ارهاب اسرائيلي في السودان

عبد الباري عطوان
نشعر بالخزي والعار في كل مرة تقدم فيها اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية على انتهاك حرمة اي عاصمة عربية، وتنفذ عملية اغتيال، او تنسف مواقع حيوية عربية، لانه من المفترض ان هناك اجهزة امنية، تخصص لها ميزانيات بعشرات الملايين من الدولارات، مهمتها التصدي لمثل هذه الاختراقات واحباطها، بل وشن هجمات انتقامية مضادة، وهذا لم يحدث حتى الآن.
ما حدث قبل يومين في السودان، عندما اقدمت طائرات اسرائيلية على اطلاق صواريخها على سيارة اجرة قرب مطار بورسودان، وحرقتها ومن في داخلها، يجسد حال الهوان التي تعيشها الانظمة العربية واجهزتها الامنية، فمن المفترض ان تكون المطارات العربية محصنة، بحكم وضعيتها الحساسة، ولكن يبدو ان لا حصانة لاي هدف عربي امام تغول ‘الموساد’ الاسرائيلي، واستباحته للامن والكرامة العربيين.
الروايات متضاربة حول ما حدث في بورسودان، إحداها تقول ان العملية هذه كانت تستهدف المجاهد اسماعيل الاشقر احد قادة حركة ‘حماس’ العسكريين، وخليفة الشهيد محمود المبحوح الذي اغتالته مجموعة تابعة للموساد في امارة دبي قبل عامين تقريبا، ولكن الخطأ جاء بسبب فشل استخباراتي واضح في تحديد هوية السيارة المستهدفة وراكبيها بعناية فائقة، وهو فشل راجع لعدم وجود عملاء على الارض.
السؤال الذي يطرح نفسه هو عن اسباب عدم رصد الرادارات السودانية للطائرة التي نفذت هذه الجريمة وفي مثل هذه المنطقة الحساسة، حيث لا يتوقف هبوط الطائرات وصعودها في المطار المستهدف، وهل من المعقول ان هذه الامة التي تملك عوائد نفطية تزيد عن 500 مليار دولار سنويا، وعقولاً فنية وعسكرية جبارة، غير قادرة على سد هذه الثغرات الامنية؟
طائرات اسرائيلية تغير على دير الزور في شمال شرق سورية وتقصف مفاعلاً نووياً قيد الانشاء وتعود ادراجها دون ان يرصدها او يطاردها احد. وخلايا استخباراتية تنسف حافلة للحرس الثوري الايراني في قلب مدينة دمشق، واخرى تغتال الشهيد عماد مغنية، وثالثة الشهيد محمد سليمان في شرفة منزله في اللاذقية، وفي كل مرة يأتي الرد بحتمية الانتقام في الزمان والمكان الملائمين.
الحكومة السودانية اتهمت اسرائيل رسميا بالوقوف خلف هذا العمل الارهابي، وهددت بالانتقام هذه المرة دفاعا عن كرامتها، وانتهــاك سيادتها، وهو تهديد لم يصدر عندما اغارت الطائرات الاسرائيلية على قافلة شمال الميناء نفسه ادعت انها تحمل اسلحة ايرانية في طريقها الى قطاع غزة عبر صحراء سيناء، الامر الذي قد يعني ان الكيل السوداني قد طفح وان الرئيس عمر البشير المعروف بعناده في الحق قد ينفذ تهديده هذا، او هكذا يأمل العديد من المواطنين السودانيين انفسهم مثلما جاء على ألسنتهم في مقابلات اذاعية.
‘ ‘ ‘
المصيبة ان العالم الغربي ‘المتحضر’ الذي يرصد مئات المليارات لمحاربة الارهاب، بل ويخوض حربين في هذا المضمار، احداهما في العراق والثانية في افغانستان، لا يحرك ساكنا تجاه هذا الارهاب الرسمي الاسرائيلي ومخاطره على امن العالم واستقراره، بل ان بريطانيا احدى الدول الاكثر نشاطا وحماسا في هذه الحرب، مررت حكومتها قبل ايام في البرلمان مشروع قانون يعفي مجرمي الحرب الاسرائيليين من اي ملاحقة قانونية امام محاكمها.
اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية تستخدم جوازات سفر بريطانية وكندية وفرنسية والمانية في اغتيال الشهيد المبحوح فيأتي الرد هزيلا على شكل طرد مندوب ‘الموساد’ في السفارة الاسرائيلية، واغلاق الملف كليا بعد ذلك، وكأن الانتهاك الفاضح لسيادة هذه الدولة او تلك، باستخدام جوازات سفرها جنحة او مخالفة مرور.
مثل هذه المواقف المائعة، بل والمتواطئة مع الارهاب الاسرائيلي هي التي شجعت جهاز ‘الموساد’ على خطف المهندس ضرار ابو سيسي من قطار متجه الى كييف عاصمة اوكرانيا، وشحنه مخدرا الى تل ابيب ليظهر مكبلا بالاغلال امام إحدى محاكمها ومتهما بتطوير صواريخ حركة ‘حماس’ وهي تهم نفاها جميعا، واصر على انه مجرد مدير لمحطة كهرباء غزة، ولا ينتمي الى اي فصيل فلسطيني، وهي التي تسببت في اقدام الجهاز نفسه على تنفيذ عمليته الارهابية الاخيرة قرب مطار بورسودان، وربما تشجعه للاقدام على علميات سرية اخرى لا يعلم إلا الله مدى خطورتها.
الفلسطينيون نبذوا ