سد النهضة والعودة لنقطة البداية!

محجوب محمد صالح
في محاولة استباقية طرحت وزارة الخارجية المصرية على وزراء خارجية السودان وإثيوبيا مشروع (إعلان مبادئ) يهدف لخلق مظلة سياسية لاحتواء الخلافات حول سد النهضة الإثيوبي بمنظور التعاون الكامل بين الدول الثلاث ضماناً لعدم إلحاق الضرر بأي من دول الحوض، وانعقد اجتماع في الخرطوم في وقت سابق من هذا الشهر لوزراء الخارجية والري في الدول الثلاث وناقشوا المقترح وأجازوه وصاغوا (مسودة) إعلان مبادئ ليطرح على رؤساء الدول الثلاث للتوقيع عليه خلال اجتماع يعقدونه في الخرطوم يوم الاثنين القادم حسبما أعلن وزراء الخارجية الثلاثة في أعقاب اجتماعهم السابق في الخرطوم، وبدا الوزراء يومذاك متفائلين بأن (إعلان المبادئ) المقترح سيحقق اختراقاً حقيقياً يؤدي إلى التغلب على كل الخلافات والتحفظات التي أبدتها مصر حول مشروع السد التي تحس أنه يهدد أمنها المائي إذا نفذ حسب تصميمه الحالي، والدول الثلاث كانت قد اتفقت سابقاً على الاستعانة ببيت خبرة أجنبي عالمي لدراسة الآثار الجانبية المحتملة على دولتي المعبر (السودان) والمصب (مصر) إضافة إلى الآثار البيئية المتوقعة لكنها لم تعلن حتى الآن اسم بيت الخبرة الذي سيتولى هذه المهمة من بين البيوت الأربعة التي انحصرت فيها المنافسة، كما أن وزراء الخارجية الذين بشروا بنجاعة (إعلان المبادئ) لم يعلنوا تفاصيل الاتفاق واحتفظوا بتلك التفاصيل سراً حتى اليوم بحجة أنها (مسودة) معروضة على الرؤساء الثلاثة الذين من حقهم أن يعدلوا ويبدلوا فيها.
والآن وقد اقترب موعد انعقاد قمة الخرطوم يبدو أن مسودة إعلان المبادئ مرشحة للمراجعة وإعادة النظر وربما إعادة الصياغة، والمؤشر الأول على ذلك جاء من مصر؛ إذ إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عقد اجتماعاً رفيع المستوى في القاهرة يوم الأربعاء الماضي حضره بجانب وزيري الخارجية والري وزير التعاون الدولي ورئيس المخابرات المصرية وممثل لوزارة الدفاع وبعد المداولات وجه الرئيس المصري اللجنة العليا المصرية المسؤولة عن قضية حصر تداعيات سد النهضة على نصيب مصر من مياه النيل واللجنة الفنية المنبثقة منها (بمراجعة مشروع اتفاق إعلان المبادئ ودراسة كافة جوانبه بشكل متكامل والتأكد من أنه يعالج كافة التحفظات المصرية).
وفي الخرطوم رغم موافقة الحكومة على السد فإن العديد من الخبراء قد أشاروا مؤخراً إلى آثار سالبة متوقعة على السودان من جراء قيام سد بهذا الحجم وسارع وزير الري السوداني السابق وخبير المياه المهندس كمال علي بنشر مقال طالب فيه بالتأكد من أن (إعلان المبادئ) المقترح يعالج الآثار السالبة للسد على السودان مركزاً على ثلاث نقاط يرى ضرورة أن يتضمنها (إعلان المبادئ) حتى لا يضار السودان ضرراً بليغا من قيام السد. والنقاط التي أثارها الوزير السوداني السابق تتعلق بثلاثة مبادئ يرى ضرورة أن يتضمنها إعلان المبادئ المقترح وهي:- أولا: مبدأ عدم تسبيب الضرر لدول الحوض الأخرى وهذا يتطلب إعادة النظر في (سعة الخزان) وتخفيض التخزين من أربعة وسبعين مليار متر مكعب إلى السعة التي حددتها أكبر مؤسسة للسدود في العالم (هيئة الاستصلاح الأميركي) وهي أحد عشر مليار متر مكعب.
ثانيا: المبدأ الثاني ضرورة تطبيق مبادئ القانون الدولي بالإخطار المسبق لدول الحوض وعدم الإضرار بالمشروعات القائمة في تلك الدول وفتح باب التفاوض لحل الخلافات.
ثالثا: تكوين لجنة فنية من أربعة خبراء من كل دولة من الدول الثلاث للإشراف على تنفيذ (وثيقة المبادئ).
