السودان في نصوص الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل)

السودان في نصوص الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل) ..
عبد المنعم عجب ألفيا
[email][email protected][/email]
للسودان حضور ملحوظ ومؤثر في الكتاب المقدس The Bible(التوراة والإنجيل). وقد قمت بمسح استقصائي فوجدت أن اسم السودان ومشتقاته ورد في العهد القديم ( التوراة) The Old Testament أكثر من خمس وعشرين مرة. وفي العهد الجديد (الإنجيل) The New Testament ورد مرة واحدة.
وهنا لابد من الانتباه إلى أن الكتاب المقدس في نصه الأصلي، العبري والآرامي، يستعمل كلمة Cush “كوش” اسما لبلاد السودان. أما النص الإغريقي واللاتيني المنقول عن النصين، العبري والآرامي، فيترجم كوش إلى “أثيوبيا” Ethiopia للإشارة إلى السودان الحالي.
وكان الإغريق يطلقون على بلاد كوش “أثيوبيا” وهي كلمة إغريقية تعني بلاد ذو الوجوه السوداء أو المحروقة بالشمس. أما الإنجيل، لما كان قد كُتب ابتداء باللغة الإغريقية، فقد استعمل كلمة أثيوبيا للإشارة إلى السودان الحالي على النحو الذين سيأتي ذكره في موضعه هنا.
وتبعا لذلك نجد أن ترجمات الكتاب المقدس، التي أخذت عن النص العبري والآرامي تبقي على كلمة كوش (السودان) كما هي، بينما تلك التي أخذت عن النص الإغريقي واللاتيني فتبقي على كلمة أثيوبيا الإغريقية للدلالة على السودان.
إلا أننا نجد بعض الترجمات المعاصرة غير العربية، تستعمل اسم “السودان” بديلا لكوش وأثيوبيا. ولحسن الحظ أن الترجمتين الانجليزيتين للكتاب المقدس اللتين وجدتهما بمكتبتي واللتين حوزتهما في أزمان مختلفة، يذكران السودان باسمه الحاضر “السودان”.
وبالبحث في الترجمات العربية المبذولة في الشبكة العالمية لم أجد ترجمة عربية استعملت اسم السودان، فكلها تقريبا أبقت على اسمي كوش وأثيوبيا بعضها مصحوب بشروحات تفيد أن المقصود بكوش وأثيوبيا، بلاد السودان الحالية، وأغلبها جاء غفلا من هكذا شروحات. وفي تقديري أن الملايين الذين يقرأون الكتاب المقدس اليوم سوف لن ينتبهوا من تلقاء أنفسهم أن أثيوبيا المذكورة في الكتاب المقدس يقصد بها بلاد السودان وإنما ستنصرف أذهانهم على الفور إلى أثيوبيا الحالية حصرا. والمعلوم أن أثيوبيا الحالية اتخذت هذا الاسم حديثا. واسمها القديم “ابيسينيا Abyssinia والتي ترجمها العرب إلى ” الحبشة” (انظر موسوعة ويكيبيديا الانجليزية مادة أثيوبيا). ولذلك فان ترجمة لفظ كوش أو أثيوبيا في الكتاب المقدس، إلى الحبشة، على النحو الذي نجده في بعض الترجمات العربية للكتاب المقدس، يعد خطأ فادحا.
والحقيقة أن جل الكتابات العربية المعاصرة عن التاريخ القديم، تغفل أما جهلا أو عمدا بيان أن أثيوبيا في التاريخ القديم أول ما تعني السودان الحالي. بل حتى أن كثيرا من المصادر الغربية لا تلقي بالا لهذا التمييز فيحدث الخلط. وهنا يظهر تقصيرنا نحن – السودانيين – في التعريف بمكانة بلادنا في تاريخ الأديان والحضارات القديمة.
وكوش في التوراة، ولد حام ابن نوح، وقد سميت عليه بلاد السودان في الكتاب المقدس. وتذهب بعض المصادر إلى أن الكلمة ذات أصل مصري قديم “كاش” بمعنى ذو البشرة السوداء،استعملها المصريون لوصف سكان بلاد السودان القديم. فأخذتها عنهم شعوب التوراة اسما لهذه البلاد.(انظر موسوعة ويكيبيديا الانجليزية مادة كوش). ومن كوش اشتق اسم اللغات الكوشية وهي فرع من فصيلة اللغات الحامية وتشمل ضمن لغات أخرى لغات النوبيين والبجة والبربر واللغة الصومالية واللغات غير السامية لشعوب الحبشة وغيرها.
