مقالات سياسية

جريدة وواقي ذكري!

عبدالمنعم سليمان

ما يحدث في بلادنا هذه الأيام يثير في النفس لواعج الحزن والأسى والخيبة .. ومتابعة ما يحدث فيها أشبه بمتابعة جريمة إغتصاب تتم أمام أعيننا ولكننا لا نستطيع ان نحرك ساكناً.. فالوطن يتم تعرية جسده قطعة قطعة .. ويهتك عرضه .. وطوله .. ثم يحمل دم الجريمة على الأكتاف ويطوف به في الشوارع إمعاناً في تلطيخ سمعتنا وتوجيه المزيد من الإساءات صوبنا ..

واليوم صدرت صحيفة من صحف الخرطوم وفي عنوانها الرئيس : الطيب مصطفى يتهم كمال عمر بإستخدام (الكادوك) للسيطرة على الترابي ! وللناطقين بغير اللهجة السودانية فان الكادوك هو السحر .. هذا للعلم و(الحاضر يكلم الغائب) ! كما نشرت صحيفة من الصحف إياها أول أمس وفي نفس المساحة وبنفس (المساخة) : أهل دارفور يلعنون الشيطان الذي مزّق حياتهم !

ﺍﻥ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻟﺘﺪﻣﻊ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﻟﻴﺤﺰﻥ ﻟﻤﺎ ﺁﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ .. ويا حسرتنا على الصحافة التي كانت مشعلاً للإستنارة والوعي ومنبراً لأرباب الثقافة فصارت في عصر المسيخ الدجال مسخاً ووكراً للظلام والظلاميين .. تنشر ثقافة الشعوذة والتسطيح وتلعب على عقول القراء .. فما الذي يجعل صحافة تحترم نفسها وقارئها تمارس هذا التغييب العلني لوعي الأمة ﻟﻮﻻ ﺍﻹﻧﺤﻄﺎﻁ ﻭﺍﻟﺘﺮﺫﻝ الذي نعيشه؟

لست مستغرباً ان ينتج نظام مهووس دينياً صحافة غيبية تافهة .. فكل الشعوب التي خضعت لأنظمة ساقطة أنتجت صحافة حقيرة وساقطة .. ولكن ما يدعو للغضب والأسف انه فقط في السودان تم تدوير الدعارة وتغليفها ثم تقديمها بلا حشمة أو خجل على انها ذؤابة شرف وأخلاق الأمة .. وانها صحافة وسلطة رابعة (لا سطلة رابحة) .. ولا أعرف لماذا لا تقوم تلك الصحف بتوزيع (واقي ذكري) هدية مع العدد اليومي .. حفاظاً على شرف الأمة .. وحتى يأكل رؤساء تحرير تلك الصحف من عرق جباههم فعلاً لا قولاً !

ولكن ولحسن حظ بلادنا ان أبطال هذا المسلسل المدبلج السمج الموجه لتضليل الشعب السوداني هم فئة معروفة من رؤساء التحرير .. وهي قلة حقيرة باعت ضمائرها وبعضها باع ما هو أكثر من ذلك للسلطة الحاكمة .. وهذه الفئة لن يصلح حالها سن القوانين وتعديل التشريعات .. ولن تتطهر من نجاستها حتى لو افرغنا كل مداد الأرض على رؤوسها.. وهي زبالة لا يمكن كنسها دون خطة حقيقية لكنس كل الأوساخ والقاذورات المتراكمة على جسد الوطن ..

مقولة شهيرة للمفكر الليبي المعروف الصادق النيهوم ، تقول : الصحافة في عالمنا العربي مثل شاعر القبيلة يذبح له المرء خروفاً ويعطيه عظمة الفخذ ويسقيه جرة ماء ويتركه يمتدحه حتى يطلع النهار .. للأسف لم يعش النيهوم كثيراً حتى يرى حال صحافة بلادنا في عصر (الإنقاذ) .. والتي وبحفنة قليلة من الجنيهات ودون عظمة فخذ تخرج لك الشيطان بقرونه وأنيابه !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذه صحافة بله الغائب والطيب مصطفى ومجموعة من المرتزقة الذين لانقول لهم سوى حسبى الله ونعم الوكيل
    الفرج قريب
    ودولة الحق الى قيام الساعة

