“ورشة دور الإعلام” مكافحة ختان الإناث.. مبادرات وطرق جديدة

الخرطوم – زهرة عكاشة ? عرفة وداعة الله
نظم مركز طيبة بريس للتدريب الإعلامي ورشة عمل (دور الإعلام في مكافحة ختان الإناث)، استهدفت الإعلاميين بكافة ضروبهم المقروء والمرئي والمسموع وحتى الإلكتروني، واستمرت الورشة ثلاثة أيام اختتمت بمؤتمر لاختصاصي النساء والتوليد، ناقش فيه الأطباء كيف السبيل لمحاربة هذه العادة الضارة التي تمارس ضد المرأة.
سليمة أسلوب جديد
أشارت الخبيرة الدولية د. سميرة أمين إلى أن ممارسة ختان الإناث ترجع إلى نحو ألفي عام، وقالت: كل عام تتعرض له نحو (250) ألف فتاة، تقع أعمارهنّ في الفئة العمرية بين (5 ? 11) سنة، وتنتشر الممارسة بنسبة (87,6%) وسط النساء التي تقع أعمارهنّ (19 ? 49) سنة، وقد أظهرت التقديرات أن جهود المكافحة لم تؤت أكلها طوال أربعة عقود بالتأثير الإيجابي والتخلي عن الممارسة حسب ما أثبته المسح الصحي السوداني لعام (2010)م، الذي أثبت أن نسبة الممارسة (87%) للفئة السابقة، وزادت نسبتها في مناطق النزاعات، ففي دارفور مثلاً وصلت النسبة في (2010)م إلى (71,1%) بينما كانت (61,5%) في (2006)م، أما الذين ينون الاستمرار في الممارسة ارتفعت نسبتهم من (66,5%) الى (73,3%).
قالت د. سميرة نسبة لكل ما سبق ابتكرت (سليمة) طريقة وأسلوباً جديداً للمكافحة اعتمدت فيه على التشويق والحوار المجتمعي، ولإدراكنا بأن معظم الناس في السودان يعتقدون أن ختان الإناث قضية اجتماعية لم يتم حسمها، اتخذت الرسائل الإيجابية وسيلتها للمكافحة، وتابعت: هناك ثلاث استراتيجيات رئيسية اتبعتها سليمة لدعم وتسريع المؤشرات الرئيسية للتغيير الإيجابي التي تدعم القرارات الموجه من الفرد إلى المجموعة لتشجيع ودعم اتخاذ القرار بصورة جماعية، وجعل التغيير مرئياً بواسطة النقاشات الجديدة حول الممارسة، وقد أثبتت الإحصائيات التي أجرتها سليمة أن الذين فهموا كلمة سليمة من خلال الحملة الأولى التي أجريت في (2012 ? 2013)م، احتلت القضارف على أعلى نسب الفهم لما وصلت نسبتها (16,40%) تلتها كسلا (8,80%)، والفاشر (8,30%)، ثم نيالا (7,40%)، والجنينة (7,21%) بينما كانت نسبة الولاية الشمالية (6%)، والخرطوم (4,28%)، أما اكتمال فهم رسائل سليمة تصدرت كسلا أعلى النسب عندما وصلت نسبتها (40%)، تلتها الفاشر (33%)، ثم نيالا (27%) والجنينة (19%) أما الولاية الشمالية فكانت نسبتها (16%) والخرطوم (9,50%).
وتابعت: إن مؤشرات الحملة الثانية التي أجرتها سليمة في الخرطوم والولايات في العام (2013 ? 2014) أوضحت أن نسبة استخدام كلمة سليمة ارتفع في دنقلا إلى (83%) وفي القضارف (72%)، تليهم نيالا (63%) ثم الجنينة (57%)، أما الخرطوم (19%) وكسلا (16%)، وأتت الفاشر بأقل النسب حيث بلغت نسبتها (11%). أما اكتمال رسالة سليمة لنفس الحملة أوضحت النسب أن كسلا لازالت تتصدر أعلى النسب حيث بلغ اكتمال الرسالة فيها (66%) تليها دنقلا (60%)، والقضارف (57%)، وبلغت نسبة نيالا (53%) أما الفاشر فكانت نسبتها (50%) والجنينة (49%)، وبالرغم من أن الخرطوم نسبتها أقل من باقي الولايات في الحملتين إلا أن نسبتها ارتفعت وأصبحت (37%).
