ترحيل اجباري الي عرين الطاغية

الدول الي يقرر مواطني دولة ما عليها ان تحميه وتوفر لهم الملجا هذا ابسط شيء ان تقدمه لهم بعد قرروا وهم تحت تهديد ظروف الحروب الفرار من الوطن الام الي وطن اخر علي امل ان جزء ولو يسير من حياتهم قد يتحسن ، يقولون ان مواثيق الامم المتحدة تفرض علي الدول التي ذهب الي مواطن دولة اخري عليها ان تحميه اولا من الترحيل القسري ، حتي لو افترض افتراضا ان ذلك الشخص مشكوك في مصداقيته ، اولا ظرف الحرب في دولة ما هو تفسير واضح علي ان الحياة في بلاده علي شفير النار وعلي شفير القتل وعلي شفير التطهير العرقي ، دارفور وجدت نصيبها الكامل من سياسة الابادة الجماعية الممتدة الي اكثر من عقد ولم تتوقف حتي لحظة كتابة هذا التضامن مع السودانيين الذين قررت الاردن ترحيلهم الي السودان بعد لجاوا واحتموا بحصان الامن الامم المتحدة الا ان حماية اللاجيء السودان في دولة كالاردن ، اثبتت التجارب اللاجيء السوداني كما حدث في مصر قبل عشر سنوات ، عندما اقتحمت القوات الامنية المصرية ميدان مصطفي محمود وقتل عدد ليس بالقليل فب تلك الفترة …
تفاجا العالم الاربعاء السادس عشر من ديسمبر الحالي باقتحام اعتصام طالبي اللجوء السوداني في الاردن امام المفوضية والقبض عليهم ، وهناك مخاوف من ترحيلهم الي السوداني ، الي نفس عرين الطاغية عمر البشير الذي قتل اهل دارفور قبل اكثر من عقد ، وما زال يواصل هواية قتله ، وسياسة تهجيره القسرية الي القري الاصلية الي معسكرات الذل ، وحتي معسكرات الذل لا يريد البشير للدارفوريين البقاء فيها ، يحدد لهم القري النموذجية ،باعتبارها محطة الوصول الاخيرة ، وهي سداد لديون الابادة الجماعية والاستيطان العنصري من قبل الخرطوم ..
يقدر عدد السودانيين الذين قررت الاردن ترحيلهم ٨٠٠ سوداني هرب من السودان ، وكان املهم ان يجدوا عناية ورعاية واهتمام من الامم المتحدة ومكتبها في الاردن ، اين كلمة الامم المتحدة وميثاقها الذي يتعلق باللاجيء وتوفير الحماية ، واسباب هروب هؤلاء معروفة للجميع ، ولا تحتاج لاي مفسر ولا مدبر ، ماذا سيكون المصير اذا حط الطيران الذي يقلهم في مطار الخرطوم ؟ ماذا ستفعل بهم الاجهزة الامنية ؟ وهل سيتعرضون للاستجواب ؟ وهل يقف الامر علي الاستجواب وحده ؟ ، هل سيثق اللاجيء السوداني بحكومته التي تسببت في تشرده ؟ وهل ستثق في الحكومة التي اغتصبت اهلها في قري دارفور وحتي معسكراتها الداخلية لم تامن من الاستهداف الممنهج ؟ ، ما الذي ينتظرهم في الخرطوم ؟ ماذا سيتوقع المتابعون ؟ ، وهل ستكون هناك قرارات صارمة من الامم المتحدة تطالب من الحكومة ان تعدل عن قرارها المتهور ؟ ..
٨٠٠ لاجيء ليس بالعدد القليل ، هذا العدد كبير جدا ، وحياتهم معرضة للخطر ، اذا حطوا علي مطار الخرطوم ، كيف تفكر الحكومة السودانية تجاههم ؟ هل تراهم علي انهم اعداء عليها التعامل معهم عبر قانون الطواريء ؟ ..رغم ان القضية وجدت صدي اعلامي عالمي واقليمي ، الا ان المخاوف ما زالت سيدة المخاوف ، لان نظام كالخرطوم لا يستطيع ان يثق فيه اقرب اصدقاءه ، فما بالك بما يصنفهم النظام انهم اعداءه لهم ، انا اناشد جميع المنظمات ان يتخذوا خطوة شجاعة تجاه قرار شجاعا حيال هذا القرار غير المدروس ..