تصريحات البشير عن الإخوان.. المصالح أولى

خرج الرئيس السوداني عمر البشير كعادته بعدة تصريحات أذهلت كثيرا من الناس، حيث قال البشير في تصريحات لصحيفة الاتحاد الإماراتية إن بلاده ترفض رفضا واسعا ظهور الطابع الدولي لجماعة الإخوان المسلمين عبر ما يعرف “بالتنظيم الدولي”، منوهًا إلى حق الدول في اتخاذ ما تراه مناسبًا لخدمة أمنها واستقرارها بعد تنامي تأثير التنظيم الدولي للإخوان وتدخله في شؤون عدد من الدول العربية، على حد وصفه.

كما أكد البشير أن السودان تتفهم كل الظروف التي دفعت عددًا من الدول الخليجية لإدارج جماعة الإخوان المسلمين ضمن الجماعات الإرهابية المحظورة، لأنه لا يمكن لأي دولة أن تقبل تقسيم ولاءات أبنائها بين الداخل والخارج، وأضاف البشير أن تنظيم الإخوان الذي نشأ في مصر شهد العديد من التغيرات والتحولات ولعل الفكرة الشمولية التي وفرها التنظيم الدولي وتبنتها الجماعة هي نقطة الخلاف الحقيقية، وقال: “لا نقبل لأي سوداني أن يدين بالولاء لأي تنظيم خارجي”.

كانت هذه التصريحات صادمة لكل من كان يظن أن الرئيس عمر البشير هو أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين في السودان، وأنه يدعم الإخوان المسلمين سرا في محنتهم الحالية، ولكن من يتابع تاريخ البشير بشكل خاص وتاريخ الإخوان المسلمين في السودان بشكل عام، يدرك حقيقة الأمر، وكيف أن البشير هو أحد المستفيدين من الإخوان المسلمين، وأنه تنكر لهم فور وصوله إلى السلطة.

وصول البشير للسلطة:

الرئيس عمر البشير كان أحد ضباط الجيش السوداني، إذ تخرج من الكلية الحربية السودانية عام 1967 وتدرج في الرتب العسكرية حتى عين قائداً للواء الثامن مشاة خلال الفترة من 1987 إلى 30 يونيو 1989 قبل أن يقوم بانقلاب عسكري على حكومة الأحزاب الديموقراطية برئاسة رئيس الوزراء حينئذ الصادق المهدي، بالتعاون مع حسن الترابي وحزبه، ومن حينها تولى منصب رئيس مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني في 30 يونيو 1989، ووفقاً للدستور يجمع رئيس الجمهورية بين منصبه ومنصب رئيس الوزراء.

الترابي والإخوان والبشير:

ترأس الدكتور حسن الترابي الإخوان المسلمين في السودان لفترة من الزمان، حيث تم انتخابه في العام 1969 أمينا عاما للجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن بعض قيادات الجماعة رفضوا ذلك، وخرجوا من الجماعة، وكان من بينهم الشيخ جعفر الشيخ إدريس.

في عام 1976 استشعر الرئيس جعفر نميري خطورة الأحزاب الكبرى في السودان (حزب الأمة/ الحزب الاتحادي الديموقراطي/ الإخوان المسلمون بقيادة الترابي) على حكمه، وذلك بعد محاولة عسكرية انقلابية قام بها العميد محمد نور سعد مسنودا من ليبيا، فعقد في السنة التالية ما عرف باسم المصالحة الوطنية فدخلت هذه الأحزاب معه الحكم، وقام الترابي وقتها بحل تنظيم الإخوان المسلمين، لكن القيادات التي انشقت عن الجماعة لرفضها قيادة الترابي، تمسكت بالاسم والتوجه بقيادة الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد، ولم تشترك في الحكم مع الرئيس نميري.

وفي عام 1986 شكل الدكتور حسن الترابي الجبهة الإسلامية القومية، وكان أغلب تنظيم الجبهة فعليا من الإخوان المسلمين، وكان مما نادت به هذه الجبهة أسلمة المجتمع وتأسيس حكم الشريعة الإسلامية في السودان، ونجحت هذه الجبهة في اختراق البرلمان والحكومة والجيش والمنظمات المحلية والإقليمية ومنظمات رعاية المرأة والشباب، كما أقاموا الحملات التعليمية لأسلمة المجتمع من خلال الدولة، وفي نفس الوقت قاموا بالسيطرة على مؤسسات إسلامية خيرية من أجل الترويج لأفكارهم والتي أدت لنشر أفكارهم في المجتمع.

و أنشأ الرئيس البشير حزب المؤتمر الوطني، وتنكر لعلاقته بالجبهة الإسلامية القومية ورئيسها حسن الترابي، الذي تعرض للسجن مرات كثيرة على يد البشير، بعد أن أبعده من موقع القرار فكون حزبا معارضا للحكومة باسم “المؤتمر الشعبي”.

هكذا انقسم الإخوان المسلمون في السودان بين الترابي والبشير وفريق ثالث لا يزال يحمل اسم الإخوان المسلمين وهو الفريق المعتمد لدى الجماعة الأم، وهذه الانشقاقات الكثيرة في صفوف الجماعة هي التي مكنت للبشير في الحكم، فهو استفاد من الإخوان ومن خلافاتهم، وفي المقابل لم يحقق لهم أي فائدة، ولم يحقق أيضا أي إنجازات في سبيل تحكيم الشريعة، بل اتسمت إدارته للبلاد بالعشوائية وانتشر الفساد والتأخر، وانقسمت البلاد في عهده، وصار للجنوب دولة مستقلة.

سياق تصريحات البشير:

جاءت تصريحات البشير للصحيفة الإماراتية مخيبة لآمال عناصر الإخوان المسلمين، حيث لم يقم البشير بالدفاع عن الجماعة كما يفعل نظيره التركي رجب طيب أردوغان، ولم ينف عنها تهم الإرهاب، ولكي لا يثير إخوان السودان ضده، قال إنهم لا يرتبطون بعلاقة تنظيمية معهم، مع أن جميع الإخوان المسلمين في كل بقاع الأرض بينهم رابط تنظيمي، وإن كان غير مؤثر في قرارات التنظيم في كل بلد، ولكن يبقى المرشد العام للجماعة في مصر هو المرشد العام للجماعة في العالم كله، ويترأس المراقب العام في كل قطر الإخوان في قطره.

لكن هذه التصريحات تعد طبيعية إذا أخذنا في الاعتبار أنها صدرت من البشير خلال زيارته لدولة الإمارات، فالإمارات معروفة بمواقفها الشديدة تجاه الإخوان المسلمين، والبشير في حاجة ماسة لدعم الخليج والإمارات لنظامه، حيث أنه يعاني من مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية جمة، يتحمل هو الجزء الأكبر من أسبابها، وهو يدرك جيدا أنه لن يحصل على الدعم الخليجي بصفة عامة والإماراتي بصفة خاصة إلا إذا قدم ما يجعله مستحقا لهذا الدعم، وفي ظل هذه الظروف، فليس هناك بيد البشير سوى التبرؤ من فكر وتنظيم جماعة الإخوان المسلمين بشكل نهائي.

ويخشى البشير أن يحسب نظامه الحاكم في السودان على الإخوان المسلمين أو الإسلام السياسي في ظل الجهود التي تبذلها الإمارات ومصر ودول خليجية أخرى للقضاء على القوى الإسلامية بصفة عامة والتابعة للإخوان بصفة خاصة، واضعا أمام عينه ما يحدث في ليبيا وتونس، وما تتعرض له حركة حماس في قطاع غزة من تضييق وتشديد للحصار المفروض منذ سنوات طويلة.

الإنتخابات السودانية:

وتأتي تصريحات البشير في ظل الخلاف بينه وبين تنظيم الإخوان السلمين المعترف بهم في السودان من قبل الجماعة الأم، حيث أعلن إخوان السودان مقاطعتهم للانتخابات القادمة مع بقية قوى المعارضة السودانية، وهو ما يعني بقاء ظهر النظام مكشوفا أمام القوى المختلفة التي تعادي نظام البشير وما أكثرها.

لكن النظام السوداني لن يتخذ ?في الوقت الراهن على الأقل- أية خطوات من شأنها تأزيم العلاقة مع تنظيم الإخوان المسلمين في السودان، لأن الظروف التي يعيشها نظام البشير لا تسمح له بخلق المزيد من الأعداء، ولكن هذه التصريحات قد تكون بمثابة رسالة إلى إخوان السودان بعدم الذهاب بعيدا في معارضته حتى لا تلقى نفس المصير الذي يلاقيه الإخوان في الدول الأخرى.

