مقترح تقويم مدرسي جديد في السودان (سبتمبر – مايو)

د. السماني هنون
أضحي جليا بأن العمل وفق التقويم الحالي له تكلفة باهظة علي التلاميذ وأولياء الأمور، حيث شهدت الأسابيع القليلة الماضية مجموعة من الكوارث التي حلت بالمدارس وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية لا يمكن القفز فوقها دون دراسة وتحليل حتي نصل لحلول نهائية تمنع تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل… لقد تلقت الأوساط الأكاديمية درسا قاسيا لا يمكن مقابلته بالنواح او الرثاء او الخطب التراجيدية التي اعتاد عليها الخطباء لجبر الخواطر دون تقديم حلول عملية ومستدامة لمثل هذه المشاكل كما نفعل في إدارة المخاطر لأي مشروع يهدده الخطر… ما حدث من صقعة كهربائية للتلميذ/ محمد صلاح في مدارس الدقير وما حدث لمدارس الصديق في امبدة من انهيار لجدار الفصل السابع واستشهاد 3 تلميذات يعتبر مأساة حقيقية حلت بالأسر ومجتمع التعليم في ولاية الخرطوم … لم يتعافي المجتمع من تداعيات تلك المأساة حتي طلت عليه كارثة أخري أكثر إيلاما من سابقاتها، حيث غرق مركب تلاميذ المناصير في واحدة من أسواء الكوارث التي تشهدها المدارس في السودان حيث انقلب المركب إثناء عبوره الي المدرسة وغرق حوالي 22 تلميذ/ة … كانت مأساة لوطن يئن تحت جراحاته الغائرة والمتعددة، لتأتي تلك الحوادث المفجعة والمؤلمة فتصب الزيت علي النهار لتشعل نيران الحرقة في صدور الأمهات والأشقاء وكل من تربطه صله بأولئك الضحايا فتسيل الدموع غزيرة كأمطار هذا الخريف الذي تسبب في تلك الماسي… فلنبكي الوطن ونضمد جراح شعبنا ولا نقول الا ما يرضي الله… “حسبنا الله ونعم الوكيل”
الحمد لله من قبل ومن بعد، والحمد الله علي نعمة الخريف ونسأله ان يكون غيث خير وبركة تعم خيراته ارجاء الوطن… ويعتبر فصل الخريف هو العامل المشترك في كل تلك الأحداث أنفة الذكر سواء انهيار الجدار في مدارس صديق او غرق المركب في النيل او سقوط أعمدة الكهرباء أو تعطل الدراسة في المدارس …الخ هذه الأحداث المؤلمة تحتاج منا لإعادة النظر في الأوضاع الحالية التي تسببت في ذلك، وتحتم علينا البحث لإيجاد حلول مستدامة لهذه الأوضاع بعد ما تبين لنا السبب الأساسي وراء ذلك…قبل القفز إلي المقترحات بتغيير نظام التقويم من “خريفي” الي “صيفي”، لابد من مناقشة واستعراض خسائر النظام الحالي – نظام التقويم الخريفي (يوليو – مارس) مقابل مكاسب النظام المقترح – نظام التقويم الصيفي (سبتمبر – مايو) علي نحو ما يلي:
(أ) خسائر النظام الحالي – نظام التقويم الخريفي (يوليو – مارس):
(1) استشهاد أعداد كبيرة من التلاميذ نتيجة لانهيار المباني وغرق المراكب في النيل وصقع الكهرباء واختطاف التلاميذ وغيرها من المخاطر المميتة التي يتعرض لها التلاميذ أثناء فصل الخريف، الذي تحول من نعمة إلي نغمة بل كارثة حقيقية لتلاميذ المدارس في السودان.
(2) فقدان قوي منتجة من الشباب للعمل في الزراعة والقطاعات الاخري خلال فصل الخريف والمساهمة في زيادة العوائد الاقتصادية للدولة وتسريع وتيرة النمو في إجمالي الناتج المحلي للدولة… لقد تعطلت هذه القوى الشبابية المنتجة من العمل في الحقول الزراعية فتراجع الإنتاج الزراعي في السودان بصورة غير مسبوقة وتجلي في أبهي صوره هذه الأيام التي تشهد ندرة حقيقية في الخبر وارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية الاخري … التحديات تصنع الفرص، هذه فرصة مواتية لتصحيح أخطاء الماضي واستشراف المستقبل وفق رؤية واضحة المعالم قابلة للتنفيذ وقياس مخرجات الأداء.
