“صالون الحلاقة” يا سواق سوق بخفة.. حلاة الصلعة مع التفة

الخرطوم ? مصطفى خالد أبونورة

ميل بلان الرجل الذي يؤدي صوت الأرنب )بچز بني( تعرض لحادثٍ أدخله في غيبوبة، حاول الأطباء بشتى الطرق إيقاظه، خطرت فكرة لأحد الأطباء أن يستغل شخصيته الكرتونية. فناداه: هل تسمعني يا بچز؟

وتم تعافيه تدريجياً بعدها، فأجاب فوراً: What?s up dock

تحدث متغيرات كثيرة في حياة الناس وتنجرف عقود كثيرة بتمام شهورها وأيامها، ويحدث شيء ما يشبه الغيبوبة وعندما نفيق نجد أن الأشياء انقلب رأساً على عقب ما يشبه الإفاقة غير التدريجية من الغيبوبة، فالحلاقة علي سبيل المثال، أو قل على سبيل المقال، تعد من تتنقل من قفزات صرعات إلى حالات تشبه الهستيريا في مجاراة موضتها، يبدأ الناس من مكان بعيد حيث التفف والخنفس وتنتهي بالفلات والـ جوردان.

تناثر المرايات

البديات تبدأ من أيام بعيدة صبية وندية وموغلة في غربتها، يوماً بعد يوم، إنه التدرج والانسحاب نحو الغيبوبة هناك نحو الماضي البعيد، (الليلة الحلاقة، بكرة العيد)، المرايات تتناثر في ساحات الأسواق في الفضاء والعراء، لندرة صوالين الحلاقة، تجلس فوق العالي من الكراسي، تنفض الفوط من شعرها وغبارها في وجهك، تُعَكمْ من رأسك بما يشبه (كربون المصارعة).

التثبيت الإجباري (ما تحرك رأسك) وتُعملْ في رأسك الأمشاط، والمقصات والماكينات، وأغلبها تعض عضاً نازعةً الشعر من فروة الرأس عنوة واقتداراً.

معلم معروف

على الرغم من انتشار الصوالين ومحلات التزيين الرجالي والنسائي، إلا أن المرايات ما زالت منشترة في شوارع الخرطوم تشكل معلماً من معالم العاصمة، تحمل أسماءً جميلة على حافة مراياتها مثل (كدة كيف)، (متع نفسك)، يحلق المرء وسط العجاجة والغبار في الهواء الطلق، والمقصات تعلو وتهبط، وما بين العلو عالياً فوق الشعر الخنفس والتفقة مثلما يركن المرء فوق تكوية لوري القصب، وما بين الهبوط ناحية سطح الفلات والجوردان، تمر عوالم الحلاقة بمسيرة من التناقضات.

سيرة الخنافس

(beetles ? خنافس) الخنافس البريطانية أشهر فرقة في تاريخ موسيقى الروك، وهم بول ماكارتني، جورج هاريسون، جون لينون، رينجو ستار، ارتبط اسمها بتسريحة الشعر في السبعينيات، يكوم المرء شعره فوق رأسه، شعر كثيف في الأعلى وعلى الجنبات، تنسحب منه شريط ناحية الذقن يشبه الساطور، ليتغير فيما بعد وعلى ذات لغة الجزارين والنقلتية وتجار المغالق إلى انسحاب أوسكار ناحية الذقن يلقب بمسمار، وذلك ما يشبه تدرج الشارلستون الغيبوبي إلى كٌباية. وبذات التدرج الغيبوبي ما يشبه تأثير عوامل التعرية، والجفاف والتصحر، تدرج من حيث الخنفس، إلى حيث الـ فلات جوردان، والمفارقة المضحكة تقول إن اللاعب مايكل جوردان أحد أشهر لاعبي كرة السلة في التاريخ، لاعب طويل القامة، ترتبط قصة شعره بأقصر قصة في العالم.

الأمر لم يتوقع بهذه المرحلية الغيبوبية، من الخنفس إلى الـ جوردان،

وبالعكس، ولكن وبالرجوع إلى ذاكرة التحقيقات بالنبش في ذاكرة الصحف نجد أننا كلنا نذكر ذلك التحقيق الصحفي الذي هز معايير النقد التشكيلي.. قرد يقوم بـ (شخبطات)، وصحافيون ونقاد وأطباء نفسيون يعدونها لوحة خارقة.

لوحات مختلفة

التحقيق أجراه الزميل صلاح محفوظ بمجلة الصدى الإماراتية، جعلته يستعين بحيوان (قرد) من نوع (الشمبانزي) بعد أن دربه وروضه حتى تأهل ليرسم لوحة تجريدية بألوان مائية، كون اللون الزيتي يضر بصحة القرد، حسب ما جاء على لسان المحرر وبنصيحة أحد الأطباء وعندما اكتملت اللوحة التي سماها (أمريكا والعالم) وطلب من مجموعة من النقاد والأسماء المعروفة في الساحة الثقافية وأقلام يشار لها بالبنان، أن يكتبوا قراءات نقدية عن اللوحة، بقوله لهم (إن اللوحة رسمها ثري عربي) وسوف يحصل على مكافأة مالية من يكتب عنها، الأمر الذي أسال لعاب البعض منهم، وشمروا عن أقلامهم اللوحة كما لو كانت لدافنشي أو فان كوخ وربما لسلفادور دالي، وبعدها سقطت الأقنعة واكتشف زيف المعايير.

حلاقات النجوم

المهم في الأمر أن حال قصات الشعر أصبح مثل لوحة القرد الشمبانزي، قصات لا تمد إلى أي مزية من مزايا يحتكم إليها المجمتع بخروجها عن المألوف، قصة نيمار، ورونالو، وريكارد، وبوب مارلي، وقصة الراستا القديمة، إذا أردت أن ترى بنفسك، يلزمك مشوار واحد في مواصلات ومواقف العاصمة لترى بنفسك كماً هائلاً من القصات العجيبة والغريبة. تمتطى إحدى كريزات العاصمة، ويدار كاسيتها على مؤثر أغاني الزمن القديم، زمن ما قبل الغيبوبة، بأغنية شهيرة تمجد الشعر الخنفس واسم دعله (التفة)، “سوق يا سواق اللوري، سوق يا سواق، يا سواق سوق براحة، يا سواق سوق براحة، حلاة الصلعة مع الراحة، سوق يا سواق اللوري، يا سواق سوق بخفة، حلاة الصلعة مع التفة”.

اليوم التالي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..