تعليق واحد

  1. نحن نعيش داخل السودان كلامه للجرايد فقط لكن النظام انهى خدمات المواطنين من دواوين الحكومة والان كل المناصب القياديه في كل النظام اخوان مسلمون علنا او سرا وعليه النظام الغير دستوري لعقدين من الزمان برمته اخوان مسلمين . ان السودان اول دولة في العالم يحكمها برمتها اخوان مسلمون .

  2. تحليل غير موفق فمن يعرف البشير يعرف لماذا صرح ذلك …… البشير يكفيه انه انكر توجه انقلابه علي كل الشعب السوداني حتي الرئيس المصري حسني مبارك تم خداعه ….
    هي تكتيكات متفق عليها حتي تهدأ العاصفه ضد الاخوان ….. والترابي وحزبه لا زآلوا يدعمون البشير ولن يتخلوا عنه وما تراه او تسمعه من تصريحات فهذه بالونات مراد بها صرف الانظار والالهاء

  3. حقيقة الامر ان البشير كذاب و مراوغ و لا يمكن باي حال من الاحوال تصديقه او البناء علي كلام يتلفظ به حتي ولو تمسك باستار الكعبة و زرف الدمع علي الحجر الاسود — يظل البشير الكذاب المنافق لص كافوري —
    فشلت الخطة ( أ ) في جذب مساعدات من دول الخليج و قوبل باذلال و اهانة لم تحدث لاي رئيس في العالم قبله و لن تحدث بعده — و تأكد له تماما انه منبوذ و مجرم حقير مطلوب للعدالة الدولية لارتكابه جرائم ابادة جماعية و تطهير عرقي لبعض مكونات الشعب السوداني في دارفور و جبال النوبة و النيل الازرق —
    الاهبل امامه الان الخطة ( ب ) و هي تحريك جماعات الارهاب التي يرعاها لضرب مصالح الدول التي رفضت مساعدته كما ورد في الوثائق الامنية و العسكرية السرية التي تم تسريبها و كانت ضربة موجعة لنظام الانقاذ —
    و الجميل ان كل الدول تتحسب لمثل هذه الافعال من نظام معروق دوليا برعايته للارهاب الدولي —
    سوف تتجمع كل الدول المتضررة من نظام البشير و تحاصره و تخنقه و تنتف ريشه و تكون نهاية الكابوس المزعج .

  4. من كتب هذا المقال لا يعرف اطلاقا مكر الأخوان المسلمين الذين يغيرون الأسماء و يكذون كما يتنفسون … الدولة كلها تحت سيطرة الأخوان المسلمين رئيس ، وزير ، وكيل وزارة ، مدير قسم ، مدير إدارة ، رئيس قسم ، سفير ، قنصل ، ضباط الجيش و البوليس و القضاة … لو داير تمشي الحمام تلقى قدامو واحد كوز : اقرأ معي
    (كلما بللوا سراويلهم بدلناهم سراويلا غيرها) …. سرحان ماجد
    (سراويل ممنوعة من الصرف لكني أصرفها !) السراويل المقصودة في العنوان هي سراويل داخلية من تلك التي تستر العورة و ليست سراويلا خارجية (بناطلين) … ربما لن يصدق الكثيرون ما سأرويه بشأن السراويل رغم أنني سأقوم بمدهم بمصادر الأخبار .. دعوني أبدأ بمقدمة تبدو لأول وهلة لا علاقة لها بما بعدها لكني أراها غير ذلك …
    في صباح من تلك الصباحات الكئيبة التي لا يوجد غيرها في بلادنا ، كان عليّ أن أحضر جلسة كشاهد في المحكمة القريبة من مكان سكني و التي أمر بها يوميا تقريبا ، فقد أوقعتني المصادفات المشؤومة أن أكون شاهدا على جريمة غريبة لا يتسع الحيز لرواية تفاصيلها هنا ، ربما أحكي لكم أهوالها يوما ما .. في انتظار أن يحين ميعاد انعقاد المحكمة عليك أن تنتظر لتشاهد مناظرا لا ترغب فيها ، إذ أن مجمع المحاكم هذا به عدد من المحاكم و القضاة الإسلامين (في بلادنا لا يوجد شيء غير إسلامي ، حتى الحمامات إسلامية) و أغلب أحكامه بها عقوبة مكملة و هي الجلد . الجلد عندنا إسلامي كامل الدسم ، يتم تنفيذه بسياط كأذناب البقر يسمونها (سياط العنج) أو (الكرابيج) ، و يقوم به عساكر غلاظ قساة مخيفون …. يوميا عند مروري بالمحكمة أسمع صراخ الأطفال المجلودين و توسلهم ( و الله تبت يا عمي البوليس … عليك الله يا عمي البوليس) أو صراخ النساء و توسلاتهن (تبت و الله ، واي عليّ … حن عليّ يا ود امي) لكن كل تلك التوسلات و الصرخات لم تكن تهز شعرة في أولئك العساكر الذي شحنوهم بشحنات إيمانية عالية و أنهم يقومون بمهمة مقدسة بتطهير الأرض و إزالة الخبث و إنفاذ شرع الله …
    في ذلك الصباح جاءوا بفتاة في العشرين لساحة الجلد حيث تنفذ الأحكام (و ليشهد عذابها طائفة من المؤمنين) عملا بأحكام الشرع . سرت همهمة ممن جاءوا خارجين معها من قاعة المحكمة بأن جريمتها اللبس الفاضح إذ تم القبض عليها متلبسة بالجريمة (يترك القانون تعريف اللبس الفاضح مبهما فالمادة تقول “كل من يقبض عليها تلبس لبسا فاضحا …” فهو لا يحدد ما هو اللبس الفاضح كأن يقول مثلا إن إظهار الساق يعد لبسا فاضحا أو إبراز النهود باللبس الضيق أو المؤخرة أو … الأمر متروك ــ كما قال الأذكياء ــ لمدى إثارة الفتاة للشرطي ، أي أن حالة الشرطي (الهياجية) تحدد طبيعة اللبس الفاضح ، فلو كان قد قضى وطره قريبا ربما لا يشعر بالإثارة ، أما إن كان قد طال به الحرمان ربما يثيره نهد بارز أو مؤخرة ممتلئة عندها تتحدد جريمة اللبس الفاضح … على كل حال جرى العرف في بلدنا أن البنطلون ذو دلالة قوية عند الإسلاميين على اللبس الفاضح ، ربما لأنه يعطي إيحاء باستبطان تصور العضو التناسلي للفتاة) .
    كانت الفتاة سيئة الحظ ترتدي بنطلونا حين (كمشها) العساكر ، و كما أخبرتكم منذ قليل أن البنطلون في بلدنا المستعرب المتأسلم يعد لبسا فاضحا (وا فضيحتاه) خاصة إذا كانت ترتديه فتاة من غير المستعربين (ذات ملامح أفريقية) .. حين بدأ العسكري الجلد بقسوة (لأنه يرجو الثواب بردع الأنجاس و دعاة الانحلال) أخذت الفتاة في الصراخ ، كان المتفرجون قسمين ، قسم شامت مستبشر ساخر من عذاباتها (فهذه الملعونة النجسة تريد أن تنشر الرذيلة وسط مجتمعنا الطاهر و لا بد من تأديبها) هؤلاء كانوا يهتفون : “الله أكبر” . قسم صغير يتألم لكنه يجتهد في إخفاء ألمه . صرخت الفتاة بألم موجع ينغر كل جروح القلب المتقيحة : ( واي يا يمه .. الحقيني يا يمه) و للعجب صاحت امرأة من الجمهور بصوت باك مقهور : ( آه يا حشاي) و هو تعبير باللهجة المحلية تقوله الأمهات يعني (يا ثمرة أحشائي) … جذب أحد العساكر الأم فوقعت على الأرض و هرب الذين حولها ، ألهب ظهرها بعدد من السياط بأقصى قوته (كيف لها أن تبدي تعاطفا مع من حكم عليها قاضي الشرع بأنها تزدري شرع الله باللبس الفاضح) تبولت الأم على ملابسها ربما بسبب المفاجأة و الألم ، إذ سال البول و بلل الأرض .. شعرت بالغثيان و أسرعت مبتعدا رغم خوفي من أن ينادي عليّ حاجب المحكمة للدخول و لا يجدني .. بعد أن أفرغت ما في جوفي من كسرة الخبز التي أكلتها مع الشاي عدت فقابلني أحدهم كان يجلس بجانبي و صاح متهللا : “حتى البنت تبولت على ملابسها ” ثم هز قبضة يده شامتا و قال بلهجة متشفية : ” بت الكلب ” .. هممت أن أضربه على (بوزه) لكني تمالكت نفسي في آخر لحظة .
    هذه المقدمة لها علاقة بما أعلنه مسؤول بولاية الخرطوم بعدد من الصحف يوم الأربعاء 26 فبراير 2015 بأنه يتشرف بدعوة المواطنين لحضور مشروع تطوير المساجد والخلاوى (الخلاوى جمع خلوة و هي المكان الذي يتم فيه تحفيظ القرآن) وتوزيع بعض الملابس والسياط بما فيها 12000 سروال ، انظر: http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-58810.htm
    السراويل عندنا يسمونها (الأنكسة) و في بلاد أخرى يسمونها (كلوتات) … لعلكم عرفتم الآن علاقة المقدمة بالخبر : سياط المسؤول للجلد و السراويل لتبديل المبللة (كلما بللوا سراويلهم بدلناهم سراويلا غيرها كي يذوقوا العذاب) .

