جهاز الامن يغتصب والضحايا يعاقبن

حسن اسحق
لم تنتهي بعد تداولات ومناقشات تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش عن اغتصاب تابت الجماعي ، وتأكيدها علي وقوع الاغتصاب في المنطقة ، وقعت حادثة اغتصاب اخري في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور ، واغتصب فردين من جهاز الامن والمخابرات الوطني نازحتين بعدما تم استدارجهما الي منزل في حي المطار ، عندما كانت الضحيتين تبحثان عن عمل ، وعند دخولهما الي المنزل هددتا بالسلاح ، وقامت قوة من الشرطة بمداهمة المنزل ، والقت الشرطة علي القبض علي فردين يتبعان الي جهاز امن المؤتمر الوطني ، ودونت تجاهمها بلاغات في قسم شرطة نيالا ، ولكن تدخل جهاز الامن والمخابرات الوطني سمح باطلاق سراح فردي جهاز الامن ، وعوقبت النازحتين بجرائم ممارسة الدعارة والفاحشة ، وتدخل الجهاز يؤكد ان الجهاز الامني للمؤتمر الوطني محصن ضد الجرائم التي يرتكبها افراد الامن ، وله القدرة علي القيام باي (حاجة) دون ان يكترث للقانون ، واقول بعد التعديل الدستوري الاخير سيقوم جهاز الامن بمزيد من الانتهاكات في دارفور والنيل الازرق ودارفور ، وفي كل مدن السودان ، وحادثة نيالا الاغتصابية هي خطوة اولي للمزيد من الاغتصابات ضد النازحين في اقليم دارفور الذي اشتهر في سنواته الاخيرة بالابادة الجماعية والتطهير العرقي والاغتصاب ، والسلاح الاغتصابي هو الاداة الفعالة التي يتم ممارستها كل يوم في دارفور ، واذا كان جهاز الامن يقوم بهذه الاعمال في المدن ما الذي يمنعه من ممارستها في المناطق الاخري في شرق جبل مرة ، وبقية القري والضواحي ..
ان حادثة اغتصاب النازحتين واطلاق سراح الجناة المخمورين التابعين لجهاز الامن والمخابرات هي مسيرة واصطفاف لحماية الجناة الامنيين ، وفي هده الفترة بات صوت الحكومة الاعلي هو مغادرة اليوناميد دارفور بحجج ان دارفور استعادة امنها واستقرارها ، وهناك نازحين عادوا الي قراهم ، وهذا كلام فيه نوع من اللغظ والكذب ، وكيف يكون اقليم دارفور استعاد نشاطه القوات الحكومية الرسمية من جيش وجهاز امن يغتصب النازحات من فتيات ونساء دارفور ، والاغتصاب هو الهوية الحقيقية لنظام الانقاذي الاسلامي في الخرطوم ، وهي سلوك تم ادراجه في الدستور الاسلامي السري والشفاهي ، وهي نفس سياسة الارض المحروقة المسمية ( اكسح امسح قشو ما تجيبو حي ) ، من يتبع سياسة ( اكسح امسح) يفترض ان يتبع اسلوب الاغتصاب الجماعي ، ومن لا يضع اعتبارا وتقديرا لحياة الانسان في بلاده ، واتباع منهج الابادة الجماعية والتطهير العرقي ، بامكانه ايضا ان يقوم بهذه الاغتصابات الشنيعة والمريعة والمخزية ، والحملات العسكرية ضد الانسانية الاخيرة في دارفور ، ما هو الهدف الرئيسي للمشروع الحضاري الاسلامي الذي اتي قادته الانقاذيين بانقلاب عام 1989؟ ، الهدف من المشروع بات واضحا وخطوطه واضحة ايضا ، ان المشروع الحضاري الاسلامي هو تنفيذ الابادة الجماعية اولا في جنوب السودان الذي لم يشتهر بالاغتصاب الجماعي ، واشتهر بسياسة الارض المحروقة والنزوح الي مناطق الحكومة ، والنزوح الي دول الجوار في كينيا واوغندا واثيوبيا ،
كانت السمة الرئيسية للمشروع الحضاري الاسلامي العنصري هو التخلص من العنصر الافريقي في السودان ، ليمارس سياسة النقاء الاسلامي العروبي القح ، والمشروع الاسلامي لم تتوقف انتهاكاته في جنوب السودان (بس) ، هي الان في منطقتي النيل الازرق وجبال النوبة عانت ومازالت تعاني من المشروع الحضاري الاسلامي العنصري ، وهذا المشروع يجد تأييد من دول عربية واسلامية و دول افريقية اخري متواطئة حسب مصالحها مع الحكومة السودانية ، لانها تتغاضي عن التطهير العرقي ، كأن مايدور في هذه المناطق السودانية لا يهمها في شئ ، والعالم كله يستمع الي هذه الكوارث كل يوم في التقارير التي توردها المنظمات العاملة في مجال حقوق الانسان …
