د.غازي : قطعاً لسنا أحسن حالاً من مصر لنعطيهم محاضرات حول ما ينبغي فعله .. العالم الإسلامي يتمزق ولا شيء يمنع تمدد داعش بالسودان !!

نشوء داعش نتيجة حتمية لإفلاس الأنظمة العربية والإسلامية وإخفاقها في تجارب الحكم والعدالة الاقتصادية

رأى رئيس حركة الإصلاح الآن الدكتور غازي صلاح العتباني أن نشوء داعش نتيجة حتمية لإفلاس الأنظمة العربية والإسلامية وإخفاقها في تجارب الحكم والعدالة الاقتصادية. وبشأن إمكانية تمدد تنظيم داعش داخل السودان قال :”لا شيء يمنع” وأضاف :” التقارير الاستخبارية التي تصدرها أجهزة الاستخبارات الغربية في المواقع المفتوحة على الشبكة العنكبوتية تتحدث عن وجود للقاعدة على الأقل في جنوب ليبيا كمنطقة إمداد واستراحة”. وذكر في حوار بالغ الأهمية مع (التيار) أن تطورات الأوضاع في مصر ناحية سيناء مقلقة. وأضاف :”نحن قطعاً لسنا أحسن حالاً منهم لنعطيهم محاضرات حول ما ينبغي فعله. وعن مستقبل الحركة الإسلامية في السودان قال :”الحركة الإسلامية بشكلها ورسالتها القديمة استوفت عطاءها واندرجت في ثنايا الضمير الثقافي للتجربة السياسية السودانية” وتناول الحوار قضايا شتى وإلى التفاصيل:

[COLOR=#FF001F]اجراه: عطاف عبدالوهاب[/COLOR]