ونبه الوزير السابق إلى أن تدخل الرؤساء جاء متأخراً وظل الخلاف محتدماً بينما إثيوبيا تواصل بناء السد حتى وصل اليوم إلى %40 من حجم العمل ولم يتم الاتفاق حتى الآن على بيت الخبرة الذي سيقوم بدراسة الآثار الجانبية للسد وستستغرق دراسته -بعد اختياره- زمناً مقدراً ومن ثَمَّ ينشأ السؤال (هل ستكون نتائج الدراسة قابلة للتنفيذ في هذا الوقت المتأخر ومع استمرار إثيوبيا في العمل دون توقف)؟
هذا يعني أن هناك أصواتا في كل من مصر والسودان تطالب بأن يتصدى إعلان المبادئ لكل القضايا الخلافية التي أحاطت بالمشروع وأن الرؤساء في اجتماعهم الاثنين القادم -لو تم الاجتماع في الموعد المقترح- لن يستطيعوا أن يتجاهلوا هذه التساؤلات المطروحة والتعديلات المقترحة. الواضح أن قضية مشروع سد النهضة ما زالت مفتوحة وأن احتمال تجدد الصراع حول المياه وارد رغم النوايا الحسنة التي أبدتها الأطراف الثلاثة في المحادثات السابقة، لكن القضية الفنية في مشروع السد لا تحتمل المجاملات وكل من الأقطار الثلاثة يريد أن يحقق مصالحه وهذا طبيعي ولذلك البحث عن المنطقة المشتركة التي تحقق مصلحة الجميع ليست سهلة، وفي نهاية المطاف فإن الأرقام والإحصاءات والدراسات هي التي ستحدد مدى الضرر أو الفائدة التي سيحققها السد، وإذا انهار الاتفاق فإن الأمر سيؤدي إلى مواجهات حادة. فهل ستنعقد قمة الخرطوم في موعدها يوم الاثنين؟ وهل ستنجح في إحداث الاختراق المطلوب؟ أم أن المواجهة ستفرض نفسها؟
? [email][email protected][/email] العرب
الخوف كل الخوف ان يتم اﻻتفاق على حساب السودان – ومن الواضح ان المصريين قد وصلوا الى طريق مسدود مع اثيوبيا – وان المخرج الوحيد لحفظ ماء وجه الحكومة المصرية هو التامر على حقوق السودان – ولﻻسف الحكومة السودانية ضعيفة جدا ويمكن ان تقبل بأى حل . ومايجب التأكيد عليه ان المصريين لن يدافعوا عن غير حقوقهم فقط . ولماذا لم يقم البشير بطرح الوثيقة على الخبراء السودانيين لدرستها كما فعل السيسى ؟؟
السيد كمال علي هل تخزين السد العالي في سعته التخزينية التزم بالسعة التي حددتها أكبر مؤسسة للسدود في العالم (هيئة الاستصلاح الأميركي) وهي أحد عشر مليار متر مكعب. تم تهجير اهالي وادي حلفا في العام 1946 واهلنا الذين حافظو علي الارض والعرض منالوا معلقين بين زيادة المياه ونزوحهم سنويا الي ان صارت مساكنهم وسط الوحوش في الجبال التي قاربة سلسلة جبال البحر الاحمر اين كنتم من ذلك الوقت مخافة الله في كل شيئ هي المنجيه وليس محاباة انسان الارض
اقتباس
((((تخفيض التخزين من أربعة وسبعين مليار متر مكعب إلى السعة التي حددتها أكبر مؤسسة للسدود في العالم (هيئة الاستصلاح الأميركي) وهي أحد عشر مليار متر مكعب.))))