  5. تصريحات البشير تصريحات تقية ايرانية ولعب على كل الحبال ويريد ان يسير في كل الاتجاهات في آن واحد والبشير لن يتخلى عن التنظيم الدولي للأخوان المسلمين والحقيقة ان السودانيين استغربوا من تصريحات وان يتحدث بلسان وقلبه في مكان ..وللأسف ان مثل هذه التصريحات لا تنطلي لا على الداخل ولا على الخارج لأن كل دولة لديها من المؤسسات ما تعرف الصادق من الكاذب ولم قال ذلك اصلا… وعلى الرئيس البشير ليحترم شعبه ونفسه ويكون متوازنا في تصريحاته فإن حبل الكذب قصير

  6. للعلم والمتابعة
    منقول حرفيا من الزميلة التغيير
    الجزء الاول
    ? رئيسية
    ? حوارات
    ? زعيم”السائحون”: اطلعت على كراسات كتبها فقهاء تجيز التعذيب
    زعيم”السائحون”: اطلعت على كراسات كتبها فقهاء تجيز التعذيب
    نشرت يوم 15 مارس 2015
    فتح العليم عبد الحي
    حاورته في القاهرة: رشا عوض
    فتح العليم عبد الحي :
    *الجلد والمبيت في المقابر وأكل الشطة الحارة عقوبات تنظيمية
    *لم نقاتل في الجنوب لفرض برنامج إسلامي
    *مجموعة نيفاشا متهمة من الإسلاميين بالخيانة
    كانت العبارة الموجودة على يمين الصفحة الرسمية لمجموعة “سائحون” على الفيس بوك: “عودة رجال صيف العبور لتصحيح المسار وسحق الفساد” هي مدخل”التغيير الإلكترونية” للحوار مع قائد هذه المجموعة، فتح العليم عبد الحي عبد الله، الأمين العام ل”مبادرة الإصلاح والنهضة” التي انشقت عن حزب المؤتمر الوطني،ركزنا في حوارنا على نوع ومدى “الإصلاح ” الذي تسعى إليه هذه الجماعة، وقبل ذلك مدى مصداقيته والشكوك التي تحوم حوله… فإلى الجزء الأول من الحوار

