شركات النفط العالمية تواصل هروبها من الجزائر

استمرار انسحاب الشركات من حقول نفطية فازت بصفقات استغلالها، يرفع من وطأة شعور الدولة الجزائرية بصعوبة تدبير نفقاتها في المستقبل.
ميدل ايست أونلاين
زيادة الضغط على سوناطراك
لندن ـ قرر مجمع الشركات البترولية الممثل في “بريتيش بيتروليوم” والنرويجية “ستاتويل”، التخلي عن التنقيب عن الغاز في ثلاثة حقول جزائرية تقع في عين أمناس، وذلك لأسباب أمنية.
وقال تقرير إن الشركة البريطانية فضّلت الانسحاب “بورارحات جنوب” بحوض إليزي جنوب شرق الجزائر، وهو الحقل الذي كان يحتوي على مؤشرات غاز من نوع “تايت” مسجلة حسب تقديراتها خسارة قيمتها 524 مليون دولار.
وأكدت الشركة البريطانية “بريتيش بتروليوم? في تقريرها السنوي 2014، انسحابها من هذا الحقل مبررة قرارها بتدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة، حيث يعود اتخاذ قرارها لشهر مارس/اذار من سنة 2014، أي بعد سنة من الاعتداء المسلح على الموقع الغازي بتيڤنتورين.
وكانت “بريتيش بيتروليوم” قد أوقفت نشاطها بعين تيڤنتورين بعد الاعتداء الإرهابي على هذا الموقع، لأكثر من سنة.
وقالت مصادر جزائرية إن مثل هذا الخبر يشكل مؤشرا سلبيا للاقتصاد الجزائري.
وكان استغلال حقل “بورارحات جنوب كان سيمكّن الجزائر من كسب هامش إضافي في الإنتاج، في وقت تسعى فيه السلطات الجزائرية إلى دعم قدرات الإنتاج البلاد في النفط والغاز، كما أن الشركة البريطانية كانت تحضّر لاستخدام تقنياتها الجديدة في استخراج الغازات غير التقليدية والذي يعرف جدلا واسعا في الجزائر بعد أولى عمليات الحفر والتنقيب بأهنات بعين أمناس.
يذكر أن انطلاق إنتاج حقل “بورارحـات جنــوب”، كـان مبرمجا لسنة 2019-2020، وكان استغلاله سيمكن الجزائر من تعزيز قدرات إنتاج أكبر موقع غازي بالجزائر بتيڤنتورين.
وقالت مصادر مسؤولة بقطاع النفط في الجزائر إن سوناطراك ستتكفل لوحـدها بتطويـر القدرات الإنتاجية لهذا الحقل.
وقال محللون إن الضغط على شركة سوناطراك التي أوكلت لها مهمة استعجالية لرفع الإنتاج يزداد يوما بعد يوم في ظل معطيات سوق نفطية غير محفزة، مقابل ارتفاع محسوس في نفقات الدولة الجزائرية.
واضافوا ان قرارات عدة شركات بترولية الانسحاب من حقول نفطية فازت بصفقات استغلالها، وآخرها الحقل الغازي “بورارحات جنوب” يرفع من وطأة شعور الاقتصاد الجزائري بالصعوبات التي يواجهها للاستجابة لمتطلبات الإنفاق المتزائد في البلاد.