وتحدد التوراة السودان القديم بأنها البلاد الواقعة جنوب أسوان وهي حدوده الحاضرة ذاتها. فقد ورد بسفر حزيقال بالعهد القديم من الكتاب المقدس :” وأجعل أرض مصر خرابا مفقرة من مجدل إلى أسوان إلى تخم كوش” سفر حزيقال ? الإصحاح 29. والنص بالانجليزية :
I will make all of Egypt an empty waste, from the city of Migdol to the city of Aswan in the south, all the way to the Sudanese boarder.?
وأول ما يرد ذكره عن السودان بالتوراة، نهر النيل، حيث توصف جنة عدن التي كان فيها آدم وحواء، بأنها كانت تشقها أربعة أنهر. أحد هذه الأنهر، يسمى جيحون، وهو نهر النيل. تقول التوراة :” واسم النهر الثاني جيحون وهو المحيط بجميع أرض كوش” ? سفر التكوين ? الإصحاح الثالث عشر. وقد ورد في الحديث النبوي، أن النيل من أنهار الجنة. وترد الإشارة إلى أنهار السودان في الكتاب المقدس أكثر من مرة.
إلا أن الأمر اللافت للنظر أن التوراة تمجد روحانية شعب كوش وتشيد ببسالتهم في الحروب وتصفهم بأنهم مهابون من كل الشعوب ويثني على طول قاماتهم وجمال بشرتهم الناعمة (الداكنة). ورد ذلك بسفر اشيعاء – الإصحاح الثامن عشر حسب الترجمة الانجليزية التي بحوزتي:
Beyond the rivers of Sudan there is a land where the sound of wings is heard. From that land ambassadors come down the Nile in boats made of reeds. Swift messengers! Take a message back to your land divided by rivers, to your strong and powerful nation, to your tall and smoothed-skinned people, who are feared all over the world.?
وترجمتها :” من وراء أنهار السودان من تلك الأرض التي يسمع منها حفيف الأجنحة، من هنالك جاء الرسل خفافا سراعا في النيل على مراكب من البردي، أيها الرسل الخفاف خذوا هذه الرسالة وعودوا إلى أرضكم التي تجري خلالها الأنهار، إلى قومكم طوال القامة، ذوي البشرة الناعمة، الأقوياء الأشداء المهابين من جميع شعوب الأرض”.
قوله :” الأرض التي يسمع منها حفيف الأجنحة” إشارة إلى الآلهة عند الأولين، وهي عبارة تنم عن المكانة الروحية للسودان لدى الشعوب القديمة. وقد وجدت ما يشير إلى أن قدماء الإغريق يعتقدون أن أرض السودان (كوش) موطن آلهتهم.
وتسجل التوراة بعض الأحداث التي تمجد تاريخ ملوك (كوش) الذين حكموا مصر وهزموا الأشوريين وأخرجوهم من مصر وأورشليم. ومنهم ترهاقا العظيم الذي وردت الإشارة إليه بالاسم مرتين في التوراة. مرة في سفر الملوك الثاني ومرة بسفر اشيعاء. والعبارة المذكورة في السفرين حسب الترجمة الانجليزية هي:
?Word reached the Assyrians that the Egyptian army, led by king Tirhakah of Sudan, was coming to attack them.?
وترجمتها :”ووصلت رسالة إلى الأشوريين بان ترهاقا ملك السودان جاء يقود جيوش المصريين لمهاجمتهم.” سفر اشيعاء الإصحاح 37
وكان الأشوريون ? حكام بابل – على أبواب أورشليم حين دعى اشيعاء الرب أن يحفظ شبعه منهم ويستغيث بملوك كوش ليصدوا عن العبرانيين شر الأشوريين الذين شكلوا خطرا ماحقا آنذاك على دول المنطقة.
ويؤيد التاريخ إشارة التوراة إلى الملك ترهاقا ويخبرنا أن ملوك كوش قد اخضعوا مصر وحكموها وامتد نفوذهم إلى فلسطين وسوريا وأنهم حاربوا الأشوريين وأخرجوهم من مصر والقدس. وأشهر هؤلاء الملوك، بعنخي وترهاقا.( انظر: نعوم شقير – تاريخ السودان).
ولفت نظري أيضا أن موسى عليه السلام قد تزوج بسودانية (كوشية) ورد ذلك بالعهد القديم ( التوراة) سفر العدد ? الإصحاح الثاني عشر:
Moses had married a Cushite woman, and Mariam and Aaron criticized him for that.?
