أخبار السودان

الأخطاء الطبية ..إلى أين

مهدي حسين
الحلقة الأولى
تظل الأخطاء الطبية هاجساً يؤرق الجميع في ظل ما يجري من وقائع وأحداث شهدها الواقع الطبي من خلال روايات باتت حديث المجالس في التناول والتداول لها..تلك الأخطاء باتت تشكل خطرًا وإن كانت ذات نماذج لا ترقى للتناول لكن ما يعتور واقعها يجعل الأيادي توضع على القلوب وجلاً عند مراجعة طبيب بغرض الكشف والفحص وإجراء العملية وحتى تلك الأخيرة باتت هاجساً بفعل الأخطاء التي تكون بين خياري العطب والنهاية المأساوية ..
(ز)..تروي قصتها.بأنها شعرت بآلام في بطنها ..الآلام المستمرة أجبرتها على الذهاب إلى الطبيب ..ذات الطبيب أخذ حظاً من الشهرة ..ما جعل الوصول إليه عسيرًا ? في عيادته – في الدخول والكشف جراء حشود المرضى التي تصطف باكراً في انتظاره ريثما تحظى بالدخول ورؤيته ..
الصدمة :
انتظرت (ز) كثيرًا حتى حان دورها ..اشتكت إليه مما تعاني من الآلام ..طالبها بإجراء الفحوصات اللازمة ..كانت المفأجاة أن قرار الطبيب أن تلك الآلام جراء مرض خبيث (السرطان) يستدعي التدخل الجراحي ..كان وقع الصدمة عليها كبيرًا ..انهارت حينها..قرر زوجها الذهاب بها إلى استشارٍ كبير ..كانت النتيجة مطابقة ..أوشكا حينها على الاستسلام والرضوخ ..لكن مقاومة الأمر جعلتهما يسلكان شتى الطرق للاطمئنان وطرد ذلك الاحتمال. ..
تحديد العملية :
ذهبت(ز) وزوجها إلى اختصاصي الأورام المشهور ..عرضا عليه تحاليل الأطباء ..مع اقتراح إعادة التحاليل لديه ..رفض الدكتور ذلك الاقتراح رفضًا باتاً بحجة أن أولئك الأطباء أساتذته ولا يمكن بحال من الأحوال مراجعة نتيجه فحصهم ..اعترضا على قوله ..لكن شدد على قولهما ..وتحديد يوم للعملية مع ترك الخيار المر أمامهما في استشراء المرض مع كل تأخر في ذلك الإجراء ..
أداء العمرة :
قررت (ز) وزوجها أداء العمرة فقد استسلمت (ز) لمصيرها المحتوم .وأحست بانقضاء أيامها ..ذهبت إلى هناك بأمل الدعاء والخاتمة ..ولايزال الأمل قائماً في مقاومة ذلك الداء ..في المملكة قابلهم قريب لهم يعمل طبيباً في إحدى الدول الأوربية ..عرضوا عليه التحاليل ..بدأ الرجل غير راضٍ عن تلك التحاليل .سألهما عن يوم العملية والمبلغ المرصود لها ..أخبراه ..أشار لهما بأن هذا المبلغ يمكنكما بأقل منه الذهاب إلى تلك الدولة وإجراء الفحوصات والعملية هناك ..واستجابا للأمر ..
رحلة علاج خارجية :
سافرت (ز) وزوجها إلى هناك ..المستشفى هناك حديث ..يحتوي على عدة طوابق وفي كل طابق مختبر بتحليله .وكل مختبر نتيجة تحاليله تختلف عن الأخرى .كان على (ز) أن تمر على تلك المختبرات بتحاليلها المختلفة إلى أن تجد التفسير والنتيجة عند الطبيب البروفسير المختص عند الطابق الأخير ..
المفاجأة:
عند صعودها للطابق الاخير استجمعت (ز) شجاعتها عند مقابلة البروفسير ..كانت المفاجأة أن تحاليلها تخلو من المرض الخبيث ..وكل ما في الأمر تقلصات في المعدة أدت لتلك الآلام الموجعة ..أعطاها مسكنات لكنه لم ينصحها بالمداومة عليها ..لم تسع الفرحة (ز).حاولت أن تعبر عن ذلك لكنها أجمع شعورها على السجود لله شكراً ..فقد أوشكت تلك التحاليل (الزائفة) أن تحيل حياتها على نضارتها إلى الجفاف والهلاك …
المقاضاة :
قرر زوجها مقاضاة أولئك الأطباء بتلك التحاليل الخاطئة ..فقد أخذ الغضب مبلغه لديه ..توافد المهنئون ..والفرح الشامل لدى الجميع جعل زوجها يستبدل خيار المقاضاة بالتسليم ونعمة الشكر التي جعلت زوجته (ز) تتجاوز مطب المرض وتبعاته ..
حكاية(س)
س) شابه لم يمضِ على زواجها أكثر من أربعة أشهر عندما أحست بأعراض استلزمت نقلها إلى الطبيب ..الحشود حول الطبيب جعلتهم يفكرون في بديل نسبة لحرج حالتها ..ذلك التفكير قوبل بأيثار نادر فقد تطوع أحد المرضى بتذكرته المبكرة لـ(س)نظرًا لحالتها..تلك الخطوة قوبلت بالشكر والدعوات المتبادلة بأن ينعم الله بالشفاء للجميع ..فحص الطبيب تلاه إجراء تحليل مختبري لمعرفة النتيجة وإعطاء الدواء المناسب ..
المفاجأة :
جاءت نتيجة التحليل صادمة للمدى البعيد ..فقد فاجأهم الطبيب بأن (س) لديها مرض الأيدز ..كان وقع الصدمة على الجميع كبيرًا ..فأسرتها مشهورة بالطهر والاستقامة كما أن زوجها لا تخفى مسحته الدينية في السمت والهيئة .ماجعل للحيرة أبواب عديدة ساعتها ..
مقاضاة الطبيب:
الجأتهم الصدمة إلى البحث عن طبيب بديل ..جاءت النتيجة مخالفة للتوقعات فقد كانت لدى (س) أعراض حمل ..السرور بات بديلاً لتلك الصدمة والغمة ..حاول زوجها التهجم على ذلك الطبيب فتم منعه من ذلك. وشرعت الأسرة في مقاضاته بسبب ذلك الألم المعنوي الذي سببه لهم جراء ذلك الفحص والتحليل الخاطئ ..
وغير بعيد ما أورده الأستاذ الظافر في عموده (تراسيم) عن تلك الرواية التي تعزز ما ذهبنا إليه عن أن رجلاً ستينياً أتى ببنته المريضة إلى الطبيب ..تصادف وجودهم مع امرأة متزوجة تنتظر هي الأخرى ..أجروا التحاليل اللازمة لمقابلة الطبيب ..انتظارهم الطويل جعل العجوز الستيني يستعجل نتيجة ابنته ..أعطوه النتيجة فكانت المفأجاة ..
البشارة :
زفت له الطبيبات الخبر أن ابنته حامل ، وهي التي لم يمسسها بشر ولم تكن بغيا …لم يستوعب الستيني الخبر ..فعاجلوه بالبشرى مكررة ..ثار الدم في عروقه واقتاد أبنته بعنف ..وتوارى بها عن الأنظار واستل سكينه ونحرها ..بعد ذلك اكتشف الجميع الخطأ فقد كانت النتائج معكوسة ..فقد أخطأ أصحاب المختبر في النتائج فكان نصيب تلك المريضة (حملاً) وحظ تلك المتزوجة (ملاريا)..فسلم التحليل من خطأ التوصيف ولكن لم تسلم النتيجة من (الموت)…
نواصل ..

