الشرطة بين انتهاك الخصوصية …والعنصرية

الشرطة بين انتهاك الخصوصية …والعنصرية

أمل هباني
[email][email protected][/email]

استشهدت عوضية وهي تقاوم شرطة أمن المجتمع ،الاسم المستنسخ لشرطة النظام العام ،استشهدت وهي تقاوم التحسس والتجسس وانتهاك الحرمات واهدار الحريات الخاصة وسحق حقوق المواطنة بشعارات مجتمع الفضيلة ومحاربة الرزيلة والمجتمع الرسالي وكلها شعارات زائفة ومتهرئة من كثرة اجترارها كذبا ونفاقا ورياء ،فالحكومة التي فسدت وأفسدت لحد الثمالة تطلق مليشياتها في كل حي وكل شارع وكل منزل وكل غرفة منزل وكل دولاب ملابس لترعب الناس وتقهرهم وتخيفهم وهذا هو السبب الذي أنشئت من اجله هذه الشرطة التي (تنط الحيطة)كاللصوص و(تضرب النساء ) كالهمج وتفعل أشياء أخرى لا تخطر على بال وآخرها أصبحت تقتل بالرصاص الحي بعد ان قتلت بالتعذيب والترويع كما حدث للشهيدة نادية صابون بائعة الشاي التي ماتت أثناء مطاردة ذات شرطة امن المجتمع وهي المرأة المكافحة التي تخرج لبيع الشاي(من علامة لي ضلامة)

وماتت عوضية وهي تستفسر عن الذنب الذي اقترفه شقيقها لتقبض عليه دورية الشرطة ،ونخشى ألن يصيب قتلتها شئ لانهم محميون ب قانون الشرطة الجديد الذي يحمي الشرطي اذا استخدم السلاح اثناء تأدية عمله ،والذي يعتبر تتبع الناس داخل بيوتهم وأحيائهم جزء اصيل من هذا العمل حسب القانون قانون النظام العام الذي تعتبر هذه الشرطة احد آلياته ،وهذا القانون وهذه الشرطة فيها كثير من قهر وكثير من أمن (أمن المجتمع)،وقد صنعت خصيصا لتقوم باذلال المجتمع وإخضاعه عبر جلد نسائه بحجة الزى الفاضح بعد رفعهن من اي شارع واي مدخل جامعة واي مقهى واي حفلة واي شقة واي بيت ،الى جلد شبابه ورجاله بعد المداهمة داخل اي عربة واي مقهى واي بيت واي حفلة …انها الشرطة التي صنعتها الانقاذ خصيصا ليعلم المواطن ان هذه الحكومة يمكن ان تلاحقك داخل الحمام لتتهمك بتهمة ما و تعتقلك و تشهر بك وبسمعتك وتجلدك لن يصدق احد انها داهمتك في أكثر الاماكن خصوصية في مجتمع مثل مجتمعنا هذا … والشرطة هذه مؤسسة مكتملة الاركان لها قاضيها الخاص ومحكمتها ورجالها وهذا هو اس البلاء لذلك كتبنا واقمنا المنابر نحذر من هذه الشرطة وبقية اذرعها في صحيفة أجراس الحرية وواجهنا المحاكم والنيابات وأسسنا مبادرة لا لقهر النساء لنناهض القانون بمؤسساته واذرعه وقلنا ان قهر النساء بالشرطة سيتحول الى قهر المجتمع باكمله وقد كان ذات الشرطي يمكنه ان يفتش موبايلك الذي يفترض انه جهاز خاص جدا ليجد نكتة أو صورة تدخلك في خانة جرم حيازة المواد الفاضحة ونشرها وهي ذات الشرطة التي تدخل اي بيت في اي وقت لتفضح اهله امام الجيران والمجتمع باكمله بان تتصدر هذه القصص مانشتات الصحف الصفراء التي تقتات على انتهاك انسانية و خصوصية المواطن السوداني (ان وجد مواطن وان وجدت خصوصية) دون اي تكييف قانوني..ويصبح عنوانا مثل الشرطة تقبض على أكبر شبكة دعارة لتكتشف في تفاصيل الخبر أن اكبر شبكة دعارة هذه عبارة عن منزل يضم أسرة بها اب وابناء وبنات فكيف تقود امرأة تقود شبكة دعارة داخل منزلها وامام زوجها وابنائها ، بل ويقبض عليها أمام اعينهم ومن اولى بالوصاية في هذه الحالة من ناحية دينية (الزوج) ام (الحكومة ) ؟لكنه اللعب على جهل الناس بالحقوق وقلة مساحة وعيهم بالحرية والدين ذاته .