وترجمتها:” وتزوج موسى بامرأة كوشية وقد عنفه كل من مريم وهارون على ذلك.”
فهل أن شعيبا الذي يخبرنا القرآن الكريم انه زوج بنته النبي موسى، كان سودانيا؟ وهل مدين المذكورة كانت بأرض السودان (كوش)؟؟
بل أنني وجدت الطبري، المفسر والمؤرخ المسلم المعروف، يصف نبي الله موسى نفسه بقوله:” وكان موسى عليه السلام رجلا آدم أقنى جعدا طوالا”. قصص الأنبياء ? دار الفكر ص 290 وآدم صفة تعنى أسمر أو أخضر.
ويبدو أن البشرة السوداء الناعمة التي عدتها التوراة من مميزات السودانيين، كانت من مقاييس الجمال في ذلك الزمان البعيد. فالحسناء التي شاركت في كتابة أشهر قصيدة في العشق وهي أغنية نشيد الإنشاد بالعهد القديم، كانت سودانية البشرة.
نشيد الإنشاد Song of Songs عبارة عن ديالوج بين تلك الحسناء السمراء ورجل لم يسمى في داخل النص. ولكن التوراة تعنون النص : نشيد الإنشاد ? أغنية الملك سليمان. وبذلك نستدل أن الرجل الذي يبادل الحسناء عبارات (الحب) هو سليمان. تقول تلك الحسناء والتي لم تسمى أيضا – في مستهل سفر نشيد الإنشاد متباهية بجمالها:
Women of Jerusalem, I am dark but beautiful.., dark as the curtains in Solomon palace. Don?t look down on me because of my color, because the sun has tanned me.,
وترجمتها:” يا نساء أورشليم، إنني داكنة البشرة لكنني جميلة، داكنة كستائر قصر سليمان. لا تنظرن إليّ شزرا لسواد لوني، فالشمس قد شوتني”. وفي ترجمة انجليزية أخرى:
O ye daughters of Jerusalem, I am black but comely.., Look not upon me because I am black, because the sun has looked upon me.
إذن هذه الحسناء أجنبية وليست من جنس سليمان. فهل هي بلقيس؟؟ وهل كانت سودانية؟
نحن نعلم أن هذا التساؤل يصطدم بالاعتقاد الشائع في التراث العربي بأنها يمنية، ولكن الأمور ليس بهذا الحسم الذي يظنه البعض. فإخواننا في الحبشة عندهم إيمان راسخ بان ( بلقيس) حبشية وفق ما هو مقرر بكتابهم المقدس” كبرانقس”.( انظر: مقالنا بلقيس الحبشية). وهنا لا بد من تقرير حقيقة تاريخية في غاية الأهمية وهي أن بلاد كوش أو أثيوبيا القديمة (السودان) تمتد من جنوب أسوان بمصر لتشمل السودان ثم ارتريا والحبشة والصومال واليمن وجنوب جزيرة العرب : اليمن وعسير وساحل عمان.
هذا ما نجده عند مؤرخي الإغريق والرومان. واستنادا على ذلك يقول نعوم شقير:” أثيوبيا هو الاسم الذي أطلقه اليونان على جميع بلاد السود والشديدي السمرة ومعناه الوجه الأسود أو المحرق فهو على إطلاقه يشمل السودان والحبشة والعرب إلا أنه خُص بالبلاد التي فيها كلامنا”. يقصد السودان. ( انظر جغرافية وتاريخ السودان ص 297). ويُحمد لنعوم شقير انه يكتب عن تاريخ السودان القديم تحت اسم أثيوبيا، تأكيدا على أن أثيوبيا في الكتابات القديمة تعني السودان. وهو تقليد لم نجده عند المؤرخين السودانيين أو غيرهم.
أن يشمل السودان القديم جنوب جزيرة العرب أمر مثير للانتباه وللعديد من الأسئلة ومن شانه الإطاحة بكثير من المسلمات. ولكن علينا أن نتذكر هنا الإشارات الواردة في الحديث والسيرة والأشعار وبعض الكتابات والبحوث التاريخية الدالة على أن السواد أصل العرب! وإذا قرأنا ذلك في ضوء الاعتقاد السائد أن اليمن أصل العرب تتكشف لنا الصورة المغيبة. أذكر أن أحد العارفين من الإمارات العربية، ذكر لي مرة في نقاش عابر،أن العرب في أصلهم سود، ولكنهم اختلطوا بالشعوب الأخرى. ( انظر مقالنا: في الزرقة والخضرة والسواد).
