المثلث الجهنمي للمأساة السودانية

المثلث الجهنمي للمأساة السودانية

خضرعطا المنان
[email][email protected][/email]

تشرفنا في العاصمة القطرية الدوحة (راعية نظام الخرطوم وحاضنته الكبرى ) قبل اسابيع مضت بزيارة الأستاذ (فاروق ابوعيسى) أحد أبرز رموز (هيئة الاجماع الوطني )المعارضة في الداخل .. وفي مداخلة لي عبر ندوة محضورة له أمها عدد معتبر ونوعي من القانونيين والمهتمين بالشأن السوداني ذكرت أمام جمعهم الكريم بأن من مفارقات بل من عجائب الزمان أن يكون( حسن الترابي) هذا الثعلب الماكر معارضا لنظام أخطبوطي يلبس الاسلام زورا وبهتانا ليغطي به عوراته المكشوفة أمام الملأ وهو نفس الرجل الذي جاء بهذا النظام الذي أذل الشعب السوداني وأذاقه الأمرين والويلات وظل يمارس عليه الكذب والنفاق ليل نهار دون أن يرف جفن .. وطالبت صراحة بابعاده عن اية معارضة حقيقية عليها ان تقوم بمهمتها المقدسة في الاطاحة بالنظام الذي تحاصره اليوم أزمات تلد أزمات وعواصف الربيع السوداني تلف دروبه أينما توجه ( المناصيرالتي ستتداعى ذيولها رغم الاعلان عن انهاء قضيتهم والديم الذي يغلي اليوم وغيرهما ) .
كان ذلك هو الضلع الأول في مثلث المأساة الذي عنيته في عنواني .. أما الضلع الثاني فهوهؤلاء النسوة / السودانيات اللائي يطلقن على أنفسهن ( اتحاد نساء السودان ) ومعهن وزيرات وهن جميعا يرتدين الثوب السوداني ويملأن شاشات التفلزة وصالات المؤتمرات كل يوم دون ان يمن الله على أية واحدة منهن ولو بكلمة واحدة عما يحيق ببنات جنسهن الفضليات من موت ( عوضية عجبنا ) واغتصاب ( صفية اسحاق ) وتشرد ( لبنى حسين ) أليست هؤلاء الاخوات هن سودانيات مثلهن ؟ اذن ما موقفهن مما جرى ويجري لهن ياترى ؟وهل هن يمثلن المرأة السودانية حقا ؟؟.
أما ثالث الأضلاع في هذا المثلث الجهنمي الذي أقصده هو أن هناك جيلا بأكمله هو اليوم في عداد من لا يمكن أن يرجى منهم خدمة لوطن ينتظرهم في مقبل الأيام .. جيل مغرر به ومغسول الدماغ بعد أن ضاع منهم موتا في محرقة الانقاذ 18 ألفا باعتراف المشير الهارب من العدالة الدولية .. وهؤلاء أصبحوا بين ليلة وضحاها – كما وصفهم عراب النظام – مجرد ( فطائس ) بعد أن كانوا حتى الأمس القريب عرسان في الجنة تحف بهم الحور العين ويتنعمون بخيرات جنان عرضها السموات والأرض .. انهم جيل يملأ المعسكرات اليوم وبعدها الساحات وهم يهللون ويكبرون ويتوعدون تحت راية ( الدفاع الشعبي ) .. لاأدري ما الذي سيدافعون عنه ؟؟ ومن هو العدو الذي يتأهبون لملاقاته ؟؟ ومتى ؟؟ وهل يمثل هؤلاء الشعب السوداني الذليل ؟.. أنه سؤال كبير .. أليس كذلك ؟.

وأخيرا :
يا أيها الوطن المشرب بالندى
وبالنـــبل الكريـــم بلا مـــــدى
يا أيــــها الممتــــد فيـــنا
عطــــرا ووردا وشــــــــــذى
أني أحبك يا وطن .

