نعم نريد البشير ولكن (بدباببيره) فقط

حسن اسماعيل سيد احمد

قبل يومين أقلتنا طائرة صغيرة الى شمال السودان لحضور فعالية إقتصاديه هناك ..كل النقاش كان عن أحداث اليمن وعاصفة الحزم وموقف السودان .. الحديث لم يكن رسميا ولابروتوكوليا بل أقرب الى الونسه والمزاح ، أحد وزراء الإنقاذ الكبار قال ضاحكا معلقا على موقف السعوديه ( شفتو الجماعه ديل جونا جارين كيف؟ ) .. العبارة نقلت بحذافيرها بعد دقائاق الى سفير دولة عربيه فى الخرطوم عظيمة التأثير .. الرجل قال لمحدثه ناقل الخبر :ـ بصراحة لقد سرنا موقف البشير وأطربنا بيان ناطقهم العسكرى .. ولكن المشكله بيننا وبينه هم هؤلاء الجماعه .. الوزير وأخوانه ..صمت السفير ثم أردف .. نحن نريد البشير معنا . ولكن بدبابيره فقط
اما بعد ..فإن التحليل السياسي لايكتب عادة بالرغبات وبأحاسيس البغض والكره ولابدوافع ال (مع) والضد .. مقالات التعبئة هى التى تكتب بهذا ولكن التحليل السياسي وهو عملية شرح الأحداث وتوصيفها يقوم فقط على القرائن والحيثيات وهذا مانحن بصدد قوله هنا
الخطوة التى قام بها البشير مؤخرا وحاول كثيرون فى المعارضة مهاجمتها أو التقليل منها هى خطوة ذكية بلاشك ولاتنقل الرجل وحده لمربع جديد بل تنقل الملعب السياسي فى السودان كلية وتدخل فيه تغييرات جذرية ..الخطوة يمكن مهاجمتها بالاطر الاخلاقية تلك المتعلقة بالمصداقية والوفاء للحلفاء والإخلاص للأحلاف .. ولكنها قطع شك تعتبر هدفا غاليا فى الاوقات الحرجة كما يصف معلقو كرة القدم
الرجل سعى لصعود الجبل الخليجى السعودى كثيرا ..فعل ذلك وهو يفرض نفسه ضيفا على دبى فى الشهور السابقه، تلك التى وصلها وأمر سفارته هناك بتوفير حوار صحفى له مع احدى الصحف الاماراتيه ولم يكن يريد من ذاك الحوار الا أن يضع فاصلا بينه وبين الأخوان المسلمين وإدانتهم .. نسيت أن أقول لكم أن الرجل إبتدر الخطوة بإغلاق المراكز الثقافيه الإيرانيه ..وسائط الواتساب نقلت قبل شهور حديثا ساخنا لأحد رجال الإعمال داخل قبة البرلمان أدلى به فى جلسه مغلقة منعت منها وسائل الإعلام وخصصت لمناقشة وزير الخارجيه .. كان رجل الإعمال يسأل الوزير أخبرنا بالأرقام كم دفعت لنا إيران للإقتصاد السودانى؟ ثم يواصل .. أخبرونا بسر تعلقكم بإيران ؟؟
الحسابات الخاصة هى التى تحرك البشير .. واهم تلك الحسابات هو ملف المحكمة الجنائية .. الرجل كلما فكر فى إنجاز تسويه داخليه أو حوارا داخليا تراءى له مصيره مابعد هذه الخطوة .. الرجل ألغى وعودا كان بذلها لحسن الترابى بتأجيل الإنتخابات التشريعيه وعقد مؤتمر حوار وتشكيل حكومة إنتقاليه فى 2017 .. إنه هاجس الجنائية ..فاتنى أيضا أن أقول لكم ان الترابى كان قد همس فى أذن البشير لينقل له خبر لقائه بالسفراء الأوربيين ليطلب منهم التحرك لإنهاء هذا الملف مقابل تسوية داخليه يعلنها الرئيس .. الترابى قال للبشير أن السفراء أخبروه صراحة أنهم لن يبادروا من تلقاء أنفسهم خشية ردة فعل المنظمات واللوبيات الأوربيه ولكنهم سيلتقطون القفاز ان جاءت مبادرة تسويه داخليه يعلنها الرئيس .. ولكن من هذا الذى يطمع فى أن يثق البشير فى الشيخ؟

إنهزم الأخوان المسلمين فى مصر وفى ليبيا ومورست الضغوط على قطر ووسط كل هذا الحصار كان على الرجل أن يلهث للصعود الى قمة الجبل السعودى علها تعصمه من الماء ..
جاءت أحداث اليمن والتي تعتبرها المملكة بمثابة الحديقة الخلفيه لها ولن تسمح لإيران أن تواصل العبث بها .. فأخذت الموقف وإنتظرت إعلانات الإصطفاف والتأييد .. خاصة تلك الأصابع التى تلبس الختم الإيرانيه ففهم البشير الإشاره .. فرفع يده عاليا … إنها فرصة وأحمقٌ هذا الذى يتركها تمر وينتظر تكرارها ..
ولكن ماهو الثمن ؟ وفى أى صف سيوضع البشير .. دعنا نطرح الحقائق على ظهرها.. الصحافة السعوديه ضجت فرحا وقبولا بموقف الرجل .. كثيرون هناك عبروا أن السودان عاد لمكانه الطبيعى ، والبعض إعتبرها فرصة لمكاواة إيران وسروالها يسقط منها منذ البدايه .. فى صراع الكبار والجبابرة يتم الإحتفاء بمواقف الخصوم الصغار عندما يهربون من أوليائهم القدماء ويحتمون بظهور الأولياء الجدد .. هؤلاء يمسحون على شعر اولئك الصغار ويرددون :ـ لاتثريب عليكم .. وهذا ماتفعله المملكة الآن
الرئيس البشير الآن وجد الحضن الذى يحتوى قلقه إن هو أحسن الإرتماء فى ذلك الحضن .. ومن حسن ذاك الإرتماء ألا يكون مثل جحا .. أدخلوه فأدخل حماره معه .. فحضن السعوديه يتسع له وحده بدون الحركة الإسلاميه وبدون المؤتمر الوطنى الذى يسيطر على بعض مفاصله بعض رموز الحركة الإسلاميه وبدون سوالف تنظيم الأخوان المسلمين .. لا أظن هذا الثمن باهظا فهو على كل حال كان قد أغلق الحركة الإسلاميه بالضبة والمفتاح ووضع على مدخلها بكرى حسن صالح ، وهو الآن يقرب مولانا الميرغنى وانجاله ..وهو منذ سنين يتخفف لمثل هذا السباق
كثيرون كانوا قد نصحوا الرجل بإلغاء تلك الأحمال ولكنه كان مترددا كيف يلقيها ويبقى عاريا ولكن هاهى الكسوة تأتيه من البلد الحرام
المنن فى طى المحن .. وقد يكون فى خطوة الرئيس البشير التى تراها المعارضة محنة مننا قادمات ينهل منها الواقع السياسي السودانى هذا إن تحركت المعارضة الحزبيه الحركة الصحيحه فى هذا الميدان وهو ضرورة نقل الملف السياسي الى أرض الحرمين والزج بالسعوديه كوسيط هذه المرة بعد أن ظللنا ندفر فى الإتحاد اأفريقى تارة وفى ألمانيا تارة أخرى وأديس أبابا تارات كثيرات والدوحة وأبوجا وخلافها .. السعودية هى الوحيدة التى تضمن هبوطا آمنا للرجل بعد حقبته الحاكمة هذه وهذا هو الحبل الوحيد الذى يربط أقدام الرجل عن أى تسويه .. تستطيع السعوديه رعاية ذلك الملف مع الأوربيين وامريكا وفى المقابل تستلم بيمينها مفاتيح الوجود الأخوانى فى الخرطوم .. فالسعودية تريد الرجل ولكن .. بدبابيره فقط وكثيرون يريدون البلد محررا من شرور الأخوان .. والمنن فى طى المحن.

تعليق واحد

  1. علي دول الخليج ان لاتعطي عمر البشير فلسا اذا لم تخلي عن الاخوان المسلمين ويعمل فيهم كما عمل السيسي لان اي دعم من دول الخليج لعمر البشير سوف يذهب لجماعة الاخوان المسلمين لدعم الارهاب وهي منظمة ارهابية كما صنفتها دول الخليج وبريطانيا

  2. أقتباس (جاءت أحداث اليمن والتي تعتبرها المملكة بمثابة الحديقة الخلفيه لها ولن تسمح لإيران أن تواصل العبث بها )
    نريد دليلا واحدا بأن لأيران يد فى أحداث اليمن .