ما رأيكم فيما يحدث في اليمن .. وما هي خطورته على الأمن الإقليمي ؟
للأسف العالم الإسلامي يتمزق وتبتلعه خطوط التصدع كما يحدث في الزلازل، القطرية..القبلية..العرقية..الجهوية..والآن الطائفية الدينية. الغريب أن زيد بن علي الذي يتبعه زيود اليمن هو أقرب إلى مدرسة المعتزلة منه إلى الشيعة، والزيود عاشوا متجانسين مع الشافعية في اليمن منذ أن نشأ المذهبان، وكما هو معلوم الزيود لم يوصفوا بأنهم رافضة لأنهم لم يرفضوا ولاية أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. وحتى عندما قامت الدولة الإمامية في اليمن وهي زيدية كانت متصالحة مع ما حولها، حتى مع المملكة العربية السعودية التي تتبع المذهب السلفي الحنبلي، وكان هذا سبب صراعهم مع عبد الناصر في اليمن. للأسف تدخلت السياسة في كل شيء ومن وراء السياسة الأطماع المختلفة. خطورة ما يحدث في اليمن تكمن في أنه يمكن أن يمتد إلى المنطقة فيعيد ترتبها وتقسيمها بصورة جذرية.
كيف تنظر إلى تمدد داعش .. وما يحدث في ليبيا .. ثم هل داعش صنيعة ؟ إن كانت كذلك فمن وراءها ؟
استراتيجية داعش هي القيام بعمليات نوعية تخلف أصداءً ضخمة، ما يعطي الانطباع بأنها تنتصروتتقدم ولا تتراجع. أي أنها تقدم نفسها كنموذج للنجاح مقابل نماذج الفشل في الحكومات الإسلامية، وفي هذا إغراء كبير للشباب، وحتى لمحبي المغامرة. وإذا تمكنت داعش من توطيد أقدامها في ليبيا فسيكون هذا تحولا كبيراً، وهي يمكنها أن تتحالف مع حركات أخرى شبيهة في إفريقيا مثل بوكو حرام. لا أومن بنظرية المؤامرة فنشوء داعش هو نتيجة حتمية لإفلاس الأنظمة العربية والإسلامية وإخفاقها في تجارب الحكم والعدالة الاقتصادية. كون أن جهة ما استغلتهم بعد ذلك لإعادة ترتيب علاقات القوى فهذا شيء طبيعي ومتوقع. لا استبعد حتى أن تدخل داعش كمتغير فاعل في معادلة العلاقات الروسية الغربية.
هل يمكن أن يكون هناك تمدد لداعش داخل السودان؟
لا شيء يمنع. التقارير الاستخبارية التي تصدرها أجهزة الاستخبارات الغربية في المواقع المفتوحة على الشبكة العنكبوتية تتحدث عن وجود للقاعدة على الأقل في جنوب ليبيا كمنطقة إمداد واستراحة. وبوكو حرام نقلت بعض عملياتها إلى تشاد. انظر إلى الصحاري المفتوحة بيننا وبين هؤلاء وفتش عن الفاصل الطبيعي الذي يحمينا. لا يوجد. يجب ألا نستهين بهذا الاحتمال وبتبعاته.
هل صحيح أن الإخوان المسلمين في العالم بدأوا في فقد بريقهم خاصة بعد ما حدث في مصر؟
أؤكد مرة تلو أخرى أن الإسلام دين وليس أيديولوجيا. وهذا لا يعني كما قد يفهم البعض أنه لا علاقة له بالسياسة. حتى المسيحية التي تدعو إلى أن ندع للرب ما للرب ولقيصر ما لقيصر ليست بعيدة تماماً من السياسة، هي فقط تمارسها بصورة مختلفة. إلى الأسلوب الناعم للسياسة في خطاب البابا وتحركاته على سبيل المثال. الإسلام، ويا للعجب، رغم إساءة أبنائه له لا يتراجع ولا يفقد بريقه. هو يزحف بإلحاح ويوفر عقيدة تحريرية للذات والمجتمع في زمان تكاثفت فيه قيود المادة على الأفراد والمجتمعات. أية جماعة ذات رسالة دعوية تجديدية، الإخوان أو غيرهم، إذا فهموا مكنونات القوة المعنوية والمادية في الإسلام (وفي صميمها القوة الأخلاقية) فسينجحون في تقديمه كدعاة، أما إذا فشلوا في فهم رسالته وقصروا عن أدائها
دعوة وقدوة فسينشئ الله أقواماً آخرين كما يقول القرآن يحملون تلك الرسالة.
كيف تنظر إلى الأوضاع في مصر؟
مصر دولة بالغة الأهمية..أهم من أن نفقدها. تطورات الأوضاع في مصر ناحية سيناء مقلقة، ويمكن أن تصبح كذلك ناحية ليبيا. الوضع الاقتصادي هش حتى الآن. نحن قطعاً لسنا أحسن حالاً منهم لنعطيهم محاضرات حول ما ينبغي فعله، ولكن سياستنا ينبغي أن تكون إعانة المصريين جميعاً على معالجة مشكلاتهم.
كيف تنظر إلى مستقبل الحركة الإسلامية في السودان؟
الحركة الإسلامية بشكلها ورسالتها القديمة استوفت عطاءها واندرجت في ثنايا الضمير الثقافي للتجربة السياسية السودانية. أي دور تجديدي للعمل الإسلامي ينبغي أن يحوي منطلقات وأهدافاً ووسائل جديدة.
ما هو دور الماسونية فيما يحدث بالسودان؟
هذا بحر لا أجيد السباحة فيه. لكن، أولاً، الماسونية موجودة، وثانياً هي تحمل نوايا شريرة ليس تجاه الإسلام والمسلمين وحدهم، بل تجاه العالم والناس. لذلك هي غير مشكورة حتى عند الغربيين. وهم، كما نحن، ينظرون إليها بتوجس وريبة، خاصة الإيفانجيليين الأمريكان الذين يتهمون الماسونيين بمحاولة إنشاءحكومة عالمية سرية. أما الاعتقاد بأن الماسونية محيطة بشأن العالم وتحرك الأحداث فيه كما تشاء فهذا يدخلنا في الشرك بالله.
كيف تنظر الى حل قضية دارفور والمنطقتين؟
العبرة من حروبنا الأهلية في الأعوام الستين الماضية تتلخص في جملة من ست كلمات: “إذا خسرت الإنسان لم تكسب الحرب” وهذه هي خلاصة الحكمة الإنسانية من الحروب. العمل العسكري مشروع، بل هو ضروري أحياناً، ولكن في إطار أهداف سياسية عادلة ومشروعة. الأمريكان بكل جبروتهم العسكري هزموا في فيتنام لأن الإنسان والأرض كانا ضدهم. اكسب الإنسان..اطرح مشروعاً سياسياً وطنيا وستتفتق السماء بالحلول.
هل تعتقد أن المشروع الإسلامي في السودان قد نجح ، وإن لم ينجح إلى ماذا تعزي الأمر برأيك؟
المشروع الإسلامي له وعليه. بالنسبة إلى أية تجربة زادتني حكمة فهي تجربة ناجحة.

التيار

تعليق واحد

  1. اقتباس : ما هو دور الماسونية فيما يحدث بالسودان؟
    هذا بحر لا أجيد السباحة فيه. لكن، أولاً، الماسونية موجودة،

    تعليق : ربما كان ان رد الاستاذ غازي تهرب من الاجابة و الا فمن المفترض ان مثله يعرف بعض خبايا الماسونية بالسودان و اذا كان فعلا لا يعرف فهي منقصة