وقضية الشهيدة عوضية تنزع ورقة التوت عن عنصرية الشرطة ومؤسساتها ،وتعاملها بمنظور اثني وعرقي يجعل مجموعات وقوميات بعينها أكثر تعرضا لتلك الانتهاكات ،وأن لم ينجو منها أي مواطن أو مواطنة سودانية …وعن نفسي رأيت كثير من المشاهدات التي تدل على عنصرية تلك الأجهزة ومؤسساتها واحتفظت بها لكثير من الاعتبارات العامة والخاصة ،ومن أهم تلك المشاهدات الفصل العنصري الواضح في سجن اقمت فيه عدة أيام العام الماضي حيث تقيم نزيلات بسحنات معينة وطبقة اجتماعية عليا فيما يعرف (بالعنبر) وهو مكان فاخر ونظيف وبه سيراميك واسرة ومراتب نظيفة ،بينما تقيم سحنات بعينها وطبقة اجتماعية دنيا فيما يعرف بالحوش وهو عبارة عن مظلة معروشة بالزنك يتخللها (الرقراق) من فتحاته ،وهو مكان غاية في السوء والتدهور البيئي وقد اصابني ذلك التمييز الصادم بحالة نفسية سيئة لوقت طويل ،وحتى الذين تطبق عليهم احكام الجلد بسبب السكر في محاكم النظام العام معظمهم من الطبقات الفقيرة والمسحوقة في المجتمع ومن سحنات واثنيات بعينها وقد أكد ذلك الاستاذ كمال الجزولي في محاضرة قدمها عن قانون النظام العام ودراسة سترى النور قريبا لمركز فكري تنويري ….ولا تفارق ذاكرتي صورة جلد لشارب خمر في احد المحاكم حيث كنت انتظر موعد جلسة في قضية مرفوعة ضدي من ذات شرطة أمن المجتمع ..كان المتهم حافيا ويرتدي ملابس ممزقة متسخة لدرجة أن التراب كان يتصاعد كلما ضربه الجلاد سوطا …قضية أخرى هي قضية الفتاتان اللتان اعتدت عليهما دورية من شرطة تسمى أمن المنشآت هاتين الفتاتين لم ينجدهما من (البطش والتهجم ) سوى أنهما (بنات ناس ) ،وكان الاعتذار الذي قدم اليهما مع والدهما ان الملازم اخطأ لأنه اعتدى هو ودوريته على (بنات ناس) واذكر اننا عندما خرجنا من (القسم ) قلت لوالدهما (بنات الماناس حقهم راح في البلد دي) …والمعضلة أن اي شخص لا تحميه اي حقوق مواطنة أو غيرها ومستباح وبعد ذلك تأتي تعريفات أخرى (عرقية واجتماعية واقتصادية وسياسية وهلمجرا .. لنجعل من دم عوضية التي اغتيلت قبل اليوم الذي يرمز لتحرر المرأة مهرا لدولة السودان الجديد دولة المواطنة وسيادة القانون واحترام الانسان السوداني من حيث هو انسان بلا فرق ولا أوزان …وأن لم نفعل الآن فأن القادم لامحالة أسوأ بكثير .

تعليق واحد

  1. ياحسرتاه علي بلد تجلد وتطارد فيه النساء ويختبيء فيه الرجال كالجرذان ..
    لقد اجدتي الكلام والوصف ولا تعليق غير ان الله معكن يا نساء بلدي وآمل ان ييسر الله لكن من يحترمكن ويقدركن وليعتبر هؤلاء الذين يرفعون شعار الاسلام دينا ومنهجا بما في الاسلام من احترام للامرأة وتقدير لها فهي الحبيبة والأخت والأم والحبوبة والخالة وكل صدر حنين في هذا الوطن الغالي..
    وباسم الفلة الفليلة ممن بقوا من رجالات هذا الوطن المغدور اترحم علي روح الفقيدة عوضية وأبكيها تضامنا مع أسرتها..
    اللهم ارحمها وأغفر لها
    وليباركك الله اختي أمل

