الانتفاضة … مرورا ببرلين!

مجدي الجزولي ـ السويد
خلص اجتماع برلين الذي انعقد في الفترة بين 25 ـ 27 فبراير من هذا العام الي اعلانين، الاعلان الاول كان امتداداً لاتفاق (نداء السودان)، الذي وقعته تحالف قوي الاجماع الوطني والجبهة الثورية وحزب الامة ومبادرة المجتمع المدني في اجتماعها التاريخي في اديس ابابا بتاريخ 4 ديسمبر 2014م، ويسير هذا الاعلان في خط المجتمع الدولي المبشر (بالهبوط الناعم) الذي تؤمن به الولايات المتحدة الامريكية ومن خلفها الاتحاد الاوروبي، والمفضي للتفاوض مع نظام المؤتمر الوطني في الخرطوم وهذا مفهوم عند البعض بفقهة (المابي الصلح ندمان). وبالرغم ان هناك بعض اﻻطراف من داخل القاعة في برلين لم تعلن رسميا وقوفها مع الحوار ولكن ايضا ليست بضده اي بمعني اذا استطعتم ان تنجزو ذلك فمرحي!…ولكن بشروط وضعت حتي يقبل بالحوار من بينها وقف الحرب، الغاء الانتخابات، الحكومة الانتقالية واطلاق سراح المعتقلين والسجناء السياسيين…الخ.
هذا يعني ان الجميع غير موافق علي هذا الحوار اي بنسب قبول متفاوته تتأرجح بين القبول التام اوالقبول وفق شروط اوالرفض التام. وهذا مفهوم لدينا اذا شملناه تحت مسمي اسقاط النظام بكل السبل والوسائل المتاحة او مايطلق عليه البعض فن الممكن.
لكن اجتماع برلين خلص ايضا الي اعلان مهم جدا وهو ما اود ان اناقشه منذ اول يوم خرج الاعلان ولكن قرع الطبول لم يعطي لذلك سبيلا… (ماعلينا)!
الاعلان الثاني هو (برنامج العمل المشترك لقوي نداء السودان: طريق اﻻنتفاضة)٭ والذي خلص لوضع خارطة طريق للتحضير للانتفاضة، وتمت فيه دعوة جميع اطراف المعارضة للعمل موحدة ﻻسقاط نظام المؤتمر الوطني. كانت (قوي نداء السودان) سبقت الاعلان قدما بحملتي (مقاطعة الانتخابات) و (ارحل) قبيل القدوم الي برلين، وانخرط في هذه الحملة تقريبا كل الوان طيف المعارضة بما فيها بعض قطاعات كانت تناصر المؤتمر الوطني يوما.
والملاحظ ان اعلان العمل علي الانتفاضة لم يجد حظه من النقاش والعمل، حتي الان، مثلما حظي رفيقه اعلان الحوار، حيث ضجت الساحة بموضوع الحوار، والكل بين مؤيد ورافض، وصلت لدرجة اتهام البعض بالخيانة بدلا من المضي قدما في تنفيذ خطوات الانتفاضة كما ينبقي ان يسير عليها وتنزيله علي ارض الواقع. وهذا بنظري يعزي لسبب واضح وصريح وهو ان الاعلان لم يناقش ويضع اسس الانتفاضة واهم ركائزها وهي ماذا بعد الانتفاضة اي ماهو شكل الحكم؟ طول الفترة الانتقالية؟ ومهامها؟ كيفية انهاء الدولة الدينية؟ وان يضمن كل ذلك في اعلان العمل علي الانتفاضة بكل وضوح، ولكن هل غفلوعن ذلك؟ ام لم يتم اتفاق حولها؟ ام هناك تقاطع لاجندة خفية؟؟!
كلنا علي علم ودراية بصعوبة وعسر مخاض الدولة السودانية القادمة ومدي التجاذب بين مختلف الكتل والبرامج السياسية العديدة وبالتالي صعوبة الاتفاق بين جميع اطراف المعارضة، ولكن اليس من باب اولي طرح قضايا واسئلة ذات صلة مباشرة بهموم الشعب السوداني تقود لنضوج الانتفاضة مباشرة؟ كمثال: اعلان طريق الانتفاضة اشار في الفقرة الثالثة الي الاتفاق علي اوراق المقترحات الاربعة! اين هذه الاوراق؟ ولماذا لم تنشر وتطرح للنقاش؟.
من رأينا ان اعلان الطريق للانتفاضة اهم اعلان خرج حتي الان من تجمع للمعارضة طوال ال 25 عام الماضية ويحتاج الي عمل من الجميع لتحقيقة “حتي نصاب بالوطن البسيط واحتمال الياسمين” كما قال الشاعر الفلسطيني محمود درويش.