    في صفحتكم الرسمية على الفيس بوك تنادون بعودة”رجال صيف العبور” أليس معكم نساء؟
    يوجد نساء ولكن لسن كثيرات
    لماذا؟
    لأن المؤسسين كانوا من الرجال المقاتلين، الجلسات الأولى حضرتها واحدة من المجاهدات القديمات كرمزية، وهي معاقة وزوجها شهيد.
    صيف العبور يذكر بتلك الأيام التي دافعتم فيها عن الإنقاذ بالحديد والنار فهل سوف تصححون المسار في اتجاه تلك النسخة المتشددة؟
    هذه العبارة لا تعبر عن توجهنا الرسمي، فقد عقدنا جلسات كثيرة وورش مراجعات فكرية وعلى ضوئها صغنا ملفين: ملف خاص بالسودان، وآخر بالحركة الإسلامية.
    الملف الخاص بالسودان قائم على أساس ان “تجربة الإنقاذ” بها إشكالات كثيرة وبها أخطاء وخطايا من المفترض تجاوزها،
    مقاطعة: ما هي أهم هذه الأخطاء والخطايا ؟
    أهمها الوصول للسلطة عبر الانقلاب، والثانية الانفراد بصياغة التعاقد السياسي والاجتماعي للسودان، الذي من المفترض ان تشارك فيه كل المكونات السياسية والإثنية والآيدولوجية، ويجب ان يقوم هذا التعاقد على الحرية والمواطنة والتداول السلمي للسلطة والاختيار الحر من الشعب السوداني للبرنامج الذي يريد، سواء اختار البرنامج الاسلامي في اي نسخة من نسخه، او البرنامج العلماني، فليس صحيحا ما يشاع عن “سائحون” من أنها تريد انتاج نسخة متشددة من الإنقاذ، قد تكون هناك مجموعات داخلها لم تتضح لها الرؤية، ولكن نحن لدينا وثائق تشتمل على محاور محددة(فكري، ثقافي، اجتماعي،سياسي،اقتصادي، عدلي، ومحور علاقات خارجية).
    رأيت في بروفايل الصفحة الرسمية ل”سائحون” على الفيس بوك صورة ل”مجاهدين” في زي القتال أليس هذا مؤشر لأن قاعدتكم الجماهيرية يغلب عليها “المجاهدون” الا يعزز ذلك الشكوك بأن”سائحون” تطرح نسخة متشددة من الانقاذ؟
    ليس كل “السائحون” مجاهدون بمعنى مقاتلين، فهناك من لم يشارك في القتال، عندما دعونا الناس لحضور الجلسات الاولى للمؤتمرات في الخرطوم وغيرها من المدن، كان هناك نقاش حول معنى كلمة” مجاهد” وأنها لا تعني مقاتل، فالمعنى القرآني للكلمة واسع ولا يقتصر على القتال المباشر، وتساءلنا هل نستبعد كل من لم يشارك في المعارك، فكان الرأي الغالب هو ان في الحركة الإسلامية أناس مؤتمنون لم يشاركوا في القتال، واتفقنا ان نقبل في صفوفنا كل شخص موثوق(غير تابع للحكومة أو مدسوس من الأمن) وان لم يشارك في القتال، مثلا رئيس اللجنة التي أسست”السائحون” في بورسودان لم يضرب طلقة واحدة، وقد اعتذر عن قبول الرئاسة لهذا السبب، فأقنعناه أن الجهاد بالمعنى القرآني الواسع ليس قتالا، وأنا شخصيا لست مقاتلا من الدرجة الاولى، فأنا كادر فكري.
    مقاطعة: ألم تحمل سلاحا وتذهب إلى الجنوب؟
    نعم حملت سلاحا ولكنني لست مجاهدا من الدرجة الاولى ، فلم أشارك في المعارك بشكل مباشر.
    لكن أليس الاسم نفسه”سائحون” هو اسم كتيبة من كتائب الدفاع الشعبي؟
    عدد الموجودين من أفراد هذه الكتيبة على قيد الحياة لا يتجاوز خمسة عشر او عشرين فردا وأنا شخصيا لست جزءا منها،
    مقاطعة: هل سبب الإصرار على هذا الاسم هو انه يشكل رمزية في اوساط قواعد الإسلاميين وسوف يضفي عليكم مشروعية سياسية؟
    على العكس تماما نحن غير متمسكين به، وحرصنا على ان نقنع وسائل الإعلام بأن اسمنا الرسمي هو “مبادرة الإصلاح والنهضة” ولكن الصحفيين يصرون ان الاسم المشهور هو”سائحون”
    هل هذا الاسم عبء عليكم؟
    نعم هو عبء لأن له ظلاله التي تجعلنا نحتاج لتوضيحات باستمرار
    هل من ضمن ما راجعتموه “صيف العبور” نفسه كيف تنظرون إليه الآن؟
    تقصدين القتال نفسه
    اقصد انكم كنتم تقاتلون مواطنين سودانيين لفرض برنامجكم “الإسلامي” هل راجعتم ذلك؟
    نحن لم نكن نقاتل لفرض برنامج إسلامي، فكرتنا في ذلك الوقت(سواء كانت صحيحة أم خاطئة) هي ان الطرف الذي كان يقاتلنا جزء من مخطط عالمي لفرض دولة علمانية على السودان، وان جون قرنق هو أداة غربية لتنفيذ ذلك في المنطقة، فقاتلناه باعتباره يريد استئصال الإسلام من جذوره، خصوصا انه كان يذكر الناس بتجارب الأندلس وزنجبار وغيرها، فالقتال كان ينطلق من هذه الفكرة، فكرة ان الطرف الاخر هو من يريد الاعتداء على ديننا وعقيدتنا تنفيذا لمخطط امريكي اسرائيلي.
    معنى ذلك انكم كنتم تعتبرون من يطالب بدولة علمانية محاربا للإسلام من حيث هو؟
    نعم، وكنا نسترجع تجارب مثل تجربة كمال أتاتورك، وتجربة طرد المسلمين من الاندلس وتجربة زنجبار وهكذا
    مقاطعة: قاتلتم جون قرنق والمسوغ أنه يريد استئصال الإسلام ما هو المسوغ لاستئصال حكومة الصادق المهدي بانقلاب عسكري وهو صاحب مرجعية إسلامية؟
    المسوغ الذي كان مطروحا آنذاك( وهو غير صحيح من وجهة نظرنا الآن) هو ان الجيش قدم مذكرة يقف وراءها علمانيون مدعومون من الغرب، وان الصادق المهدي ضعيف وسوف تفرض عليه هذه الأجندة وسوف يضحي بالإسلاميين. فمذكرة الجيش هي التي جعلت مجلس شورى الحركة الإسلامية يتخذ ما اتخذه من قرارات.
    قلت أنكم حاربتم جون قرنق لأنه يريد أن يفرض على السودان “دولة علمانية”، ولكن مفردة “علمانية” هذه وجدت طريقها لأول مرة إلى أدبيات السياسة السودانية الرسمية في “إعلان مباديء الإيقاد” الذي وقعته حكومة الإنقاذ بقيادة الإسلاميين عام 1997 فلماذا لم نسمع منكم ان الانقاذ تراجعت عن الإسلام أين كان”السائحون” حينها؟
    حدث نقاش وحدثت ضجة كبيرة حول ذلك وثارت إشكالات في اوساط العضوية، وفي التنويرات الرسمية قيل ان تلك كانت أجندة للنقاش وليس بالضرورة ان تقبلها الحكومة، وان هناك خيارات اما ان ننجح في دولة لكل السودانيين او ينفصل الجنوب بدولته.
    عندما كنت تذهب الى الجنوب ضمن كتائب الدفاع الشعبي ما هي الدوافع الذاتية التي كانت تدفعك إلى هناك؟
    واحدة من المبررات ان قوات جون قرنق والفصائل المعارضة المتحالفة معه كانوا يعتدون على الخلاوى كما حدث في شرق السودان والتعدي على المساجد وفي هذا السياق فهمنا ان المستهدف الدين وليس البشير، ففي جنوب طوكر تم الاعتداء على المساجد وقتل الأئمة، صحيح ان بعض فصائل المعارضة قالوا انهم لم يقوموا بتصفيتهم وان من صفَّاهم هو اسياس أفورقي. دخلنا بعض المساجد ووجدناها تحولت الى اسطبلات، وشخصيا دخلت الى مسجد قرورة ووجدت المصاحف ملقاة في القاذورات.
