر بالأولويات التي يحتاجها المواطن ودائما ما تكون الأولويات عند أهل الإنقاذ بصورة مقلوبة ففي الوقت الذي تؤكد فيه كل الدراسات تعلية خزان الروصيرص وإعادة تعمير مشروع الجزيرة تجدهم ينشئون مشاريع وهمية لا تعود على المواطن بفائدة يرجوها وأخيرا افتتاح القصر الجمهوري الجديد فهل الأولوية للقصر الجمهوري – في وقت فيه القصر القديم يُعد من أجمل مباني العاصمة – أم لمستشفى تخصصي لمرضى غسيل الكلى أو مرضى السرطان أو مرضى السكري أو الأطفال، الأولوية لجامعة حكومية لأبناء الكادحين ذوي الدخول المحدودة والذين يمثلون 85% من الشعب أو أكثر.
حقا (وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ) وفي هذه الآية ذم وليس مدح لأن البئر تكون لقرية أو جماعة أما القصر لأسرة أو فئة محدودة وعندها يكون المال دُولة بين تلك الفئة أو الأسرة وسبحان الله إن نظام الإنقاذ حقق ذلك تماما في كثير من الأمور أوضحها بناء قصر جديد في وقت فيه البلاد أحوج ما تكون لبناء مؤسسات يستفيد منها كل المواطنين مثل المستشفيات الحكومية أو الجامعات الحكومية أو إنشاء محطات مياه أو توليد كهرباء أو حتى توفير خدمات ضرورية مثل الغاز الذي يستخدمه المواطن كل يوم. في الوقت الذي دشن فيه هذا القصر طوابير الغاز في كل ساحة وفي كل مكان في العاصمة. الناس في حاجة للقمة العيش والطلاب يعانون من عدم سداد المصاريف المدرسية والمرضى في المستشفيات الحكومية يدفعون فواتير حتى الشاش والحقن الفارغة. في هذه الظروف الحرجة نسمع عن تدشين قصر جديد استعدادا لفترة حكم جديد تنتظر أولئك الذين جاءوا بليل قبل ربع قرن من الزمان لتكون مكاتبهم في ذلك القصر المشيد وآبار المياه معطلة وغاز الطعام منعدم والناس يعانون الأمرين وهذا أشبه بالمثل الذي يقول (عريان لابسلو صديري). وهذا لم يكن للقصر الجمهوري وحده بل كل الوزارات بمستوى خمسة نجوم والمؤسسات الحكومية من مستشفيات ومدارس وخدمات مياه وكهرباء تكون عشوائية مقابل تلك القصور الرئاسية والحكام يتبارون في تجهيز مكاتبهم واستجلاب الموديلات الفارهة من السيارات وربما يكون للمسئول أكثر من ثلاثة سيارة في منزله هذا على أقل تقدير صاحب السعادة وحرمه المصون والأبناء إن لم يكن الأخوان والأقارب وفي ذات الوقت تنعدم سيارة الإسعاف في المستشفى الحكومي بينما كانت في الماضي سيارات في المدارس العليا والمعاهد العليا أما طلاب الجامعات فكانوا يصرفون رواتب تسمى PERSARY
واليوم تغنى لعز فر من يدنا فهل يعود لنا ماض نناجيه؟
اللهم جنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم ارحمنا وارحم آبائنا وأمهاتنا وأهدنا وأهد أبنائنا وبناتنا يا رب العالمين، آمين

تعليق واحد

  1. والله حيرتونا يا انصار المهدي تشيلوا القروش من ناس الحكومة ولو ما ادوكم تحرشوا ليهم كلابكم ناس دارفور

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..