أخبار السودان

صحفي يحكي: هكذا أصبحت صديقا لمعلم الشماسة فولجت عالمهم..بالاقتراب أكثر من عالمهم تكتشف صفات إنسانية نادرة

الخضوع لقوانين “المملكة” وطاعة المعلم أبرز ما يميز عالمهم السري

قصة الـ(خور) الذي يستخدمونه كخط حماية من حملات النظام

لغتهم الأساسية هي الرندوق حيث (الكلب) و(الكنجالات) و(اللقوية)

بالاقتراب أكثر من عالمهم تكتشف صفات إنسانية نادرة

الحلقة الأولى

تحقيق: معاوية السقا

وأنت تتجول في قاع المدينة وشوارعها، حتما ستراهم هنا وهناك، تجدهم في الساحات والمقاهي وفي محطات النقل وأمام دور السينما وكذلك في الأماكن المهجورة والخرابات، أطفال بوجوه شاحبة غابت نضارتها.. وتراجع ألقها وفقد فيها نزق الحياة وروعتها عيونهم غائرة وأجسامهم هزيلة ونفوسهم مهيضة هدها الضياع وأتعبها الجوع، لتموت في أعماقهم كل تلك المعاني والأماني الجميلة في الحلم بغد أفضل.

لقد أضحت أحلامهم موقوفة عن التنفيذ بعدما اقتلعهم القدر من أحضان أسرهم الدافئة، ليقذف بهم في عوالم مجهولة المعالم، وتتحول حياتهم إلى جحيم يكتنفها الغموض ويطبعها اليأس. ويسمها الحرمان.. الكلام هنا عن إمبراطورية الشماسة الذين صارت أعدادهم في تزايد يوما بعد يوم فهم إفراز حقيقي لواقع مؤلم ومرير.

حصن متين

عندما فكرت في اختراق هذه الإمبراطورية المغلقة نصحني الكثيرون من الأصدقاء والمعارف أن انأى بنفسي بعيدا عن المخاطر لأن مجتمع الشماسة من الصعوبة بمكان الولوج إليه، ولأنني أؤمن بالتحدي وروح المغامرة قررت أن اخترق تلك القلعة الحصينة ولكن كانت هنالك عقبة أمام طريقي ماهو المدخل الذي الج به لعالم ملئ بالمتناقضات والشراسة بحسب ما صور لي البعض، الأقدار وحدها يسرت لي مهمتي عن طريق الصُدفة تعرفت بشخص يعمل في تجارة الموبايلات تربطه علاقة طيبة مع زعيم الشماسة الذي يدعى (بيل) ويطلقون عليه لقب (المعلم) وبيل هذا صاحب نفوذ وكلمة لن يستطيع أحد أن يتجرأ ويعصي له أمرا، وإذا ما تم التفاوض بيني وبينه ستكون المهمة في غاية اليسر وقطعا سيكون ذلك عبر الوسيط الذي تعرفت عليه.

فوائد أخرى

أشارت عقارب الساعة إلى السادسة مساء كنت أنا ورفيقي أمام قطعة اشبه بالخرابة يتناثر فيها مجموعة من الشماسة كل مشغول في عالمه هنالك من كان يعمل وآخر يستنشق قطعة مليئة بالسليسيون، كانوا في أعمار متفاوته تتراوح مابين الحادية عشرة إلى الثلاثين، وخلف تلك القطعة المهجورة (خور) عريض يستخدمه الشماسة كخط حماية من حملات النظام العام، فعندما تأتي (الكشه) يلوذون داخل هذا الخور الذي يمتد مباشرة إلى النيل، فلن يستطيع أحد اللحاق بهم، وللخور هذا فوائد أخرى في عالم الشماسة فهم يستخدمونه كواقٍ من زمهرير الشتاء القارس.