    هناك من يتهم الحكومة بأنها هي من فعلت ذلك كجزء من الدعاية الحربية التي كان يبثها برنامج ساحات الفداء
    نحن دخلنا جنوب طوكر بانفسنا ولم يحدثنا احد
    عندما دعا الصليب الأحمر لعملية تبادل الأسرى بعد انتهاء الحرب في الجنوب لماذا لم تسلم الحكومة السودانية أسيرا واحدا بينما سلم جون قرنق عددا كبيرا من الأسرى؟
    الرأي الذي كان سائدا وسط الإسلاميين (وانا لا اتبناه) هو جواز قتل الأسرى، لان القرآن حدد خيارات: القتل او الفداء او العفو، وحتى الآن مازال هذا الرأي سائدا.
    وهل هذا ما افشل وساطتكم لإطلاق أسرى الحركة الشعبية مؤخرا؟
    في اطار وساطتنا الأخيرة في تبادل الأسرى بين الحكومة والحركة الشعبية دارت نقاشات مع اسلاميين في الحكومة، وقالوا لنا إذا كان لديكم اجتهاد جديد بعدم قتل الأسرى فهذا رأيكم، لكن اجتهادنا نحن أن الأسرى يمكن قتلهم، فقلنا لهم ان قتل الأسرى كان جائزا في زمن ما من باب المعاملة بالمثل، ولكن في القرآن حد أدنى وحد أعلى، فإذا ترقت البشرية ووصلت الى قناعة بعدم قتل الأسرى فهذا يعني أنها وصلت الى السقف الأعلى الذي يريده القرآن وعلينا ان نرقى إليه، فالاقرب الى مقاصد القرآن الآن هو عدم قتل الأسرى.
    من هم الإسلاميون الذين قالوا لكم ذلك؟
    بعض الفقهاء في الحكومة
    هل يمكن ان تذكر لي اسماءهم بالتحديد؟
    ضاحكا (لا ، خليهم)
    (أخليها مستورة)؟
    (ايوة خليها)، جلس معي فقيه احضرته الأمانة السياسية للمؤتمر الوطني لمناقشتي في موضوع الأسرى وطرحت عليه رأيي فقال لي هذا رأيك أنت وإذا كان هناك شخص يعتقد ان الأسرى يجب ان يقتلوا ليس من حقك ان تعيبه، وقال لي انه هو شخصيا يعتقد ان مقاصد الشريعة تقتضي ان نعفو عنهم،وهناك من يعتقد ان هذه تقديرات متروكة للحاكم المسلم.
    عندما كانت الإنقاذ في بداية عهدها وعلى أيام “الجهاد” هل كانت تدور نقاشات أخلاقية حول معاملة الأسرى؟
    في ذلك الوقت لم يكن الانقاذيون يعتقدون ان قتل الأسرى غير جائز أخلاقيا، فما دام القرآن اعطى خيارات من ضمنها القتل فيمكن قتلهم لانهم مقاتلين وليسوا مواطنين عاديين
    هل كان البعد العرقي في حرب الجنوب حاضرا في تحريض المقاتلين؟
    لم يكن حاضرا بصورة كبيرة، كان لدى البعض مثل هذا البعد ولكنه كان مستهجنا.
    ولكن الدعاية الحربية عبر برنامج ساحات الفداء والقصائد ذات الاشارات العنصرية(جبنة في المتمة ما بتوافي شروطا) وتصوير جون قرنق بقرون وانياب الم يكن دليلا على البعد العرقي في الحرب
    ضاحكا: (دا شغل تعبوي بس)
    ألم يكن بين الاسلاميين في ذلك الوقت من انتقد هذه الممارسات باعتبارها تمزيق للوطن؟
    لم يكن هناك رأي كهذا، إلا لدى افراد محدودين، مثل المحبوب عبد السلام مثلا، ففي ذلك الوقت لم يكن مسموحا مطلقا بالكلام في “الجهاد والمجاهدين” واي كلام من هذا النوع يجلب لقائله الاتهام بالنفاق.
    الحركة الإسلامية أرسلت المجاهدين إلى الجنوب ليقاتلوا هناك من أجل ان تكون “كلمة الله” هي العليا في ذاك الجزء من السودان وفي سبيل ذلك “استشهد” الآلاف، ولكن الجنوب انفصل الآن ففيما”الجهاد والاستشهاد” هل قاتلتم من اجل قيام دولة علمانية في الجنوب؟
    لقد تمت انتقادات حادة لمجموعة نيفاشا، لهذه الأسباب، وهناك من يتهمهم بأن لهم صلات بجهات غربية وبأنهم خانوا المشروع والتجربة
    معنى كلامك هذا ان الإسلاميين يرفضون الانفصال، وفي نفس الوقت يرفضون الدولة “العلمانية” التي يراها الجنوب طريقا للمساواة فما هو تصورهم لتوحيد البلاد هل هو الاكراه على قبول البرنامج الاسلامي؟
    نعم، في ذلك الوقت، لأن الإسلاميين جاؤوا إلى السلطة بالقوة ولم يشاورا أحدا، وكانوا ينظرون إلى الدولة كوسيلة لتمكين الدين فكانت متضخمة في أذهانهم خلافا لمدرسة محمد عبده التي تعول على التغيير الثقافي والاجتماعي.
    ايام الانقاذ الاولى الم تسمعوا عن التعذيب وبيوت الاشباح وان هناك من ماتوا تحت التعذيب ماذا كان الموقف الاخلاقي لعضوية التنظيم التي استقطبت على اساس ان هذا المشروع ديني؟
    كان هناك تبريران: الاول ان كل هذا تهويل من المعارضة
    والثاني ان هناك تجاوزات حدثت لان ليس كل النظام من الإسلاميين، ففي جهاز الامن بعض منسوبي امن نميري من الانظمة السابقة
    وقد كنا كاصلاحيين نتتبع التجاوزات واكتشفنا ان الامر ليس مجرد تجاوزات وان هناك فتوى بجواز التعذيب وكان يتم الاستدلال بقصة المرأة التي ارسلها حاطب بن ابي بلتعة ويقولون ان الامام علي هددها اما ان تكشف عن شعرها واما ان يقوم بضربها وهناك فقهاء لديهم قناعة بجواز التعذيب وانهم لو كانت لديهم معلومات ان شخصا ما يهدد الامن القومي يمكن ان يعذب.
    انا اطلعت على كراسات كتبها فقهاء تجيز التعذيب
    هل صحيح ان هناك جلد للعضوية في التنظيم الإسلامي؟
    نعم في المؤسسات الطلابية يعاقب العضو المخالف بالجلد ، وهذه منقولة من ادبيات الاخوان المسلمين المصريين، ومن ضمن العقوبات كذلك أكل الشطة الحارة والمبيت في المقابر.
    من الذي يتولى يصدر احكام الجلد وينفذها؟
    الأمير المعني في المدرسة او الجامعة او الحي
    وما هي الحكمة من المبيت في المقابر؟
    الحكمة منه تذكر الدار الاخرة
    هل أنت شخصيا مارست هذه العقوبات؟
    انا عاقبت ناس بالحلاقة صلعة وبأكل الشطة الحارة ولكنني لم أجلد
    هناك اسراف في عقوبة الجلد في قوانين الاسلاميين هل لانكم معتادون على الجلد في تنظيمكم؟
    الان هناك مراجعات، مثلا لدى المؤتمر الشعبي هذه الجلد ليس مقبولا ، التجربة الماضية كانت متأثرة بتجربة الاخوان المسلمين المصريين، فالعقوبات التربوية كانت جزء من نظام البنا للكتائب، الجيل الحالي من الإسلاميين اكثر حداثة.
    ألم يظهر تمرد او استنكار لمثل هذه العقوبات من قبل شباب الإسلاميين؟
    كانوا يجلدون ويقبلون بذلك باعتباره جزء من الدين.
    نواصل …..
    ** الجزء الثاني

