سحر إبراهيم مواطن من الدرجة الضاحكة ..!!

قال لي رجل مولع بالدراما والمسرح إن الفنان السوداني ظُلم كثيراً من كافة الاتجاهات الرسمية منها والشعبية.. قال قوله هذا بعد أن شاهد أو استمتع بماشاهد من (مواطن من الدرجة الضاحكة) للطيب شعراوي وسحر ابراهيم.. واللذان أصبحا يشكلان ثنائياً فنياً لامعاً.. فالاسكتشات التي قدماها في الفترة الماضية خلقت فرحاً وسعادة، كادت أن تنسينا الوضع المزري الذي يعيشه المواطن.

سحر ابراهيم تربت وسط أسرة فنية، فوالدها الرسام ابراهيم محجوب هيأ لبناته مناخاً ابداعياً محفزاً.. فالى جانب سحر هناك المغنية المعروفة ياسمين والرسامة سوزان.. الرابط بين بنات ابراهيم الرسم والغناء، إلا أن سحر اتخذت مساراً آخر غير الغناء والرسم.. حيث وجدت نفسها ممثلة ومن طراز فريد، ومن حسن الحظ أن صادفت في بدايات حياتها الفنية مجموعة من الممثلين أصحاب الرؤي الفكرية والقلب النظيف, صادفت الراحل مجدي النور الذي ساهم في تجربتها كثيراً.. حيث مدها بالمعرفة والخبرة.. ومن بعد وجدت نفسها مع عملاق آخر هو الفنان الكبير محمد نعيم سعد وفرقة الأصدقاء، التي قدمت لنا أعمالاً فنية باهرة وماتعة.

ما يميز سحر العفوية والتلقائية, كما أنها مشغولة بالجانب الاجتماعي والإنساني، فهي مشاركة في العمل الطوعي ومهمومة بقضايا المرأة والطفل.. كما أن سحر متمردة لكن بوعي واحترام كبيرين للمجتمع الذي ولدت وتربت فيه، هذا التمرد نلمسه في الشعر وفي القصص التي كتبتها، وفي الأعمال الدرامية التي قدمتها، والذي ساهم في ذلك أنها تربت في بيت المبدعين.. وتزوجت مبدعاً, أحياناً قد تأتي النتائج عكسية في مثل هذه الحالات، حيث يحاول البعض أن يتنكر أو يخرج من هذه العباءات محاولة منه لنزع ما يعتبره وصايا, ليقول لك: أنا شخصٌ قائم بذاته ويجب عدم ربط تجربتي بالأب أو الزوج، وهناك ما يجعل تجربة الآباء أو الأزواج معيناً يستفاد منه.

في ظني أن سحر ابراهيم تحركت في هذه المساحات بوعي جعلها من ضمن انجح التجارب الفنية في السودان.. بداية قلنا إن الفنان السوداني ظلم، لكن تجربة سحر ابراهيم إذا سلط عليها الضوء يمكن أن تصنف من ضمن انجح التجارب العربية في التمثيل.

اخر لحظة