رسائل إيجابية
أكدت مسؤول الممارسات والعادات الاجتماعية بالمجلس القومي لرعاية الطفولة د. أميرة أزهري أن سليمة حملة تحمل رسائل إيجابية عندما تتحدث عن ترك البنت سليمة لأن كل بنت تولد سليمة فدعوها تنمو سليمة، وبالرغم من أنها تؤمن على أن القانون مهم لحماية الفتيات وتنفيذ العقوبات على مرتكبي الجرم، إلا أنها تؤكد أن الوعي المجتمعي والتخلي عن الممارسة طواعية أهم من القانون، لذلك هم لا يستعجلون إصدار القوانين، مشيرة إلى ولاية جنوب كردفان والقضارف والبحر الأحمر وولايتي جنوب وغرب دارفور اللائي سننّ تشريعات تجرم الممارسة منذ (2008)م، وقالت إنهم ماضون في تنفيذ الاستراتيجية القومية لمكافحة ختان الإناث ويأملون في إعلان السودان خالياً من ممارسة ختان الإناث في (2018)م التي عمر الاستراتيجية.
فصل الأطباء
وفي ذات السياق، جدد رئيس المجلس الطبي السوداني د. الزين كرار مناصرة المجلس لمكافحة ختان الإناث من خلال الموقف الذي اتخذه في الجلسة رقم (366) التي أبرمت في (27) أغسطس من العام (2002)م الذي أقر بعدم السماح للأطباء التابعين له بإجراء أي نوع من أنواع الختان، وتنفيذ القانون الصادر في هذا الشأن الذي تصل العقوبة فيه حد الفصل نهائياً من ممارسة المهنة بعد أن أثبتت له الحالات الفعلية ما يترتب من أضرار صحية بالغة على المرأة، واستناداً على القاعدة الأصولية التي تقول (لا ضرر ولا ضرار)، ولفت إلى أن (1%) من الأطباء السودانيين فقط من يؤمنون بفكرة ترك البنت سليمة. وقال إنه لابد أن ترك البنات كما خلقهم ربهم، مشيراً إلى انخفاض نسبة الممارسة في المجتمع إلى (60%)، وذلك بفعل ارتفاع نسبة البنات المتعلمات وسط المجتمع ورفع درجة الوعي المجتمعي بصفة عامة، ونبهه إلى ضرورة معالجة البعدين الديني والقانوني لأهميتهما، وطالب بتضافر جهود المجتمع بأكمله لمحاربة تلك العادة الضارة.
“انا لن”
وأكدت د. ناهد فريد طوبيا صاحبة مبادرة (أنا لن) الشبابية التي تناهض ختان الإناث أهمية وضرورة الحوار المجتمعي، الذي يجب أن يبدأ بالشخص نفسه، وذلك لتضميد الجراح التي يحملنها من لحقتهم الممارسة، حتى لا ترجع الممارسة تطفو على المجتمع مرة أخرى، وأشارت أثناء حديثها إلى الاضطرابات النفسية التي تصاحب الفتاة مدى حياتها والإحساس بالنقص والهوان الذي يتملك الفتاة ولاسيما المتعلمة التي تعي ما حدث لها من قطع وتشوهات وما يعتريها من غضب مكتوم، ربما يصاحبه أعراض سلبية تختص بالعلاقة الزوجية واضطرابات مرضية أخرى.
وأشارت إلى أن هذه الممارسة تنتج عنها آثاراً اجتماعية تتعلق بالعلاقات الزوجية والأسرية وإحساس الطفل تجاه من ساهم وقرر، بالإضافة إلى المجتمع المتقبل للممارسة الذي يؤسس للعنف واضطهاد الطفلة، فضلاً عن تكريس دونية المرأة ومشروعية التحكم الاجتماعي في جسدها، وتساءلت عن الدور الذي يلعبه الرجل سواء أكان أباً أو أخاً أو عماً أو خالاً أو زوجاً.
غياب التزام سياسي
وأكدت مدير مركز سيما للتدريب وحماية المرأة والطفل ناهد جبر الله وجود تطور في إعلان المواقف المعادية للختان في كثير من الجهات. وأشادت بموقف المجلس الطبي السوداني. بالنسبة لناهد أن غياب الالتزام السياسي الواضح من قبل الدولة هو ما يدع الفرصة مواتية لعدم الالتفاف حول القضية، وأشارت إلى مؤتمر الوزراء المكلفين بالصحة ومنظمة المؤتمر الإسلامي الذي أقيم في عام (2009) وفي النص (25) شدد على التزام الدولة لعدم ممارسة الختان نهائياً
اليوم التالي
عووك الحقنا يا شيخ دفع الله قبل ما الكركدى يتبلا. عليك الله شوف الناس ديل عشان بعدين يقولو للبت يا بت الكدة كدة؟