كل وردي وانتو طيبين الحلنقي وحضوره الرومانسي الطاغي في تجربة فنان أفريقيا الأول

هذه مساحة للاحتفاء بالذكرى الثالثة لرحيل الفنان محمد وردي، نواصل خلالها في اتساق تام الانتماء لفنان أفريقيا الأول، وتهراقا الغناء السوداني، الذي أوصل الموسيقى السودانية القمة، وجعل من تراثنا الغنائي والموسيقي رؤية ومشاهدة.
واحد من الذين كانوا شركاء في هذا المشوار الإبداعي السوداني الجميل النبيل، وساهموا في ايجاد تجربة تستحق الاحتفاء والتقدير الشاعر محمد علي أبو قطاطي، الذي ساهم بعديد الأغنيات في مشوار الفرعون السوداني.
معايدة: أيمن كمون
ولد إسحاق الحلنقي (ويكتب أيضاً إسحق الحنلقي) في حي الختمية بمدينة كسلا في منتصف عام 1945م، وقد عرف بلقب الحلنقي نسبة إلى جده من جهة أمه الذي ينتمي إلى قبيلة الحلنقة.
في سبعينيات القرن الماضي هاجر الشاعر الحلنقي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ،حيث عمل في مدينة العين بإمارة أبوظبي ومدينة الشارقة، قبل أن يعود إلى السودان ويقيم في حي الدوحة بمدينة أم درمان.
بدأ إسحق في نظم الشعر منذ سن مبكرة في العشرين من عمره، ونشر بعض أعماله في الصحف المحلية وقد لاقى بعضها شهرة ورواجاً، ومن بينها قصيدة «الأبيض ضميرك» التي تغنى بها الفنان الطيب عبدالله. يقول الحلنقي في إحدى مقابلاته الإذاعية، إن أول حافز لقيه من أعماله الشعرية كان خمسة جنيهات في أغنية للإذاعة السودانية في أم درمان، وكان آنذاك لا يزال طالباً في المدرسة، وإن أول مطرب تغنى بقصيدة له هو الفنان السوداني الطيب عبد الله في أغنية بعنوان «الأبيض ضميرك»، وقد وجدها الفنان الطيب عبدالله منشورة في مجلة الإذاعة والتلفزيون وقام بتلحينها وحققت الأغنية نجاحاً لدى المستمع السوداني.
يكتب الحلنقي أشعاره الغنائية بالعامية السودانية، ويغلب على موضوعها الحب والهجرة والشوق والحنين والعودة من المهجر، وكثيراً ما تتضمن القصيدة صوراً تعبيرية مشبوبة بالحكمة والنصح، وقد تنتهي بنهاية سعيدة أو عودة حميدة.
إبداع الحلنقي ورومانسيته العالية جعلت من وجوده في مشوار فنان أفريقيا الأول ضرورة، فكان أن بدأ التعامل بينهما من خلال أغنية (عصافير الخريف) التي سطر فيها وردي رومانسية الشاعر في نص لحني ملئ بالشجن واللوعة الواضحة، التي أفضت به لعوالم الدهشة، لكن تمادي وردي الحميد جعله يكسب القصيدة الثانية (يا أعز الناس)، للحلنقي ثياب الفخامة وهو يكسوها بلحن فاخر وكله كبرياء شبهه النقاد بالنخلة الشامخة.
وقدم الحلنقي للتجربة الفريدة عدداً من الأغنيات التي رسخت في وجدان المستمع السوداني، وكانت دافعاً قوياً لمشوار الفرعون الغنائي، ووجود الحلنقي في غناء وردي لا يمكن تخطيه أو تجاوزه بأي حال من الأحوال.
التغيير
وردى فنان عظيم ﻻ شك فى ذلك وسيفضل فى هذا المقام فترة طويلة جدا من الزمن . كما انه من احب فنانى السودان الى قلبى وامتلك له من الالبومات العديد منها بل والنادر . لكن ﻻ اوافق الكاتب فى انه فنان افريقيا اﻻول . فهذا اللقب له شروط محددة ﻻ عﻻقة لها باعجابنا به او غزارة انتاجه او تفرد صوته او مساندته لقضايا شعبه . هناك العديد من المغنيين اﻻفارقة الذين انتشروا على نطاق القارة اكثر منه . ولهذا ارجو ان نكون دقيقين فى تحديد اشياءنا وتعريف ما يخصنا حذر الوهم والادعاء . وما اكثر ما نفخنا به انفسنا وعندما بانت الحقيقة اصابتنا دهشة لم نفق منها حتى اﻻن . ومنها مواجهة هذا النظام البغيض او تلك الشخصية التى رسمناها عن سودانى ﻻ وجود له فى الحقيقة . كمثل اطﻻق اسد افريقيا على عمر البشير .