التيار

تعليق واحد

  1. ياخ القصص دي كلها أخطاء معمليه ماف اي علاقه للأطباء بيها. مشكلة معامل. و لو اشتكوا الطبيب و قاضوه حيطلع منها لأنها ما غلطته هو. ما ممكن البتعملو فيه ده يا صحفيين. البلد دي ما عارفين نلقاها فيها منكم ولا من الكيزان. سبحان الله

  2. أي بيت سوداني شهد حالة من هذه الأخطاء ويمكن أن تعرف ذلك بمجرد جلوسك مع أي نوع من الناس وتبدأ في حكاية أحد هذه الأخطاء، سوف يقدم كل واحد من الحضور رواية ثانية وثالثة.
    المشكلة الثانية هي طلب الأطباء لعدد كبير من الفحوصات (خاصة في المستشفيات والمستوصفات الخاصة) بعضها وقد يكون معظمها غي ذي أهمية في تشخيص المرض أو هو مشابه لفحص آخر طلب في نفس الزيارة.
    مشكلة ثالثة هي المغالاة في أجرة الكشف، بل أن بعض الأطباء يأخذ نصف الأجرة عند المعاينة وعند بعضهم لابد أن تدفع القيمة كاملة عند المراجعة بعد أكثر من أسبوع. هذا غير الرسوم العالية للتنويم في المستوصفات الخاصة ورداءة وتأخر الخدمات الطبية.

  3. التشخيص عمليه متكامله لا تعتمد علي الطبيب فقط.يجب وضع قله الامكانيات المتاحه في الاعتبار ..لاننكر وجود الاخطاء ولكن ليست بهذا التهويل والترهيب …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..