حزب البشير ينشد (الدقة) ويتخير (الثوب) السويسري

الخرطوم: نجاة إدريس

يُروى عن رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي أنه أوصى أنصاره في انتخابات العام 2010م بقبول أي عطايا تحفزّهم للتصويت لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، وكان أن قال المهدي يومها لمناصريه: (اكلوا توركم وأدّوا زولكم).

ولكن لم يخطر على قلب المهدي أن يتحول ثور الوطني في 2010م إلى ثوب سويسري فاخر، قال الحزب الحاكم إنه وصل خصيصاً لدعم ترشيح الحملة. بعض هذه الأثواب ذات لون أخضر “اللون الرسمي لحزب المؤتمر الوطني”، بعضها يحوي الشجرة “الرمز الانتخابي للحزب الحاكم”، فيما قيل إن أثواباً أخرى حوت صورة الرئيس البشير شخصياً.

عادةً ما تتخذ الأحزاب السياسية في حملاتها أساليب تقليدية من ضمنها الألبسة والأزياء، وهي أمر معروف في السودان، ومتداول بكثرة. لكن ما جعل الأمر لافتاً للأنظار هو أن الحزب الحاكم جاب البسيطة واستورد ملبوسات مُحرِضة لدعم مرشيحه. فالثياب النسائية قادمة من سويسرا، ذلك بجانب ملبوسات عددها “حاويتين” من الصين والهند وتحوي “أقمصة، وشالات، وقبعات” تحمل شعارات الحزب الحاكم ورموزه، على نحو ما هو مؤكد لدى الحزب الحاكم نفسه.

وطبقاً لما أوردته الزميلة (أول النهار) في عددها الصادر أمس (الأحد) فقد وزع الحزب الحاكم على الولايات أكثر من ستة ألف ثوب نسائي فاخر تم تصنيعها خصيصاً لحملة الحزب. بعض هذه الأثواب التي جاء في التوصيف إنها فاخرة تم جلبها من سويسرا وتم صبغها باللون الأخضر فيما حملت شعار المؤتمر الوطني (الشجرة) وصورة مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية المشير عمر البشير وصورة صندوق الاقتراع. كما تم استيراد تشيرتات وشالات فاخرة خُصصت جميعها من أجل دعم الحملة الانتخابية لمرشحي المؤتمر الوطني من دول الصين ومصر وسويسرا.

دعاية مشروعة

ومعلوم أن نائب رئيس المؤتمر الوطني البروفسور إبراهيم غندور ذكر أن حزبه قام بتخصيص مبلغ عشرة مليارات جنيه للحملة الانتخابية. إلا أن والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر جاء وأفاد لاحقاً بأن بعض رجال المال والأعمال دفعوا مليارات من الجنيهات لدعم حملة حزبه الانتخابية، وهو ما فتح نوافذ للقدح في الصرف البزخي، لكن أمين الدائرة العدلية بالمؤتمر الوطني الفاضل حاج سليمان يرى أن حملة الثياب المستوردة مشروعة طالما التزم الحزب بمعايير الصرف الانتخابي التي وضعتها المفوضية، من دون إخلال بالاشتراطات الفنية والشروط الأخلاقية. ووصف حاج سليمان الثياب القادمة من خارج الحدود بأنها ذات قيمة كالملابس وفي ذات الوقت تؤدي أغراض الدعاية الانتخابية مضيفاً بأن الحزب سيوزع ما جلبه على كل الجماهير دون تمييز. وعن التكلفة العالية التي تم صرفها الحزب للجانب الإعلامي قال حاج سليمان في حديثه لـ(الصيحة) إن التكلفة قد تكون باهظة ولكن عضوية الحزب دفعتها عن رضا لأجل فوزه بدورة جديدة في الحكم.

خرق

لكن المرشح المستقل لمنصب رئيس الجمهورية أحمد الرضي، اعتبر أن توزيع المؤتمر الوطني لثياب سويسرية وشالات وتيشيرتات خرقاً صريحاً لقانون الانتخابات، وتساءل الرضي عن ردة فعل المفوضية القومية للانتخابات وصمتها حيال ما يجري وقال: الرضي في حديثه لـ(الصيحة) بأنه على المرشح الالتزام ببرنامجه واطروحاته دون أي مزايدات وعطايا.

السؤال الملح الذي ينهض في الأذهان، لمَّ لجأ الوطني إلى دور ازياء سويسرية وصينية وهندية، فيما كان من الممكن أن تدّبج هذه الحملة بشعار (صنع في السودان) بصورة تحرك من عجلات الصناعة المتعثرة، وتساعد على تحريك سوق العمالة الصناعية؟

علّ الإجابة المنطقية لهذا التساؤل تتصل بأن الحاكم حريص على عدم الطعن في اختياراته، وهو أمر يكون متاحاً في حال أعطى هذه المزية لمصنع ومشغل وطني بطريقة تثير حفيظة الباقين وتدفعهم إلى الذهاب تلقاء وجهات أخرى لن ترضي الوطني بحال، كما أن الصناعة الخارجية مصدر جذّب كبير لفئات المجتمع، لا سيما الأثواب السويسرية.

الصيحة

تعليق واحد

  1. اللهم لا نسالك رد القضاء ولكن نسالك اللطف فيه …. اللهم الطف باهل السودان …. اللهم نعوذ بك من الحاكم الجائر …… ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم … وحسبنا الله ونعم الوكيل

  2. يا أخت نجاة، لستُ من أنصار الصادق، ولكن مع الأسف فلقد فهم السودان كله قولة الصادق إلاأنتي. فأُكلو توركم وأدو زولكم هي إحدي أدوات اللعبة القذرة يعني بالعربي “لبوا دعوة وليمة مرشح المؤتمر الوطني، وصوتوا لمرشح الُأمة” هل وضحت الصورة؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..