    حاورته في القاهرة: رشا عوض
    فتح العليم عبد الحي في الجزء الثاني من حواره مع”التغيير الإلكترونية”:
    *على الإسلاميين إدانة الترابي في موقفه من اغتيال الأستاذ محمود
    *أخوان الرئيس لو اشتروا قميص (ما بنخلٍّيهم)
    * الخوف هو الحاسم في التعامل مع قوش وود إبراهيم
    هل ما زال دور الدولة في تمكين الدين متضخما لدى الإسلاميين؟
    الآن حصلت مراجعات ، فنحن نعتقد ان حركات الإسلام السياسي التي تعول على الدولة في التغيير وتعتبر السياسة اهم منشط منحرفة عن الفكر الإصلاحي ونعتبرها انتكاسة في فكر الإصلاح، فحسن البنا تراجع تراجعا كبيرا عن فكر محمد عبده، وسيد قطب تراجع بشكل أكبر عن البنا وهكذا، نحن الآن نتحدث عن ضرورة تهميش الدولة في تفكير الإسلاميين. وان تحتل مكانها الطبيعي كمجرد صاحبة وظائف إدارية محددة، ليس من بينها الإصلاح والتغيير، فهذه وظائف مجتمعية، يقوم بها الجامع او المدرسة او الإعلام أو المؤسسات الدعوية أو الثقافية، فالخلل الرئيسي في فكر الإسلاميين هو تضخم الدولة.
    معنى ذلك انكم ستتجهون للعمل في اوساط المجتمع عبر مؤسسات ثقافية ودعوية فقط؟
    نعم
    وما هو محتوى الرسالة التي سوف تسعون لترسيخها في المجتمع فيما يتعلق بالدولة؟
    الدولة جملة وتفصيلا هي اجتهاد بشري، برامجها وتدابيرها وتقديراتها ونظمها، تجربة بشرية سواء كان على مدرسة الترابي أو حسن البنا او محمد عبده أو غيرهم.
    الأمر الثاني هو ان الدولة لا يجب أن تتحيز لدين من الأديان وتحتفظ بمسافة من كل الأديان، وتجتهد في أن توفر إطارا لكل المجموعات الموجودة داخلها بحيث تعبر كل مجموعة عن قناعاتها الدينية دون ان تنحاز الدولة لطرف من الأطراف.
    ولكنني اعتقد كذلك ان الدين سوف يؤثر في الدولة لان الخلفيات الثقافية لها تأثيراتها ، فلا يمكن فصل الدين عن الدولة مطلقا، يمكن ان نتحدث عن تمييز في الوظائف. فهناك وظائف دينية محلها الوحي ووظائف دنيوية محلها الاجتهاد والعقل البشري.
    أليس هذا هو عين الدولة العلمانية؟
    لا احب استخدام مفردة علمانية لان هذا المصطلح له ظلاله، والعلمانية نسخ كثيرة، فيمكن ان تثير تساؤلات: اي نوع من العلمانية؟ الفرنسية ام التركية أم البريطانية؟ فأنا أقبل هذه المضامين وكما قال محمد عابد الجابري يمكن ان نتحدث عن العقلانية بدلا من العلمانية.
    العلمانيون السودانيون يطرحون العلمانية بنفس المضامين التي ذكرتها ولكن درج الإسلاميون على اتهامهم بالكفر والترويج للاباحية والخمور فما الذي يضمن عدم استخدامكم لمثل هذه الدعاية ضد منافسيكم العلمانيين في المستقبل؟
    نحن نعتقد ان التيارات العلمانية المعتدلة أو تيارات “العلمانية الجزئية” أقرب للمدرسة الإسلامية التجديدية الحديثة من السلفيين. وسوف يكون سجالنا السياسي معها بمنطق العقل، واختلافنا في البرامج سيكون اختلاف تقديرات حول مدى ما يحققه كل برنامج للصالح العام، ولن نناقش ذلك من منطلق ديني.
    إلى أي مدى هذا الخطاب التجديدي متجذر في قواعدكم؟
    لا أستطيع القول بأنه متجذر في كل القواعد، فقواعدنا فيها تيارات واعية ومستنيرة، وتيارات سلفية متشددة واخرى محافظة، ولكن هناك جهود مبذولة: منتديات وحلقات نقاش وأوراق تفكك المفاهيم نفسها ، وهناك تحولات كبيرة حدثت، وهناك مجموعات ما زالت متخندقة في المواقف القديمة.
    تجربة الإسلاميين في السودان أثبتت ان لهم خطاب فكري متقدم عندما يكونوا خارج السلطة ولكنهم يتخلون عنه حال صعودهم للحكم، مثلا، الترابي له موقف فكري ضد حكم الردة ولكنه لم ينتصر لهذا الموقف وهو في السلطة حيث تضمن القانون الجنائي في المادة 126 (إعدام المرتد)؟
    هذا القانون أجازته مؤسسات لم تأخذ برأي الترابي، وجود اي شخص في الحكم لا يسمح له بتمرير كل اجتهاداته فهناك أجهزة ومؤسسات يمكن ان لا تأخذ برأيه
    هذا القانون أجيز عام 1991 فهل في ذلك الوقت كان هناك من يجرؤ على معارضة الترابي؟
    في ذلك الوقت كان الترابي متنفذا، ولكن هذا لا ينفي وجود مؤسسات لها رأي. وكان هناك من يقول للترابي احتفظ بآرائك هذه كاجتهاد شخصي حتى لا تسبب لنا مشاكل.
    ولماذا صمت الترابي عن محاكمة الاستاذ محمود محمد طه وإعدامه بسبب الردة ؟
    أنا أعيب على الترابي هذا الموقف بأكثر ما أعيب عليه موضوع مادة الردة في القانون الجنائي، لأنه يمكن ان يقول القانون أجازته مؤسسات، ولكنه كمفكر كان يجب ان يقف بوضوح ضد اغتيال الاستاذ محمود، ولكن الترابي تلجلج في هذه القضية، وقد حاولت ان أبحث له عن مخرج ولكنني لم أجد، هذه من الخطايا التي يجب ان ندين فيها الترابي بوضوح ومباشرة واستقامة حتى نكون صادقين مع أنفسنا،
    كذلك أعيب عليه موقفه في حل الحزب الشيوعي، فإذا قام فرد في الحزب الشيوعي بسب السيدة عائشة فهذا يحسب عليه وليس على المؤسسة، وقد اصدر الحزب الشيوعي بيانا قال فيه ان ذلك الفرد لا يمثله ، ولكن الترابي في اطار الحرب الآيدولوجية ضد الآخرين جاء بمبررات قانونية لحل الحزب الشيوعي.
    قرأت على صفحتك الشخصية على الفيس بوك ابياتا من قصيدة فضيلي جماع التي يقول فيها:
    يا محمود نكاد نراك
    يا حلاج القرن العشرين
    ما زال تنابلة السلطان
    وطابور العلماء الزيف حضورا
    هل انت متفق مع فضيلي جماع في ان من اعدموا الاستاذ محمود هم “طابور العلماء الزيف”؟
    متفق تماما، ودائما اقول في ندواتي ان من خطايا الإسلاميين التي يجب ان يعتذروا عنها بلا مواربة الموقف من الاستاذ محمود رحمه الله واحسن اليه.
    اعتقد ان مساهمة الاستاذ محمود في تطوير التشريع متقدمة بغض النظر عن الخلفيات العرفانية، ففكرة ان في الشريعة مستوى ثابت ومستوى متغير متقدمة جدا ويمكن تطبيقها بطريقة عبد الله النعيم
    هل انت متفق مع عبد الله النعيم؟
    متفق معه تماما
    لكن عبد الله النعيم يدعو لعلمانية الدولة؟
    انا لا استخدم هذا المصطلح ولكنني اتفق معه في المضامين
    عندما زار رجب طيب اردوغان مصر اوصى الاخوان هناك بعدم معاداة العلمانية حفاظا على الوحدة الوطنية وقال ان تبني العلمانية لا يتعارض مع كون الشخص مسلما متدينا فلماذا يخاف الاسلاميون من هذه المفردة؟
    رجب طيب اردوغان لم يؤسس لذلك معرفيا، قالها كسياسة، الاتراك ليس لديهم تأسيس نظري، وعبد الله النعيم غير محتاج لهذا المصطلح لماذا الإصرار عليه، الجابري قال لنترك العلمانية ونتحدث عن العقلانية، وكمال الجزولي كتب مقالة بعنوان “علمانيون لا عقلانيون نعم”، في مساجلة مع محمد محجوب هارون ، يمكننا ان نعبر عن هذه المضامين دون الحاجة لهذا المصطلح.
    أليس سبب التهرب من هذه المفردة هو ماقمتم به انتم من ارهاب فكري وتعبئة سالبة ضدها؟
    بالعكس انا افتكر ان الذي يصر على هذا الموقف فقط يريد تمييز نفسه من الاسلاميين وهذا موقف سياسي وليس فكريا
    إذا أصرت مجموعة من الإسلاميين على كتابة دستور اسلامي وعلى اقامة دولة اسلامية ماذا سيكون موقفكم؟
    اسلامي بمعنى ماذا؟ انا اعتقد ان الدولة اجتهاد بشري والدستور يكتبه بشر،
    وقد دار نقاش بيني وبين لجنة الدستور الاسلامي فقد التقيت صديق علي البشير ، قال ان هذا الدستور الاسلامي لا يتم فيه استفتاء لانه كلام الله، فقلت له انتم جلستم في مكتبكم في الرياض واستغرقتم شهرا كاملا تتجادلون وتضيفون وتحذفون وهذا يدل على ان الامر اجتهاد بشري وليس كلام الله هذا كلامكم انتم واجتهادكم انتم وخلاصة تفكيركم وكما قال الامام علي القرآن لا يتكلم وانما يتكلم به الرجال.
    اذا كنت عضوا في مؤسسة تشريعية وطرح دستور اسلامي هل يمكن ان تصوت ضده؟
    يمكن ان أصوت ضده اذا لم اتفق مع المضمون ، هذه التسميات لا معنى لها، وعندما وضعت معايير للدولة الراشدة حسب قيم الاسلام جاء السودان في ذيل القائمة وفي صدارتها دول اوروبية.
    سنة 1995 خرج الطلاب في مظاهرات، وكان الطلاب الاسلاميون يهتفون (الله مولانا ولا مولى لهم، شهداءنا في الجنة وقتلاهم في النار) فقلت لهم انتم لستم في بدر الكبرى وهؤلاء طلاب زملاؤكم وليسوا كفارا، قال لي احد الطلاب هؤلاء لديهم موقف من الدين فقلت له هؤلاء لهم موقف منا نحن كاسلاميين وليس من الدين.
    وصف اي شيء بانه اسلامي يسبب اشكالات، فعندما اقول هذا اقتصاد اسلامي مثلا، يمكن ان يعتقد البعض ان كل ما فيه من تفصيلات منزلة في القرآن، قد يكون الاطار العام هو القرآن ولكن التفصيلات كتبها بشر، فالافضل ان ننسب الدولة والدستور والاقتصاد للمسلمين وليس للاسلام.
    هناك اتهام يوجه ل”سائحون” انهم شباب يعتقدون انهم بحكم ماقدموا للانقاذ من تضحيات وخدمات جليلة آن الأوان ان يستلموا المناصب العليا في الدولة وعندما لم يسمح لهم الجيل السابق بذلك اخذوا يتحدثون عن الفساد وضرورة الاصلاح، مع أن الفساد كان ملازما للانقاذ منذ مجيئها ..طريق الانقاذ الغربي والأثرياء الجدد وبناء العمارات بشكل فجائي والسيارات ظهرت شواهده مبكرا فلماذا لم نسمع احتجاجات عليه؟
    كانت هناك احتجاجات ومنابر منذ عام 1992 كنا نتكلم والتنظيم اعتبرنا متفلتين واحيانا يقولون لنا ليست لديكم معلومات دقيقة ،انا كنت اتحدث في المسجد،
    احيانا يصفوننا بالتفلت واحيانا الامن يجري تنويرات
    ولكن كان هناك افراد فقط ينتقدون الفساد وهناك مساجد ائمتها محسوبون على الحركة الاسلامية تنتقد الفساد ويختار الناس الصلاة في هذه المساجد بالذات لجرأتها في الحديث عن الفساد، ولكن صحيح ان هذا الصوت لم يكن الصوت الغالب.
    ليس فقط لم يكن غالبا بل لم يكن مسموعا الا في اوساطكم أليس كذلك؟
    نعم، ولكن مجموعتنا هذه تواثقت على ان لا يتولى اي واحد منها منصبا في الدولة او في الحركة الإسلامية، انا الامين العام ل”سائحون” مدرس وسأسلمها مدرس، وانا (ماشي بالمواصلات وما عندي عربية) وسأسلمها وأنا(ماشي بالمواصلات)
    وتعاهدنا حتى لو قامت تسوية سياسية ان لا يتولى احد منا منصبا.
    يقال ان ما نشر من قضايا فساد الاقطان وسودانير وخط هيثرو مجرد رأس جبل الجليد وان الفساد الانقاذي يفوق ذلك بكثير اليس من واجبكم تمليك الشعب السوداني معلومات كاملة عن الفساد؟
    في صفحتنا على الفيس بوك كثير من المعلومات والملفات التي نشر كثير منها
    البعض يراها غير كافية!
    عندما لا تكون لديك معلومات تتفادى النشر تفاديا للمشاكل،
    انا اسمع ان اخوان الرئيس فاسدون ولكن ليست لدي بينة على ذلك، والكلام الذي لا توجد عليه وثيقة يسبب اشكالا قانونيا مع الأجهزة الرسمية، لذلك نتحدث بصفة عامة دون تحديد أشخاص بعينهم.
    هناك قرائن احوال، اخوان الرئيس مثلا قبل ان يصبح الرئيس رئيسا كانوا فقراء والرئيس نفسه كان فقيرا.. لذلك من حق الشعب ان يتساءل كم تبلغ ثروة البشير الان؟ وكم تبلغ ثروة اخوانه؟ وماهي ممتلكات وعقارات وأرصدة كل قيادات الانقاذ اليست هذه المعلومات متاحة لكم انتم كاسلاميين لماذا لا تملكونها للشعب السوداني بالتفصيل؟
    يمكنني ان اصل الى نتيجة ان فلان هذا فاسد، ولكن المشكلة ان القانون بليد وحرفي يطالبك بان تأتي بالاثبات.
    هذه قوانين الانقاذ ولكن السؤال حول مصادر ثروات المسؤولين مشروع في النظم الديمقراطية اليس كذلك؟
    كأنك غير متابعة لصفحتنا على الفيس بوك، (ضاحكا) اخوان الرئيس لو اشتروا قميص ما بخلوهم،
    على كل حال نحن نعمل على الاصلاح العام في البلد واصلاح المؤسسة العدلية حتى إذا حدثت تسوية انتقالية تكون المحاسبة ممكنة، بدون إصلاحات هيكلية لا يمكن مواجهة الفساد وسوف يكون التركيز فقط على قضايا جزئية.
    هل وصول بعض ملفات الفساد إلى الإعلام نتيجة للصراعات الداخلية في الحركة الاسلامية؟
    عدد من ملفات الفساد التي خرجت صراع مجموعات وليس الهدف منه الحقيقة لوجه الحقيقة (ما لوجه الله تعالى) وداخل الحركة الاسلامية هناك من يحتفظ بوثائق متعلقة بالفساد للضرورة، اذا احتاج لها في الصراع يخرجها، فكل طرف يدخر المعلومات والوثائق ضد الآخر.