مشاهد مؤلمة

وقفت في ذلك المكان المهجور اتأمل كل من كان من حولي، مشاهد تدمي القلوب، طفلة رضيعة تحبو نحو كيس مملوء ببقايا الطعام (الكرته) تفوح منه رائحة نتنة، تحاول أن تتحسسه علها تجد ما تسد به جوعها ووالدتها نئت بنفسها في ركن قصي مغيبة عن الوعي تماما بفعل السلسيون، الكل هناك يعتمد على نفسه (ويجازف) لكي يعيش وأنا مستغرق في تأمل تلك العوالم من حولي، نادى رفيق على أحدهم وأخبره بأن يخبر المعلم بيل أن ضيوفا في انتظاره ذهب بسرعة البرق وعاد بعد بضع دقائق ليخبرنا بأن المعلم يغط في نوم عميق، أخبره رفيقي بضرورة أن يستيقظ لأمر مهم وعاجل بعد دقائق من الانتظار حضر إلينا المعلم.

قطعة جمر

شاب في ريعان الشباب نحيف الجسم تبدو عليه علامات الإعياء جاءنا يترنح وعيونه ينبعث منها الشرر محمرة كقطع من الجمر القى علينا التحية، أخبرنا من كان يقف بجانبه أنه فنان لا يضاهيه أحد سوى الدكتور، والدكتور هذا أحد رموز الشماسة المرموقين مسكون بالإبداع، ولكن صادف تواجدنا مغادرته إلى الخرطوم في مهمة غير معلومة.

موهوب ولكن

طفق المعلم بيل يحدثنا عن موهبته في الرسم وأن لا أحد يضاهيه، ودعانا لمعاينة معرضه الذي يقع شرق الخرابة التي يقطن فيها ذهبنا وأشواقنا تتدفق كما الشلال لرؤية ما يصنعه بيل من إبداع كانت الرسومات تتناثر على جدران خرابة تطل على الشارع المؤدي إلى صينية الزعيم الأزهري، ومن الوهلة الأولى اكتشفت أن المعلم بالفعل مبدع حتى النخاع، ومعظم الرسومات التي خطها بريشته كانت تنم عن موهبة حقيقية ينقصها الرعاية والاهتمام ومعظم الرسومات تعبر عن واقع معاش وصور واقعية.

إحساس بالأشياء

ولأن العامل النفسي يعد المكون الأساسي للإبداع فمعظم رسومات المعلم بيل كانت عبارة عن إسقاطات لكل ما يجيش بدواخله وربما تكون تنفيس لقلق داخلي ينخر في دواخله أو رفض لواقع أجبر أن يعيشه أو تعبير أن أحلام مؤجلة ما كان لها أن تتحقق في ظل واقع مرير, ونحن نتأمل إبداعات بيل شاركنا المارة في الدخول إلى عالمه وهم ينظرون باندهاش وكانت أعينهم تنطق بالعديد من التساؤلات كل هذا الإبداع صدر عن هذا الشخص.

مواهب نادرة

وإمبراطورية الشماسة تضم عشرات المواهب من أمثال بيل في شتى ضروب الإبداع، هنالك من يجيد الرسم وآخر يبدع في مجال الرقص والغناء والنحت، ولكن الظروف التي يواجهونها حالت دون تطوير قدراتهم وتنميتها وبالتالي بقوا على فطرتهم التي نشأوا عليها.

والاقتراب أكثر من عالمهم يجعلك تكتشف صفات إنسانية نادرة رغم شراسة طباعهم فهم متكافلون إلى حد بعيد يقتسمون اللقمة ويقفون مع بعضهم عندما تنزل عليهم المحن، وفي بعض الأحيان يتعاركون مع بعضهم البعض لأسباب تافهة، كأنهم لم يعيشوا في مكان واحد، ومعظم المشاحنات التي تنشب بينهم يكون سببها تعاطي السلسيون الذي يغيب وعيهم تماما ويجعلهم أن يأتوا بتصرفات لا يحسون بها وعندما يعودوا إلى وعيهم تجدهم مع بعض كأن شيئا لم يكن.

