حديث حول المسترقين

أفق بعيد
حديث حول المسترقين
فيصل محمد صالح
[email][email protected][/email]
حاولت تجنب هذا اموضوع أكثر من مرة، لكنه ظل يطاردني باستمرار ، كلما فتحت أحد المواقع الاليكترونية وجدت شيئا منهن وآراء متعارضة هنا وهناك.
والتردد سببه أنني لا أريد أن أضيف صوتا للجوقة التي تهاجم باقان صبحا ونهارا، لانه يرأس وفد حكومة الجنوب في التفاوض مع حكومة الشمال، فهو في هذا اختيار حكومة الجنوب، وهي حرة في اختيار من يستطيع التعبير عن مواقفها. كما أني تحسبت لكوني اكتب في صحيفة لا يملك السيد باقان حق الكتابة فيها، وستمنعه موانع كثيرة، لكني تذكرت المساحات الاسفيرية الواسعة والمفتوحة للجميع.
أقصد حديث السيد باقان أموم عن وجود 35 ألف من ابناء الجنوب المسترقين في الشمال، وعن ضرورة تضمين موضوع عودتهم لوطنهم الأم في المفاوضات التي تجري بين الحكومتين. واقول بدءا أنني لا أملك معلومات محددة وقاطعة حول الموضوع، لا تأكيدا لما ذكره باقان، أو نفيا للمعلومة، لكن أملك عددا من الأسئلة والشكوك التي أود طرحها على السادة القراء. وأقر بدءا بأن هذه المعلومة لو صحت فإنها تشكل واحدا من أفظع الانتهاكات لحقوق الإنسان، لا ينبغي التهاون معها والسكوت عليها ولا دقيقة.
لهذا اتساءل: ألم يكن السيد باقان أموم شخصيا وعشرات من وزراء الحركة الشعبية موجودين في مركز السلطة في الخرطوم، في الخارجية والداخلية وفي وزارة مجلس الوزراء والصحة والتجارة والنقل والتعاون الدولي؟ نعم لقد كان السيد سلفا كير النائب الأول لرئيس الجمهورية وكان هناك أكثر من مائة نائب يمثلون الحركة الشعبية في البرلمان. كان هناك وزراء ومسؤولون للحركة الشعبية في كل ولايات السودان من أقصاها لأقصاها، وبدون استثناء، وكان هناك وجود لجيش الحركة في الخرطوم وفي أاقليم كثيرة. الأهم من كل ذلك أنه كان للحركة الشعبية وجود شعبي وتمثيل في كل مدينة وحي وحارة و”زنقة”، في السودان.
كان للحركة وجود وامكانيات وصوت وقدرة على الحركة والرصد والتسجيل والمطالبة، بل والتنفيذ، فلماذا صمتت حينها ولم تبذل جهدها لتخليص هؤلاء المساكين من الأسر والاسترقاق. كان لوزراء الحركة وقيادييها ومسؤوليها القدرة على الحركة والمشاركة في الأنشطة المختلفة في أي مكان في السودان، وكان من واجبهم، بل لعله الواجب الأكثر الحاحا، أن يضعوا البحث والتقصي في هذا الأمر، ومن ثم معالجته بشكل نهائي، في مقدمة اولوياتهمن لكنهم لك يفعلوا.
شاركت الحركة في كل مستويات الحكم، وأثارت كثير من القضايا الخلافية مع الحكومة، أوجدت الحلول لبعضها، وانتقلت القضايا الأخرى لمرحلة ما بعد الاستفتاء، وأعلنت صوتها الاحادي مرات كثيرة وصلت فيها لمرحلة مقاطعة الحكومة، والتظاهر في الشارع، لكن لم يكن موضوع انهاء استرقاق 35 الف مواطن جنوبي من أولوياتها.
فقدت الحركة حساسية قضايا حقوق الإنسان، وتعاملت معها بالعقلية التجارية التي تخزن البضائع لموعد يظن فيه ارتفاع سعرها، واستخدمتها ككرت للابتزاز والمزايدة السياسية،ة وما أبأس هذا من موقف، وليس أبأس منه إلا أن يكون هذا الأمر مختلق من الأساس.
لو صح الاتهام فهو غير صحيح لسببين:
أولا:
عبارة مسترقين غير صحيحة في وصف الجنوبيين الموجودين كعمالةماهرةورخيصة او عمالةمنزلية(مدجنين) في الشمال لان كل فرد منهم يملك قراره في ترك العمل والذهاب الى حيث شاء متى شاءاذ لا يملك الجلابي صك ملكيته.فيعتبر عبدا آبق كما كان يفعل العرب في زمن الرق الامريكان والاوروبيون قبل قرن ونصف.
ثانيا:
لو خير كل الجنوبيين الموجودين في الشمال من السواد الاعظم غير المستنفع من الحركة الشعبية بين العودة الى الجنوب والبقاء في الشمال لأختاروا الشمال مثلهم مثل السواد الاعظم من الشعب السوداني غير المستنفع من المؤتمر الوطني وموقفهم منه.
فالسياسةكطعام اهل النار,لا تسمن ولا تغني من جوع , ووطن الاطفال حيث يجلب لهم اباهم في آخر اليوم ما يقتاتون به.وحيث لا تنظر لابيك المريض يحتضر لعدم تناوله جرعة(الانسولين).
نعم بالخبذ يحيى الانسان.
اشهد انك كلس يا فيصل ,الحيكومه نحن كارهنها عمي والكيزان مكجننهم لكن الرق ده لو في =واظن يكون في مناطق النزاع = ما بنسكت عليه ,وزي ما قلت ال سكتهم عليه شنو ؟؟ يا سلفا لو لسه في رق في السودان الراجيها شنو شيل عكازك ونحن معاك
هو مختلق و الجميع يعلم! لكني مدين لك باعتذار يا فيصل إذ انني مررت عدة مرات على عنوان مقالك و تجاوزته الى غيره ظننا مني انني اعلم كيف سيكون تناولك للموضوع ولكن عندما قرات مقالك وجدت المنطق في كل حرف فيه، لم تنف دون علم ولم تثبت دون معلومة ولذلك تركت التعليق على اصل القضية و توجهت بأسئلة منطقية الى الحركة الشعبية احيي فيك ترفعك عن الاستثمارات الصغيرة التي تكبح أقلام كثيرة من كتابة اي شئ يظنون ان فيه خدمة للحكومة ! و اعتذر عن سوء ظني بقلمك فقد القمت ظني حجرا!