    برأيك، لماذا لم يحاكم ود ابراهيم وصلاح قوش على الانقلاب بذات القسوة التي حوكم بها “ضباط رمضان” وكان يمكن ان يحاكم بها أي شخص من خارج الإسلاميين؟
    من قاموا بمحاولة انقلاب رمضان فعلوا ذلك عندما كانت الدولة بقوتها، ولكن الآن الأمور اختلفت،
    ود ابراهيم يقف وراءه اناس في الجيش ، اذا قتل سوف يؤلب المؤسسة العسكرية ، وكذلك صلاح قوش الذي قضى في جهاز الأمن فترة طويلة ولديه معلومات ويمكن ان يؤذي الحكومة
    مقاطعة: يعني ما حاكموهم لأنهم (خائفين منهم)
    نعم، العامل الحاسم هو الخوف، ود ابراهيم عندما يدعو لافطار يحضروه اربعة أو خمسة الاف!
    ما هي التيارات الرئيسية المتصارعة داخل المؤتمر الوطني الآن ومدى قوة كل تيار؟
    علي عثمان محمد طه له تيار، ونافع علي نافع له تيار، وكان كل منهما يحاول كسب الرئيس لطرفه، أما الان فمركز القوة الوحيد في النظام هو الرئيس ولا سيما بعد التعديلات الاخيرة.
    من اهم الشخصيات مع علي عثمان؟
    اسامة عبدالله وصلاح قوش
    ومع نافع؟
    معه كثير من ضباط الأمن
    أين تقف سائحون من هذه المراكز؟
    كلها انتجت الوضع الذي ندعو لاصلاحه
    وما شكل علاقتكم بالاصلاح الان؟
    علاقتنا معهم جيدة وكنا مختلفين معهم عندما كانوا داخل المؤتمر الوطني، وقلنا لهم هذا الحزب لا يمكن اصلاحه من الداخل.
    مما يؤخذ على الاسلاميين ان ثقافة الاعتذار غير موجودة عندهم رغم كل ما تسببوا فيه للسودان من انفصال الجنوب وأزمة دارفور وتبديد الموارد بالفساد.. لم نسمع من غازي او سائحون او الترابي اعتذارا يوازي التخريب الذي حدث؟
    كل المجموعات قالت كلامها بوضوح في التجربة
    كأنما هي تعتذر للمشروع الاسلامي وللتجربة وللحلم الايدولوجي وليس للشعب السوداني المتضرر! كأنهم متحسرون على ضياع أحلامهم اكثر من تحسرهم على ضياع الوطن!
    المجموعات الموجودة السائحون والاصلاح الان ومجموعة بروفسور الطيب زين العابدين اغلبها تركز على الشأن السوداني اكثر من الشأن الاسلامي.
    نحن كتبنا وثيقتين، الوثيقة التي تتكلم عن السودان 20 صفحة والوثيقة التي تتكلم عن الحركة الاسلامية 4 صفحات وحتى من ناحية الفاعلية، الوثيقة التي تحركنا فيها كثيرا وعملنا فيها برامج هي المتعلقة بالشأن السوداني ونعتبر معالجة قضايا السودان والوصول لتسوية سياسية وترتيبات انتقالية تفضي لحكومة ديمقراطية وتعاقد جديد اولى من العمل في قضايا الحركة الاسلامية ونعتبر ذلك محاولة لاصلاح الخطأ وان نعيد للشعب السوداني حقه الذي سلبناه منه،
    انا شخصيا في الانتخابات الماضية قلت انني سأصوت للصادق المهدي لانه آخر رئيس وزراء شرعي منتخب ويجب ان ارجع له حقه كتكفير عن الخطأ، صحيح التاريخ لن يعود، ولكن كتعبير رمزي لو نزل مع الصادق عمر ابن الخطاب ساصوت للصادق.