الفارة دقس

تعامل الشماسة مع شخص خارج محيط مجتمعاتهم فيها الكثير من التحفظ، لأن الشخص الذي يأتي من الخارج يعتبرونه متعديا لخصوصيتهم، وربما يجلب لهم (الهوى)، ويطلقون على كل من لا ينتمي إلى مجتمعاتهم (الفارات) وإذا تعدى شخص بالخطأ على إمبراطوريتهم يهبون عليه هبة رجل واحد، وهم يرددون (الفارة دقس) لذا وضعت هذه النقطة في اعتباري وأنا اخترق تلك العوالم، فحاولت بقدر الإمكان اكون محل ثقتهم وإذا ما كسبت هذه الثقة سأكمل مهمتي على أكمل وجه.

تقديس الكبير

أول ما لفت نظري في العالم السري للشماسة تقديسهم للكبير وطاعته طاعة عمياء واحترامهم للقوانين التي تحكم إمبراطوريتهم، فالكل يدرك واجباته تماما ويرضخ لتلك القوانين وعلى سبيل المثال إذا قام أحدهم بعملية سرقة فالمسروقات تسلم للمعلم وهو بدوره يقرر تسليم الغنيمة بالشكل الذي يراه مناسبا، وفي هذا نقطة في غاية الأهمية الشماسة بطبيعتهم يحترمون العهود والمواثيق، قال لي مرافقي إن عربة أحد الأشخاص تعرضت للسرقة بالقرب من إمبراطورية الشماسة، فجن جنون الرجل فما كان منه إلا وأن ذهب إلى المعلم، وبعد عشر دقائق عادت له المسروقات مع اعتذار لطيف.

لغة الرندوك

وللشماسة لغة تميزه تعرف بالرندوك يتخاطبون بها وقد انتقلت هذه اللغة إلى الشباب بل وصلت مدرجات الجامعات وباتت هي اللغة المحببة وسط شباب اليوم، فهم يطلقون على الجنيه (الكلب) والقروش (الكنجالات) والمحبوبة (اللقوية) وغيرها من المصطلحات التي باتت شائعة بين عامة الناس.

هواء طلق

ومن خلال زيارتي المتكررة للعالم السري للشماسة اكتسبت ثقتهم وجلست معهم في الخرابة وادرنا حوارنا على الهواء الطلق، كانت عيون المارة تترصدنا ويقتلها الفضول جلست مع المعلم بيل وأركان حربه بعد معاينة رسوماته وما ينتجه من إبداع أول ما لفت نظري تلك الشفافية التي تحدث بها المعلم وهو يشرح واقعهم المرير، أحسست أنه رافض لذلك الواقع ولكنه مرغم للعيش فيه.

شئ من الغبن

كانت عبارات المعلم بيل فيها شئ من الغبن أحسست ذلك من نبرات صوته لا يعرف شيئا عن تاريخ ميلاده غير أنه ولد في الخرطوم، ولا يهمه الماضي ولا يعنيه المستقبل بل يقبض على زمام اللحظة الراهنة التي يعيشها بكل تفاصيلها، واللحظة عنده لا تقدر بثمن وقمة سعادته بحسب روايته لي أن يتناول وجبة سمك من الموردة ثم يغتسل من البحر ويستلقي على شطه بعد أن يستنشق السلس ليسبح في خياله ويسافر في عوالم بعيدة لا يشقيه البحث عن رزق ولا يلهث وراء لقمة العيش إذا وجد سيأكل وإن لم يجد سيأتي الفرد بكيس المعلم محملا ببقايا الأطعمة من الكوش والمطاعم.

لحظة عابرة

الحياة عنده لحظة عابرة يجب أن تعاش بكل تفاصيلها، ويؤمن بأن الفرصة لا تأتي مرتين فإذا هبت الرياح يجب اغتنامها على الفور، حواري مع المعلم بيل مر بالعديد من المنعرجات تأتي لحظات يضحك فيها ملء شدقيه ولحظات يعترينا الصمت ونعجز فيها عن التعبير غير أنني كنت مستمتعا بالساعات التي قضيتها في عالمهم تحدثنا فيها عن كل شيء فقط تابعوني في الحلقة القادمة لأروي لكم ماذا قال لي بيل عن تلك العوالم المدهشة.

