سودانيو المَهاجِر… أقفلوا حنفية التصريحات..! (مُنع من النشر)

يوسف الجلال

على طريقة الرصاصة في جيبي، فجّر الدبلوماسي الأول علي كرتي “قنبلة صوتية”، ارتجت لها المسافة الواصلة بين الخرطوم وطرابلس، وتغيرّت – بموجبها – موازنين قوة العاطفة بين الشعب الليبي والجالية السودانية هناك.

الثابت، أن قنبلة “كرتي” الصوتية التي سقناها في قولنا عاليه، لم تكن سوى تصريح صحفي، اطلقه كبير الدبلوماسيين، دون أن ينتظر انقشاع خيوط اللهب والدخان من سماء ليبيا. بل آثر الرجل ? يومها – أن يتصيّد خصومه في حركة العدل والمساواة السودانية، من خلال الأزمنة الحارقة والأمكنة المحترقة. لذا سارع – قبل أن تنطفي نيران ثورة 17 فبراير الليبية، ضد حكم العقيد معمر القذافي ? إلى التأكيد بأن حركة العدل والمساواة، قاتلت – وتقاتل – إلى جانب كتائب القذافي..!.

يومذاك تعمّد كرتي وضع حركة العدل والمساوة، في مواجهة مباشرة مع التشكيلات الثورية التي ورثت عرش القذافي. لكن غاب عن كرتي أن تلك الحيلة السياسية الماكرة ستضع السودانيين في ليبيا، أمام غضبة الثوار، في دولة خارجة إلى الحرية بعد ولادة عسيرة تخللها الدم والرصاص.

وهذا ما حدث اجمالاً. أما ما حدث تفصيلاً، فهو أن سودانيي ليبيا تقصّدتهم فوهة بندقية الثوار، غير مرة واحدة، وأقتصت منهم مراراً، بجريرة المشاركة في الحرب ضمن صفوف كتائب القذافي، وهم منها براء. وكل ذلك انطلاقاً من تصريح “كرتي” الذي سقط عن معارفه السياسية، أن الشعب الليبي لا يفرّق ? كثيراً – بين المكونات الديمغرافية والتشكيلات المسلحة والسياسية في السودان. المهم، أن مرحلة ما بعد تقاسُم الغلة السياسية والحصاد الثوري في ليبيا، جعلت السودانيين هناك تحت طائلة الرصاص الحي..!

الآن، توشك الأوضاع في اليمن أن تنفجر تماماً، ويكاد اليمن السعيد أن ينجر ناحية كومة من التعاسة، بعدما تراجع دور الحكماء في موطن الحكمة. وعليه فقد سارعت دول كثيرة إلى إغلاق سفاراتها هناك، وإجلاء رعاياها من خط النار ومن بين ركام الحريق.

المثير للشفقة، أن الخرطوم لا تزال تدرس خيارات التعامل مع الازمة، مع انه يتوجب عليها – مثل غيرها – أن “تتحزم” لفعل الدور الدبلوماسي المطلوب، بحثا عن تجنيب رعاياها خطر الانزلاق السياسي، والانفلات الأمني الحادث في صنعاء. خاصة أن التطورات الدامية رفعت خفقان القلوب، خوفاً على سودانيي اليمن.

الشاهد، أن كثيرين يتخوّفون من أن يخرج أحد منسوبي وزارة الخارجية بتصريح “مشاتر” يضع السودانيين هناك، في مرمى نيران الفرقاء السياسين، ويجعل منهم حصائداً للرصاص. ذلك أن الدبلوماسية السودانية في نسختها الحالية، تملك نصيباً وافراً من التصريحات العجيبة والغريبة. وفي هذا يمكن العودة إلى حديث كرتي عاليه، وإلى ما قيل ? من باب المباهاة والفخر – عن سقوط نظام القذافي بسلاح سوداني خالص. وهو التصريح الذي دفع السودان ثمنه غالياً، إذ أن الأطراف المتناحرة في ليبيا تُوقن ? تماماً – بأن الحكومة السودانية لا تقف على مسافة متساوية من كل الأطراف.

ظني، أن وزارة الخارجية السودانية مطالبة – في المقام الأول – بالتزام الصمت، حتى لا تُعكِّر الأجواء السياسية والدبلوماسية، لأن مجرد الحديث عن الأزمة اليمنية، ربما يضع الحكومة السوانية في موضع المُنحاز لأحد الأطراف على حساب آخر، وبالتالي سيتوجب على سودانيي اليمن، الوقوف أمام “كاشير” أزمة صنعاء لتسديد “فاتورة” أخطاء الخرطوم التي تبضّت ? دون وعي – في المتاجر غير الصحيحة.