(3) تعطل الدراسة في المدارس بسبب هطول الأمطار بصورة متكررة مما يفقد المدارس القدرة علي تكملة المقررات الدراسية وفق خطة الوزارة… مع تكرار هذه الحالة في كل عام دراسي يتراجع التحصيل للتلاميذ وتتحرر المدارس من الالتزام بالجدول الزمني لتدريس المنهج وفي النهاية يتدني المستوي العام للتلاميذ…
(4) تردي البيئة أثناء فصل الخريف يعرض الأطفال الي مخاطر صحية كثيرة كالملاريا والربو ونزلات البرد وغيرها من المشاكل الصحية المرتبطة بهطول الأمطار وتكدس النفايات والأوساخ في الشوارع والميادين العامة.
(5) الاحداث المأسوية التي يتعرض لها التلاميذ أثناء الخريف تترك آثار نفسية سيئة تؤثر بشكل كبير علي التحصيل وقدراتهم الاستيعابية وبالتالي يتراجع أدائهم بل يحتاجوا الي وقت حتي يتعافوا من آثار تلك الصدمات التي يتعرضوا لها من جراء الخريف … علي سبيل المثال لا الحصر، موت تلميذ يترك أسئلة كثيرة لدي زملائه في الفصل الذين لم يعرفوا حتي معني الموت!… وكذلك تدهور الحالة النفسية لأفراد الأسرة (الأم – الأب – الأخوات – الإخوان).
(6) الخريف يساعد علي تنامي مخاطر أمنية للتلاميذ من خلال ايجاد بيئة مساعدة علي الإفلات من العقاب وملاحقة الجناة في عمليات الاختطاف والاعتداء علي التلاميذ … قد يسبب هطول أمطار غزيرة في بعض المناطق شلل لحركة الأجهزة الأمنية والعدلية المسئولة عن سلامة التلاميذ خاصة في بعض القري والبوادي النائية… تجربة اختفاء طالبة الطب التي عثر عليها بعد فترة من الغياب في الجنينة تبرهن علي وجود بعض الثغرات قد تهدد سلامة الطلاب في بلادنا.
(ب) مكاسب النظام المقترح – نظام التقويم الصيفي (سبتمبر – مايو):
(1) تجنب المخاطر المرتبطة بهطول الأمطار والتي تعرض حياة التلاميذ للخطر… حيث تقل نسبة الوفاة بين التلاميذ ونكون حققنا مقصد رئيسي من مقاصد الشريعة (حفظ النفس)، ومن ثم نستطيع ان نقدم خدمة التعليم كهدف ثاني بعد حفظ النفس… حفظ النفس أهم من التعليم، لا يعقل ان نعرض أبناؤنا للموت من أجل التعليم.
(2) دعم الاقتصاد الوطني من خلال توفير أيدي عاملة من الشباب تساهم في الزراعة وزيادة الإنتاج في الدولة، مما ينعكس إيجابا علي صادرات الدولة وتحسن الميزان التجاري وميزان المدفوعات ومن ثم إجمالي الناتج المحلي للدولة… دخول الطلاب في العملية الإنتاجية سيساهم بشكل كبير في تحسن الإنتاج ورفع المستوي المعيشي لأسر الطلاب..
(3) الاستقرار خلال العام الدراسي وتنفيذ خطة وزارة التربية حسب التقويم المعلن (سبتمبر – مايو) بدون عطلات وتوقف من الدراسة بسبب الأمطار او الفيضانات… الاستقرار سينعكس إيجابا علي مستوي التحصيل عند الطلاب ويخلق بيئة عمل ملائمة للأساتذة والعاملين في المدارس.
(4) سهولة الوصول إلي المدارس وتجنب التعقيدات التي تحدثها الأمطار، يزيد دافعية التعلم عند التلاميذ ويشعرهم بسهولة العملية التعليمية… الغريب في الأمر دول مجاورة للسودان (السعودية) تتبع هذا التقويم بالرغم من انها دول غير زراعية وترتفع فيها درجات الحرارة خلال الصيف أكثر من السودان!