هذه بعض الإشارات الواردة بالتوراة (العهد القديم) من الكتاب المقدس، عن السودان. وإذا انتقلنا إلى الإنجيل ? العهد الجديد من الكتاب المقدس، نجد إن الإشارة إلى السودان وردت مرة واحدة باسم أثيوبيا. وكما سلف أن الإنجيل كتب أول مرة باللغة الإغريقية وقد رأينا أن الإغريق يطلقون على السودان ( كوش) اسم أثيوبيا. جاء بسفر أعمال الرسل ? الإصحاح الثامن:
Now there was an Ethiopian, a court official of the queen Candace, in charge of her entire treasury.,
وترجمتها:” وإذ برجل من إثيوبيا، وزير ببلاط الملكة كنداكه، والمؤتمن على جميع خزائنها”.
والثابت من ذكر الملكة كنداكه أن المقصود بأثيوبيا هنا السودان الحالي. والمعلوم أن ملكات مملكة مروي كان يطلق عليهن لقب كنداكه. ولذلك فانه من الخطأ الفادح أن تترجم كلمة أثيوبيا هنا إلى ” الحبشة كما نجد في بعض الترجمات العربية. وذلك انه إذا كانت أثيوبيا قديما تعني أول ما تعني بلاد السودان، فان الحبشة لا تشمل السودان الحالي. وعلى ذلك يعلق الأب “فانتيني” الايطالي على الترجمة العربية لهذا النص والتي وردت فيها كلمة الحبشة، بقوله:” القنداقة ملكة الحبش- هي ملكة مروي كبوشية لان هنالك عددا من الوثائق يؤكد أن هذا اللقب يختص بملكة مروي كبوشية”. انظر فانتيني- تاريخ المسيحية في الممالك النوبية القديمة ص41.
قرأت كلمة للبروفسير عبد الله الطيب طيب الله ثراه أن هجرة الإسلام الأولى لم تكن إلى الحبشة (إثيوبيا) وإنما كانت لبلاد السودان واستدل على ذلك بقصة وردت في سيرة ابن هشام عن عمرو بن العاص مع ابن عم له حاول التخلص منه بإلقائه من المركب في النهر بقصد إغراقه ولكن عمرو استطاع السباحة واللحاق بالمركب فذكر البروفسير أن بلاد الحبشة لا يشقها نهر والمقصود السودان وأن النجاشي المذكور في التاريخ هو أحد ملوك أو (مكوك) الجعليين أو غيرهم .. لذا أرجو من الكاتب مراجعة هذا الموضوع .
مجهود جدير بالاهتمام و معلومه تنم عن باحث مجتهد و الحق يقال انت راااااااااااااااااااائع
شكرا لجهدك المكثف.
الا ان كلمة كوش نوبية وليست مصرية ولها معاني كثيرة من ضمنها :-
غالب [ ظافر], قائد, كوش اور =الهام, وحي .كوش كيل= جيش كوش
وماذالت رقصة جيش كوش موجدة في جبال النوبة في منطقة الاجانق[كجورية, ال فندا, ال كاركو…………..] مثل طقس تكريم الخيل ومالكه وطقس الختان في بركل .
وكلمة إد معناها انسان = اَدم
وموشي و موجي = موسي
و اورتي اسم مؤنث= هبة للكجور
واورشليم لها معاني كثيرة و فيها جناس ,اور= حي سكني , شليم= داع
وفي مقالك السابق قد ذكرت كلمة [ فلك] وقلت تعني ذكر بالاغريقية وكذلك بالعامية السودانية وقلت لا تعرف مصدرها , إذأ هي نوبية fail
فييل تعني ذكر بالنوبية ,يا حبذا لو زرت مناطق ال عجانق لان فيها كل تاريخ وادي النيل .
وليتك تعلمت النوبية الاجانقية لان بها كثير من الكلمات المشتركة مع الاغريقية والعبرية و الانجليزية .
استاذ عجب الفيا، تحية طيبة.
بحث جيد دون شك، ونقدر جهدك ومثابرتك.
الأسلام في قصصه لم ينكر الأستعمار الحبشي علي جنوب الجزيرة العربية. ورد في التاريخ أن أبرهة الأشرم ورث حكم اليمن أبا عن جد، حيث حكم الأحباش جنوب الجزيرة العربية لما يقارب الثلثمائة عام الي أن استنجد سيف بن ذي يزن بالفرس الذين ساهموا في القضاء علي الحكم الحبشي. حيث ما زال أثر هذه العناصر موجودا الي الآن. محافظة “المهرة” اليوم باليمن تعج بما ينعتونهم أهل اليمن “بالأخدام”، هؤلاء القوم يمتلكون الكثير المثير في التاريخ القديم. لهم لغتهم الخاصة والتي لا تشبه العربية بشيء، حيث حديثم بها يجلب عليهم الأضطهاد.