سيقول قائل، إن الخارجية كوّنت غرفة لمتابعة أوضاع السودانيين في اليمن، وسنقول نعم. لكن سنضيف “أن تلك خطوة تتقازم أمام التطورات المتعاظمة في الأزمة اليمنية، بل أنها تبدو خجولة أمام الجسور الجوية التي شكلتها الدول الأخرى لإجلاء رعاياها.

يقيني، أنه يتوجب على وزارة الخارجية التعامل بحنكة، أكبر مما يحدث حالياً، حتى لا يضطر السودانيون في ليبيا إلى دفع فواتير النيران الناجمة عن الصراع الليبي، وعن الأخطاء السياسية والدبلوماسية لوزارة الخارجية.

مُنع من النشر بسبب الرقابة الأمنية القبلية المفروضة عل صحيفة (الصيحة)

تعليق واحد

  1. مقال استباقي وتحذيري ممتاز..الا ان نظام الكيزان لا يهمه أمر مواطنيه..بل هو الذي يسعى لخلق الفتن والبلبلة ليدفع غاليا ثمنها المهاجر السوداني “تصريح النظام ابان احداث ليبيا نموذجا.. ان الدم السوداني في ظل نظام الكيزان اصبح ارخص الدماء على وجه البسيطة.. فكم دفع السودانيون االابرياء الثمن من تصريحات المسئولين وافعالهم في دول الجوار:
    في ليبيا..في تشاد..في افريقيا الوسطى.. في جنوب السودان “مسجد بانتيو”..واليمن في الطريق الخ..

    ** هل سمعتم يوما ان النظام أجلى رعاياه ليس عن طريق الطائرات والجسور الجوية.. بل حتى عن طريق اللواري كأضعف الايمان؟!!

  2. يقول الكاتب:
    “المثير للشفقة، أن الخرطوم لا تزال تدرس خيارات التعامل مع الازمة، مع انه يتوجب عليها – مثل غيرها – أن “تتحزم” لفعل الدور الدبلوماسي المطلوب،”
    ثم يقول:

    “ظني، أن وزارة الخارجية السودانية مطالبة – في المقام الأول – بالتزام الصمت، حتى لا تُعكِّر الأجواء السياسية والدبلوماسية”
    و أنا قول:-
    أيها القارئ الكريم أعد قراءة المقطعين أعلاه و كفى

  3. كلامك صاح يا استاذ، فحكومة الكيزان لا يفتح الله عليها بكلمة الا و تقرا بين السطور انحيازها لجهة ما، و حتى في الداخل و عندما يقع اي نزاع فهي تنحاز لاحد طرفي النزاع ناسية ان دور الحكومات في العالم كله هو حل النزاعات خاصة الداخلية منها. خذوا مثلا النزاعات القبلية التي اصبحت لا تنطفئ لان الحكومة على الدوام تؤيد احد طرفي النزاع مما علت النزاعات تمتد و تمتد ولا تنطفئ أبدا

  4. إنت بتأذن فى مالطة يا أستاذ يوسف ..
    و من بتين كان المواطن السودانى موضوع إهتمام العصابة الحاكمة ؟؟ و نفس العصابة تقتل مواطنيها يومياً بالانتونوف و الدوشكات فى جبال النوبة و النيل الازرق و غيرها من بقاع حروبهم العبثية التى يشعلونها من أجل إزالة هذا المواطن من وجه الارض ..

    نحن هنا أمام نظام عقائدى متزمت لا يؤمن ب وطن و بمواطَنه و لا حقوق مواطنين خارج عضوية تنظيمهم الأخوانى الماسونى المستبد الفاسد , إننا أمام أفراد و شرازم لا يخافون الله و لا يعرفونه بل يستغلون دينه تجارياً لمنافعهم المادية الشخصية , ناس لا أخلاق لها ولا ضمير ,

    نشأوا فى بيئة متعفنه و تربوا على مفاهيم خاطئه , لا يعرفون سوى العنف و سفك الدماء والقوه و العنف و الدمار بديلا للعقل و التعّقُل و الموضوعية ..
    يستخفون بالدين الذى ينادون بضرورة بتطبيقه بل يستهذئون به و يحرفونه و يضيفون فى آياته من رؤسهم الخربه من اجل الهيمنة و السيطرة و التسلط على المواطن السودانى و بلده و موارده ..