ان الصمت الدولي المريب يشكك ان مجلس الامن والامم المتحدة والاتحادي الافريقي وجامعة الدول العربية ، ان ليس لها مصلحة ان تتوقف هذه الممارسات في السودان تحت قيادة حكومة الرئيس عمر حسن احمد البشير ، وحتي واشنطن التي صوتها كان الاعلي في بداية الازمة في دارفور ، الان انخفض الي درجة الصفر السالب الكبير ، وباتت تتبع اسلوب المهادنة والجزرة معه ، وتنسي ان الخرطوم لا تتواني في منهجها القديم الجديد ، وشعارات الاسلام السياسي واكاذيب الشريعة ما زالت تدار في الخفاء ، والعالم يقود حملة دولية علي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) ضد المدنيين في منطقة الشرقر الاوسط في العراق وسوريا ، واستهداف للمدنيين وقوات الحكومة العراقية والسورية ، الا انها لم تستهدف دولة اسرائيلية علي مرمي من سوريا ، واسرائيل كما هو معروف تحتل اراضي الجولان السورية ، والعالم يتجاهل ان داعش الاسلامية الانقاذية موجودة في السودان ، وتحكم ايضا في العاصمة الخرطوم، وتساعد التطرف ايضا ، ويطالب نظامها ان يساعد في الحرب علي الجماعات الاسلامية في الشرق الاوسط ، والعالم يشهد ان داعش تغتصب الايزيديات في العراق ، وداعش السودانية تغتصب في دارفور ، وتشرد السكان في جبال النوبة والنيل الازرق عن طريق القصف الجوي عبر طائرات الانتينوف والابابيل ، وداعش السودانية تيسطر علي دولة كاملة في السودان ، السودانيين في هذه المناطق اصابتهم الحيرة والدهشة من التواطوء الدولي ، واستضافت منظمة امريكية مسيحية مشهورة لعلي وزير خارجية الخرطوم، وتقول انها تكرمه لدوره في اطلاق سراح السودانية مريم التي اعتنقت الدين المسيحي ، حكم عليها بالاعدام ، واطلق سراحها بعد ضغوط دولية مكثفة عبر منظمات حقوقية ، هي الان في الولايات المتحدة الامريكية لان زوجها يحمل الجنسية الامريكية ، واستغرب كثيرون من زيارة كرتي لواشنطن ، هو كان في السابق ، قائد قوات الدفاع الشعبي ، وهي مليشيا اسلامية قاتلة في جنوب السودان قبل استقلاله في عام 2011 ، وهي الان تمارس الاغتصاب والتهجير القسري في مناطق الحرب في دارفور .
والحل الامثل لقضايا الابادة الجماعية والتطهير العرقي والاغتصاب هو ان يفرض مجلس الامن الوصاية الدولية في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة ، وان يمارس مجلس الامن الدولي حظرا للطيران العسكري في المنطقتين ، وان تتدخل قوات دولية بصلاحيات حقيقية لحماية المدنيين من بطش الحكومة ، وان يصرح للقوات الدولية في المراحل القادمة ان تفصل بين المدنيين العزل في المنطقتين ودارفور بغربي السوداني ، وان تحميهم حماية كاملة ، حتي لو استدعي ذلك استخدام السلاح ضد القوات الحكومية ومليشياتها ، وان توقف الاغتصاب المتكرر ، واستهداف المدنيين ، ان ما تقوم به الحكومة هو تخريب متعمد للاستقرار في هذه المناطق ، والعالم ومنظماته الانسانية تستغرب من سلوك الحكومة الاسلامي ، هل هذا هو الاسلام الذي يتبعه نظام الخرطوم ؟ ، اقول لهم ، نعم هذا هو السلوك الحقيقي للاسلام الداعشي السوداني الذي بغتصب افراده في جهاز الامن النازحتين يتم فتح بلاغات ضدهن ، ويطلق سراح الجناة الامنيين . ماذا قدمت الحكومة السودانية للعالم ، حتي يصمت مثل هذا الصمت ؟..
[email][email protected][/email]