تعليق واحد

  1. والله ياخضر تتلح الزول دا كدي بكره القريييبه دي نقري ليك (وهكذا تم طرد ابو عيسي من القاهره)ذكرتني اسماء في حياتنا

  2. علق الدكتور صديق امبدة علي مقالي د عبد اللطيف سعيد — أتفق مع الدكتور عبد الطيف سعيد في إستنتاجه ” إن فكرة التضامن النيلي لا تشغلني وحدي بل تشغل تفكير كثير من الباحثين والمهتمين بالشأن السياسي والاجتماعي السوداني لدرجة ان الأخ البروفيسور حسن مكي اقترح أن يعقد مؤتمرا لمناقشة القضية “. أوافقه الرأي تماما واثني اقتراح البروفيسور حسن مكي لأن هذه القضية من باب المسكوت عنه ولاشك في إنها تستحق الجهد والنقاش الموضوعي لإخراج الهواء الساخن من الصدور للمساهمة في إعادة بناء السودان على أسس متينة تساعد على إستدامة وحدة الوطن. وطن الكل فيه سواسية في الحقوق والواجبات “وطن خير ديمقراطي” كما غني له الراحل المقيم المطرب الموسيقار محمد وردي. والشكر الجزيل للأخ الدكتور عبد اللطيف لفتحة باب النقاش.

    [email protected]
    مشكلة السودان يا اخ خضر عطا المنان هي ليست في من انقلب علي الحكم الديموقراطي لانك من خلال ما تكتب لا يبدو عليك الحرص علي ارساء حكم ديموقراطي بديلا للحكومة الحالية يعني انك تريد استبدال استبداد باستبداد اشد -ثم ان من كانوا علي راس الحكم الديموقراطي الان يشاركون النظام الحالي و قد شارك الكثير من الاحزاب المعارضة من قبل وحتي قائد جيش التجمع سابقا اللواء عبد العزيز خالد شارك في هذه الحكومة في يوم ما.المهم في الامر هو ارجو ان تترك التركيز فقط علي الصراع الايدلوجي الازلي بين الكيزان و اليسار لان مشكلة السودان تتمحور في العنصريين من ابناء الشمال بكل احزابهم و طوائفهم و اظنك قرات عن التضامن النيلي من قبل و سمعت و عرفت من قبل بمطالب اهل الهامش المشروعة و الظلم الواقع عليهم و عن مطلبهم الاهم و هو سودان المواطنة والا فانك كمن يؤذن في مالطة تشغل الناس بحقدك علي الترابي و الاسلاميين فقط وتاكد انه لن يكون المستقبل لهذا الشعب سوي نظام ديموقراطي يعترف بالتعددية و احترام حقوق الانسان

  3. الكل يحصر مشاكل الوطن في نطاق ضيق وبحشر ازماته المصرية في قضايانا المصيرية لهذا ضاع منا الوطن اتحفتنا الاسبوع الماضي بقضية سحب جوازك وهذه عادي لتحصل في عالمنا العربي وامامك الخليج الذي تنعم بخيراته اذا احد تطاول علي القامات امماثلة التي الاولى عليها لما عاش في اي عالم غربي اوغيره
    نرجو من الاعلام تصفية الماده من الغرض الشخصي والبحث في الاغراض العامة التي تحتاج الي بحث
    وكذلك الاخطاء الشخصية التي تحملنا نحن السودانيين اوزارها كثيرة يجب محاسبة الشرطي الذي قتل عوضية في إطار القضاء لان وزير الداخلية لم يرسله الي قتلها ولا رئيس الجمهورية اهدر دمها ولا اي مسئول له دور في ذلك
    فلماذا نكبر الاخطاء الشخصية وتحملها العامة وحقها واهلها ساحة القضاء
    لبني وصفية قضاياهم مختلفة. فليس كل من عارض النظام هو علي حق ولم ينتخبهم احد ليعبروا عن رايه لدعمهم الراي العام كقضية ومن حقهم فقط علي التيارات التي يمثلانها فلا تحركوا قضاياكم وسط قضايانا
    ولكم الشكر في دعم القضايا التي نحس بها جميعا
    فوحدوا ولا تفرقوا وان غابت شمس هولاء فبزوغ شمسكم لن يرضي اخرين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..