الصيحة

تعليق واحد

  1. والله كلامك طيب
    وانت ابن حلال
    نتمنى ان يكون هدفك المساهمة في اصلاح المجتمع وليس الشهرة الصحفية
    تحياتي لك

  2. اقتبس من كلامك : (فالكل يدرك واجباته تماما ويرضخ لتلك القوانين وعلى سبيل المثال إذا قام أحدهم بعملية سرقة فالمسروقات تسلم للمعلم وهو بدوره يقرر تسليم الغنيمة بالشكل الذي يراه مناسبا، وفي هذا نقطة في غاية الأهمية الشماسة بطبيعتهم يحترمون العهود والمواثيق)
    طالما الامر كذلك فنحن وبكامل قوانا العقلية نتمنى أن يحكمنا شماسة !
    ومن النقاط العجيبة التي استوقفتني حينما بدأ الكاتب يسرد انتظاره لقدوم الزعيم ،كنت اتقوع أن يصفه بأنه شخص مفتول العضلات (يحكم بمبدأ البنية والشلوت وبمنطق القوة)
    لكن تفاجئت حينما وصفه بأنه نحيل يترنح! وأن ما جعل المشردين يولونه عليهم ويطيعونه هو ذكاءه وموهبته!
    الا توافقوني بأن هؤلاء الشماسة أكثر وعيا من من يظنون أنهم متعلمين واولاد ناس!

  3. كنت اعمل في الخرطوم تحت احدى البرندات في السوق العربي وقد كانت لي طبلية امارس فيها مهنة اصلاح الساعات مثلي مثل ابناء الهامش الذين قدموا من منطقتي الى الخرطوم للدراسة او للعمل او للعلاج او بحثاً عن فرصة للهجرة او بحثاً عن فرصة لحياة افضل في العاصمة المثلثة (كرش الفيل) وقد كنت اعتبر نفسي محظوظا اكثر من غيري بالاضافة الى ايجاد الجامعة واخيرا وجدت فرصة للهجرة وقد ساعدني كثيرا الانضمام الى ابناء منطقتي حيث كان ولا زال معظمهم يعمل في اصلاح وصيانة الساعات في الخرطوم وقد وجدت من يدربني عليها في مدة وجيزة حتى صرت معلم كبير اتقن المهنة مثل الآخرين واكسب مثلهم مبلغ مالي يساوي راتب اكبر مديري الشركات في ذلك الزمن وحيث كان مقعدي في احدى البرندات بالسوق العربي بالقرب من منطقة نشاط مجتمع الشماسة, نمت لدي هواية دراسة ومراقبة الشماسة عن قرب للتعرف على سر حياتهم دون التدخل في شئونهم وكان هناك نوع من الاحترام فنحن نحترمهم وهم ايضا يحترموننا بل كانوا دائما يهبون لنجدتنا ويساعدوننا في تهريب الطبالي عندما تكون هناك هجمة للبلدية وكنا نستفيد من الانذار المبكر يطلقونه بين مجموعاتهم بمجرد قيام البلدية (بكشة) تبدأ من بداية السوق العربي قبل الوصول الى منطقتنا وقد كانوا اطفالا من مختلف الاعمار بجميع سحنات اهل السودان وبينهم ايضا يعيش عدد من البنيات اللائي حكمت عليهن ظروفهن بالتشرد والاختلاط بالاولاد المشردين وهن دائما تحت حماية الزعيم فلا احد يتجرأ بالاعتداء عليهن وإلا سيكون مصيره الطرد من المجموعة وتوصية باقي المجموعات في المناطق الاخرى بعدم قبوله كعضو في مجموعاتهم……..