  3. تحليل %%%%%% ولا كلمه زياده ..
    قال امس الليل كلو البشير اضحك واردد
    الحمد لله باوداد فرجت ..فرجت ..فرجت ..فرجت ..فرجت
    قال ليك حتى كتابة السطور دى البشير مامصدق بالدخول فى عاصفة الحزم

  4. تحليل رائع ومنطقي واتفق معك بأن دخول السعودية كوسيط سيسهم في الاسراع بالحل وضمان انجازه

  5. سيناريو جميل ومتفائل نوعا ما ولكنك نسيت ان السعودية تعلم ضعف السودان بكل تنظيماته السياسية سواء الإخوان أو غيرهم كلهم ضعيفين جدا وغير مؤثرين على ساحة السياسة الدولية والعالمية لذلك لن تتورط في الدخول كوسيط في بلد منهار تماما ولا يرجى منه اصلاح او تقدم , يا أخي البلدان دي ما عميانه من السودان ده لاكثر من ربع قرن ,, لكن هي من زمن طويل جدا اختارت سياسة التهميش التام لكل قضايا السودان حكومة وشعبا ,, ما بالك الان والمشاكل التي اصبحت لدى السعودية تكفيها وتزيد فلن تورط نفسها في قضية خاسرة

  6. اليشير لا ينفع الا منجد مراتب لاهو فتال حبال ولا جلاد عناقريب الاخوان الاشرار تمكنوا من البلد هم من قدموه وصنعوه اراد ان يمتهن مهنة البناء سقط من السقالة وانهار البناء من اساسة لسرقة مواده بواسطة انفار اليومية *الطلب* بضم الطاء هو مرحلي فقط وفاشل

  7. تحليل جيد ولكنه اماني فقط فالإخوان المسلمين اخطر واشد .. قتل الاخوان المسلمين – اقصد الفكر السلطوي اللاهث وراء السلطة بأي ثمن قتلوا الامام على رضي الله عنه في المسجد وكان الذي قتله يكبر ويهلل وعلى بن ابي طالب هو علي له من المناقب ما لا توجد عند صحابي ويكفي انه احد المبشرين بالجنة .. والاخوان قتلوا عبد الناصر وازهقوا روح السادات وكانوا كما كانوا لحسني مبارك .. ثم يحاربون الان السيسي من برلمانهم في المنفى بتركيا..

    الاخوان المسلمين تعرفهم الجامعات بعنفهم وتزويريهم لإرادة الطلاب وتزوير الانتخابات والسهر حتى الهزيع الاخير من الليل يخططون في الخطوة التالية والتالية… لن يتركوا الرئيس يفلت من يدهم .. خاصة وان كبارهم موجودين والتنظيم الدولي موجود وتركيا موجودة… سيعملون له شيئا ما يعيد البشير الى الحظيرة التي يريدونها.. مشكلة البشير انه تحالف مع اخطر الناس يحورون ويفعلون ما يريدون بورقة الدين ويرفعون شعارا لا دثارً… الآن هم يخططون ويخططون

    نحن ننام قريري الاعين وهم الآن يتحادثون واكيد سوف يرجعون الى مسيدهم الاكبر في قاعات بنك فيصل بعمارة الفيحاء حتى لا يفلت الرئيس من تحت ايديهم وليس من السهولة ان يفلت من بين ايديهم هم الآن يمسكون بزمام المخابز بالعاصة والاقاليم ويمسكون الملفات السرية العويصة ويمسكون انابيب الغاز وحركة النقل والمواصلات.. إشارة واحدة من قادتهم وقططهم السمان ففي لحظة ينهار البنيان بأكمله … سيولعون له الدنيا حرباً وقد يتحالف اقطاب الحركة الإسلامية مع الجبهة الثورية ولا يرون في ذلك أي مانع .. المهم الحكم

    ليس من السهولة التخلي عن عبدالرحمن الخضر ولا مصطفى اسماعيل ولا على عثمان وقطبي والكتيبة السرية للأخوان المسلمين اقطاب الحركة الإسلامية ..

    سيتركون الحبل في الغارب لسعادة الرئيس ويذوق عسيلة المال الخليجي الذي مُنع منه فترة من الزمن ثم سوف يحكمون الوثاق حول الرئيس … تخطط الحركة الاسلامية منذ عام 1964م لقبض الحكم ولن تترك السلطة بسهولة وها هي الآن تفعل تعدل الدستور وتعدل قانون الانتخابات وتخدع الناس بالوثبة وبالاستحقاق الدستوري وغيرها..

    الرئيس ادخل نفسه في نفق مظلم مع هؤلاء الجماعة التي لا ترى الا مصلحتها ولا تعرف الا الحكم

  8. اروع تحليل قرأته فى خلال هذا الاسبوع .فعلا قد تكون ازمة اليمن نعمة على الرجل وعلينا كلنا

    اذا تحققت عملية الsoft landing على يد السعوديين اذ هم اقدر على اعطائه الضمانات التى يبحث عنها

  9. عذرا سيدى كاتب المقال , فالشعب السودانى لايريد البشير بدبابيره او بطفيلياته الاخوانية…
    فالبشير هو الجيفة التى نمت حولها اليرقات, فلن تموت اليرقات الا بحرق الجيفة.
    وهناك على البعد جيف اخرى خارج حظيرة الاخوان ….هذا للتذكير فقط فلك الله ياسودان

  10. 01- لقد أبدعت أيّما إبداع … يا (حسن إسماعيل سيد أحمد) … أضف إلى ذلك … أنّ حلف الناتو … بكلّ مكوّناته العالميّة … بما فيها … على سبيل المثال … دولة الأجيال السودانيّة … والمملكة العربيّة السعوديّة … ودولة الإمارات العربيّة … وجمهوريّة مصر العربيّة … يريد خبراء الجيش السوداني … ويريد الكليّة الحربيّة السودانيّة … لتأهيل وتدريب وتجديد … طاقاته البشريّة … المعنيّة بكلّ الإختصاصات الحربيّة … وكان يحبّذ أن تمر تلك الطاقات البشريّة … قبل ولوجها إلى الكلّيّة الحربيّة السودانيّة … على كُلّيّة غردون التذكاريّة … جامعة الخرطوم الحاليّة … التي كانت مناهجها ومراجعها ومكتباتها وقاعاتها مبنيّة … على مستوى أكفورد البيريطانيّة … وعلى مستوى جورج واشنطون الأميريكيّة … وبالطبع كانت الدراسة فيها فقط باللغة الإنجليزيّة … لأسبابٍ يعرفها أهل المجالات والإختصاصات المعنيّة … وهم بإختصار يريدون الأذكياء الأقوياء الأنقياء الأسخياء … أهل البسطة في الجسم والعلم … للإختصاصات الحربيّة … وأهل البسطة في العلم للإختصاصات المدنيّة … وكلّ ذلك لصناعة الكوادر البشريّة المؤهّلة الذكيّة المتجدّدة أتومانتيكيّاً … والمعنيّة تماماً … بإعادة هندسة وبناء … وتشغيل وصيانة وتطوير وحراسة وحماية التجمّعات الحضريّة الإنتاجيّة الحديثة الراقية الذكيّة الجدوائيّة … في الأماكن التي تصلح لتلك التجمّعات … وتسمح بإقامة تلك التجمّعات … يعني التغيير عبر إعادة هندسة المناطق والأشياء … في هذا العالم الذي يحكمه الحلفاء … بغرض تطويرها المستمر إلى الأفضل فالأفضل … ليس عن طريق العنف والقوّة … وحدهما … وليس عن طريق العلم وحده … وليس عن طريق الفلسفة وحدها … إنّما عبر تكامل كُلّ هذه المقوّمات … وغيرها من المقوّمات التي يعرفها أهل الإختصاصات … ؟؟؟

    02- لكنّ ذلك يقتضي … أن يتحوّل طلاّب الجامعات السودانيّة الحاليّة … لجامعة الخرطوم … بعد توسعة مواعينها … كما يقتضي ذلك أيضاً توسعة مواعين الكليّة الحربيّة السودانيّة … مع إعادة النظر … في إمكانيّة توحيد مناهج وعدد سنوات الدراسة قبل الجامعيّة … في كلّ الدول المعنيّة … بالأضافة إلى إمكانيّة تدريس كلّ المواد باللغة الإنجليزيّة … ما عدا التربية افسلاميّة وبالطبع اللغة العربيّة … ؟؟؟

