“احتضار وشيك” الشعبي أم درمان.. شيخ أسواق العاصمة الوطنية

أم درمان – محمد عبد الباقي

منذ عشرات السنوات ظل يحفل بكل التناقضات، يتدثر في بداية الخريف بأوجه غير ملائمة ظلت الذي تلازمه شهوراً (شتى) جراء ركود مياه الأمطار بين أزقته الضيقة، وطرقاته التي أضحى أمل سفلتتها حلماً يراود الفاعلين بالسوق منذ أكثر من ثلاثة عقود.

هذه هي صورة السوق الشعبي أم درمان، الذي يعده كثيرون أعرق أسواق محلية أم درمان وأفسدها بيئةً، وأيضاً أكثرها جلباً للإيرادات، على حد وصف التاجر (علي معروف) الذي أضاف: الشعبي من أكثر أسواق أم درمان جلباً للمال لأن عدد التجار المسجلين به يتجاوز الثلاثة آلاف.

رحيل دائم

وبالعودة إلى تاريخ السوق كشف التاجر (الجيلي العبيد) أحد أقدم تجار السوق وعضو لجنته الإدارية، عن أنه كان في انطلاقته الأولى بداية سبعينيات القرن المنصرم محض (ملجه خضار) صغيرة تتوسط ميدان (عبد المنعم)، وما إن تم ترحيله إلى جوار زريبة العيش الحالية بـ (شارع العرضة) حتى تحول إلى سوق لأغراض كثيرة ومتنوعة. وأضاف: عندما أزفت شمس الثمانينيات على الغروب تم ترحيله للمرة الثالثة إلى مكانه الحالي.

من أم درمان إلى أنجمينا وبانقي

وفي السياق، أشار التاجر (علي طه) إلى أنه وبعد استقرار السوق في مكانه الحالي أطلق عليه اسم (الشعبي)، ودخلت على (فعالياته) أنشطة جديدة مثل تجارة التوابل والملبوسات، ما جعل السلطات المحلية تنظم موقفاً وخطاً للمواصلات الداخلية خاصين به، كما هناك موقف آخر للترحيلات الخارجية ينشط في شحن البضائع لعدد من الولايات إلى جنوب السودان، حتى نيالا وزالنجي وأفريقيا الوسطى وتشاد وغيرها من الدول الأفريقية، ومن ثم أقيمت به أول محطة للسفريات البصات ظلت تجوب كافة ربوع الوطن. وأضاف (علي طه): تنطلق الترحيلات والسفريات محملة بالسلع والبضائع من السوق الشعبي إلى الأبيض ومدن شمال كردفان ودارفور، وهكذا فإن (الشعبي) ظل ولا زال يرفد بخيراته كافة ربوع الوطن.

حال تجنن وسوق يحنن

ورغم سمعته الباهرة وشهرته الكبيرة، إلا أن (الشعبي ? أم درمان) يُعد أكثر أسواق العاصمة غير المرتبة والمكتظة ببعض الأوساخ، ما جعل أعداد رواده تنحسر بعد أن كان المركز الرئيس لتسوق الأم درمانيين وغيرهم، حيث كانوا يشترون احتياجاتهم منه لأنه كان الأفضل في نظافته والأوفر سلعاً بأسعار مغرية، ولكن زبائنه القريبين والبعيدين غيروا اتجاهات سيرهم صوب أسواق أخرى أفضل حالاً، خاصة بعد التدهور الذي حاق بالشعبي جراء الإهمال الكبير حد أنه أصبح مكباً للنفايات ومستودعاً للقاذورات التي تمتزج بمياه البرك الآسنة الناضحة الصادرة من كافتريات ومطاعم شيد معظمها على قارعته دون تخطيط أو رسم هندسي.

مصير مجهول

إلى ذلك، قال التاجر (حمدان هجو) لم تجد محلية أم درمان غير طريقة واحدة للقضاء على السوق تماماً، فأزالت (الملجة القديمة)، وشرعت في تشييد أخرى تتكون من عدة طوابق، وأضاف: تجار السوق الذين يتجاوز عددهم الـ (3000) تاجر، لا يعلمون شيئاً عن هذه البناية، لكنه عاد ليكشف عن أن المحلية حين إزالتها الملجة القديمة كونت لجنة ضمت عدداً من التجار ثم تجاهلتهم لاحقاً، لذا لا يوجد أحد يعلم عن مبنى الملجة الجديدة، وكل ما نعرفه هو أن المحلية رحَّلت الملجة قبل ثلاثة أعوام إلى موقف (الثورات) جوار المستشفى الصيني، وتم بيع السوق الجديد لعدد من التجار بعد أن وافقوا على أن يدفعوا للمحلية (157) جنيهاً شهري، وهذا ما جعلها تستمرأ الموضوع الذي عاد لها بدخل غير متوقع ما جعلها تتجاهل إعادة السوق مكانه القديم، وظلّت كلما ألح التجار في معرفة مصيره تحدد لهم تاريخاً محدداً لافتتاح المباني التي لم تشيَّد أصلاً.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. هو نحن عندنا اسواق نحن من دول العالم الخمسين دكاكين شنو العندنا يابلد نحن عندنا عشش ليس إلا تلك ليست اسواق تلك عبارة عن عشش لا تصلح للطيور العيش فيها .

    نتيجة فقر الدولة والمواطن بنيت الدكاكين كما نرى اليوم في السودان كله ،

    وللاسف حتى المطاعم والمستوصفات واماكن العباد بنيت بطريقة عشوائية وعشش فقط .

    والبلد ما فيه صحة ولا بلدية ابدا انظروا لمطاعم البلد حتى بالعاصمة شيء مخجل محزن مخزي والسبب ضعف القانون وعدم ادراة الوطن بالطريقة المثلى . والعيب فينا نحن كشعب وسخ حتى في اجسامنا وملابسنا والدليل اطلع الشارع.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..