    كان هناك الزعيم وهو شاب تحت سن البلوغ مشلول الرجلين ولكن كانت له ايادي بعضلات قوية تساعدة في الاستعاضة عن الرجلين يستخدمهما في المشي زحفا وذلك قد ساعدة في بناء عضلات لا ينفك عنها القوي الشديد…في يوم من الايام اتى احد اعضاء القبيلة واشتكى له من واحد آخر فانتظر حتى حضر المتهم فطلبه بالوقوف امامه وسأله عن الموضوع وكان الولد يجاوب كما يجاوب المتهم امام الشرطة ولا يخفى الخوف في عينيه المغروقة بالدموع من شدة الخوف من العاقبه لأنه هو الغلطان وعندما انتهى التحقيق قام الزعيم في غفلة من الولد بقفزة ضفضدع جعلته بين يديه فضربة (كفين) واجلسه بجانبه ومنعه من التجوال في ذلك المساء بصفته مسجون ولكن عندما اتى باقي المجموعة (بالكرتة) وبقايا الطعام وسلمهوها له لتوزيعها عليهم قام باعطائه نصيبه مثل الآخرين…….
    في مشهد آخر حضر احد افراد المجموعة ووقف امام الزعيم وهو لا يخفي انزعاجه الشديد فقال ( يامعلم البلد مافيها سلسيون نعمل شنو…؟) فقال له الزعيم امشي نادي فلان وبسرعة ولما جاء النفر المطلوب اعطاه الزعيم مبلغ من المال وقال له امشي كوستي واشترى لينا سليسون بمبلغ كذا وخلي الباقي معاك مصاريف طريق واذا طالبك الكمساري بالدفع فادفع اجرة البص عشان ما تتأخر علينا ولازم بعد بكرة تكون هنا وفعلا جاء في الموعد المحدد ومعه طلبية السلسيون وسلمها للزعيم حتى يصرف منها على افراد القبيلة بالتساوي……

    (الملاحظ ان البنات بينهم هن دائما في حماية الزعيم ويا ويل من يعترض لهن بالاذى وإلا فسيكون مصيره الطرد من المجموعة وتوصية باقي المجموعات في المناطق الاخرى من المدينة بعدم قبوله كعضو) بينهم وذلك غالبا من يجبره ويتسبب له في مغادرة المدينة لمدينة اخرى يعيش فيها حياته……

    ثورة ابريل عندما انطلقت كان معظم الناس خائفين من جهاز الامن ومطاردة الشرطة أما الشماسة فلم يكن لديهم الكثير ليخسرونه لذلك كانوا لا يهابون النزال والنزول الى الشارع في اي وقت بعد اخذ قصت من الراحة وقد احرقوا عدة مرافق واربكوا تحركات الشرطة في العاصمة المثلثة وواصلوا التظاهر حتى في الليل فكسروا حاجز الخوف لينضم اليهم لاحقًا الطلاب والموظفين وباقي فئات المجتمع فتشكل شكل الانتفاضة حتى سقط النظام. أما انتفاضة ابريل فيحق لنا تسميتها بانتفاضة الشماسة التي استولى عليها الانتهازيون وادعوا ابوتها وسجلوها باسمهم فافرغوها من محتواها مما مهد لمجئ الانقاذ المشؤوم ولكن قد رجع الشماسة مرة الى حياة الخرائب والبرندات والزوايا المظلمة في المدينة يمارسون نفس نمط الحياة البائسة في انتظار انتفاضة اخرى يكونون هم اول شعلتها ووقودها وفي النهاية هم بشر مثلنا فيهم الكثير من الخير رغم ان حياتهم القاسية قد حكمت عليهم بما هم فيه…….

  4. ما شاء الله عليك يا sese يا ساعاتي يا محترم . لديك موهبة في السرد . ممكن تكون قاص . وكمان لغتك ممتازة . وليس لديك اخطاء املائية سوى واحدة وهي ( قصط من الراحة ) والصحيح قسط . الى الامام واتمنى لك التوفيق .

