بعد اختياره شخصية العام لجائزة الطيب صالح الشاعر عبد الله شابو.. “أغنية لإنسان القرن الحادي والعشرين”

الخرطوم: برعي الأبنوسي
(للشعر مقدرة على تغيير العالم بكلماته)، عبارة يسمعها كل من يشهد أو يستمع للشاعر عبدالله شابو وهو على إحدى منصات القراءات أو التتويج.
ولد عبد الله إبراهيم موسى شابو في الستينيات بمدينة الكوة على شاطئ النيل الأبيض، وله تجربة شعرية متميزة في ثلاثة دواوين، جعلته من أشهر الشعراء السودانيين، ترجم العديد من الأعمال من الإسبانية والإنجليزية إلى العربية، وخاصة للشعراء لوركا، وبابلو نيرودا، وريتشرد برايد وغيرهم، صدرت له ثلاثة دواوين (حاطب ليل)، و(أغنية لإنسان القرن الحادي والعشرين)، و(أزمنة الشاعر الثلاثة)، وهو أحد مؤسسي جماعة (أبادماك) الثقافية في الستينيات، ويتبوأ الآن منصب رئيس رابطة الكتاب السودانيين التي تأسست عام 2005 وحتى الآن.
يقول عنه الصحفي والناقد مجذوب عيدروس إن الشاعر عبدالله شابو بدأ في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وهو من الجيل الثاني من رواد قصيدة التفعيلة، إذا اعتبرنا تاج السر الحسن، جيلي عبدالرحمن، محيي الدين فارس هم الجيل الأول. وأضاف أن مسيرته الشعرية تميزت عن ذلك الوقت ببحثه عن صوته الخاص، واكتسبت القصيدة عنده بعداً فكرياً وفلسفياً، ساعده في ذلك اهتمامه بقراءات التراث الشعري العربي قديمه وحديثه، وإجادته للغتين الإنجليزية والإسبانية التي ساعدته في ترجمة عدد من الأعمال الشعرية، مشيراً إلى أن اختياره شخصية لهذا العام، لأنه شاعر متميز، وفي تكريمه تكريم لأجيال من الشعراء السودانيين، بالإضافة لعدد من الميزات التي تميز بها شعره، جعلت أكثر من أربعين كاتباً سودانياً وعربياً، يكتبون إفادات ودراسات وشهادات حول شعره.
ويرى الصحفي سعيد أحمد سعيد أن الشاعر شابو وخلاف تميزه الشعري إلا أن إنسانيته تطغى على أعماله الشعرية، وأضاف أن الشاعر شابو أبدع على ضفاف النيل الأبيض وهو قلم مبري من أشجار الجميز، ولا نقول إنه ينتمي لمدرسة الشعر الحر أمثال السياب ونازك وغيرهم، ولكنه مدرسة الحر من الشعر ? على حد قوله- مشيراً إلى ان هجرته لأمريكا كان لها دور كبير في مسيرته الشعرية.
وقال الناقد محمد جيلاني إن الشاعر عبدالله شابو، استطاع الوصول إلى عمق الشعر عبر الفكر، واكتشف أن الفكر أكبر فضاء من أي أيديولوجيا، فآثر ذلك في حياته من العقائد، إلى الحرية والمعرفة واعتنق الشعر وهو الحب والتسامح، ورأى العالم كأغنية لم تُكتب بعد، وظل ولم ينفك يحاولها، وأضاف جيلاني أن ملاحظتي الغريبة حوله أنه خلق من الصدق شعراً، وبذلك صار مجدداً في عمق الشعر، ولكن للأسف لم نحدث الناس عنه حتى يومنا هذا، فشكراً لزين وعالم عباس ومجذوب.
وقال سيكتب فوق الشواهد من بعدنا.
بأنّا كذبنا قليلا
وأنّا انحنينا قليلا
لتمضي الرياح إلى
حتفه وأنّا سقطنا سقوطاً نبيلا
إنه غادر منصة الانطلاق الأولى “الأحزاب”
وطلب منصة الانطلاق من الجماهير، وإن النقد في السودان ملحق بالحركة السياسية لا الثقافية، وكذلك الإعلام، وكل شاعر هاتف أو متملق يصل وهو هين ورقيق.
التغيير
يا ابنوسي لماذا لا تراجع ما تكتب فالشاعر شابو من مواليد آخر الثلاثينيات من القرن الماضي فلا يمكن لمن ولد في الستينات ان يكون مؤسسا لمجموعة ابادماك في الستينات فنرجو ممن يكتب في موضوع ان يحاول الاستقصاء والتمحيص حتي يكون موضوعه متكاملا .