    03- وحدة الهضبة شرق الأوسطيّة … أو ما يُعرف بالشرق الأوسط الكبير … تقتضي دراسة … إمكانيّة إقامة جسر طائر وخزّان كهرومائي … على باب المندب … لتوليد 100 ألف ميقاوات من الطاقة الكهربائيّة المتجدّدة … ولمرور الشاحنات والقطارات الكهرومغناطيسيّة السريعة … عبر ذلك الجسر التابع لذلك الخزّان … مع دراسة إمكانيّة إقامة نفس المشروع … على منطقة قناة السويس وخليج العقبة … ؟؟؟

    04- من الأفيد لإنسان هذه الهضبة شرق الأوسطيّة … أن تتكرّم المملكة العربيّة السعوديّة … السخيّة … (الحاكمة للعالم بأموالها وحكمتها وسخائها وآرائها الإشراقيّة الذكيّة) … بتعميم مشروع إقامة وتشغيل وصيانة محطّات توليد الطاقة الكهربائيّة … عبر التوربينات المزدوجة … الغازيّة – البخاريّة … كبيرة السعة التوليديّة … (التي أقامتها لها الشركات اليابانيّة … مثل إمتداد محطّة توليد كهرباء القريّة … الكائنة الآن في المنطقة السعوديّة الشرقيّة … والمعتمدة على تحلية المياه الخليجيّة والتي تحرق في أفرانها … نوعيّات من البترول الخام الخفيف والغاز الطبيعي غير الصالحين للتصدير ) … في جميع الدول المعنيّة … خاصّة الدول النيليّة … لأسباب يعرفها المعنيّون بها … ؟؟؟

    05- وبما أنّ موارد الطاقة الأحفوريّة ناضبة المعين … فإنّنا كمهنيّين … لا نملك إلاّ أن ننصح كلّ المعنيّين … المدنيّين والعسكريّين … بالتركيز على إقامة تجمّعات حضريّة إنتاجيّة جدوائيّة ذكيّة … حول موارد الطاقة الكهرومائيّة … بالتحديد حول ما تبقّى من الشلاّلات النيليّة … الخامس ( الشريك) … والثالث ( كجبار ) … والثاني ( دال ) … وإستكمال مجمّع الشلاّل الرابع (خزّان أو سد مروي ) … الذي مازال ينقصه مشروعان للري الإنسيابي … عن يمينه وعن يساره … أو تجمّعان حضريّان إنتاجيّان … ؟؟؟

    06- ولن تكون هذه التجمّعات الحضريّة الإنتاجيّة … ذكيّة وجدوائيّة … إلا إذا ما تمّ ربطها بالأسواق العالميّة … عبر القطارات الترحيليّة الكهرومغناطيسيّة … وعبر الأساطيل الترحيليّة البحريّة والجوّيّة … ؟؟؟

    07- يعني يا سعادة العسكري البشير … رئيس الجمهوريّة العسكريّة الحاليّة .. الجديدة لنج … الذي طلّق مؤتمرات وكفر بفلسفات الحركة الإخوانيّة الشيعيّة الماسونيّة … كما طلّق إتّحادات وكفر بفلسفات مايو الشيوعيّة الإشتراكيّة الحربائيّة … ما تمشي تشحد الدراهم والريالات الخليجيّة … والدولارات الأميريكيّة … واليوروهات الأوروبيّة … عشان تكتّل بيها الطاقات البشريّة السودانيّة … شوف ليك طريقة ذكيّة … وخلّيك صاحب مصداقيّة … مع مليك المملكة العربيّة السعوديّة … ومع أوباما الولايات المتّحدة الأميريكيّة … ومع كتلة الدول الأوروبيّة التي ترأسها الآن الدولة الألمانيّة … عشان يشوفوا ليك طريقة حوكمة إنتقاليّة … تشارك فيها … كعسكري مهني … مع الكيانات والكائنات السودانيّة … المهنيّة الأخرى … المعنيّة بإعادة توجيد دولة الأجيال السودانيّة … والنهوض بها بطريقة جماعيّة … ذكيّة وجدوائيّة … بالنسبة لإنسان دولة الأجيال السودانيّة … وليست فقط جدوائيّة … لكوادر وقيادات الحركة الإخوانيّة … البلاطجيّة العسكريّة الأمنجيّة الشرطجيّة … الأنانيّة الغبيّة الإستباحيّة … الحراميّة الفهلوانيّة البهلوانيّة الأونطجيّة … ليس إلاّ … ؟؟؟

    08- التحيّة للجميع … مع إحترامنا للجميع … ؟؟؟؟

  11. التحليل هذا ليتم تنفيذه عايز شجاعة من الرئيس ودهاء يعني الراجل ممكن يروح في حق الله لو حلم بس يعمل كده وجماعته ديل ما بهمهم يعملوا اي شئ كما تعلمون وهو زاتو ما بفرق كتير منهم والحاصل ده كلو تحت بصرو ونظرو

  12. انت يابو عديلة اما شيعي اما انك غير مطلع على الاحداث فان ايان هي المخطط الرئيسي لانقلاب الحوثيين

  13. تحليل ممتاز و موضوعي يا أبورفقه. الراجل لعبها صاح و دخل قون فينا كلنا و قونيين في الإيرانيين. تحياتي

  14. يا جماعة موضوع موقف البشير دا غامي لسه وانا خايف يكون الراجل اخد الموقف تحت تهديد مباشر ام غمتي خاصة ملفو بيد مجلس الامن والدول العربية كولها عندها عضوية وملزمة بتنفيد اي قرار منها مش زي المحكمة الجنائية الموضوع دا داير بحيت وغرف من جوه وخايف يكون الشعب السوداني اخر من يعلم؟؟؟

  15. تحليل موضوعي وواقعي قد وفقت كثيرا فيه استاذ حسن اسماعيل
    لو عملها البشير وقلب الطاولة على الجماعة( العَفِنَه) الداخليه يكون كسب الجوله وربما يكسب الشعب من جديد ،والله أعلم

  16. “كلمة حق اريد بها باطل ”
    الموقف الاخير للبشير يجسد تحديدا ما يمنعنا كقوي تغيير من الثقة بهذا الرجل او هذا الكيان و الذي للامانة كان بعيدا عن اي فكر منهجي منذ المفاصلة الشهيرة و كان واضحا انه اعلنها واضحة من اراد عرض الدنيا فهاهنا و بالمقابل من اراد خرف الترابي و زندقته فهناك لم يكن الخيار صعبا فتجمع (ناس الكرتة ) حوله فاصبح مستنقع من الطفيليات يحوم حوله و امتلاء وطننا الحبيب بقازوراته و عطن الرائحة .
    اخي حسن كثيرا ما ناديت بخطل من يراهنون علي الخارج و انا من متابعين كتاباتك باستمرار … السعودية لن تزج نفسها في اتون تعقيدات الداخل السوداني … و المشير لن يعطي المعارضة لقمة لانها (المعارضة ) ببساطة في جيبه و ليست مركز قوي و هي دمية يتسلي بها بابتسامة ساخرة ثم هو لم يقفز علي كل هذه الحبال ليتشارك جائزته معها فالهم الاول هو البقاء في السلطة و هو لم يفعل ما فعل لاجل عيون الوطن .

  17. الكلفة الاقتصادية لحرب دارفور
    حامد التيجاني علي
    آخر تحديث : الأربعاء 12 أكتوبر 2011 14:46 مكة المكرمة
    الحرب في دارفور ?كما في كل مكان- لها كلفة عالية على المستويين الاقتصادي والإنساني. وقد أظهرت التقديرات التي حوتها هذه الدراسة أن حكومة السودان أنفقت على حرب دارفور 24.07 بليون دولار وهو ما يعادل 162 % من الناتج المحلي الإجمالي خلال سنوات الحرب. ويشتمل هذا على 10.08 بليون دولار في صورة نفقات عسكرية مباشرة، و7.2 بليون دولار في صورة خسائر في الإنتاجية فقدها النازحون عن أراضيهم داخل دارفور، و2.6 بليون دولار في صورة خسائر في المدخرات الحياتية فقدها القتلى في الحرب، و4.1 بليون دولار خسائر نتجت عن الإضرار بالبنية الأساسية.

    وفي الوقت الذي كانت الدولة على مدار عقدين توجه ما نسبته 1.3 % من ميزانيتها إلى الصحة العامة و1.2 % إلى التعليم، فإنها كانت تنفق ما نسبته 23 % من الميزانية السنوية إلى المجهود الحربي في سنوات الحرب في دارفور. والمؤمَّل من هذه الورقة أن تلقي مزيدا من الضوء على الكلفة الاقتصادية والإنسانية لهذه الحرب التي يبدو أنها لم تخضع لدراسات اقتصادية معمقة بالقدر الذي يتناسب وجسامة ما راح ضحيتها من خسائر.