  5. أظن أن النظام متماشي مع الحوثيين لانهم شيعة وزلا غضاضة في ذلك فالبشير أدخل الشيعة في السودان وهومتوافق معها في اليمن وبالتالي فكلا النظامين في البلد تشيع وهذة هي الحقيقة التي ادت الى عدم إهتمام أخوان الشيطان با[لأمر

  6. ومنذ متى …. يقيم الارجاس ….. وزنا للارواح ….. !!!؟؟؟؟؟ او ليسوا اججوا نيران حروب …. بالعنتريات ….. وما نريكم الا ما … نرى …. ثم ابطحوا …. وبذلوا …. الغلي والنفيس …. وما لم … يكن يفكر فيه الطرف …الاخر…. وذلك لضرورة بقائهم…. بالسلطة…. وهيهات …. هيهات ….. افلت نجومهم الى الابد…. انهم مثل احلام الاحزاب القومية العربية … في انشاء دولة واحدة ….. ؟؟؟؟؟؟

    اللهم لا تدع الارجاس …. ليفسدوا في الارض …. فانهم قد افلسوا بالبلد… ونهبوها لجيوبهم… وافقروا الفقراء …. واهلكوا الزرع والنسل…. ودمروا اخلاق …. من كان اسمه السوداني…. فاصبح الاسم مرادفا….. لكل عوز وفقر …. وجهل ..وحرب… ومجاعات … واغتصاب…..ونزوح … وتشرد…. وضاقت به ارضه رغم اتساعها…. فهجر …. ارض جدوده الى المشارق والمغارب….. في رحلة …. ابدية….

    اللهم عليك بعصابات الارجاس …… اقطعهم …… تك ……..
    اللهم عليك بعصابات الارجاس …… اقطعهم …… تك ……..
    اللهم عليك بعصابات الارجاس …… اقطعهم …… تك ……..
    اللهم عليك بعصابات الارجاس …… اقطعهم …… تك ……..
    اللهم عليك بعصابات الارجاس …… اقطعهم …… تك ……..
    اللهم عليك بعصابات الارجاس …… اقطعهم …… تك ……..
    اللهم عليك بعصابات الارجاس …… اقطعهم …… تك ……..
    اللهم عليك بعصابات الارجاس …… اقطعهم …… تك ……..
    اللهم عليك بعصابات الارجاس …… اقطعهم …… تك ……..

  7. اتمنى ان اجد بين القراء من يجيبني :
    ما المصلحة التي يجنيها الشعب السوداني جراء وقوف حكومتنا الرشيدة مع اطراف بعينها في بلاد مثل اليمن – ليبيا – مصر – فلسطين – الصومال – افريقيا الوسطى وغيرها …
    نصرة الدين ؟

    لا احد يصدق .

    المال الذي يدفع مقابل كل شحنة سلاح لليبيا ؟

    ممكن .

    تنفيذ ما ترمي اليه اميركا من شغل الناس بعضها ببعض في قتل وحرب بعيدا عنها ؟

    وارد جدا .

    ولما لا تكون اسرائيل خاصة وان جمايلها على حكومتنا كثيرة بل كثيرة جدا … فكلما مرت حكومتنا الرشيدة بأزمة او (زنقة ) ارسلت اسرائيل صاروخ او اثنين يكفيان لتشتيت انظار الكل عن جوهر الازمة او ( الزنقة ) …
    واعتقد ان حكومتنا الرشيدة بحاجة ماسة هذه الايام لا كثر من عشرة صواريخ اسرائيلية حتى تتمكن من لملمة تداعيات مأساة قرية (تابت ) المحزنة .

    هل صدقت حكومتنا وهي تلمح الى تحجيم الدور الايراني بالسودان ؟

    لا احد يصدق ذلك بكل تأكيد …
    فالمعروف عن تنظيم الاخوان المسلمين الاخذ بمبدأ السرية في كل أنشطته … فالعلاقة ( العلنية مع اير ان ) كانت مرحلية لم تخدمها الظروف والمتغيرات في المنطقة ( ما حدث في مصر وليبيا وتونس وانتكاسة الاخوان عامة ) ..
    لذا فالخيار السري هو الافضل …. واعتقد ان الكل يدرك مدى علاقة ( حكومة السودان ) بما يجري في اليمن الشقيق …بل يقول البعض ان 90% من سلاح القبائل والجماعات المسلحة في اليمن مصدره ( حكومة اخوان السودان )
    ..
    ذهلت حينما روى لي احد الاصدقاء وهو من مدينة بورتسودان ( وهو رجل عفوي وبسيط الاهتمام بالشأن السياسي ) قال لي الرجل ان هناك استثمار ضخم في مجال صيد الاسماك بل هناك شركات تملك سفن صيد ضخمة ….