  2. و الله كنت أظن بأنك قد خرجت من عباءة الترابي و لكن يظهر بانه متغلل فيك لدرجة انك تصرح كانك هو ، نفس اللف و الدروان و التملص من نتائج الأفعال و عدم الشجاعة على تحمل مسئولية التصرفات مع مسك العصا من نصفها ، أنظر إلى قولك ( الإسلام دين وليس أيديولوجيا. وهذا لا يعني كما قد يفهم البعض أنه لا علاقة له بالسياسة. حتى المسيحية التي تدعو إلى أن ندع للرب ما للرب ولقيصر ما لقيصر ليست بعيدة تماماً من السياسة، هي فقط تمارسها بصورة مختلفة. إلى الأسلوب الناعم للسياسة في خطاب البابا وتحركاته على سبيل المثال. الإسلام، ويا للعجب، رغم إساءة أبنائه له لا يتراجع ولا يفقد بريقه. هو يزحف بإلحاح ويوفر عقيدة تحريرية للذات والمجتمع في زمان تكاثفت فيه قيود المادة على الأفراد والمجتمعات. أية جماعة ذات رسالة دعوية تجديدية، الإخوان أو غيرهم، إذا فهموا مكنونات القوة المعنوية والمادية في الإسلام (وفي صميمها القوة الأخلاقية) فسينجحون في تقديمه كدعاة، أما إذا فشلوا في فهم رسالته وقصروا عن أدائها
    دعوة وقدوة فسينشئ الله أقواماً آخرين كما يقول القرآن يحملون تلك الرسالة.) هنا تملصت عن الإجابةعن تجربة الأخوان المسلمين و فقدهم لبريقهم بمصر ، عندما خلطت الإجابة بدمجك للأخوان المسلمين كأنهم هم الدين ؟
    ثم أنظر إلى قولك ( الحركة الإسلامية بشكلها ورسالتها القديمة استوفت عطاءها واندرجت في ثنايا الضمير الثقافي للتجربة السياسية السودانية. أي دور تجديدي للعمل الإسلامي ينبغي أن يحوي منطلقات وأهدافاً ووسائل جديدة.) أي دور قامت به ما يسمى بالحركة الإسلامية في السودان غير الفشل الذريع بما أوصلته له حكومتهم المتمثلة في الإنقاذ ؟؟؟

  3. الناس تلف وتدور لحلحلة مشكلة السودان ،،، والمشكلة بصراحة مشكلة واحدة.. هي مشكلة العلاقة بين السياسة والدين… باقي المشاكل متفرع من تلك المشكلة.. بعبارة اخرى رجال الدين او الاسلاميين او الدواعش وغيرهم من سلفيين وبوكو حرام وخلافو وو…الخ عندهم فقط شعارات وعندهم منقولات وبالتالي يكون هناك اصتطدام بالواقع والمشاكل الواقعية الحالية .. اها مثلا الدواعش حكموا مثلا حيواجهوا مشكلة البطالة والاقتصاد والري والتعدين والطرق والتعليم والصحة كيف؟ طبعاً ما يكفي الواحد يكون في وشو دقن!! وحتى لو افترضنا بأنو شخص صادق وامين وطيب وقلبوا ابيض زي الحليب وايمان بالله قوي دا كلو ما يكفي .. يجب ان يكون متخصص في مجالوا الاداري والسياسي وعندهم المؤهلات العلمية اللازمة والخبرات الكافية عشان ينتج ويفيد المجتمع وما يكون وصي على خلق الله.. المشكلة الاخرى المتفرعة هي مشكلة الحريات وهي حرية التعبير وحرية الاعتقاد وحرية الكلام وحرية الصحافة وان تكون هناك ديمقراطية شاملة وكاملة منصوص عليها في الدستور ومطبقة على ارض الواقع
    تقول لي اي تجربة زادتني حكمة هي تجربة ناجحة … طيب الشعب السوداني استفاد ايه؟؟ انت استفدت حكمة وتجربة ناجحة!! باعتبارك انت تمثل رمز سياسي في الحركة الاسلامية وحالياً رئيس حزب يعني شخصية عامة بربك نحن كشعب نستفيد شنو لو حكمتك زادت!!!

  4. مما دعمت المخابرات البريطانية تنظيم الاخوان المسلمين فى مصر ايام المدعو حسن البنا بدأ تمزق العالم الاسلامى ومن هذه الثغرة دخل الموساد واجهزة المخابرات الغربية لتمزيق العالم الاسلامى من الداخل وباسم الاسلام وتطبيق شرع الله والغيرة عليه وباناس من بنى جلدتنا لكن القيادات امرها مشكوك فيه هل تعتقد يا غازى انه الموساد او الغرب يحارب الاسلام بصورة واضحة وفاضحة ابدا وانما يحاربه باناس يا امتن عملاء او اغبياء يعنى مغفلين نافعين مثل الاخوان المسلمين وما تفرع منها ويجوط ويمزق امة الاسلام وبلدانها شر ممزق زى ما حاصل الآن والمسلمين ما محتاجين لهؤلاء السفلة مدعى الاسلام بل محتاجين لاناس عندهم رؤيا لتطوير العالم الاسلامى فى مجال السياسة والادارة والتعليم والصحة والتنمية الاقتصادية والتكنولوجيا الخ الخ بكل اسف نجح اعداء الاسلام من موساد وصليبيين فى شغل العالم الاسلامى بالصراعات بقيادة الدلاهات والاغبياء وعديمى البصر والبصيرة من حركات الاسلام السياسى او انهم عملاء !!!!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..