    أنماط الخسائر وسبل حصرها

    تبعا لتقرير التنمية الدولي لعام 2011 تسبب ارتفاع عدد النازحين داخليا في مختلف الدول، ومن بينها السودان، إلى تقطع أواصر التنمية البشرية، وخلق تحديات كبرى أمام تلبية الأهداف التنموية في الألفية الجديدة. وقد خلّفت الحرب التي شهدتها دارفور أكثر من 30 ألف قتيل، ونزوح 3 ملايين إنسان، وإضرام النيران في حوالي 3000 قرية، وفقدان ما قيمته ملايين الدولارات من المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية التي نهبتها الحكومة وجماعاتها المسلحة، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA.

    وفيما وراء ذلك، لا يمكن تقدير الخسائر النفسية التي ترتبت على تلك الحرب وما ارتبط بها من تمزيق اللحمة الاجتماعية للدولة، وتدهور سمعتها. كما تعرضت الأولويات الاقتصادية للدولة لخلل تام؛ فالسودان، تلك الدولة الفقيرة نسبيا، صارت تنفق بسخاء على البارود أكثر مما تنفق على الخبز.

    ولأكثر من عقدين كانت الحكومة السودانية تنفق من ميزانيتها السنوية ما نسبته 1.3 % على الصحة العامة، و1.2 % على التعليم بينما كانت تنفق نسبا أكبر على حرب دارفور؛ فقد بلغت كلفة هذه الحرب أرقاما كبيرة لدولة مثل السودان؛ إذ كان المجهود الحربي في دارفور يلتهم نسبا متزايدة من الناتج المحلي الإجمالي. ونظرا لأهمية هذه القضية التي شغلت المجتمع الدولي لأكثر من 9 سنوات يبدو جديرا بالتأمل أن نراجع تأثير هذا النزاع على الخسائر الاقتصادية للاقتصاد السوداني.

    وقد قامت بعض المراجعات البحثية بحصر الدراسات التي تناولت قضية تقدير كلفة النزاعات المسلحة على المستوى العالمي. وتركز مثل هذه الدراسات عادة على خسائر الدخل القومي باستخدام تقنيات نمذجة حسابية متنوعة وغير متسقة. وتعبر معظم الدراسات عن التداعيات الاقتصادية للحرب كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي. وفي كثير من الحالات تشتمل هذه الدراسات على الآثار التي يمكن إرجاعها بشكل مباشر إلى النزاع، لكنها تستبعد الآثار غير المباشرة، التي قد تزيد من عبء ذلك النزاع.

    وثمة أسلوبان لحساب كلفة الحرب: الأول: يحسب كلفة إحلال المواد المدمرة، ويشتمل هذا الأسلوب على الخسائر المباشرة وغير المباشرة للنزاع بناء على نظرية اقتصادية أو دليل تجريبي. أما الأسلوب الثاني فيحسب كلفة الحرب من خلال نمذجة معروفة باسم التحليل المغاير counter-factual analysis والذي يُبنى على تقدير ما كان يتوقع أن يشهده النمو الاقتصادي والرفاهية العامة للدولة في حالة عدم تورط الدولة في النزاع. وباتباع أي من الأسلوبين فإنه من الصعب قياس كلفة النزاع بشكل كامل ذلك لأنها تختلف من حالة لأخرى.
    فعلى سبيل المثال فإنه في حالة دارفور نشب النزاع بين إقليم داخلي ودولة ضعيفة. وبإخضاع البيانات للمراجعة والتقييم، وبحساب وتصنيف كافة العناصر الداخلة في الصراع، يصبح من الصعوبة الوصول إلى أي سلسلة زمنية كثيفة طويلة الأمد لكي تطبق اختبارات تجريبية صارمة بهدف حساب الكلفة الحقيقية للحرب.

    ويذهب بعض الباحثين إلى أن الحرب الأهلية تؤثر على النمو الاقتصادي من خلال تدميرها للموارد، وإضرارها بالبنية الأساسية، وإخلالها بالنظام الاجتماعي، وتبديدها للنفقات، وهروب رؤوس الأموال؛ ومن ثم فإن سرعة التعافي من آلام ما بعد الحرب تبقى رهينة بالفترة التي استغرقتها الحرب نفسها.

    وإضافة إلى ما سبق، فإن خسائر الأرواح أو الدخل الذي كان يُنتظر أن يجلبه الذين لقوا حتفهم يجب أن يؤخذ في الاعتبار. ونظرا لعدم وجود بيانات كافية، فإنه لا يمكن تقدير الكلفة غير المباشرة وفي مقدمتها هروب رؤوس الأموال وهجرة العمالة المدربة، وضياع فرص التعليم للأجيال الجديدة. ونأمل في أن تتمكن دراسة مقبلة من سد العجز في هذه البيانات.

    وثمة نقاط أخرى عديدة يجب أن يشار إليها، نجملها على النحو التالي

    أولا:تقدم هذه الدراسة تقييما لكلفة الحرب في دارفور في وقت لا يزال النزاع المسلح لم ينته فيه بصورة نهائية وتامة؛ ومن ثَمَّ فإن الكلفة الإجمالية للحرب لا يمكن الحصول على تقدير نهائي لها، كما أننا أمام حالة يندر فيها وجود البيانات المطلوبة للتقدير والحساب.
    ثانيا: رغم تعاقب موجات الأزمات السياسية والاقتصادية التي ضربت دارفور، فإنه خلال سنوات النزاع المسلح تمكنت الدولة من استغلال المخزون النفطي لتمويل آلة الحرب. ويمكن إرجاع النمو الاقتصادي المحدود الذي شهدته البلاد إلى ما توفر للدولة من عائدات النفط التي ربحتها خلال تلك الفترة، ومع هذا فقد كان من المتوقع أن يُحدث النمو الاقتصادي مستوى أعلى لو لم يكن هذا النزاع المسلح قد اندلع.
    ثالثا: من المثير للتناقضات أن الحرب في دارفور أوجدت وظائف جديدة لأجزاء أخرى من السودان؛ فالمهمة المشتركة التي جمعت قوات من الأمم المتحدة وقوات من الاتحاد الإفريقي في دارفور قد بدأت عملها في 2007. وقدمت هذه المهمة فرصا للعمل استفاد منها 3000 مواطن وعمل فيها 26000 عسكري. كما تزايد حجم العاملين في منظمات المجتمع المدني ليتضاعف عددهم بالمئات.
    ورغم أن التدمير الذي ألحقته الحرب بالثروات القومية كان كبيرا، سنحاول الوقوف على بعض المنافع التي عادت على السكان النازحين من قبل جهود المهمة المشتركة لقوات الأمم المتحدة وقوات الاتحاد الإفريقي، خاصة في مجال الخدمات الطبية وتوفير الغذاء.

    كلفة الإنفاق الدفاعي

    قبل الشروع في مناقشة العلاقة التي تجمع الإنفاق العسكري والنمو الاقتصادي في السودان، يجب أن نقدم الأساس النظري. وهناك ثلاث نظريات متباينة تقارن بين نفقات الدفاع ومعدلات النمو الاقتصادي: النظرية الأولى تقوم على أن الإنفاق العسكري يؤثر بشكل سلبي على النمو الاقتصادي؛ إذ يمثل الإنفاق العسكري عبئا ثقيلا على الأمم فهو يعطل الاستثمار على نحو ما يذهب إليه عدد من الباحثين. أما النظرية الثانية فترى أن الإنفاق العسكري وسيلة للتوسع المالي، فهو يزيد من حجم الطلب الكلي؛ ومن ثم يزيد من الوظائف والناتج الاقتصادي. وقد قام بعض الباحثين، من خلال دراسة غطت 44 دولة، بتقديم دليل قوي على أن الإنفاق العسكري له تأثير إيجابي على النمو الاقتصادي. أما النظرية الثالثة فلا ترى وجود أية علاقة سببية بين الإنفاق العسكري والنمو الاقتصادي.

    ولعل الأسلوب البحثي الأول هو الوثيق الصلة أكثر بالحالة السودانية؛ فالإنفاق العسكري يعرقل استثمار رأس المال ويعوق من النمو الاقتصادي. وحري بنا أن نلاحظ أن الإنفاق الدفاعي في السودان يتخذ أشكالا مموهة ليحافظ على سريته. وليس هناك بيانات عن العناصر التفصيلية للإنفاق الحكومي على أسس تصنيفية. ويزيد المشكلة تعقيدا أن الجيش منخرط في التجارة ويمتلك مستشفيات وشركات تجارية؛ ومن ثم فإن الإنفاق العسكري الفعلي دوما ما يكون أقل بكثير من التقديرات النظرية. وفضلا عن ذلك فإن المؤسسة العسكرية منخرطة أيضا في القطاع النفطي، الذي تستمد منه الموارد الكافية لتغطية نفقاتها.