    وبما اننا لم نعلم يوما او نرى انتاج هذه الشركات من الاسماك في الاسواق ولم نسمع بان الاتحاد الاوروبي يستورد اسماكا من السودان … وبما ان العقل السليم لا يمكن ان يصدق بان هذه الشركات تجوب البحر الاحمر طيلة الفترة الماضية بحثا عن الاسماك ( التائهة ) وتخسر الملايين في تشغيل هذه الاساطيل دون ان يكون لها دورا اخر يعوضها عن خسائرها … خاصة وان الكل يعلم ان حكومتنا تعتبر البحر الاحمر و الموانئ التي عليه منطقة عسكرية يمنع الاقتراب منها …..

  8. ولا يضير الشاة سلخها بعد الزبح ….. المواطن السوداني مضبوح طوووول فلذلك لا حياة لمن تنادي الناس دي نحنا اصلا ما في قايمة اهتماما فالناس تموت في ليبيا في اليمن في كردفان في دارفووور مابفرق معاهم كتييير تحت شعار.. الموت ما في بيتنا واللبيب بالاشارة يفهم ….

  9. الكرام/ بت البلد- ابو الريشA- حنين
    تحياتي و شكري على التعقيب
    لكن اسمحوا لي مرة أخرى أن أورد بعض المقاطع مرة أخرى
    “هي تدرس”
    “عليها أن تتحزم لفعل الدور الدبلوماسي المطلوب”
    ” مطالبة في المقام الأول بالتزام الصمت حتى لا تعكر الأجواء السياسية و الدبلوماسية”
    ثم
    أتساءل
    ماذا تعني كلمة تتحزم بالسوداني البسيط – و هل من يتحزم يلتزم الصمت
    أعود
    لكي أقول من واقع خبرتي التراكمية المتواضعة من خلال اغتراب امتد لأكثر من (34) عاما منذ 21/12/1978
    مشاركا في مجالس الجالية لخمس دورات-
    أرى ان من الأوفق أن يترك تقدير الوضع الأمني و الاقتصادي للجالية السودانية هناك من خلال مجلس الجالية و مندوبيه في جميع المناطق بعد أن يتدارسوا و يقرروا هم من واقع الحال الميداني لكل منطقة و مدى الاخطار التي يتعرضون لها- و ما يتخذونه من قرار سواء بالعودة الجماعية أو الجزئية أو الانتقال الداخلي بين المناطق أو البقاء – على الدولة من خلال السفارة أن تعينهم على تنفيذ ما يقررونه- و أن تبقى البعثة الدبلوماسية حتى انتهاء مهمة تنفيذ ما تقرره الجالية هناك
    هذا من ناحية -و من ناحية أخرى – أن تلتزم الدولة الصمت الاعلامي و تعمل من خلال القنوات الدبلوماسية لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء و أن لا تنحاز لأي طرف
    أما عن موضوع ليبيا و اجتراره دائما و اقحامه في كل موضوع فهذا موضوع تاريخي ممتد لأكثر من (4)عقود و تقديرات أهل الاختصاص للتعامل معه-في كل مرحلة- كانت من واقع التداخل و التشابك في المصالح الدولية و الاقليمية – و تجاذب مصالح اللاعبين
    لكم أن تتابعوا ما يحدث الآن و محاولات السيسي لجر العالم لمستنقع جديد و قرارات مجلس الأمن المرتقبة اليوم
    ألن يكون من المنصف أن نقول أن الدولة قد أحسنت في تجنيبنا شر ما طال الآخرين
    همسة
    الاخوين/ سوداني و أبو علي
    أرجو أن تشاركا في الحوار بايجابية و موضوعية

  10. يوسف الجلال من فئة (المولدين) وهي فئة معروفة بعدم (الرجولة) والمولدين السودانيين في صنعاء معروفين لدي القاصي والداني بسلوكهم الذي لا يمت الي الأخلاق السودانية بصلة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..