سوق كرور بأمبدة “النار ولّعت والتقيل ورا” عقاقير طبية مبذولة على الطبالي

أمبدة: أفراح تاج الختم
كل ما تبحث عنه ستجده في سوق كرور، حتى الممنوع والمحرم، الداخل للسوق سيتبين له منذ الوهلة الأولى أن الطبالي المتراصة والتي يجلس خلفها رجال ونساء على حد سواء فيها كل شيء، وكرور سوق في وسط حارات أمبدة ومعظم أهلها يعدونه سوقهم الرئيس، إذ يتوافد عليه الزبائن من مدينة النخيل والمنصورة وغيرهما للتبضع من الخضار والملابس والأواني المنزلية والأثاث المدهش والعقاقير الطبية المبذولة في الطبالي وبالذات الممنوعة منها والمحرمة، (المحقق) كانت هناك في جولة خاطفة:
النار ولّعت.. التقيل ورا
على عينك يا تاجر.. وعلى طبالي مكشوفة.. ستجد علبا بلاستيكية مليئة بالحبوب وفي الغالب سيكون البائع سيدة.. اقتربنا منها ننظر ماذا تبيع الناس ولما أبدينا اهتماما بادرت بعرض بضاعتها: (عندنا حبوب تسمين) اقتربنا منها لتبدأ هي في الشرح بغية تسويق ما لديها وقالت: (عندنا حبوب تسمين عادي وموضعي) وبقليل من الشرح فهمنا أن حبوب التسمين العادي تعمل على تسمين كافة الجسم أما الموضعي فيعمل على تسمين أجزاء محددة من الجسم تعتبرها الفتيات والنساء مفاتن تلفت أنظار المعجبين أو تحبب أزواجهن فيهن بحسب إفادة البائعة نفسها.
أسعار حبوب التسمين تبدأ من جنيهين إلى عشرة للشريط الواحد، وكخبيرة في الأمر قالت البائعة: الأفضل هي حبوب تسمى الفواكه وتستخدم بمعدل حبة واحدة في اليوم، وتختلف مسميات حبوب التسمين وفقا لمفعولها وفعاليتها ومن بين أسمائها المتداولة في سوق كرور (التقيل ورا) و(النار ولعت) و(الكنج).
الممنوع والمحرم
بيع الحبوب في كرور لا يقتصر على حبوب التسمين فقط، فمن بين المعروض في الطبالي المنشطات الجنسية.. وتباع كيف ما يطلب الزبون بالحبة أو الشريط ومن أراد علبة كاملة فلا مانع.. وفي الغالب الأعم على الحبوب كتابات باللغة الصينية أو الهندية والقليل منها مصنع في بلدان عربية.
أفادنا أحد الباعة أن هنالك منتجا سودانيا ولكنه غير مطلوب ولا مرغوب من الزبائن، أما عن الأسعار فثمن الحبة المنشطة زهيد ويمكن الحصول عليها مقابل عشر جنيهات.
بعض من تحدثوا إلينا وطلبوا عدم ذكر أسمائهم أشاروا إلى أن البعض يتاجر في حبوب محرمة تستخدم في إجهاض الأجنة وهي حبوب خطرة وخاصة في حال استخدامها دون استشارة الطبيب، وأشاروا إلى أن هناك تجارا يدخلونها عبر حدود البلاد الشرقية ويبيعونها لتجار في كرور.
كريمات منتهية الصلاحية
في كل ناحية من أنحاء كرور هنالك بائع لكريمات تبييض البشرة والصابون وغسول الشعر بأشكال وأنواع مختلفة وبعض الكريمات والمساحيق المعروضة ممنوعة لآثارها الجانبية الضارة.. وتعد محال بيع الكريمات مناطق تجمع الزبائن من النساء والفتيات.. والملاحظ أن الأسعار زهيدة جدا مقارنة بأسعار الأسواق الأخرى، وبعد سؤال عدد من التجار اكتشفنا أن كثيرا من الكريمات المعروضة منتهية الصلاحية أو كادت صلاحيتها تنتهي.. هذا فضلا عن طريقة عرضها التي لا تتناسب مع هكذا منتجات فهي تعرض في أكشاك أو طبالي في أجواء ساخنة وتتعرض لأشعة الشمس المباشرة في بعض الأحيان.
انعدام الصحة
عند مدخل سوق كرور يجلس مجموعة من النسوة في هجير الشمس الحارقة بعضهن يضع (الكوانين والصاجات) الصغيرة لعمل الطعمية ليتكسبن ربحا حلالا لإعالة أسرهن وأخريات يبعن الجراد المشوى واللحم المجفف (الشرموط) والسمك الكجيك وغيرها ومنهن من يبعن التسالي والفول، أما الخضار فيتم عرضه على الأرض مباشرة في جوالات الخيش.
في منتصف السوق يوجد برميل نفايات كبير تجمع فيه كل مخلفات السوق تفوح منه روائح كريهة وعليه أسراب من الذباب ومن الروائح المنبعثة والبقايا المتناثرة ما يؤكد أن جزارات السوق أيضا تستغله للتخلص من نفاياتها.
مما يثير دهشتك وأنت تتجول في السوق جلوس مجموعة من صغار السن خلف برميل الأوساخ يفترشون جوالات من الخيش ويقومون بتنظيف الأسماك وتقطيعها على الأرض وتعرض الاسماك في طاولة على بعد خطوة من برميل الأوساخ وكذلك بعض باعة الخضار يعرضون خضرواتهم على الأرض بالقرب من مكب الأوساخ في السوق.. وما هو أكثر إدهاشا منظر المتحلقين حول بائعات الطعام والشاي وكلهم غير بعيدين من مكب النفايات هذا.
إلى سلطات محلية أمبدة
التردي المريع في بيئة سوق كرور الذي كشفت عنه جولة (اليوم التالي) يستوجب من الجهات المعنية المزيد من الاهتمام فالسوق هو الأشهر في أمبدة جنوب وهناك تساؤل جال بخطرنا: أين تذهب جبايات هذا السوق المفروضة على أصحاب المحلات من الغلابة وأصحاب المهن الهامشية؟
اليوم التالي
قلتى اسمو سوق كرور ؟؟ دايرة يكون كيف ؟؟ وهناك فى الخرطوم فى موقف كركر انتو بتجيبو الاسماء دى من وين ؟؟
المحليه علي مرمى حجر من السوق وربما هم ايضا يتسوقون منه