    جدول (1) النفقات العسكرية والصادرات (مقدرة بملايين الدولارات)

    السنة

    النفقات العسكرية

    تقدير النفقات العسكرية في دارفور

    صادرات النفط

    إجمالي الصادرات

    صادرات السلع غير النفطية

    نسبة صادرات النفط لإجمالي الصادرات

    1997

    206

    46

    596

    550

    7.7

    1998

    596

    60

    780

    720

    7.7

    1999

    1.068

    276

    1.807

    1.531

    15.3

    2000

    1.390

    1.300

    1.699

    399

    76.5

    2001

    873

    1.370

    1.699

    329

    80.6

    2002

    1.011

    1.511

    1.949

    438

    77.5

    2003

    773

    0.00

    1.994

    2.542

    548

    78.4

    2004

    2.198 (*)

    1.352.71

    1.226

    3.778

    2.552

    32.5

    2005

    1.797

    951.71

    4.187

    5.254

    1.067

    79.7

    2006

    2.113

    1.267.71

    5.087

    5.700

    613

    89.2

    2007

    2.676

    1.830.71

    8.419

    8.900

    481

    94.6

    2008

    3.228

    2.382.71

    11.106

    11.700

    594

    94.9

    2009

    3.148

    2.302.71

    7.836

    8.400

    564

    93.3

    الإجمالي

    10.088.29

    المصدر: البنك الدولي (2011)
    (*) بدأ الصراع في دارفور في 2003 بينما بدأت الدولة في تحركها العسكري في 2004، على نحو ما يمكن ملاحظته من تضاعف إجمالي النفقات العسكرية بمقدار ثلاثة أمثال بين عامي 2003 و 2004.

    وعلى نحو ما يوضح جدول (1) فإن الإنفاق العسكري في السودان كان آخذا في الارتفاع؛ فقبل بداية النزاع في دارفور في 2003 كانت الدولة توجه 845 مليون دولار كمعدل سنوي لتغطية النفقات العسكرية. ومنذ ذلك التاريخ، بلغ معدل الإنفاق العسكري أكثر من الضعف. وكانت الزيادة في الإنفاق العسكري خلال السنوات الست التالية (2004 -2009) تقدر بنحو 10 بلايين دولار ( بمعدل 1.7 بليون دولار سنويا)، وقد وُجِّهت بشكل مباشر للمجهود الحربي في دارفور.

    ويزودنا جدول (1) بدليل دامغ على أن دارفور التهمت الحصة الأكبر من الإنفاق العسكري؛ فبعد عام 2003، حين انطلقت شرارة النزاع، كانت مشكلة جنوب السودان في هدوء نسبي تحت مراقبة الأمم المتحدة، وكانت الأنشطة العسكرية في ذلك الإقليم قد توقفت.

    وخلال نفس الفترة، وقَّعت الحكومة السودانية اتفاقات سلام مع دول الجوار، بما فيها إثيوبيا وإريتريا، كما أن المعارضة الشمالية المعروفة باسم “التجمع الوطني الديمقراطي”، عادت إلى طاولة الحوار في كنف تسوية سياسية كانت مصر هي الوسيط فيها. وبالمثل، فإن النزاع الذي اشتعل في شرق السودان تم إنهاؤه عبر اتفاقية سلام وقعت في عام 2006.

    ولعل القول بأن الإنفاق العسكري الذي يرتبط بصناعة النفط عبر الشركات المملوكة للمؤسسة العسكرية قد تسبب في تدمير قطاع التصدير -من خلال مزاحمته وتعطيله لتكوين رأس المال في الصناعات المدنية- قد ثبتت صحته؛ ففي عام 1999 على سبيل المثال، شكّلت الصادرات النفطية 15 % من إجمالي الصادرات السودانية. وبعد عشر سنوات من ذلك التاريخ ارتفعت النسبة إلى 93 %. وكانت الصادرات النفطية تعرقل الصادرات غير النفطية، لأن الحكومة كانت توجه عائداتها النفطية بشكل مباشر نحو المشتريات العسكرية واستيراد التجهيزات العسكرية، وليس نحو تحسين قطاع الصادرات غير النفطية. وحل البديل محل الأصيل؛ فالحكومة كانت تتكسب أموالا بخسة من خلال بيع النفط بدلا من الاعتماد على التصنيع مثل الصناعات الغذائية والصناعات الخفيفة.

    وقد خلصت دراسة سابقة إلى أنه من بين كل دولار تتلقاه الحكومة من عائدات النفط، كانت تنفق منه 0.21 دولارا على التسليح. وقد تسببت هذه السياسة في تراجع الصادرات غير النفطية، ولم يكن هناك تغير ملحوظ في هذا الاتجاه خلال الفترة بين 1997 و2009. وقد تحقق ثبات قصير الأمد في صادرات السلع غير النفطية عام 2004، وهو ما نتج عن بيع السودان لخدمات شبكات الاتصالات اللاسلكية لطرف أجنبي، لكن في المتوسط فإن قيمة الصادرات الحكومية كانت في حدود 600 مليون دولار.

    خسائر رأس المال البشري

    تبعا لتقرير التنمية الدولي الصادر عن البنك الدولي (2011) فإن من يعيشون في دولة هشة متأثرين بالنزاعات المسلحة عادة ما يكونون أكثر عرضة لمعاناة الفقر والحرمان، والعجز عن الالتحاق بالتعليم المدرسي، أو الحصول على الرعاية الأساسية.

    ومثل هذه التحديات ذات تأثير طول الأمد على الكسب المعيشي اليومي؛ ومن ثَمَّ تترك آثارها على التنمية الاقتصادية. وقد أظهرت الدراسات السابقة أن أحد أشكال كلفة الحرب غير المباشرة تتجسد في انخفاض الإنتاجية نتيجة هروب رؤوس الأموال وهلاك البشر. وفي السطور التالية سنعرض لعدد السكان النازحين داخليا، والسكان المتأثرين بالحرب، فضلا عن تقدير عدد القرى التي أُحرقت وإجمالي عدد القتلى، ثم تقدير الكلفة الإنتاجية للحرب.

    يوضح جدول (2) أنه حتى عام 2009 فإن النزاع في دارفور قد أثّر بالضرر على نحو 1.5 مليون نسمة في شمال دارفور، و1.9 مليون في دارفور الجنوبية، و1.2 مليون في غرب دارفور. وقد تسببت الحرب في نزوح 0.5 مليون نسمة من شمال دارفور، و1.4 مليون من جنوب دارفور، و1.2 مليون من غرب دارفور.

    وتتمثل الكلفة المباشرة للنزاع المسلح في دارفور في فقدان المكاسب المعيشية اليومية للنازحين داخليا. ونستخدم هنا معدلات الفترة من 2005 إلى 2009 لحساب المكاسب المفقودة على مستوى الأسرة. كما سنقوم علاوة على ما سبق بحساب المكاسب المالية المفقودة نتيجة هلاك الأفراد.

    جدول (2) عدد النازحين داخليا والسكان المتضررين بسبب النزاع في دارفور
    (الفترة من 2005 إلى 2009)

    السنة

    شمال دارفور

    جنوب دارفور

    غرب دارفور

    القتل والتدمير

    عدد المتضررين

    عدد النازحين

    عدد المتضررين

    عدد النازحين

    عدد المتضررين

    عدد النازحين

    عدد القتلى

    عدد القرى المدمرة

    2005

    725.736

    393.75

    824.346

    603.719

    854.388

    662.0

    64162

    2.767

    2006

    1.307.025

    475.257

    1.413.099

    722.922

    1.276.087

    776.348

    10.859

    384

    2007

    1.355.594

    461.399

    1.546.173

    862.385

    1.263.956

    779.226

    5.468

    89

    2008

    1.516.680

    508.499

    1.913.518

    1.410.704

    1.293.394

    766.363

    20.788

    701

    2009

    1.518.064

    508.499

    1.913.518

    1.410.704

    1.283.124

    746.912

    -671

    -141

    المصدر: مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA.

    وعلى نحو ما يشير جدول (3) فإن السكان المتضررين قد فقدوا مصادر رزقهم ويعيشون كلية على الإعانات الغذائية. وقد بدأت الخسارة السنوية لمصادر الكسب الحياتي أو فقدان سبل الإنتاجية بنحو 100 مليون دولار في عام 2003 وذلك مع بداية اشتعال النزاع. ومع توسع النزاع وامتداد رقعته نحو مناطق أخرى في دارفور ارتفع مقدار الخسارة في الإنتاجية لنحو 1.8 بليون دولار في 2009. وبلغ مجموع الخسارة الإنتاجية الكلية للفترة الممتدة من 2003 وحتى 2009 نحو 7 بليون دولار.