  2. أستاذ عبدالمنعم لفضح الوضع المأساوى لم تقصر أقلامكم لقد أديتم الواجب ,,,,, خرابهم للوعى بدأ بالهيكل الإدارى الحكومى فصلوا وشردوا الشرفأ ذوى الخبرة وعينوا حثالتهم من الكيزان لتنفيذ برامجهم الهدامه إبتدا من تعريب الجامعات وتحويلها الى وكر لنشر الفكر السلفى الرجعى و محاولاتهم لإرهاب التنظيمات الديمقراطية ،إغلاقهم لدار إتحاد الكتاب السودانيين بالقوة الجبرية ،مصادرات جهاز أمنهم للصحف الشريفه الحرة والتى تفضحهم وتكشف ممارساتهم الساديه فى الشارع و بيوت الأشباح،،إيقافهم بالقوة لندوات ندأ السودان فى الابيض ،دنقلا،كسلا، سنار الخ،،،،،هولإ لا يحبون الوعى إنه عدوهم اللدود ولكن غصبن عنهم درجة الوعى الآن عالية جدا و نبشر خير للجاى رياح التغيير والحرية بدأت تهب من كل الإتجاهات لم ولن نفقد الأمل فى شعبنا البطل الذى إختار الحضارة منهجا بدلا للمتخلفين والمشعوذين و من عفا عنهم الدهر

  3. على طاري الواقي الامم المتحدة والمعلومة من شخص كان يعمل بها كانت تدفع معلوما لنافذين مقابل السماح بدخول الحماية الجنسية وتوزيعها على الفقراء لمنع الامراص والسفاح والي بدونا لربما بلغنا نسبة اثيوبيا في عدد المصابين الايدز بحكم اننا دولة عالم رابعية غير نامية وكدا وفي ذات مرة القروش تاخرت وبالتالي الكيزان رفضوا التصديق للشحنة وحجزوها فترة عندهم.. ترى كم انسان اصيب بمرض جنسي او واحدة حملت حرام خلال الفترة دي لانو الكوز ما قبض رشوتو مقابل ازاحة ستار الفضيلة والشريعة المجغمسة ومنع انتشار الامراض بين الناس ؟

  4. فى تفسير كلام النواعم بكثرته و تلونه العجيب و المتغير دائما و ابدا والذى لا يمكن حصره و نشره فى مقال واحد فان الكادوك لمن لا يعلم هو الواقى الذكرى فى لغه الشبابات كان تقول لها (ما كان تشوقى ليك كادووك بلا حمل ولا وجع راس ….

    وهكذا نحن بنات حواء

  5. السيد رئيس تحرير الراكوبه السلام عليكم لا شك اننا نتحسر جميعا” لما آل اليه حال الوطن والصحافه التي اصبحت تنقل من اجل البيع من غير مصدر مؤكد فنرجو من محبي الصحافه عامه والراكوبه خاصه ان لا تكون كالعامه تنزلق لمستوي العامي حتي تشعر بان هذا او ذاك المقال لم يكتبه صحفي ولم يمر علي رئيس التحرير فقبل ايام علق احد القراء والله من اسمه لا احدد ان كان ذكرا” او انثي يدعي او تدعي رهام علام عن ما ذكره وزير الدوله للاعلام ياسر يوسف وقد استفزتنا كلاماته ارازل القوم هذه فصب رهام جام غضبه علي قبيلة ياسر هذا عن الفلاته وما ادراك ما الفلاته مهما اختلف مع ياسر لانتمائه للمؤتمر الوطني فلقبيلته انتماء لكل الاحزاب فما كان ينبغي ان يصل حد الخلاف للاسءه لقبيله كامله والاخت او الاخ رهام لا يعلم عن هذه القبيله سئ سوي اوصاف كانت ولم تزل الا عند امثال رهام باعتبار الفلاته اوباش او وحوش لو سال من حوله لكان ابلغوه من هم هؤلاء ونعيب لجريدتنا الراكوبه السماح لمثل هذه التعليقات العنصريه بالمرور عبر صفحاتهاعموما” اسف ان كنت قد ذكرت شئ لا يرضي الاخرين..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..