[url]http://www.hurriyatsudan.com/?p=175710*[/url]
لا تتعجل يا أخينا فما زال طريق الانتفاضة طويل … ما يزال أمامنا أن نصل لمرحلة أن يكون هناك إعلان لكل معارض وهي المرحلة التي تتساوى فيها عدد الإعلانات والمواثيق ومذكرات التفاهم التي ستوقعها المعارضة مع عدد الأفراد المعارضين ويذهب آخرون إلى أن عدد ما توقعه المعارضة يجب أن يتساوي مع عدد سكان السودان حتى يحدث التشبع والنضج الضروري لتفجر مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية … أما الحديث عن إزالة الدولة الدينية فهو مستحيل عملياً .. ففي السعودية وإيران مثلاً يمكنهم الحديث عن إزالة الدولة الدينية .. أما في السودان فيجب أن توجد دولة أولاً – دينية ولا بالجبنة – بعدها فلنتحدث عن إزالتها أو تقويمها .. وإلى لقاء في مذكرة عنتيبي التاريخية لتوحيد قوى المعارضة التاريخية أيضاً
الهبوط الناعم يمر فقط عبر
1- التناقض الحقيقي في السودان
((سودان جديد دولة المؤسسات والدستور))-النموذج الانجليزي و((سودان قديم دولة الراعي والرعية والريع والرعاع-))النموذج المصري من زمن مؤتمر الخريجين ولحدي لان 1938-2015
يا بضاعة الانجليز -ديمقراطية وست منستر يا بضاعة المصريين ودولة الزعيم ال one man show المركزية الفاسدة والفاشلة والفاشية والبوليسية
وليس
2- التناقض المزيف
بين الحزب الحاكم ونخب السودان القديم “قوى الاجماع الوطني” ناس حقي سميح حق الناس ليه شتيح”ودي مشكلة نفسية ” تعاني منها نخب واحزاب وتنظيمات المركز المستلبة
3- اعلى برنامج سياسي وصل له السودان منذ الاستقلال بعد
1- اسس دستور السودان 1955 الحزب الجمهوري
2- اتفاقية اديس ابابا 1972 ودستور 1973
هو
3- اتفاقية نيفاشا ودستور 2005
***
4-وعلة العلل في الحزب الحاكم وليس في نيفاشا رؤية السودان الجديد “الاصل”
5-وعلة العلل في الناس الفي الصورة دي
انهم كلهم لا يعترفون بانجازات الاخرين ويصفرون العداد عبر العصور ويطرحون بدائلهم الهزيلة وكله موثق
ونداء السودان ليس افضل من مبادرة نافع عقار 2011 اواتفاقيةنيفاشااو دستور 2005 ناس فاروق ابو عيسى العروبيين بهدلو نفسهم ساكت..
***
-اقتباس-ولكن بشروط وضعت حتي يقبل بالحوار من بينها وقف الحرب، الغاء الانتخابات، الحكومة الانتقالية واطلاق سراح المعتقلين والسجناء السياسيين…الخ-انتهى الاقتباس
الحكومة الانتقالية دي عايزة شخصيات وطنية نظيفة ليس لها ماض مشين ومجلل بالعار زيها ذى ناس المؤتمر الوطني ..عرف لينا شخصيات وطنية بالاسماء لو سمحت وانا بنزل ليك ماضيهم السياسي المشين والموثق
6-ديل ناس برلين..سمعنا الدقيق ده ماشي بريطانيا كمان..وده كلو مضيعة زمن وتحصيل حاصل
…
7-يمشو ا ناس قطاع الشمال عديل اديس ابابا راسا نيابة عن الجوقة دي ويضعو الحزب الحاكم في مواجهة مبادرة نافع /عقار 2011الموقعين عليها اصلا او مواجهةالفصل السابع بالعدم؟؟
حتي الان وبمضي خمسة اشهر فقط علي اقتناع 90% من مكونات الشعب السوداني علي ان حل ازمة السودان يتمثل في اقتلاع النظام باي شكل من الاشكال (انتفاضة سلمية — انتفاضة — اضعاف سلطة الانقاذ ب حرب غوريلا واخضاعها لمفاوضات من موقف ضعيف تقبل فيه التفكيك الاولي) هذا موقف وحالة جيدة . لم يحدث ان اتفقت قوي المعارضة خلال الثلاثة انتفاضات الشعبية السابقة (اكتوبر — ابريل — سبتمبر )علي شكل الانتفاضة ليصبح الواجب لواجب علينا الان هو الضغط الشعبي وتهيئة الاجواء فعليا لحدوث انتفاضة شعبية لكنه اصبح شكل من اشكال ثقافة السودانيين في اقتلاع الدكتاتوريات . الشكل الحالي من مرحلة (ما بعد الانتفاضة) شكل متقدم علي الانتفاضات الثلاثة السابقة (الاتفاق علي سلطة انتقالية وليست حكومة انتقالية) . وهناك ثلاث حالات مطروحة من (اصحاب الهبوط الامن (برئاسة الرئيش الحالي — او نائبه — او شخصية محايدة) وهنا قد يختلف الناس اذا ما فرضته الاسرة الدولية من خلال قرار من مجلس الامن مثلا . كل هذه مراحل متقدمة وبوجود قيادة (من مجموعة نداء السودان ) الوضع الراهن في صالح الثورة السودانية علي ان نتفادي الدخول في تلافيف شيطان التفاصيل وعيب علينا ذلك بعد كل هذه الخبرة .
نداء برلين أخطر من (نيفاشا) لأنه يمزج سم مهادنة ومساومة النظام بعسل الإنتفاضة الشعبية و عبارات معسولة لوصف الخيار العسكري فقط من بعض من يحملون ألقاب علمية رفيعة لينصرف النداء إلى الحوار و يترك خيار الإنتفاضة الذي ذكر فقط للتمويه و ليس للتنفيذ !!! فمن ترك خيار الإنتفاضة لن يستطيع تفعيل الخيار العسكري ! فأحذروا لعبة الدكاترة و فهلوة الألمان !!!