أخبار السودان

بترول الراوات ..نهب الثروات

في 21 سبتمبر 2014 حملت الأنباء هذا الخبر (وقعت وزارة النفط السودانية على اتفاقية لإنتاج النفط بمربع 26 (حقل الراوات) مع شركة ستيت بتروليم الكندية وإكسبرس بتروليوم النيجيرية وشركة سودابت السودانية.ويقع حقل الراوات بين ولايات النيل الابيض والنيل الازرق وسنار وجنوب كردفان ويبلغ نصيب الشركة الكندية 50%، بينما بلغ نصيب شركة إكسبرس بتروليوم النيجيرية 20% وسودابت السودانية 30%.وشهد مراسم التوقيع نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبدالرحمن، ووزير المالية بدر الدين محمود ووزير الاستثمار مصطفي إسماعيل، و وزير المجلس الأعلى للحكم اللامركزي فرح مصطفي).
وقالت بعد ذلك مصادر في وزارة البترول أن حقل الراوات سينتج 330 برميلاً في اليوم .
إلي هنا إنتهي الخبر الرسمي(الإنقاذي)،فماذا قالت شركة ستيت بتروليوم الكندية فيما يتعلق بمربع 26(المسمي الراوات وهو اسم المنطقة).
قالت أن نتائج بئرين استكشافيتين بالحقل (تم حفرهما علي أيام بترودار وقبل انفصال الجنوب)أشارت لإمكانية إنتاج ما بين 1000 إلي 2000 برميل في اليوم،وأنها وشركائها سيحفرون 3 آبار إضافية في غضون 6-9 أشهر .
وقالت إنها ستتحمل تكلفة إبتدائية تبلغ 11 مليون دولار في عملية تطوير الحقل البترولي،سترتفع إلي 30 مليون دولار في غضون ثلاث سنوات،تجري فيها عمليات حفر واستكشاف،سيصل فيها الإنتاج مابين 15-20 ألف برميل في اليوم .
الإنتاج المتوقع سيصدر عبر خط أنابيب (قريب من الحقل)إلي بورتسودان .
إنتهت هنا الرواية الكندية،والفرق شاسع مابين 330 برميل في اليوم حسب الرواية السودانية ،و15 ألف برميل في اليوم حسب الرواية الكندية.
ولو إعتمدنا الإنتاج الأدني البالغ 15 ألف برميل في اليوم،فإن نصيب الشركة الكندية هو 7.5 ألف برميل يوميا،ومعناها 2.7 مليون برميل في العام.
ولو اعتمدنا سعر البرميل الحالي وهو 55 دولاراً،فإن عائدات الشركة الكندية في عام واحد تبلغ 135 مليون دولار،وهي التي ستصرف خلال 3 سنوات فقط 30 مليون دولار،فانظر إلي الأرباح الهائلة التي سيجنيها الكنديون.
السؤال الذي يطرح نفسه،هل كانت الحكومة عاجزة عن توفير مبلغ 30 مليون دولار،كيما تستعين بالنيجيريين والكنديين،في حقل بترولي اكتشف فيه البترول مسبقاً بواسطة شركة بترودار قبل انفصال الجنوب؟ قطعاً ليست عاجزة،فال30 مليون دولار ينهبها سادن واحد في غمضة عين من أقرب خزنة حكومية.
والسؤال الثاني..ما الذي أدي لانسحاب الشركة الكندية دون إعلان والزج بشركة ميسانا النيجيرية في هذا الامتياز؟
والسؤال الأهم،ماذا سيستفيد أهالي الراوات،وبترولهم سيذهب رأساً لبورتسودان،بينما (سيستمتعون)وبهائمهم بتلوث المكان وأبخرة الكبريت وما شابه؟؟
أما الشركة النيجيرية المسماة إكسبريس فأمرها عجيب،فقد تنقلت من شرق السودان لوسطه منذ 2011،ولم تنتج برميل نفط واحد،وقانون الثروة البترولية فيما يتعلق بها موضوع في الرف،وهذه حكاية أخري تأتي في قادم الأيام،كلام يا عوض دكام .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نيجيريا بلد منهوب تحت سمع وبصر وارادة اعلي المسئولين بها…وهي اس الفساد باشكاله وانواعه في افريقيا وبالذات في مجال استخرج النفط…والاستعانة بها في اي مجال يعني باختصار نقل تجاربهم السيئة الي السودان..

