الشيخ القرضاوي..و (هلال بخيت الثاني )!ا

الشيخ القرضاوي..و (هلال بخيت الثاني )!

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

بخيت الرجل الذي استعان به أهل بلدته لقوة بصره في تحري ثبوت هلال رمضان ، وذلك قبل ان يختلف المسلمون حول رؤيته حتى في عهد التكنلوجيا !
فلم يخب فألهم في بخيتهم وأبصر الهلال ، وصفق له الناس ، فأخذته النشوة واستدار الى الجهة الأخرى وصرخ في الجمع
( وهاهو يا قوم هلال آخر ظهر في الناحية الثانية )
فافسد صدق رؤيته الأولى!
وهكذا يفعل الشيخ يوسف القرضاوي الذي صب الكثير من زيت التحريض الفقهي و
( الكيزاني ) في الثورة الليبية وقبلها التونسية وما لبث أن قفز الى قطار الثورة المصرية وهوفي محطة نجاحه الأخيرة ، ولا زال يغذي في عزيمة أخوان مصر للوصول الى سدة الحكم رئاسيا بعد أن رفدهم بالدعم المادى والمعنوي لاكتساح انتخابات البرلمان والشورى ركوبا على عاطفة المصريين الدينية وخوفهم من وعيد النار والغيب المجهول عند البعض! واستغلالا لحاجة الأغلبية باغراءات لا تخفى على أحد ، ومع كل ذلك فلا نملك الا أن نقدر ونحترم خيار ذلك الشعب وهو الذي سيحصد نتائج ذلك الاختيار ، سواء سلبا او ايجابا !
بيد أن شيخنا العالم الكبير الذي نصّب نفسه وحولها من داعية اسلامي الى أخواني مجاهر بعمله السياسي تحت مظلة الداعمين له ،بل و تحول بقدرة قادر الى ( جيفارا أخواني ) يسعي الى أممية الكوزنة عبر فرفرة الشوارع المخنوقة بأكف انظمتها القمعية الظالمة وانتهازا من الشيخ لجاهزية الأخوان التنظيمية والتمكينية المادية ، فنراه يغض الطرف عن الأهوال التي يرتكبها نظام الخرطوم في شعبه وفي أرضه ، فيما يحاول شيخنا أن يطعن في اللحم الحي ويعض في اياد دول الخليج التي مدت له العون حينما طردته مصر ! وهاهو يستعدى دولة الامارات العربية المتحدة تلك الدولة المسالمة التي يجد فيها المغتربون من التقدير ما لم يجدوه في بلادهم طالما انهم احترموا أنفسهم وقوانين بلاد اقامتهم التي هي حرة في صياغها وفق تقديراتها الخاصة لأمنها وسلامة أراضيها ولا يملك المقيم اذا طابت له الاقامة الا الامتثال لها والتقيد بها.
ولعل مثل ذلك التهجم الذي بدر من الشيخ حيال الامارات لن يكون بالقطع في صالح الجالية المصرية هناك وربما الجاليات العربية الأخرى !لاسيما وان أخوان مصر قد رشوا ملحا على الجرح بتصريحات ناطقهم محمود غزلان الذي توعد الامارات بتصعيد الأمر ضدها على مستوى العالم الاسلامي وذلك على خلفية اجراء اتخذته السلطات في مدينة دبى ضد عدد من افراد الجالية السورية تظاهروا احتجاجا على قرارات داخلية هي شان اماراتي وان كانت تمسهم بشىء ما!
فدس الاخوان المسلمون في مصر انفهم في أمر لا يخصهم بتحريض من شيخهم المقيم في قطر ويتحاشي الحديث في شأنها الداخلي ، بل ويرتدى معها ثوبها الفضفاض في حركتها بحثا عن دور مميز لها في المنطقة !
ولعل من أميز علامات الضرر على الشعوب المتململة كشعب السودان هو الدور السلبي للشيخ القرضاوي المتمثل في اغماض عيينه واغلاق عقله عن ممارسات نظام المؤتمر الوطني موالاة له ويا للمفارقة في كل باطله !
كما أن ضررا اكبر قد لحق بالشعب السوري الذي يرقص من ألم الذبح بسكين النظام البعثي والعلوي ، وكان سبب ذلك الضرر هو اللعب على المكشوف في صالح الاسلاميين السوريين وتصويرهم من قبل القرضاوي باعتبارهم رواد الثورة المشتعلة هناك منذ عام كامل ، فاستغل بشار الأسد تلك الذريعة لتخويف العالم لا سيما الغربي بان البديل في حالة اسقاطه هو نظام اسلامي سيكمل حلقة التمدد الكيزاني في المنطقة ، مما سبّب دون ريب تراخي في قبضة تلك الدول التي كانت موجة لضرب وجه النظام السوري ، فكفت عن فكرة تسليح المعارضة نا هيك النظر في نصرتها بالتدخل العسكري أو حتي فرض حظر على الطيران ! فتراجعت عزيمة الدعم للثورة السورية الى مربع كونها ( أزمة انسانية ) تتطلب الاغاثة بالغذاء والدواء ليس الا عبر فجة موت في شكل ايقاف ولو مؤقت لاطلاق النار وفتح ممرات لتوصيل تلك المعونات !
فيا شيخنا لم تصدق رؤية بخيت في المرة الثانية ، وأسوأ نتائجها انها أذهبت عليه صدق الرؤية الأولي !
فكن داعيا للحق في كل مكان ولا تتخير ما يرضي جماعتك وتغض الطرف عما يؤذي الشعوب التي تئن تحت صخرة تمكينهم ، ودعك من ادخال يدك في كل الجحور ربما لن تخرجها منها سالمة ، لان ما تجاهر به من استعداء لجيران مضيفيك ، ربما يلفت نظر أهل الدار لخطورة وجودك فيما تبقي لك من عمر ، فيقلبون عليك ظهر المجن ، من بعد دلال طويل ، وساعتها لن تستطيع احصاء أعداد الشامتين فيك ! يا هداك الله وهدانا ونفعنا بعلمك الذي هو من لدنه ، ولكن بعيدا عن تسيس ذلك العلم تجييرا لصالح الكيزان .
والله المستعان ..
وهو من وراء القصد.