(5) السياحة الخريفية في السودان تمكن التلاميذ من الاستمتاع بجمال الوطن والتعرف عليه في أجواء خريفية رائعة تترك أثر طيب عند التلاميذ وتعزز من حبهم للوطن وحينما يرددوا نشيد الوطن في طابور الصباح يكون ذلك نابع عن قناعة شخصية وتجربة حقيقية عاشها التلاميذ مع ذويهم في القري والبوادي، فلماذا نحرم تلاميذنا من تلك الأجواء الخريفية الجميلة؟
هكذا استعرضنا جانب من خسائر نظام التقويم الحالي (يوليو/ مارس) ومكاسب النظام البديل اوالمقترح، نظام التقويم الصيفي (سبتمبر/ مايو) لنوضح الصورة للقارئ الكريم وصانع القرار في بلادنا حول قضية مركزية للشعب السوداني وتحظي باهتمام كبير من كل فئات الشعب…وبناء علي ما تقدم من تحليل ونقاش لقضية التقويم المدaرسي نورد المقترحات أدناه لنساهم في الحل حسب رؤيتنا وما توفر لدينا من معلومات، يحدونا الأمل في أن تلقي هذه المساهمة اذنا صاغية من صناع القرار وأهل الحل والعقد في بلادنا وأن يتخذوا من القرارات ما يحقق السلامة لأبنائنا التلاميذ ويخدم التعليم في بلادنا…نقترح الاتي:
(أ) اتخاذ قرار بإلغاء نظام التقويم المدرسي الحالي (يوليو/ مارس) واعتماد نظام التقويم المدرسي الجديد (سبتمبر/ مايو)، اعتبارا من العام الدراسي القادم 20/2021م.
(ب) تعويض مادي ومعنوي لأسر الضحايا ومواساتهم حتي يتمكنوا من تجاوز هذه الابتلاءات ويواصلوا حياتهم بصورة طبيعية
(ت) تأسيس إدارة مخاطر متخصصة في مخاطر التعليم للتقليل من الآثار التدميرية لبعض المخاطر والتي زادت بصورة كبيرة ومزعجة خلال السنوات القليلة الماضية
(ث) الإعداد لمؤتمر قومي متزامن مع الاحتفال بيوم التعليم في السودان لوضع إستراتيجية شاملة للتعليم تخاطب مشاكل التعليم الاخري (السلم التعليمي – خصخصة التعليم – جودة التعليم – الخ) حتي نتمكن من النهوض بالتعليم في بلادنا… Education widens horizons
وبالله التوفيق،،،
اتقف مع كاتب المقال في عملية تغيير تقوم العام الدراسي
كل دول العالم تعمل بنظام التقويم ( سبتمبر – مايو ) ما عدا السودان ولا ادري المكاسب التعليمية وراء هذا التقويم
اعتقد انه طالما تم الغاء نظام تقويم البكوور -سيء الذكر _- فليس هناك ما يمنع تغيير تقويم العام الدراسي
(الذي تحول من نعمة إلي نغمة بل كارثة حقيقية لتلاميذ المدارس في السودان.)
(نقمه)
هل تصدقون ي دكتور في ولايه في السودان لاتعمل بالتقويم الدراسي يوليو/مارس. وانما تعمل بتقويمك المقترح. والامور ماشه تمام.
وذلك حسب الظروف المناخيه. لانهم في الفتره المعنيه يكونون في زروة الصيف. وتفتح المدارس عندما تنكسر حدة الصيف.
والخريف عندهم بالشتاء. وليس ذلك الخريف الهادر. بل امطار متقطعه وشتاء لطيف. وهذه الولايه هي ولاية البحر الاحمر
للصيف أيضاً عثراته على مستوى المدن الكبيرة والقرى: السحائي الذي يعادل الخريق او يفوقه خطورة.. سخونة الجو وهناك العديد من اسقف مؤسساتنا التعليمية غير ملائمة لحرارة الصيف .. ارتفاع تكلفة التكييف او توفره .. سأم التلاميذ من التحصيل والمعلم للجهد بسبب ارتفاع حرارة الجو .. رداءة المواصلات حيث من المؤكد ان التلاميذ يقفون لتفرات طويلة للتنقل من والى المدرسة زيادة على المواصلات في ذلك التوقيت سيتضاعف فيها عدد الركاب بزيادة التلاميذ وهذا يشكل خطر على الصغار والكبار .. صعوبة اقامة النشاطات الرياضية والمهارية الكبيرة في فصل الصيف
قلة الماء في بعض القرى لضرورة السقي والنظافة وقد يتغيب التلاميذ احيانا لجلب الماء لاهلهم.
ولكن فاتك اخي الكريم ان الطلاب يعانون جدا فى فصل الصيف الذي تتضمن شهوره خطتك الدراسية …. النظام العالمي المعمول به يتجنب الدراسة في الصيف لما فيه من امراض وصعوبات تواجه التلاميذ