هي لله أم للسلطة والجاه

جدل واقعي

محمد محمود الصبحي
[email][email protected][/email]

دوماً مايقفز الى ذهني تساؤل بريء ابحث له عن إجابة تشفي حيرتي وتخرجني من حالة الذهول التي تنتابني بين الفينة والاخرى , لطفاً عزيزي القارئ دعني اطرح عليك هذا التساؤل ربما تكون انت ( النطاس) الذي يخرجني من حيرتي ويقودني الى براحات اكثر ألقاً في هذا الوطن المشوه ( بشزوفرينيا ) الانتهازيين الجدد , السؤال هو هل حكومتنا الموقرة من اولوياتها خدمة المواطن والسعي لأمنه واستقراره وتوفير حياة خيرة وكريمة له وتأمينه من الجوع والخوف . هذا هو مبعث حيرتي وقد تكون حيرتك ايضاً أيها القارئ الكريم وانت ترى حكومتنا تتفنن في عذاباتنا بكل ما أوتيت من حيلة بدءاً من تركها لحبل السوق في قارب التجار الذين يغرقون المواطن في لُجة الاسعار التي لامخرج منها إلا للخاصة اصحاب النثريات والحوافز الضخمة من التنفيذيين والتشريعيين وغيرهم من المستظلين بتلك الشجرة الوارفة وغيرهم من الاشقياء الذين يقذفونها بالحجارة وتسقط لهم ما زبل من الثمار هؤلاء هم اصحاب الترضيات والاتفاقيات , الأمر الآخر وهو ايضاً من مبعث تساؤلنا انصراف حكومتنا الموقرة من هموم الناس وسعيها لتمكين اعضائها في الوظائف والسكن والرفاهية وهي تجذب اليها الطامعين في السلطة والجاه من كل حدب وصوب من الذين ليس لهم مبدأ يحركهم او دافع للخير سوى تحقيق الذات تدفعهم شهوة السلطة والجاه للتباهي فقط وسبق ان ذكرت في هذه الزاوية قول احد اصدقائي من ( الجماعة ) المستظلين بالشجرة , الذي قال بلا حياء في جلسة ثمر متوشحة بوقار الليل أني اختصرت الطريق على نفسي والآن املك منزلاً وزوجةً وعربة ورصيداً بالبنك وهو يظن أن مايملكه من أموال هذا الشعب لا يبيد ابداً مثله وصاحب الجنتين التي ارسل الله له عليها حسباناً من السماء فاصبحت صعيداً زلقاً, عفواً عزيزي القارئ أرجو ان لاتسيء فهمي بمصاحبتي لهذا الانتهازي لانني اؤمن بان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية والامر الآخر عسى ان يهديه الله على يدي واكون نلت الثواب بهدايته على كلٍ ( ماعلينا ) فكثيرة هي النماذج التي جعلت تساؤلنا البرئ اعلاه يطفو الى السطح , سواء على مستوى المركز أو الولايات دعونا نترك ادران المركز وعقليته العقيمة التي انتجت لنا هذا البؤس ونأخذ نماذج الحكم في بعض الولايات مثلاً ولاية سنار وممارسات واليها احمد عباس التي جعلت المجلس التشريعي يصفه باستغلال النفوذ في قضية مشروع ابونعامة وما صاحبها من التداعيات وكذلك قضية نادي الموظفين الذي حاول الاستيلاء عليه وتدمير تاريخه ولولا نزاهة القضاء وامر المحكمة العليا بمنع النزع لأصبح في خبر كان , وولاية النيل الابيض التي تمارس حكومتها الأخذ بلا عطاء , وحكومة ولاية شمال كردفان التي لم تستطع ان تعالج مشاكل العطش وتدهور التعليم , وولايات دارفور وغياب التنمية وولايات الشرق والاهمال واللامبالاة , والولاية الشمالية ومعاناة الناس هناك , وولاية نهر النيل حقوق المناصير والمواطنين من شركات التعدين , وولاية ….و …و … كل هذه الاشياء تجعل سؤالنا الذي وصفناه في بداية هذ الجدل بالبراءة يخرج من دائرة هذه البراءة الى دائرة تكتنفها الظنون حول حكومتنا فهل هي تحكمنا لله ام للسلطة والجاه .

تعليق واحد

  1. الحبل علي الغارب و ليس القارب و ثمار ذابلة و ليست زابلة و جلسة سمر و ليس ثمر. تجويد لغة الكتابة يوصل الفكرة بصورة افضل و يدل علي احترام القراْء و بالاخص قراء الراكوبة الكرام.

  2. مالى اراك طفت الولايات وبعدت عن المركز.. واسال الله ان يخيب مسعاهم فى جريهم لبيع وزارات شارع النيل بما فيها مستشفى العيون تحت اسم الهيكلة.. ليتهم يعمرون وينقذوا ما بقى من اصول حكومية وتركها صاغ سليم للاجيال القادمة.. فكفانا ضياع النقل النهرى – حديقة الحيوان – الفندق الكبير – درس سودانير وعودتها بعد ابتزاز عارف والفيحاء..والامثلة تطول حيال هذا السفه الانقاذى(عفوا الافسادى)

  3. لا تحتار أبدا يا عزيزي كاتب المقال و لا تصاب بحالة الذهول، فحكومتنا لم تكترث يوما لشعبها و لم تبال بمعاناته و الدليل على ذلك تبديدها للأموال فى الصرف على أجهزتها الأمنية لقمع من يعارضها، و تبديدها الأموال على امتيازات و مخصصات جيش الوزراء و شاغلى المناصب الدستورية الذين لا فائدة ترجى منهم فقط يستنزفون الخزينة العامة، و صرفها البذخى على تشييد الأبراج الأسمنتية بدلا عن تطوير الزراعة و الانتاج الحيوانى و الصناعى، رفع يدها تماما عن التعليم و الصحة، تخريبها للمشاريع الزراعية و السكة الحديد و غيرها من منشآت البنية التحتية، حمايتها التامة للفساد و المفسدين و غياب المسائلة التامة لمن نهبوا أموال الشعب، تركيزها على تقاسم كسب المواطن معه من خلال الجبايات و الاتاوات الكثيرة ذات المسميات المتعددة، تمكين أتباعها و منسوبيها من الاستيلاء على الخدمة المدنية و الاستيلاء على الاموال سواء كان مصدرها حلال أم حرام، استخدام فقه السترة فى حماية مفسديها و غير ذلك الكثير الكثير، فلا تحتار أبدا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..