    جدول (3) الفاقد في الإنتاجية مقدرا بثابت سعر الدولار لعام 2005

    السنة

    نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي

    عدد السكان المتضررين

    عدد الأسر

    الفاقد في الدخل

    2003

    1.492

    410.000

    68.333

    101.984.722

    2004

    1.537

    1.600.000

    266.667

    409.978.661

    2005

    1.601

    2.604.470

    434.078

    694.949.908

    2006

    1.744

    4.196.211

    699.369

    1.219.399.990

    2007

    1.879

    4.365.723

    727.621

    1.366.920.073

    2008

    1.990

    4.923.592

    820.599

    1.633.230.390

    2009

    2.193

    4.914.706

    819.118

    1.796.325.043

    الإجمالي

    7.222.788.786

    المصدر: مؤشرات التنمية الدولية، البنك الدولي عام 2011

    وقد أظهرت دراسات سابقة أن عدد القرى المدمرة في دارفور قد بلغ 3,408، منها 1,173 في شمال دارفور، و1,100 في جنوب دارفور، و1,135 في غرب دارفور. ويشير تقرير منظمة العفو الدولية (2004) إلى أن 44 % من القرى في دارفور قد أُحرق. ومع تمدد رقعة النزاع، يتعرض المزيد من القرى للحرق، وإن كان بمعدل أقل؛ وذلك لأنه لا يتبقى سوى القليل من القرى التي لم يطُلها التدمير.

    وفي الدراسة التي بين أيدينا قدمنا تقديرا بعدد القرى التي أُحرقت بحلول عام 2009 مستدلين في ذلك بأعداد النازحين هربا من الحرب. وخلال عملية التقدير هذه افترضنا أن 730 فردا يشكلون قرية، وأن عدد سكان القرى يزداد بمعدل 3 % سنويا، وذلك خلال الفترة من 2005 وحتى 2009.

    وكما يتضح من جدول (2) فإن تقديراتنا خلصت إلى أن عدد القرى المدمرة بلغ 3380 وهو أقل من التقدير الذي وصلت إليه دراسات سابقة قدرت العدد بـ 3408 خلال الفترة من 2003 إلى 2004. وتقدم تقديراتنا الحد الأدنى للقرى المدمرة. أما الرقم المعروض الذي يبلغ 2,767 قرية لعام 2005 فهو رقم تراكمي للسنوات من 2003 إلى 2005.

    وكما أوضحنا بشأن أرقام 2009 فإن هناك نموا سلبيا في القتل والتدمير بمعنى أنه تم تحول في الاتجاه الإيجابي؛ حيث تم بناء 141 قرية، وزاد عدد السكان بنحو 671، غير أن الرقم الأخير يأتي في الواقع من نزوح سكاني في عام 2009 في مناطق “مهجرية” في دارفور كرد فعلى على الحركة الإجبارية المرتبطة بالقتال الداخلي.

    وبصورة إجمالية فإن استدلالنا على أعداد القرى المدمرة من خلال أعداد النازحين يبدو أنه تقدير منطقي ويعكس واقع أن القليل من القرى قد أُضرم فيه النيران في عام 2009، على نحو ما أشارت تقارير لمنظمات مختلفة تابعة للأمم المتحدة والرقابة المشتركة للاتحاد الإفريقي/الأمم المتحدة.

    وقد قدرنا أيضا خسائر الكسب المعيشي التي كان من المفترض أن يتكسبها المتوفى طيلة حياته لو لم يندلع نزاع دارفور. وقد استخدمنا تقديرات متحفظة تتراوح بين 5 إلى 20 سنة للفترة التي كان يفترض أن يعيشها المتوفى لو لم يندلع النزاع، آخذين في الحسبان أن متوسط أمد حياة الفرد في السودان 58.5 سنة، على نحو ما جاء في تقارير مؤشرات التنمية الدولية، وأخذا في الاعتبار أيضا نقص البيانات المتعلقة بالخصائص الديموغرافية لضحايا الحرب.

    وقد اعتمدنا على بيانات عام 2003 لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي والذي يبلغ 399.02 دولارا، وذلك بحسابات تلك السنة التي اندلع فيها النزاع، وكان تقديرنا يأخذ في اعتباره تثبيت سعر صرف الدولار حسب قيم عام 2000. على نحو ما جاء في تقرير البنك الدولي.
    وهناك جدال معتبر بين مختلف الباحثين بشأن عدد الضحايا في نزاع دارفور. ويوضح جدول (4) التقديرات القصوى والدنيا من مصادر مختلفة أهما دراسة 2006 Coebergh و(2005) Reeves و(2005) Guha-Sapir et al، ومركز بحوث علم أوبئة الكوارث CRED، ووزارة الخارجية الأميركية، ودراسة (2005) Hagan.

    وإضافة إلى ما سبق، فإن المكتب الأميركي للحوسبة الحكومية GAO أصدر في عام 2007 تقديرا يقيّم فيه عدد من الخبراء مكامن قوة وضعف كل تقرير بناء على أهداف التقرير ومدى شموليته. وعلى الرغم من أن الخبراء أعطوا أعلى درجة ثقة لتقديرات مركز بحوث علم أوبئة الكوارثCRED ، فإننا لسنا متأكدين من المدى الذي يمكن فيه اعتبار التحيز المهني عاملا في هذا الاختيار، خاصة أن معظم الخبراء الذين تم الاحتكام إليهم كانوا ينحدرون من مؤسسات طبية. وفي الدراسة التي بين أيدينا فإننا لا نفاضل بين أي من المصادر وإنما نستخدم متوسطات إجمالي أعداد القتلى.

    ولو وضعنا كافة البيانات المتعلقة بالفترة من 2003 إلى 2005 من مختلف المصادر (والتي بلغ إجمالي القتلى فيها 227,786) وأدرجنا ما قمنا بتحديثه من بيانات الفترة من 2005 إلى 2009 (والتي بلغ إجمالي عدد القتلى فيها 100,606) فإن إجمالي عدد القتلى يبلغ 328,392 على نحو ما يوضح جدول 4.

    والبيانات المتعلقة بالمكاسب الحياتية التي كان يتوقع أن يجنيها الضحايا كمكاسب معيشية لو لم يندلع النزاع، تم حسابها من خلال أساليب تقدير مختلفة تتباين بين تقديرات لخمس سنوات وتصل إلى 25 سنة. وأخذا في الاعتبار أمد الحياة المتوقع في السودان، فإننا فضلنا التقديرات المتحفظة التي تتوقع ما بين 15 إلى 20 سنة كفترة للمكاسب المالية الحياتية. وبتطبيق تلك المعايير على إجمالي عدد القتلى، بلغ الفاقد في الإنتاجية 1.966 بليون دولار (لتقديرات 15 سنة) و2.621 بليون دولار (لتقديرات 25 سنة).

    جدول (4) التقديرات المختلفة لأعداد القتلى في دارفور

    أضرار البنية الأساسية

    أطلق المتبرعون الخارجيون وحكومة السودان برامج لمساعدة اللاجئين لتوفير الخدمات الصحية والتعليمية، والمياه، والغذاء والحماية والأمن، وسيادة حكم القانون، وإعادة تأهيل البنية الأساسية، وذلك لتخفيف معاناة السكان واستعادة المناطق المتضررة لحياتها الطبيعية.

    ومن المعروف أن الحكومة السودانية ترفض أحيانا السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول للمناطق المتضررة لأسباب سياسية، وفي بعض المناطق يحول الجيش والتنظيمات الحكومية شبه العسكرية دون الوصول إلى تلك المناطق؛ ومن ثم فإن القيمة التقديرية للأضرار التي لحقت بالبنية الأساسية هي بكل تأكيد تقديرات حسابية أقل بكثير من حجمها الفعلي.

    ولم تبدأ الأمم المتحدة وحلفاؤها جمع بيانات عن السكان المتضررين سوى في عام 2004، ومن ثم لم يكن هناك بيانات يُعتمد عليها لسنوات 2003 و 2004. وتمثل بيانات السنوات المفقودة تلك الفترة التي كانت فيها الحكومة منخرطة في التكتيكات العسكرية بهدف إلحاق الهزيمة بحركات التمرد، وارتكبت في تلك الفترة انتهاكات بشعة لحقوق الإنسان.