  2. يا كرار .. مبلغ 135 مليون دولار هو قيمة المبيعات .. ولتصل إلى أرباح الشركة الكندية يجب أن تصفي منها تكاليف الإنتاج والإدارة والتسويق بالتناسب مع بقية الشركاء لتصل إلى أرباحها ومقارنتها بتكلفتها الرأسمالية البالغ 30 مليون دولار .. ولقد وجب التنوية إلى الخطأ فقط ..

    لكن المسألة ليست 30 مليون دولار وخلاص .. هناك المعرفة التقنية والإدارية والتسويقية للشركات الأجنبية وكلها تدخل في الحسبة وهي التي توزن أكثر وترغم الدول النامية السعي لهكذا شركات ..

    لذا ظللنا نقول أن التنمية الاقتصادية لا تقاس بوفرة الرساميل أو الموارد وإن كانت عوامل هامة .. وإنما تقاس بمستوى تطور الموارد البشرية الوطنية .. والموارد بحد ذاتها لا قيمة لها إن لم نستطيع تحويلها إلى سلع وخدمات منافسة يمكن بيعها في السوق العالمية واليد العاملة الماهرة هي أداة ذلك ..

    وعندما نسمع أن العلم هو أداة التطور والتقدم إنما يعني ذاك العلم الذي يتحول إلى مهارة في عقول وأيدي المواطنين وينعكس في منتجات وخدمات يمكن بيعها بأسعار منافسة في السوق العالمية والمحلية..

    أما نحن في السودان وكل الدول النامية على ما أظن فلا نفهم هذا .. وظللنا وسنظل نفهم التعليم على أنه جلوس في قاعات الدراسة من المدارس الأولية إلى الجامعة لإستيعاب ما يقوله المعلمون .. ثم التحول من قاعات الدراسة إلى الجلوس في المكاتب الوثيرة وقضاء الثمانية ساعات تحت الكندشة .. ثم ركوب العربات الحكومية إلى البيت للونسه مع الأحباب ثم النوم!!

    والحال هذه .. لماذا نزعل عندما تأتي شركة كندية أو سويسرية أو حتى نيجيرية للإستثمار في البلد بدعوى أنها (جاية تخم موارد البلد) وتفسد المسئولين .. الفساد؟ .. نعم موجود ولا أستبعد الفساد في صفقات كهذه .. ولكن أعقلوا .. هذا هو منطق رأس المال لن يدخل بلدك إلا إذا كان عائده طائلاً ولو عن طريق توزيع الرشى على المسئولين الفاسدين من أمثال مسئولي الإنقاذ ..

  3. بترول الراوات وعد الخيرات
    …………………….
    بدايةً يعد العمل فى حقل الراوات النفطى من الانجازات الكبيرة التى لا تخطيئها العين وسيكون بإذن الله تعالى تعويضاّ للثروات النفطية التى ذهبت بعد انفصال الجنوب بفضل الله اولا ثم بفضل الكوادر السودانية التى تعمل فى هذا المربع النفطى ليل نهار .
    الأمر الثانى ما الغريب فى ان تكون هناك شراكة سودانية اجنبية فمعظم أو كل الشركات العاملة فى هذا المجال لها اتفاقيات وشراكات مع شركات اجنبية والامتياز الذى تفردت به الشركة العاملة فى هذا المربع ان جميع كوادرها سودانية وهذه سابقة يشهد بها الكل .

  4. بترول الراوات وعد الخيرات
    …………………….
    بدايةً يعد العمل فى حقل الراوات النفطى من الانجازات الكبيرة التى لا تخطيئها العين وسيكون بإذن الله تعالى تعويضاّ للثروات النفطية التى ذهبت بعد انفصال الجنوب بفضل الله اولا ثم بفضل الكوادر السودانية التى تعمل فى هذا المربع النفطى ليل نهار .
    الأمر الثانى ما الغريب فى ان تكون هناك شراكة سودانية اجنبية فمعظم أو كل الشركات العاملة فى هذا المجال لها اتفاقيات وشراكات مع شركات اجنبية والامتياز الذى تفردت به الشركة العاملة فى هذا المربع ان جميع كوادرها سودانية وهذه سابقة يشهد بها الكل .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..