  5. ردود علي السندباد
    بالطبع ان هؤلاء الشماسة تجد من بينهم صاحب الموهبة والذكاء والكرم والإنسانية في مرة من المرات قابلني احد الشماشة وطلب مني حق الفطور ،وكنت لا احمل معي قروش ، فرديت عليه للأسف ما معاي قروش فذهب الي الكافتريا واشتري اثنين ساندويش واتنين بارد ثم عاد الي ونادني تعال يا فردة هاك الساندويش افطر وبرد شوية انا بصراحة شفتك لابس نظارة ونظيف ومرطب افتكرتك عندك قروش وقايل القبه فيها ولي ما قايلك مقشط ذي حالتي دي ، وانا بصراحه القريشات الاشتريت بيها الساندوشتات دي كنت محتاجة ليها شديد، لكن لما لقيتك ما فاطر قلت احسن اشيل فيك الاجر ، قلت ليه شكراً ليك انا ما بقدر اكل السندوش دا ولا بشرب البارد لأني معزوم فطور مع احد أصدقائي فرد وباصرار علي الطلاق يا فردة يا تكل السندويش وتشرب البارد ولا تدفع تمنها ، اصلو انت قروش ما عندك أقول حاجة لو داير تتخارج مني املص قميصك السمح دا والنظارة والساعة تخليني املص آخر ضحاكات عندي وتقول معزوم واصر إصرار شديد ولم يتركني الا بعد ان اكلت الساندويش وشربت البارد وقبل مغادرتي لحقني بكباية شاي فوصفت له الفندق الذي أقيم به وطلبت منه ان يقابلني بعد الساعة اتنين ظهر ولكن للأسف نسيت مواعيدي له وحضرت بعد الساعة الثامنة مساء وعند حضوري للفندق تذكرته وسألت عنه موظف الاستقبال فأخبرني بانه غادر الفندق قبل لحظات ركضت في الاتجاهات ولم اجد له اثر ولم يعتب علي باب الفندق الي غادرت العاصمة ومن تلك اللحظة احمل بدواخلي أفكار ظللت تؤرقني واحلم بسودان خالي من المشردين وأطفال الشوارع والحروب واللقطاء ويحدوني الامل كقراء ان نجد حل لهذه المعضلة بعد زوال النظام الذي لا يرحم ولا يترك رحمة الله تنزل علي شعبه ان كان في العمر بقية
    مع الاعتذار للاخطاء اصلو عمكم مابشوف كويس

  6. سمهم ما شئت الا انهم مثلي مثلك حكمت عليهم الظروف ان يصلوا ما وصلوا دون رغبة منهم اجبروا علي ماهم فيه واجب الدوله ان تنشلهم من الواقع المعيب الا ان الدوله قاصره علي رعاية الناس اولاد الناس فما بالها بالشوارعيه وهنالك منظمات كنسيه ترعي مثل هؤلاء وتقوم سلوكهم ليصبحوا اداة فاعله في المجتمع ولنا غدوة حسنه في الشهيد مالكوم اكس من مجرم خطير الي اعظم رجل في العشرين فان عجزنا (كدوله) او شعب عن رعايه هؤلاء البشر الذين لهم ان يعيشوا حياة كريمه ندعو من هم اجدر منا برعايتهم كما حدث من قبل في دار الماقوما عندما اعفيت المنظمه العالميه التي كانت تتولي رعيتهم واسندت الي ( انا السودان) كانت فضيحه مجلجله لم تجد حقها من التحقيق والنقاش الجاد لانهم وبكل صراحه ابناء…………….ان المعاناة التي تعيشها هذه الفئه ستتفجر في يوم ما ولتجد مايحوشها ولكم في جماعة النقروز ( ولا اقول عصابه) اسوة حسنه……كفي هروبا… الا قد بلغت اللهم فاشهد..خالد صالح

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..