  2. الدولة مهمتها ان تعمل لخلق الانسان المقهور حتى يرضى بالذل والهوان ويكون بلا احساس وبعد ده كلو نحارب معاك يالبشير ونحن مقهورين .. احسن تجيب مرتزقة نحن ما حننفع معاك نحن بقينا ما زي زمان بقينا نخاف و والكويسة بقينا ما بنتغشه

    0912923816

  3. ما أشبه الليله بالبارحة وما أشبهه بكل يوم مضى طيلةالثلاث و عشرون عاماً الماضيةالتى لم يزق فيها الشعب السودانى طعما لكرامته منذ أن إمتطى صهوة حكمه نظام قاهر قامع لا يرعوى ولا يجعل لا لله الذى بإسمه جاؤوا ولا للشعب الذى بإسمه حكموا وقارا. عن شرطة النظام العام إرجع للرابط

    وحقاً مأشبه الليلة بالبارحة و ليال أخر موعودات ما بقى هذا النظام.

  4. بكل اسف كل مازكر فى مقالك او معظمه صحيح ونعيش معه ويزداد يوما بعد يوم . وصراحة رغم انتمائى لشمال
    السودان .الا اننى اخجل من ذلك واخجل من هؤلاء الانقاذين الذين ارجعونا او بالاصح رمونا فى مستنقع اسن
    .. اصبحنا نتخوف ان ياتى علينا يوم يعتبرنا غير الشمالين مذنبين سابقين يتوجب الانتقام منهم .اللهم اذهب هولاء القوم واصلح السودان .

  5. قد تسمع اذ ناديت حيا ولا حياة لمن تنادى ..
    فقد ولى زمن النخوة والمرجلة من 23 سنة ..
    ولا عزاء للسيدات ..

  6. الشرطة السودانيه تطال فئة معينة من المجمتمع الكل يعلمهامن ضمنها الفقراء والقبائل الغير عربيه كالنوبة وغيرها من القبائل السوداء كما يعتقدون وهنالك فئات في السودان يفعلون مايحلو لهم هم الاغنياء والشوايقة والجعليين والبطاحين وغيرهم من القبائل ذات الأصل العربي كما يزعمون يعني الشغلة فيها خيار وفقوس وكما ذكرت كاتبة المقال بنات الناس واولاد الناس حتي لو عملوا جرم مابسألوهم وهنالك كثير من البيوت تشرب فيها الخمور وتمارس فيها الفواحش والسهرات والحفلات الماجنة ولاتجرؤا الشرطة علي سؤالهم نحن نطالب بالعدل بين جميع فئات المجتمع وحتي لو تغيير النظام الحاكم والتغيير قادم لا محالة يجب علي الأنظمة أن تحكم بالعدل بين جميع طوائف مجتمعنا مهما كان عرقهم ويجب وضع في الأعتبار أن نسيج دولة السودان مكون من طوائف مختلفة من البشر

  7. لقد فقدنا القدرة علي الدهشة في زمن دولة الفاشي الاسود البشير،بوكاسا السودان المأزوم،العنصرية ليست جديدة علينا فقد كانت وتمثلت في كشات عهد نميري والمستهدفة للغرابة واصحاب السحن الافريقية،ولكنها زادت مع التوجه العروبي للنظام ومحاولة استنساخ عرب بالقوة والفهلوة،وحتي الان نحك في رؤوسنا ونتسائل هم مالم انفصلوا؟هنيئا للطيب مصطفي وابن اخته البعام المستنسخ

  8. النسيج الاجتماعى انهار تماماً بفعل هؤلاء ، لا ادرى كيف يمكن للمجتمع ان يعود كما كان والانقاذيين يعمولون ما بوسعهم لتفريق الناس لخشيتهم من وحدتهم خلف إسقاطهم
    المؤتمر الوطنى يتصرف بطريقة تجعل الشعب ينقسم الى إثنيات وجهويات وهذا الامر مقصود واذا لم يسقط هذا النظام سيواصل الوطن فى سقوطه حتى لن يكون هناك وطن ، بل حتى الصومال ستعتبر بالنسبة لنا دولة متقدمة جداً

    خارج النص : الاخوة فى الراكوبة لقد تفوقتم على انفسكم هذه المرة على الرغم من اننى لم اتصفح كل الموقع بعد ، ولكن شكل الموقع اصبح يضاهى فى جماله مواقع الصحف العالميه
    عشرة على عشرة والى الامام