    جدول (5) الأمم المتحدة وشركاؤها، مخطط عمل الدعم المالي

    السنة

    عدد السكان المتضررين

    حجم مساعدات الإعانات المبكرة (بالدولار)

    حجم المساعدات التأهيلية والتنموية (بالدولار)

    إجمالي نفقات إعادة التأهيل (بالدولار)

    مقدار النفقات منسوبة لكل فرد (بالدولار)

    2003

    2004

    2.604.470

    678.240.563

    0

    678.240.563

    260

    2005

    2.604.470

    678.240.563

    0

    678.240.563

    260

    2006

    4.196.211

    798.858.438

    2.160.902

    801.019.366

    191

    2007

    4.365.723

    555.054.447

    0

    555.054.447

    127

    2008

    4.923.592

    713.239.488

    189.325

    713.428.813

    145

    2009

    4.914.706

    713.239.488

    189.325

    713.428.813

    145

    الإجمالي

    4.136.872.987

    2.539.552

    4.139.412.535

    175

    المصدر: الأمم المتحدة وشركاؤها، مخطط عمل الدعم المالي للسودان، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

    وفي عام 2003 كانت عمليات الإبادة الجماعية والأعمال الوحشية التي اقترفتها الحكومة السودانية قد بلغت ذروتها؛ ومن ثم فقد اعتمدنا على بيانات عام 2004 للاستدلال على حوادث عام 2003، وذلك لأن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بدأ يسجل إعانات المانحين لدارفور بدءًا من عام 2004 فقط. وليست هناك بيانات متاحة للسنوات السابقة على ذلك التاريخ.

    الكلفة الإجمالية للحرب

    على نحو ما يوضح جدول (6) أنفقت حكومة السودان 24.07 بليون دولار على الحرب في دارفور، ويشمل ذلك 10.08 بليون دولار في صورة نفقات عسكرية مباشرة، و7.2 بليون خسائر في الإنتاجية نجمت عن النزوح الداخلي للسكان، كما أنفقت 2.6 بليون على خسائر الكسب المعيشي الذي كان من المفترض أن يحققه الضحايا (القتلى) في حال لم تنشب الحرب، و4.1 بليون دولار أضرارا في البنية الأساسية.

    وقد بدأت كلفة الحرب عند مستوى 3 % من الناتج المحلي الإجمالي ووصلت 24 % عام 2009، وذلك حين كان الاقتصاد السوداني يفقد على الأقل نحو ربع قيمته في سلع مدمرة بسبب الحرب. ويعرض شكل (1) الفرق بين الناتج المحلي الإجمالي الفعلي والمغاير، دون أن تكون هناك أية علامة على تلاقي الخطين إذا ما فُرض وطال أمد الحرب.

    جدول (6) النسبة المئوية لكلفة الحرب من الناتج المحلي الإجمالي
    (بملايين الدولارات مع تثبيت سعر الدولار عند معدلات عام 2000)

    السنة

    الناتج المحلي الإجمالي

    كلفة حرب دارفور (% من الناتج المحلي الإجمالي

    قيمة التحليل المغاير للناتج المحلي الإجمالي

    النفقات الكلية لإعادة التاهيل (بالدولار)

    النفقات العسكرية في دارفور

    الكسب المعيشي على مدار الحياة

    فاقد الإنتاجية

    أجمالي كلفة الحرب

    2003

    14.820.63

    3.21

    15.297.04

    0.00

    0.00

    374.43

    101.98

    476.41

    2004

    15.578.51

    18.07

    18.393.87

    678.24

    1.352.71

    374.43

    409.98

    2.815.36

    2005

    16.564.42

    16.30

    19.263.75

    678.24

    951.71

    374.43

    694.95

    2.699.33

    2006

    18.434.41

    19.87

    22.096.98

    801.02

    1.267.71

    374.43

    1.219.40

    3.662.56

    2007

    20.307.83

    20.32

    24.434.95

    555.05

    1.830.71

    374.43

    1.366.92

    4.127.12

    2008

    22.002.15

    23.20

    27.105.95

    713.43

    2.382.71

    374.43

    1.633.23

    5.103.80

    2009

    22.002.15

    23.57

    27.189.05

    713.43

    2.302.71

    374.43

    1.796.33

    5.186.90

    الإجمالي

    4.139.41

    10.088.29

    2.621.00

    7.222.79

    24.071.49

    حصاد الأزمة

    قدمت الورقة الحالية تقديرا لكلفة الحرب في دارفور، في ظل ظروف بيانات محدودة، عبرت عن أعداد القتلى والضحايا وحجم التدمير مقدرًا بالدولار. والتقديرات التي حصلنا عليها كانت أقل من القيم الفعلية، ونأمل في أن تكون هذه الدراسة نقطة بداية لبحوث مستقبلية، خاصة أنه ليست هناك حتى الآن محاولة جادة لتقييم الكلفة الاقتصادية للحرب؛ فالتقدير المتحفظ (والبالغ 24 بليون دولار) للفترة من 2003 وحتى 2009 يمثل مع تواضعه حجما ضخما من الميزانية التي كان من الممكن للسودان أن ينتفع بها والتي تعادل 162 % من الناتج المحلي الإجمالي لتلك الدولة عن هذه الفترة.

    وعلى مدار أكثر من عقدين لم تكن الدولة تنفق سوى 1.3 % من الميزانية على التعليم، و1.2 % على الصحة، بينما كنت تنفق نحو 23 % من هذه الميزانية على المجهود الحربي خلال سنوات الحرب في دارفور. وليس هناك أي مبرر اقتصادي للاستمرار في حرب تلتهم ما بين 16 إلى 23 % من الناتج المحلي الإجمالي في مجتمع يعاني من عجز في الاستحقاقات الأولية من التعليم والغذاء والصحة والسكن.

    ولعل الخطوة الأول للتعافي من آثار الحرب هو إيقاف الحرب نفسها بصورة نهائية حتى يتفرغ السودان لاستثمار موارده وطاقاته لإرساء آليات للحوكمة الرشيدة والديمقراطية، أملا في أن يحول ذلك دون اشتعال حروب مماثلة في المستقبل.
    _____________________
    عضو هيئة التدريس بقسم الشؤون الدولية والسياسات العامة، الجامعة الأميركية بالقاهرة

    لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا:
    الى الأعلى
    المصدر: مركز الجزيرة للدراسات

  18. حصاد الأزمة
    قدمت الورقة الحالية تقديرا لكلفة الحرب في دارفور، في ظل ظروف بيانات محدودة، عبرت عن
    أعداد القتلى والضحايا وحجم التدمير مقدرًا بالدولار. والتقديرات التي حصلنا عليها كانت أقل من
    القيم الفعلية، ونأمل في أن تكون هذه الدراسة نقطة بداية لبحوث مستقبلية، خاصة أنه
    ليست هناك حتى الآن محاولة جادة لتقييم الكلفة الاقتصادية للحرب؛ فالتقدير المتحفظ
    (والبالغ ٢٤ بليون دولار) للفترة من ٢٠٠٣ وحتى ٢٠٠٩ يمثل مع تواضعه حجما ضخما من
    الميزانية التي كان من الممكن للسودان أن ينتفع بها والتي تعادل ١٦٢ % من الناتج المحلي
    الإجمالي لتلك الدولة عن هذه الفترة.
    وعلى مدار أكثر من عقدين لم تكن الدولة تنفق سوى ١,٣ % من الميزانية على التعليم، و١,٢ %
    على الصحة، بينما كنت تنفق نحو ٢٣ % من هذه الميزانية على المجهود الحربي خلال سنوات
    الحرب في دارفور. وليس هناك أي مبرر اقتصادي للاستمرار في حرب تلتهم ما بين ١٦ إلى ٢٣ %
    من الناتج المحلي الإجمالي في مجتمع يعاني من عجز في الاستحقاقات الأولية من التعليم
    والغذاء والصحة والسكن.
    ولعل الخطوة الأول للتعافي من آثار الحرب هو إيقاف الحرب نفسها بصورة نهائية حتى يتفرغ
    السودان لاستثمار موارده وطاقاته لإرساء آليات للحوكمة الرشيدة والديمقراطية، أملا في أن
    يحول ذلك دون اشتعال حروب مماثلة في المستقبل.
    _____________________
    حامد التيجاني علي
    * عضو هيئة التدريبس قسم الشؤون الدولية والسياسات العامة، الجامعة الأميركية بالقاهرة
    المصدر: مركز الجزيرة للدراسات

  19. لن يتخلص عن الاخوان المسلمين حتى لو ادعى ذلك فقد تمكنوا وقبضوا على مفاصل الدولة واقتصادها ويشكلون تهديدا مباشرا للبشير واتحداه ان يقيل وزيرا او مسئولا او محاكمة اي فاسد منهم وقربه من السعودية على حساب ايران تم بمباركتهم ولهم في ذلك مآرب اخرى ستتضح لاحقا فالسعودية لن يخفى عليها شيئ وستكشف مخططهم عاجلا او آجلا فهم يعتقدون انهم اذكى البشر