التعليق
طيب السد العالى كم سعته التخزينية ؟؟؟؟؟؟
مؤسسات سياسية لن يستجيب لها الاثيوبين لانهم اقوياء بشعبهم
ونحن السودانين لنا مصلحة فى 11 + 18 = 29 مليار
حتى نستطيع الحفاظ على مياهنا (18 مليار) لزراعة القمح ونستعمل ماء الخريف للزراعة
بتجميعها بحصاد المياه لزراعة المحاصيا الاخرى
هذه الحكومة جائت بإنقلاب مثل حكومة عبود ولذا اي اتفاقية بينها وبين اي بلد
ستراجع كما ستراجع جميع اتفاقيات العسكر
اثيوبيا هي الرئة التي يتنفس بها النظام الحاكم في السودان الهواء وهي من منحته حق البقاء
الا ان لكل شئ ثمن بالطبع
بعد ان باع النظام الحاكم جنوب السودان بمائه وبتروله وشعبه رخيصا بمقايضته مع قرارات مجلس الامن والمحكمة الجنائية الدولية دون حياء او خجل
هاهو النظام الحاكم يبيع النيل الازرق ببخس الثمن حيث ان سد النهضة يستهدف تزين 74 مليار متر مكعب من المياه اي ما يعادل حصة مصر والسودان معا من ماء النيل
ياترى ماذا سيبيع هذا النظام الحاكم بعد جنوب السودان وماء النيل والبترول والثروة الحيوانية التى بدا في تصدير الاناث منها والذهب الذي انتظم النافذين وابنائهم في تهريبه واراضي السودان التي قام هذا النظام بتوزيعها يمنة ويسرى من غير هدى بحجة الاستثمار وبدون نتائج ترجى غير الخيبة والفشل
السؤال هو ماذا يفكر هذا النظام في بيعه بعد رشوح اتهامات بالاتجار في البشر وغسيل الاموال
هل سيبيع الشعب السوداني كقطع غيار ام ماذا؟
سعت جدا بأن تحدث السيد الوزير السابق واحد الاخبراء في مجال المياة كما سعت ايضا بالندوة التي تحدث فيها يوم الخميس الماضي لبرفسور عبد الله عبد السلام مدير كرسي اليونسكو للمياة عن سلبيات السد وان الدراسات لم تكتمل وان الامر يتم بسرية تامة امنية اكثر منها فنية وان معظم خبراء المياة في السودان لم يتم استشارتهم وان اللجان تخلو من تخصصات مهمة لم تشارك وان الامر يخص الجميع وهي مسئولبة اخلاقية من اجل الاجيال القادمة وهذا ما اشار الية خبير المياة دكتور سيف الدين يوسف محمد في مقالين عبر الراكوبة العام الماضي ودعي جميع الخبراء وكل في مجال تخصصة بأن يدلي بدلوة من اجل الاجيال القادمة ولقد تناول مدير مركز كرسي البونسكو للمياة نفس النقاط التي اشارة اليها دكتور سيف الدين يوسف من تأثر المياة الجوفية والري الفيضي وخصوبة التربي وسلامة السد ولقد استدلو جميعا بدراسات مماثلة جرت في السودان وخارج السودان
السودان واضح بأنة اوكل الامر الي غير اهلة الي علماء السلطان الذين ينفذون رغبات السلطان ويفصلون لة حسب المقاس
ولقد احجم البعض عن الحديث حتي لايتهموا بالعمالة للمصريين وصار كل من يتحدث عن حقائق علمية منتقدا السد يوصف في الاعلام الماجور بانة عميل للمصرين
نرجو ان يتحرر الجميع ويوضحوا الحقائق ومصحلة السودان الحقيقية بعيدا عن الموقف المصري
وعلي حكومة الانقاذ الاستماع الي صوت الحق ومصلحة السودان بعيدا عن المزايادات السياسية الآنية الضيقة وحوجتهم للموقف الاثيوبي في الصراع الدائر في غرب السودان وجنوب السودان واثيوبيا ليست بالدولة السهلة ولبست لها عهود ولها ايضا اطماع في اراضي السودان ومازالت تحتل الفشقة الصغري والكبري وتجادل من اجل مصلحتها وليست مصلحة السودان
كل الحكومات التى وقعت اتفاقيات مياه النيل اِما سلطة استعمارية أو حكومات عسكرية ضعيفة وجاء الحل على حساب السودان ونخشى ما نخشاه أن يتم الحل الآن على حسابنا ولمعرفتنا بالأخوان الدكتور عبدالله عبدالسلام والزميل الدكتور سيف الدين حمد وزير الرى الأسبق فاِته لن يتم التنازل عن حقنا الا أن تلعب الانقاذ بهؤلاء العلماء للمصلحتها الآنية فى البقاء
إتفاقية نيفاشا الجديدة
أتمني ان لا يتم اﻻتفاق ( نيفاشا جديدة ) على حساب حصه السودان من مياه النيل – وطبعا المصريين قد وصلوا الى طريق مسدود مع اثيوبيا – والنقطة الأضعف هي السودان وللأسف حكومة البشكير ضعيفة جدا ويمكن ان تقبل بأى حل في سبيل كرسي الرئاسة
لماذا لم يتم عمل مؤتمر حول الإتفاق وليه يا إستاذ محجوب محمد صالح لم تفتشوا في كواليس الإجتماعات التي عقدت في الخرطوم حتي تتعرفوا علي خفايا هذا الإتفاق النيفاشي الجديد