  7. “فقلنا لهم ان قتل الأسرى كان جائزا في زمن ما من باب المعاملة بالمثل، ولكن في القرآن حد أدنى وحد أعلى، فإذا ترقت البشرية ووصلت الى قناعة بعدم قتل الأسرى فهذا يعني أنها وصلت الى السقف الأعلى الذي يريده القرآن وعلينا ان نرقى إليه، فالاقرب الى مقاصد القرآن الآن هو عدم قتل الأسرى” أ.هـ. يبدو أنهم سيصبحون جمهوريين قريباً!!…. رحم الله الأستاذمحمود محمد طه!!

  8. الموضوع ليس مجرد تلاعب بالكلمات والتصريحات
    انها ثوابت وان النظام الحاكم في السودان سليل لتنظيم الاخوان العالمي بل هو الفصيل الاخواني الذي على سدة الحكم في الدول العربية والافريقية
    عبثا هي محاولات نفي حقيقة انتماء النظام الحاكم في السودان لتنظيم الاخوان المسلمين
    ويطلق عليهم في السودان الكيزان

  9. الجمهور – في فوضى ما بعد الربيع العربي في الشرق الأوسط، تقوم الإمارات العربية المتحدة بفرد عضلات قوتها العسكرية، عبر جيش من المرتزقة واسطول ضخم لم تسمع عنه. وما كانت ذات مرة أمة لها وجود محدود على الساحة الدولية، باتت تكتسب اليوم الأسلحة المتطورة، وتؤسس لخدمة عسكرية عالمية، وتوسع أسطولها من الطائرات المقاتلة والمركبات الثقيلة وتستعين بآلاف الجنود المرتزقة من مختلف دول العالم الفقيرة. وقد أثبتت هذه الدولة، أنها على استعداد في كثير الأحيان لاستخدام قوتها العسكرية في جميع أنحاء المنطقة. وجاءت أكبر إشارة إلى هذا في شهر أغسطس، عندما تعاونت الإمارات مع مصر في قصف الجماعات الإسلامية في ليبيا. كما ساهمت الإمارات باثنتي عشرة طائرة خلال الحملة الدولية التي ساعدت الإطاحة بالديكتاتور الليبي، معمر القذافي، عام 2011. وأيضا في نفس العام، ساهمت هذه الدولة بقواتها في القوة متعددة الجنسيات التي سحقت تحركات الشيعة في البحرين، وهي تشارك الآن في عمليات التحالف الدولي العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وجاءت الإمارات في المرتبة 15 من حيث أعلى المنفقين العسكريين في العالم لعام 2013، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. وقد تضاعف الإنفاق العسكري الإماراتي تقريبًا في السنوات العشر الأخيرة. وبعد المملكة العربية السعودية، تتمتع هذه الدولة بثاني أكبر ميزانية دفاع بين دول الخليج الغنية بالنفط، وهي الميزانية التي تبلغ أكثر من 14 مليار دولار. كما إنها على الطريق لتصبح ثالث أكبر مستورد للدفاع في العالم عام 2015. وتعد شبكة المدن الإمارتية، التي تشمل إمارتي دبي وأبو ظبي، القوة العسكرية الصاعدة في الشرق الأوسط الآن. وقد دعمت دولة الإمارات توسعها العسكري بسياسة خارجية سعت إلى وأد انتفاضات الشعوب العربية. فلا مصر، ولا الإمارات، أبلغتا الولايات المتحدة بالضربات الجوية المعادية للثوار في ليبيا. وفي الوقت نفسه، تعمل الولايات المتحدة مع الإمارات باعتبارها حليفا في الحرب ضد داعش. وهي واحدة من خمس دول عربية مساهمة في الجهود العسكرية ضد التنظيم المتشدد، كما تستضيف المقاتلات الاسترالية على أراضيها. ولدى الولايات المتحدة أيضا طائرات في قاعدة الظفرة الجوية، خارج أبو ظبي. وتشارك دولة الإمارات أيضا في جهود المخابرات لمواجهة توسع داعش. وقد دخلت الإمارات ومصر والسعودية والكويت أيضا في محادثات لتشكيل ائتلاف ?لا يهدف إلى التدخل في العراق أو سوريا، ولكن إلى التصرف بشكل منفصل لمعالجة بؤر التوتر الأخرى للمتطرفين”. وقد تكون الإمارات تفكر بطريقة أقرب إلى الوطن أيضا، حيث أثبت الربيع العربي أنه ليس هناك أي قادة في المنطقة في مأمن تماما من الاضطرابات الداخلية، وأثبت أن المناخ السياسي والأمني في الشرق الأوسط من شأنه أن يتغير بطرق لا يستطيع أحد تقريبا التنبؤ بها. وقد استخدمت الإمارات درجة من القمع الداخلي لترسيخ وضعها في هذه المنطقة غير المستقرة، وقامت باعتقال مئات النشطاء الإسلاميين، ونفت الأصوات العلمانية المعارضة، مثل ناشط الربيع العربي، إياد البغدادي. ويرى الحكام المحافظون في البلاد أن الإسلاميين يشكلون تهديدا لنظام الدولة القائم في الشرق الأوسط. وقد تعاقدت الإمارات في وقت سابق العام الماضي مع شركات كولومبية، لتوريد آلاف العناصر المدربة تدريبا عاليا، لمواجهة احتجاجات شعبية مفترضة داخل البلاد. واختارت الدولة 6 آلاف عنصر كدفعة أولى من المجندين السابقين الذين عرفوا بتميزهم لدى الجيش الكولومبي، خاصة الذين خاضوا معارك حرب العصابات في بلادهم ومناطق أخرى. وربما اختارت الإمارات جنودها المرتزقة من كولمبيا خصيصا، لأن عديد عناصرها العسكريين تدربوا على يد خبراء اسرئيليين مشهود لهم بالكفاءة، ولخبرتهم ايضا في عمليات مشابهة ضد الفلسطينيين، وهو ما أشارت إليه صحيفة يدعوت أحرنوت الشهر الماضي. وقالت الصحيفة إن “المرتزقة الذين يشحنون في شكل سري، يشكلون نواة لقوة متخصصة في مواجهة أي احتجاجات شعبية محتملة داخل الإمارات، وأي عمليات إرهابية مفترضة قد تصلها من بعض دول الجوار”. وتخشى الإمارات تعرضها لعمليات انتقامية من جماعات مؤيدة لتنظيم الدولة الإسلامية، بسبب مشاركتها في التحالف الدولي الذي يشن حملة عسكرية ضد التنظيم. وبدأت هذه الدولة بالفعل باتخاذ إجراءات أمنية مشددة داخل البلاد لتجاوز أي محاولة لشن هجمات انتقامية. كان موقع الجمهور نقل في وقت سابق عن حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم قوله إن “تصرفات أبو ظبي على الصعيد الدولي تعد دعوة مفتوحة لاستهداف الإمارات من قبل الإسلاميين المتشددين، خصوصا مدينة دبي المنفتحة على العالم”. وقال إن “أي عملية إرهابية محتملة ضد أبراج دبي، ستقضي على اقتصادنا ومكانتنا العالمية”. وتوقعت مصادر إماراتية مطلعة أن يلجأ آل مكتوم إلى الانفصال عن الإمارات، في حال مواصلة بن زايد سياساته الخارجية التي من شأنها أن تعصف بالبلاد. ورأت أن حاكم دبي “سيحاول النأي بنفسه عن الحروب العلنية والسرية التي يخوضها ولي عهد أبو ظبي ضد الجماعات الإسلامية بالمنطقة العربية”. ونقلت المصدر تساؤلات لآل مكتوم خلال جلسة خاصة عن “مبررات الحرب على جماعات اسلامية ليبية، في الوقت الذي تبعد فيه الإمارات آلاف الأميال عن ليبيا”. – See more at: http://aljomhoor.net/content/10172/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B5%D8%A8%D8%AD-%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%87%D8%A7-%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AA%D8%B2%D9%82%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%B7%D9%88%D9%84-%D8%B6%D8%AE%D9%85-%D9%84%D9%85-%D8%AA%D8%B3%D9%85%D8%B9-%D8%B9%D9%86%D9%87#sthash.H31kp79t.dpuf

  10. الشريعة الاسلامية عند هؤلاء الخنازير واعنى بهم ناس الحركة الاسلاموية السودانية هى التمكين من السلطة والثروة وتخويف وتخوين المعارضين لهم وهؤلاء الاراذل لا يعرفون ان الشريعة قبل ان تكون العقاب والحدود هى الحرية اى الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات والشفافية والمحاسبة والعدل والمساواة وصون وحفظ كرامة الانسان من جميع النواحى آخر ناس يتكلموا عن الشريعة هم هؤلاء الاوغاد !!
    تنظيمهم الانشاه حسن البنا كان مدعوم من المخابرات البريطانية لضرب اللبراليين الوطنيين المصريين الكان بينادوا بالاستقلال والتطور وخلق الفتن الدينية فى مصر وغير مصر ونجحوا فى ذلك اخطر شىء للاسرائيليين والغرب هو توجه الدول العربية والاسلامية للتطور العلمى والسياسى اى الاستقرار والتطور واصلا شعوب هذه الدول مسلمة وموحدة قبل ان يولد حسن البنا وبعد ما مات وضد اسرائيل وغلاة الصليبيين لكن اعداء الاسلام يريدون جماعات ومنظمات تخلق الفتن والخلافات والحروب بين ابناء الاسلام وباسم الاسلام ونجحوا فى ذلك القضاء على هذه الجماعات هو انتصار للاسلام لا شك فى ذلك البتة!!!!!!!!

  11. كاتب المقال لم يربطه بالتفاصيل الدقيقة كما تحدث عن بعض الأشياء وهو يعلم سبق للرئيس البشير في لقاء صحفي اقره فيه بانتماءه لتنظيم الجبهة الاسلامية ( الاخوان ) مذ ان كان طالب بالثانوية ( مدرسة حنتوب ) ثانيا لم يذكر كاتب المقال
    حلقة الربط بين اخوان السودان ومصر والمجموعات الاخرى فحزب المؤتمر الوطنى الي يرأسه البشير استضاف الرئيس السابق مرسى بمنطقة بحري وكذلك زعيم الاخوان عبد الحكيم الليبي الذي يسيطر على طرابلس الغرب الان وكذلك استضافوا الغنوشى زعيم تونس بل منحوا في فترة من الفترات الجنسية السودانية وهناك جماعات الصومال وحماس وغيرها بالسودان والامر لا يحتاج الى دروس عصر على العموم هو نظام الاخوان الذي لا يعرف الا اللف والدوران على الناس ونقول لاهل الدول الطيبة انتبهوا من هؤلاء الناس الذين مزقوا بلادي وشتتوا شملها في الوديان والبلدان وشكرا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..