مافي مشكلة

مافي مشكلة

كمال كرار

مرت علي السودان حكومات كثيرة ? كعبة وكويسة ? مدنية وعسكرية ? إئتلافية وحزب واحد ، وكل حكومة حملت إسماً محدداً .

مرة حكومة السيدين ، ومرة حكومة اكتوبر ، ومرة الوفاق والقاعدة العريضة أو الوحدة الوطنية حتي انتهينا إلي حكومة إسمها ( ما في مشكلة ) وهي التي تحكم السودان بعد الانتخابات المضروبة واستقلال الجنوب .

يرتفع سعر الدولار 100% في غضون عام واحد ، ويقفز التضخم لمستويات عالية ، وتنتهي الزراعة والصناعة ، ومعدل البطالة يناهز 70% وسط خريجي الجامعات وتعاني الميزانية من عجز كبير وديون البلد فاتت ال 40 مليار دولار ووزير المالية يقول ( ما في مشكلة ) .

ويزداد عدد الفقراء بسبب سياسات النظام ، ويجوع النازحون والهاربون من جحيم الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق وترفض الحكومة دخول المساعدات الدولية لأن وزيرة الرعاية الاجتماعية قالت ما في مشكلة .

ويقفل الجنوب خطوط بتروله بسبب قرصنة النظام والحرمنة ولا يجد وزير النفط ووزير دولته سوي القول مافي مشكلة .

ويعتصم المناصير تلاتة شهور من أجل مطالبهم العادلة وحكومة نهر النيل ووحدة السدود تقولان مافي أي مشكلة برغم أنهما سبب المشكلة .

وتطفح تقارير المراجع العام بالفساد المصلّح والأموال العامة في كف تماسيح ، ومن كان من الكيزان في راكوبة صار في قصر مريح ، ويقول السدنة ما في مشكلة ولا باب بجيب الريح .

وتئن معسكرات دارفور من الجوع والخريف علي الأبواب والسلطة الانتقالية الدارفورية تعتبر المشكلة قد انتهت بتوقيع اتفاقية الدوحة ، وأهل المصلحة في ( مطوحة ) .

وينأي العالم عن بلادنا بسبب سجلها ( الأسود ) في حقوق الإنسان ويتأجل مؤتمر اسطنبول إلي يوم القيامة العصر ووزيرة التعاون الدولي تقول ما في مشكلة .

والمستشارون والمساعدون وحكام الأقاليم وإلي أصغر معتمد يقولون ما في مشكلة .

ويباع مستشفي العيون ولسان حال وزاره الصحة بالخرطوم يقول ( في عين كتلت زول ؟ ) ، وتخصخص أقسام المستشفيات الحكومية ويضرب الأطباء عن العمل وترتفع وفيات الأمهات والأطفال وتطحن الملاريا الفقراء ويقول سماسرة العلاج والدواء ما في مشكلة .

أتدرون ما هي المشكلة ؟ أن كل هؤلاء القوم يعيشون في بروج عاجية ، ويعيشون في بحبوحة بسبب المرتبات الخرافية والامتيازات الوظيفية من المال العام ، وأنهم لا يركبون المواصلات العامة ، ولم تلسعهم أشعة الشمس ولا يحاسبهم أحد عن أفعالهم وأقوالهم لأن الجميع ( في الهوي سوا )