توطين العلاج بالخارج..!

أجــندة جريــئة.

توطين العلاج بالخارج..!

هويدا سر الختم

السيد بحر أبو قردة وزير الصحة الاتحادية قال: إن هناك خللاً وفوضى في سفر المرضى للعلاج بالخارج عن طريق المؤسسات (مؤسسات الدولة طبعاً) وربما جهات تجارية، ثم ذكر معلومة مهمة جداَ تقول: إن الذين يسافرون عن طريق القمسيون الطبي لا تتجاوز نسبتهم 6% (فقط) من مجموع المهاجرين للعلاج بالخارج. قضية العلاج بالخارج من القضايا المهمة والحيوية، خاصة في الظروف البائسة للعلاج بالسودان.. وهذا لا يعني أن الذين يسافرون للعلاج بالخارج هم من المترفين.. بل العكس لو رجعنا للإحصاءات العلمية في هذا الشأن، مؤكد سوف نجد أن 60% منهم من الفقراء والمساكين.. وفي أغلب الأحيان يكون السفر ضرورة قصوى لأن التجهيزات والمعدات وربما أحياناً الكادر الطبي غير قابل للتعامل مع الكثير من الحالات. النقطة المهمة التي تثيرها تصريحات وزير الصحة هي قضية القمسيون الطبي، وأضيف عليه من عندي ديوان الزكاة.. معاناة المرضى الذين يضطرون للسفر للخارج لتلقي العلاج تبدأ من القمسيون الطبي وتمتد إلى ديوان الزكاة لتنتهي باستسلام المريض وتخليه عن حقه في العلاج بالخارج، وانتظار مشيئة الله.. ولا أدري لماذا كل هذه التعقيدات الكثيرة من قبل القمسيون الطبي التي تلزم المريض بإحضار تقارير طبية تؤكد حاجته للعلاج بالخارج، وبعد إحضار التقارير تبدأ سلسلة جديدة من التعقيدات تدفع بالمريض مرة أخرى إلى مرمى الأطباء الذين يصيبون أحياناً ويخيبون في كثير من الأحيان.. وإذا استطاع المريض الخلاص من القمسيون ينتظره ديوان الزكاة بالمرصاد بتعقيدات أخرى إذا نجحت يصاب المريض بحالة الإحباط من قيمة المساهمة في العلاج التي لا تستطيع أن تغطي تكاليف تصوير المستندات ومصروفات الترحيل، طيلة هذه الإجراءات، وحتى وصوله بوابة المطار.. صحيح أن هناك لائحة بالديوان توضح قيمة الدعم واختلافه والمستفيدين منه، وترفع في وجه أي سائل، ولكن فعلياً لا تطبق إلا على فئات (محددة.!)، وهذا يرد على دهشة السيد الوزير بخصوص المستفيدين من العلاج عبر القمسيون الطبي الذين لا تتجاوز نسبتهم 6% من النسبة الضخمة لهؤلاء الطالبين للعلاج من خارج البلاد.. وهذا يفتح ملف هؤلاء المرضى الفقراء، وكلنا نعلم أن اكثر من 60% من الشعب السوداني تحت خط الفقر.. والمستمتعون بمكارم العلاج بالخارج هم فعلاً من داخل مؤسسات الدولة.. تجهز لهم جميع أوراقهم وهم يضعون (رجلاً على رجل).. إذن ليس السيد وزير الصحة وحده من يحتاج إلى القيام بثورة إصلاحية.. مجلس الشعب أيضاً يحتاج البحث عن حقوق هذا الشعب المهدرة.. ووضع تشريعات من شأنها حمايته في ضعفه.. فالمرض ضعف لا يضعف صاحبه فقط، بل يضعف الدولة نفسها إذا كانت قوتها البشرية تعاني من الأمرين الفقر والمرض.. فالدول التي استطاعت أن تجد لنفسها موقعاً بين دول العالم المتقدمة فعلت ذلك بالاستثمار في إنسانها.. وهنا في السودان يحدث العكس تماماً.. يبدو لك كأن إضعاف الإنسان وتركيعه هو الغاية.. سيدنا وزير الصحة يقع عليك عبء كبير في الحقل الصحي إن كنت فعلاً تريد أن تنظف هذه الضيعة فليس العلاج بالخارج فقط ما يقلق البلاد.

التيار

تعليق واحد

  1. أختي حويدا العنوان الصاح تطفيش المواطن للعلاج بالخارج بعد تتدمير مؤسسة الصحة والمستشفيات التي كانت نموزج يحتذي به العالم
    بل كانت مستشفى الخرطوم التعليمي تكفي وتعالج كل من قصدها طالبا للعلاج بدون مقابل وعلاج صادق وناجع ليس كمثل الان العلاج بالداخل كارثة والثقة معدومة بين المعالج والمريض مع احترامي للاخيار من الاطباء
    والخارج طبعا ليس كل مواطن لديه المقدرة لدفع رسوم العالج بالداخل ناهيك عن الخارج
    واجزم لكي ان بعض المواطنين لا يذهبون للمستشفيات حتى لو كانت في نفس شارع السكن لقلة الحيلة وانتي سودانية اكيد بتعرفي الباقي

  2. انا متامل خيرا فى هذا الرجل وهو وزير الصحه بحرادريس ابوقرده لانه قادم وكله همه ويعلم معاناة المواطن المغلوب على امره وربنا يستر عليه من العصابات التى سوف تتضرر مصالحها .

  3. قبل فترة قال مسؤول امانة الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، بابكر عبد السلام، ان من اكبر (فضائح الانقاذ) توطين العلاج بالداخل، واشار الي ان الدولة صرفت على توطين العلاج بالداخل (150) مليون دولار وزاد «لو صرفوا خمس المبلغ على برامج الرعاية الصحية الاولية لبلغنا شأنا في الصحة» وضرب مثلا بدولة كوبا التى قال انها فاقت الولايات المتحدة فى البرامج الصحية.
    والمطلوب من هويدا سر الختم وطاقم التيار فتح ملف توطين العلاج بالداخل الذي كان يتولاه احد الوزراء من خارج وزارة الصحة، وأنشأ شركات خصيصاً لجلب الاجهزة الطبية التي لم تجد كوادر لتشغيلها وبعضها لم يجد كهرباء وبعضها بلاوي متلتلة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..