اعتراف الرئيس بعدم ديمقراطية نظامه

اعتراف الرئيس بعدم ديمقراطية نظامه

زين العابدين صالح عبد الرحمن
[email][email protected][/email]

في اللقاءات الصحفية الأخيرة التي أجريت مع السيد رئيس الجمهورية, كان هناك سؤلا مركزيا, هل السودان يعتبر المحطة الجديدة لثورات الربيع العربي؟ و كان في أخر لقاءين أجرتهما صحيفة الراية القطرية و قناة الجزيرة, كان السؤال حاضرا و كانت إجابات السيد رئيس الجمهورية واحدة, إن السودان هو معقل ثورات الربيع العربي, باعتبار قامت فيه ثورتان أكتوبر عام 1964 و إبريل عام ,1985 و واصل الرئيس رده علي السؤال أن السودان محصن من ثورات الربيع العربي, باعتبار أن التنمية التي حدثت في السودان تمنع قيامها, و إن السودان لا توجد فيه الأسباب التي أدت للثورات في تلك الدول, و قال هناك مساحة من الديمقراطية تسمح بنقد السلطة.

و إذا عرجنا إلي إجابة أخرى, لأحد قيادات حزب المؤتمر الوطني و هو مستشار رئيس الجمهورية الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل, و إجابته علي ذات السؤال, في الندوة التي كان قد نظمها “مركز التنوير المعرفي”, قال هناك أربع أسباب تمنع قيام الثورة في السودان, كما حدثت في بعض الدول العربية هي 1 ? الاستبداد و أن السلطة في السودان سمحت للمعارضة العمل السياسي. 2 – الفساد الذي كان متفشيا في تلك الدول بينما السلطة تحارب الفساد. 3- تبعية بعض تلك الدول للغرب و للسودان مواقفه الخاصة. 4- صعود الإسلاميين من خلال اتخاذهم المساجد انطلاقة للثورات و أين تقف فئة المساجد الآن.
كل الأسباب التي سيقت من قبل السيد رئيس الجمهورية و مستشاره, ليس لها أية علاقة بالديمقراطية, أنما تؤكد تماما أن الرئيس و مستشاره ليس لديهم أدني علاقة بالديمقراطية, و لا تأتي في مخيلتهم, و هذا تأكيد علي عدم ديمقراطية النظام, حيث إن الثورات إذا كانت عربية و غيرها, تعد أحد الوسائل من أجل إسقاط النظم الديكتاتورية, و التي لا تنفع معها وسيلة غير الثورة و الانتفاضة, أما إذا كان النظام ديمقراطيا, و أهله ديمقراطيون, و ثقافتهم ديمقراطية, كانت الإجابة في غاية البساطة, لماذا يقوم الشعب بثورة و هناك انتخابات دورية تجري في البلاد, و هي انتخابات نزيهة و مقبولة نتائجها, فينتظر الشعب موعد الانتخابات و يغير السلطة, كما يريد…! و لكن أهل الإنقاذ هم أدري بشعابها, لذلك يعللون عدم حدوث الثورة لأنهم أتاحوا هامشا من الحرية, و مشروعات تنموية, و غيرها, و لا اعتقد أن الدول التي قامت فيها الثورات لم تنفذ عددا من المشروعات و الكباري, حيث تعتبر تونس من أفضل البلاد في الثورة التعليمية, و كانت في مصر صحافة تتمتع بهامش من الحرية, و في ليبيا لم يشتكي الناس من الجوع, و كانت سوريا من دول الممانعة و لها موقف من الغرب, كما إن المساجد ليس حكرا علي أهل الإنقاذ, بل أن الفساد المستشري في الدولة و الذي أزكم الأنوف, يبين نوعية بعض الناس الذين يرتادون المساجد, و يتحدث عنهم السيد المستشار, إذن الأربعة أسباب التي تمنع الثورة في السودان, هي التي سوف تعجل بالثورة.
و هناك سؤلا إلي المستشار الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل, هل عندما بلغ الله سبحانه و تعالي المصطفي عليه السلام عن نفاق عبد الله بن سلول هل كان الأخير قاعدا في حانة أم كان يصلي خلف الرسول صلي الله عليه و سلم في المسجد؟و ما هو قولك في ثورة أكتوبر و إبريل؟

إن إجابة الرئيس علي قيام الثورة في السودان هي إجابة تؤكد إن ثقافة الرجل خالية جدا من الثقافة الديمقراطية, لذلك غابت عنه في كل إجاباته, في اللقاءات الصحفية العديدة, و في المقابلة التي أجراها تلفزيون النيل الأزرق و نقلت عبر كل القنوات السودانية الأخرى, و في اللقاء مع جريدة الراية القطرية, و أخيرا مع قناة الجزيرة, غابت قضية التبادل السلمي عبر الانتخابات الدورية, إلا إن الرئيس دائما يعرج و يتحدث عن أشياء ليست لها علاقة بالديمقراطية و الحرية, و التبادل السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع, رغم إن رجالات الإنقاذ عندما تذكر أمامه قضية الانتخابات, يؤكدون أن انتخابات عام 2010 كانت نزيهة و شهد عليها العالم, و هم يعلمون الحقيقة في دواخلهم, إذا كانت الانتخابات نزيهة أم غير ذلك, الأمر الذي لا يجعلهم يتذكرونها و الاستدلال بأنها دورية, عندما تكون القضية متعلقة بالثورة, أم إن رهبة الثورة و التغيير تشوش عليهم و تخل بالترتيب الذهني.

فالديمقراطية قبل أن تكون انتخابات, و تبادل سلمي للسلطة, هي ثقافة, و سلوك, و احترام للوائح و القوانين, و هو الأمر المفقود تماما الآن وسط نخبة الإنقاذ, لذلك عندما يأتي الحديث عن الثورة, يعرجون مباشرة لقضية التنمية و الكباري و عددا من المشروعات, رغم أن هذه المشروعات لم تزيل شظف العيش و الفاقة عن الناس, و لم تحسن خدمات الصحة و التعليم, و لم يتم التحقيق في قضايا الفساد, بل إن الفساد قد طال قامات كبيرة, و الحفر فيه حتما سوف يجر أرجل لها مواطئ قدم في السلطة, كما أن التردي الاقتصادي سبب كبير غائب عن مخيلة السلطة.

فالسيد الرئيس عندما تغيب عنه الانتخابات, و اعتبارها وسيلة للتبادل السلمي للسلطة, و أنها ممارسة دورية, يؤكد أن النظام غير ديمقراطي, و ليس للقائمين عليه علاقة بالديمقراطية و ثقافتها, الأمر الذي يؤكد إن الثورة يمكن أن تنفجر في أية لحظة, لآن مقوماتها و عواملها موجودة, و وربما تتجاوز القيادات السياسية المعارضة نفسها, و الجميع في حالة انتظار, و نسأل الله التوفيق.

تعليق واحد

  1. حقاً الجميع في حالة انتظار وترقب لغدً مشرق يفتح شرفات الأمل لديمقراطية نزيهة خالية من الإسلامويون النفاقون الكذابون … آمين يا رب العالمين …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..