  20. لو كانت دبابير البشير فقط تجلس على مكتب البشير في القصر الجمهوري، لكان إنجاز السودان والسودانيين في ربع قرن أفضل بكثير مما هو عليه حتى الآن بحضور البشير كبشر وكرئيس

  21. حسن ادعت والله جاء خطابك او مقالك مطابقا لمقال سنة 1994 للسيد سليمان مزمل غندور فى جريدة السودان الدولى من جملة اقواله كانت الانقاذ تجرى يمينا وشمالا وسلام من الداخل وهلم جرا فقال غندور السلام ليس فى الداخل واعادة العلاقات مع الغرب ليس فى الخرطوم من الداخل بل (( ان تريدون السلام : اطرقوا ابوا ب الرياض وابواب القاهرة تفتح لكم ابواب الغرب بزعامة امريكا )) والان بعد 21 سنة من مقال الرجل جاؤوا الى النقطة ذاتها

  22. ONE commentator friend,,stated that,,.Problem of sudan ,is not Economically or politaclly..problem of sudan,is omer Elbasher,,,This is absolutely true ,l do agree to the fact that,once this man is eleminated or steped down ,by force,or by, his own consent, or by Allah,,,Sudan will recover ,and within few years, will be healthy and stand on strong feet,after sickness of 25 yearsT

  23. يا شباب لنحاسب خونة الشعب مستقبلا ،عليكم بتوثيق باصوت والصورة:خطب أئمة المساجد الذين يدعون لانتخابات وانتخاب السفاح البشير مخالفين لقول تعالى:ان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. صدق الله العظيم.
    الرجاء ارسال هذا النداء بجميع الوسائل.

  24. أنا يا سادة لست بشيعى وكذلك ليس بطرطور حتى أصدق كل ذلك الهراء الذى يقول بأن الحوثيين يهددون امن السعودية.الشيعة يا سادتى موجودون فى اليمن منذ منتصف القرن الثانى الهجرى وهم موجودون فى كل الجزيرة العربية وكذلك فى الشام, ولكن ايران لم تجد موطئ قدم فى تلك المناطق ألا بعد خذل الحكام العرب الفلسطينيين واحداث غزة ما زالت ماثلة فى الأذهان وكذلك خذلوااللبنانيين بعد الأجتياح الأسرائيلى لبيروت وكانوا ينظرون لليمن بكل تكبر و تعالى حتى أنهم لم يضموها لمجلس التعاون الخليجى , وعندها وجدت ايران الساحة خالية وحاولت أن تملأها.
    أما حكاية هذا سنى وذاك شيعى فالذى اعلمه أن الملتين يشهدان بألا إله الا الله وان محمدا رسول الله وانهما يتوجهان لقبلة واحدة فى صلاتهم, اذن الخلاف ليس خلافا دينيا ولكنه خلاف دنيوى حول النفوذ والطموحات والسلطة والثروة ..فلستوب .

  25. الاستاذ حسن اسماعيل تحليلك جميل وسلس ومنطقى ,صحيح ان الاحوان بأساليبهم اليكافيلية الشيطانية تمكنوا من كافة مفاصل الدولة من اللحظات الاولى لاستيلائهم على السلطة (التمكين ) منذ لحظة أذهب انت الى القصر وأنا الى السجن !! هل يعقل ان تبدأ دولة الاسلام بكذبة؟؟؟ (ان الله طيب لا يقبل الا طيب) ونتيجة لهذه الكذبة ظل الترابى يتردد على السجن الذى اختاره كذبا مرات عديدةالى ان جاءت نهايته على ايدى تلاميذه, لكنه استطاع فى الفترة الوجيزة فى الحكم من تحقيق كافة الاهداف المعلنة والتى كان يخفيها من شركائه العسكريين استطاع ان يطبق التمكين ونفذ ولاية الفقيه بحزافيرها وشغل كل مرافق الدولةبواسطة عناصر الجبهة واسس الالاف من الشركات متعددة الاغراض ومنحها الاعفاءات الجمركية والضريبية ,اما الكارثة الكبرى كانت تدميره للقوات المسلحة العريقة العتيقة التى كانت تعتبر من اعظم الجيوش فى المنطقة وتشهد لها الحروب العالمية وتم احالة اعداد كبيرة من الضباط الاكفاء الى التقاعد, واستعاض عنها بالدفاع الشعبى والمليشيات,ناسيا انها البوتقة التى تجمع كافة ابناء السودان دون اى قبلية او جهوية وصمام امان البلد وكان نتاج ذلك ما يحدث الان من تمزق وتشظى للبلاد ويبدو ان ذلك أثار حفيظة معظم اعضا قيادة الانقلاب لكن لم يكن فى امكانهم عمل شيئ ومعظمهم فضل الخروج الامن. اما البشير فطوقوا عنقه باعدام 29 ضابط من رفقاء دربه ولفوا حبل الجنائية حول عنقه وكدسوا تحت قديه واقدام اخوانه واهله المال والقصور وانصرفوا لخم كل شيئ والهيمنة على كل شيئ جميع الوظائف الحكومية والشركات والمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية وساهمت ولاية الفقيه فى تدمير كثير من المؤسسات والشركات الناجحة مثل الخطوط الجوية السودانية والخطوط البحرية ومشروع الجزيرة والسكك الحديدية, وخرج من السوق كافة رجال الاعمال والرأسملية الوطنية غبر الموالية للجبهة الاسلامية وصار السودان بما فيه ملك للجبهة الاسلامية وصار الانتماء للاخوان هو صك الغفران الذى يفتح كافة ابواب السلطة والرزق وبعد ان كان الاخوان لا يملكون شيئ من حطام الدنيا وكانوا يعتزون بذلك وكان لسان حالهم يقول (اللهم احيينى مسكينا وامتنى مسكينا واحشرنى فى زمرة المساكينيوم القيامة), صاروا يمتلكون المليارات وملائيين الدولارات فى حسابات خارجية فىمليزيا واوروبا ودبى ويبنون القصور ويركبون السيارات الفارهة وينكحون ما طاب لهم من النساء بمبالغات فى المهر والشيلة فى بلد نسبة الفقر فيه قرابة ال70% ,وهنالك فئات ارزقجية يقبلون الفضلات وهم ظاتهم صاروا مليونيرات.يبدو مع هذه الصورة غابت كل معالم المشروع الحضارى حتى فى عقول اصحاب المشروع وبالتالى كان قرار البشير بدخول حرب اعادة الشرعية للحكومة اليمنية قرارا منفردا لم يشارك احد وكذلك تصريحاته حول الاخوان المسلمين والقرارين وجدا ترحيبا داخليا وخارجيا ويبدو ان البشير اراد ان ينقذ مايمكن انقاذه ومن ثم يفكر فىالمشروع الاسلامى الحضارى البشبه أهل السودان

  26. الحبيب حسن اسماعيل …. شكراً يا رائع و مقالك 10 على 10 …. نعم و كما قال سعادة السفير العربي للدولة العربية المؤثرة نريد الرئيس البشير بدبابيره فقط بعيد عن قراد ما يسمى بالحركة اللاسلامية السودانية الذين يلتصقون بجلد حكومة الانقاذ تطفلاً و استلاباً ، و عبودية و رقاً للمناصب و لتنفيذ برامجهم الذاتية…. نعم نستطيع أن نسترد الرئيس البشير و ثورة الانقاذ بعيد عن هؤلاء الكائنات الضارة ، فهم من ولغ في الفساد و شبع و افسد الأجيال التي تليهم.
    نرجو ان نكون معارضة برجماتية لا تفوت الفرصة الحالية و لنكون حاضنة وطنية و ببرنامج وطني نسترد فيه ما فقدناه قبل ربع قرن فهؤلاء المتأخونيين يجب أن يحنطوا في هذه المرحلة و ان نسترد منهم بوعي و رزانة قانونية جميع ما انتهبوه من خزينة الشعب و ما تربحوه من المنصب فهل نعمل بوعي أم نكون من الجاهلين الغوغائيين؟

  27. سمعت اشاعة غريبه قالو الرئيس دردقو السعوديين وغمتو هو ووفده وهددو بتسليمة للمحكمة الجنائية اذا رفض اعلن فك ارتباط بايران ومشاركة في الحلف والزمو يعلن من السعودية قال ليهم خلوني ارجع واعلن بعد مشاورة مؤسساتي قالو لي بلا مؤسسات بلا حجة مقدودة تعلن هنا وإلا …
    قال ليهم خلاص جيبو لي مكرفون ياروح ما بعد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..