  9. أنا ماعارف الناس بتجيب الكلام ده من وين ياجماعة الإنسان السوداني أكثر بساطة مما تكتبوه أنا أعتقد أن هذه القضية حِّملت أكثر من أبعادها فهي ليست اكثر من ملازم فرحان لا يعرف حدود سلطته واستخدام سلاحه ووضع في موقف لم يتوقعه فتصرف هذا التصرف الذي يدل على قلة الوعي والتدريب فكان قدر هذه المسكينة رحمها الله أن تموت على يده ويجب ان يلقى جزاءه العادل. اما ما يقال عن قصد اثنيات معينة فهذا كلام تدحضه أقرب زيارة لاي موقع شرطة فاكثر افراده من هذه الاثنيات التي يقال انها مستهدفة وهذا امر لا يعرفه الشعب السوداني وندعو الله الا يعرفه

  10. مقالك رائع و لم تتركبي شئ يا شجاعه
    مقالك محزن و يثقل القلوب و لكنه يزيدني إصرار ان لابد من النضال ضد الظلم و لابد ان ننتصر
    . الله حرم علي عباده و علي نفسه الظلم وسياتئ فجر الخلاص وان طال الليل
    و هم (الأبالسة الملعونين ) صاروا يرون كل صيحه ضدهم و يتخبطون و يرجفون داخل قصورهم و يفكوا فينا كلاب الليل )
    لقد تعدوا مرحلة حراق الروح الي مرحلة خراج الروح

    لها الرحمة الشهيدة عوضيه.
    لهم ألرحمه ضحايا مؤتمر الظلام اجمعين
    و يحفظك الله يا أستاذه امل

  11. هذا ليس مقالاً فحسب إنما تقرير عن واقع فعلي يمارس يومياً في السودان من قبل الدولة ومؤسساتها.. والكل يسكت عنه إما خوفاًمن جلادي الحكومة ، أو لأنه يوافق عليه ويعتقد أنه الحق ، أو من باب وأنا مالي وماالأشكال دية .. ده بعيد مني على رأي حجا!!

    أؤكد لكم أن النوع الذي يلزم السكوت ليس إلا ساكت عن الحق .. والساكت عن الحق شيطان أخرس .. ولو كان سكوتهم بدوافع عنصرية أؤكد لكم أن شرايينهم وأوردتهم تزخر بدماء أولئك الذين يتعذبون ويقابل عذابهم بالتجاهل وعدم الإكتراث .. ولو البحصل للأشكال دة ما حصلت ليك ولا لأهلك أو لأشكالك عموماًاليوم فتأكد أنك لا محالة ذائق من نفس الكأس .. وستطالك نفس المعاملة إن عاجلاً أو آجلاً ..

    لذا الحل الوحيد هو أن نوحد صوتنا ونقول لا للظلم والقتل .. ولنمت في سبيل ذلك كما مات التوانسة واليمانية والمصريين .. وكما يموت الآن السوريون .. ذي ناس الجبهة ديل مايعيشوا إلا بالتفريق بين الناس .. وما يخافوا إلا من توحيد الأصوات ..

  12. الاعلام واثارة النعرات العنصرية كان عنوان محاضرتي الاخيرة في الجامعة ياعزيزتي امل
    فمقتل الشهيدة عوضية اصاب الجميع بعظيم الاسي وفداحة الخطب وهمجية الشرطة في التعامل
    مع امواطن السوداني تقليد قديم وموروث بل ان المواطن السوداني البسيط قد تاقلم علي
    عملية هضم حقوقه واحتقاره في اي مرفق حكومي او خدمي لوجود خلل بنيوي في التركيبة النفسية للمواطن السوداني تحتاج لاعلام جاد لنشر الاستنارة وتوجيه المجتمع لتبني قيم الخير والجمال
    عوضية ياامل لم تقتل لاسباب عنصرية انما قتلها الغباء القابع في نفوسنا وغياب الانسان وسقوطه في ادبياتنا وعندما كنت ضيفا علي عسكر النظام في بيوت الاشباح كنت اتساءل دائما عن جدوي حمل جواز سفر اوجنسية مكتوب عليها اسم السودان مع تحياتي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..