السجون انسب مكان للمعارضه الوطنيه –!!!

فى ستينيات القرن الفائت ذهب احد الشباب لخطبة بنت الجيران بعد ان قضى زهاء العامين فى المعتقل بسجن كوبر لمعارضته لحكومة انقلاب الفريق عبود , الشاب من عائله وموظف كبير ويمتلك كل مقومات ومعينات الزواج واكثر , ظهرت ام العروس على العريس وجماعته وهى قمة الثوره والهيجان واقسمت باغلظ الايمان ان لا يتزوج هذا الشاب ابنتها وإلا ——- !. حاول الشاب واهله ومعهم والد العروس شرح الامر دونما فائده (وقفت فى الناشف وكررت حليفتها ) انبرى احد الحضور وتبرع باقناع ام العروس وبادرها بان ابنهم العريس ليس حرامى ولا مجرم بل هو من شرفاء الوطن والسجن والاعتقال شرف الرجال الاوفياء , جاء رد الحاجه قاطعا هذه المره (شوفوا الولد كان فى كوبر واذا ما حرامى ولا مجرم , معناه ما بيسمع الكلام وبس ) .
الحمد لله الذى غير الاحوال والافكار فاصبح الجميع يحترم المعتقلين ومساجين الانظمه الشموليه الانقلابيه الفاسده . وحتى هذا الشرف لم يسلم من اذى المتسلقين ومدعيى البطولة والنضال واصبح معظم سياسيى اليوم مناضلين وكل مؤهلات البعض فقط ايام فى معتقلات مايو وحتى اصحاب السوابق الاجراميه وحرامية المال العام , ولا مكان لاولئك بين المناضلين الشرفاء اوفياء الوطن بعد ان باعوا القضيه بمصالحة النظام المايوى ومشاركته فى كل جرائمه التى ابتدعوا لها قانون العداله الناجزه .
لقد مر معظم زعماء العالم بالمعتقلات والسجون جزاء لنضالهم ضد الظلم والاستعمار الداخلى والخارجى (وظلم ذوى القربى اشد مرارة ) ونالوا شرف الاعتقال سنين عددا ثم خرجوا ابطالا يتباهى بهم الوطن و الشعب والتاريخ وحصدوا نتاج نضالهم تكريما وتشريفا بقيادة الامه من على اعلى مستويات الحكم رؤساء دوله ورؤساء حكومه وكانت فترات حكمهم من انضر وافيد العهود التى مرت على بلادهم , فزرعوا سنين عمرهم نضالا وتفانيا وحصدت الامه الخير الكثير . امثال المناضل مانديلا فى جنوب افريقيا ومنصف المرزوقى والجبالى فى تونس الخضراء وفاتسلاف هافيل فى تشيكيا والقائد العمالى البولندى ليخ فاليسيا والماضل جواهر لال نهرو محرر الهند ومفجر الثوره الديمقراطيه الهنديه التى تفوق كل ديمقراطيات العالم مما جعلها من اعظم الدول الصناعيه وذات الثقل والوجود العالمى الى يومنا هذا . وفى سوداننا الحبيب كان هنالك الابطال الصناديد الذين جاهدوا وكافحوا رغم صلف المستعمر وجبروته وسجونه المظلمه الظالمه حتى تحقق الاستقلال ومنهم من جاهد ضد الاستعمار الداخلى المتمثله فى الحكومات الانقلابيه الظلاميه ولكن للاسف لم تتوج نضالاتهم بالنصر وازاحة الظلم لانهم ببساطه اثروا المنافى وذهب بعضهم لصف الحكومات بالمصالحه او المصاهره او الاستوزار او الجميع معا .وهكذا ضاعت سنين اعتقالهم (شمار فى مرقه ) ولم يستفد الشعب ولم ترفضهم امهات البنات وتسييد اراذل القوم وساد الفساد وعمت الفوضى بالبلاد والعباد .
لقد حاول الشعب مع المعارضه عشما فى تحقيق التغيير المطلوب وانقاذ البلاد من سطوة حكومة انقلاب الانقاذ , فتارة تخرج الجماهير للمطالبه بالحقوق والتغيير ويغيب قادة المعارضه واحيانا يخرج قادة المعارضه للتعبير عن الرفض والعصيان ولا يجدوا من يؤازرهم ويقف معهم او يملين المسيرات (على غرار المسيرات المليونيه ) ورجعت جموع الشعب ولسان حالها يقول رجعت من الغنيمة بالاياب وكذا كان حال القاده , ضاعت آمال وقضايا الامه ما بين ارادة الشعب وضياع القياده والعكس ومازالت الامور تراوح مكانها والحكومة تزداد صلفا وظلما وفسادا . وللخروج من هذه الدائره لابد من الاتفاق على الحد الادنى من الحراك بمن حضر من الشعب ومن وصل من قادة المعارضه والتحرك نحو الميادين العامه اذا وجدت والا فالشارع مع التركيز على الحشد الاعلامى الداخلى والخارجى , حتما سوف تكون النتيجه التصدى السافر من قبل اجهزة امن النظام .
نقول بان باطن السجون والمعتقلات اشرف وافعل للساده قادة المعارضه الوطنيه الباقيه على العهد والوعد ولم تلن قناتهم ولم يستسلموا لاهواء النفوس والمصالح الذاتيه ولم ولن يشاركوا فى كل الامور التى تبتدعها حكومة انقلاب الترابى البشير , نعم السجن افضل وافعل ببساطه لحفظ ما تبقى من شرف المعارضه وبعضا من صبرهم على اذى الجماعه وحفظا لهم من مغريات السلطه وشيئا من الصفقات المشبوهه التى توزع لتأليف القلوب واستمالة المشاكسين ? نعم افضل لان الثقه المفقوده بين الشعب و القياده سوف لن تعود الا ببعض التضحيات واقلها المعتقلات , نعم افضل عندما تكون المعتقلات مكانا للشرفاء اوفياء الوطن المشاكسين للسلطه عيانا بيانا نهارا جهارا ولا مكان للمتحاوريين والمتهاونين الانتهازيين .
الحوار ومخرجاته وتبعاته وتوصياته تمديد وشرعنه لنظام انقلاب الترابى البشير .
من لا يحمل هم الوطن — فهو هم على الوطن .
اللهم يا حنان ويا منان ألطف بشعب السودان — آميـــــــــــــــــــــن .
[email][email protected][/email]
علينا الا ننكر منجزات هذا النظام الذي يتعرض لعقوبات دولية جائرة ومع عظم التحديات التي يواجهها، يسعى لتحقيق الحوار وحسن الجوار فيجب ان نتوقف قليلا ونكون أمناء مع أنفسنا عند تقييم ما قدمته هذه الحكومة للوطن رغم أنف الحاقدين