أيضا هناك ألفوارس المتمثلين فيما يعرف بالأزيود، أما هؤلاء فهم أتوا كجيش بقيادة سيف بن ذي يزن لكسر شوكة الأحباش بجنوب جزيرة العرب، مع الأزيود أتت ديانات أهل فارس ومنهم عبدة النار.
العهد القديم أو التوراة ذكر الغزو الحبشي لأرض النيل حيث دمرت مملكة كوش ونصب عيزانا نفسه ملك الملوك، وهذا يعزي لسلطانه الذي أمتد من النيل الي جنوب جزيرة العرب.
كل هذا التاريخ مدون ومحفوظ للذين يريدون معرفة الحقيقة الغير غرضية.
ياخواننا عدد مجلة ناشيونال جوقرافى الموجود فيه موضوع الفراعنة السود هو عدد فبراير 2008
وقد عثرت عليه الأن كاملا في الأ نترنت وفيه اثباتات كاملة ان افريقيا لم يكن فيها رجل ابيض واحد
قبل 1700 سنة وان الفراعنة كانو من الجنس النوبي وان المصريين بصورتهم الحالية ليس لهم علاقة بالأهرامات
ياخوانا الخواجات دايما كده يعني افريقيا ما فيها حاجة كويسة حتي المنقة قالوا جات من امريكا الجنوبية
انا اسف كتبت في تعليق سابق انه عدد نوفمبر 2008 والصحيح هو فبراير 2008
كل الدلائل المنطقية تنفي أو تقلل من فرضياتكم. والحقيقة توجد محاولات كثيرة من بعض المؤرخين والمثقفين السودانيين (لسودنة) بعض الوقائع والاشخاص دون أن يكون لهم دليل علمي قاطع على محاولة الإلباس تلك. ومنها على سبيل المثال لا الحصر، محاولة إثبات أن هجرة أصحاب رسول الله كانت إلى السودان الحالي وتحديداً إلى منطقة سواكن وأن النجاشي كان يوجد في هذه المنطقة وغير ذلك من الفرضيات التي يدحضها الواقع المشاهد. وأعني بذلك أننا لم نشاهد أي آثار مسيحية في كامل منطقة شرق السودان الحالية. أيضاً هناك من يحاول أن يثبت أن سيدنا موسى قابل الرجل الصالح (سيدنا الخضر) عند مقرن النيلين بالخرطوم دون أن يقدم لنا دليلاً ملموساً. أما قولكم أن سيدنا شعيب ربما يكون في منطقة النوبة بشمال السودان، فهو أمر تدحضه قصص القرآن الكريم. إذ كيف يكون الماء عزيزاً ونادراً بالدرجة التي وصفها القرآن الكريم على الرغم من وجود نهر النيل على مرمى حجز منهم حسب الفرضية التي أوردتها. أيضاً يحاول كثير من المؤرخين ذكر أن الإمام المهدي عليه رحمة الله كان ينوي مبادلة رأس كتشنر برأس أحمد عرابي، ولم يستطيعوا أن يقدموا لنا أي أثبات علمي ومادي على هذه (النية) الجيدة. نحن نفتقر إلى أدوات البحث العلمي التي تقدم الأدلة المقنعة، وحتى تاريخنا هذا تم العثور على عدد وافر من المموياءات المنحطة والمحفوظة بصورة جيدة عند حفر جسم سد مروي، لكن كان مصيرها المتحف القومي دون إجراء أي دراسة عليها. أبريل عام 1856م وهو عهد قريب نسبياً زار رحالة أمريكي السودان وكتب عنه كتاب يقع في أكثر من 500 صفحة ولم يرد اسم السودان في هذا الكتاب سوى مرات قليلة إذ كان يطلق على السودان اسم (ابيسينيا)، على الرغم من أن قرى ومدن مثل بربر والدامر وشندي والمخريف والمتمة وسنار كانت قائمة. البحث جيد جدا، لكننا نود تأكيدات قوية تدعم فرضياتنا لنتحول من مرحلة النظرية إلى مرحلة الحقيقة العملية. أنا شخصياً معجب بكتاباتك في مجال التأصيل اللغوي والتاريخ التي اتحفتنا بها على صفحات سودانايل.