فخ الوطنى .. عذر اقبح من الذنب !

محمد وداعة

لم يكن مفاجئآ للمراقبين تنصل حزب المؤتمر الوطنى من التزاماته المعلنة تجاه مؤتمر التحضير للحوار الوطنى فى اديس ابابا، المؤتمر الوطنى فى الاسبوع الماضى اكد حسب تصريح الدكتور نافع القيادى فى الحزب مشاركته فى الملتقى التحضيرى ، الدعوة تم تسليمها قبل وقت كاف، الوطنى كان فى امكانه العمل لاستدراك ما يظن انه فات على الالية الرفيعة اذا تعلق الامر بالدعوات او المحاور ، الدكتور مصطفى اسماعيل رئيس القطاع السياسى بالمؤتمر الوطنى اعتبر الدعوة ( فخ) ، هذه لغة غير دبلوماسية و غير مناسبة للتعليق على دعوة الالية الرفيعة ، د. مصطفى قال ( لن نذهب الى اى مفاوضات مع المعارضة قبل انتهاء الانتخابات) ،الدكتور زاد اسباب اخرى تتعلق بالملاحظات التى حددتها الية الحوار الوطنى تجاه خطاب الدعوة التى وجهت لرئيس القطاع السياسى بدلآ من رئيس الية الحوار (7+7) ، حسب المعلن و المكرر فان رئيس الية (7+7) هو السيد رئيس الجمهورية ، هل هذا هو طلب المؤتمر الوطنى؟ وهل يعقل ان يذهب الرئيس وهو سيخوض ( الانتخابات) بعد اسبوعين ،لاجراء مفاوضات تحضيرية للحوار ربما يثار فيها موضوع تأجيل الانتخابات نفسها ؟

أليس علينا أ ن تساءل أن كان الدكتور اسماعيل قد قرأ الدعوة و فهمها ليدلى بهذا التصريح ، أما حديثه حول قرارات الجمعية العمومية للمجموعة التى كانت (7+7) فهو ذر للرماد فى العيون ، ومحاولة غير جادة لاصطناع أسباب خيالية لاوجود فعلى لمن سببها ، مجموعة (7+7) أصبحت مجموعة (2+7) ، على الأقل بعد ان فارقها حزب الأمة والأصلاح الأن ومنبر السلام وأختلفت وأنقسمت حولها أحزابها ، مايفترض حدوثه فى أديس هو التحضير للحوار وليس الحوار نفسه ، ولذلك فوضت مجموعة برلين(18 حزب وحركة) حزب الامة والجبهة الثورية لينوبا عن المجموعة فى الأتفاق مع الحكومة وليس سواها وبرعاية الألية الرفيعة على أجراءات وترتيبات الحوار ، الحكومة وحزبها لم تخيب ظن المراقبين فهى مباشرة ذهبت إلى أستثمار (عاصفة الحزم ) داخليا فاستقوت على الداخل وأستعصمت بتبريرات واهية لتتنصل من الحوار ، من الذى سيمنع الحكومة من أجراء الأنتخابات ؟ الحكومة تستطيع ان تلبى دعوة الألية الرفيعة وتتمسك بقرارها فى اجراء الأنتخابات ، لذلك فلا أحد يصدق الدكتور مصطفى عثمان فيما ذهب إليه من أسباب ،

من الواضح أن مشاركة الحكومة فى التحالف العربى لاعادة الشرعية فى اليمن قد القى بظلاله على المؤتمر الوطنى وحكومته ، لم تفكر الحكومة وحزبها فى جنى ثمار هذا الموقف لمصلحة السودان وشعبة وكان حريا بها أن تمضى الى الانفتاح وتسارع إلى ( لملمة ) جراح البلاد أستعدادآ ( لانهمار) الأستثمارات ، هذا لن يحدث الا بتحقيق السلام والأستقرار وصولا لحل سياسى شامل لمشكلات البلاد ، الحكومة وحزبها أستثمرا لصالحهما فقط , قوى سياسية كثيرة معارضة للحكومة أيدت قرار الحكومة المشاركة فى ( عاصفة الحزم) وهو فى نظر هذه القوى المعارضة كان الموقف الصحيح لذلك وجبت مساندته ، فى تلك اللحظات لم تتردد هذه القوى فى أعلان موقفها دون رهنه لاى وقائع أخرى ، بهذا فقد سجلت هذه القوى موقفها الوطنى والقومى ولم تشترط لهذا الموقف أن يكون بعد الحوار ، موقف الوطنى الذى أعلنه د . مصطفى أسماعيل لايليق بالألية الرفيعة ولابمستوى أهتمامها وجهودها المبذولة فى الشأن السودانى ، مافعله الوطنى هو عذر أقبح من الذنب ! الوطنى كان يراهن على عدم حضور المعارضة ، هذه المرة المعارضة قادت الوطنى الى الفخ ،،

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..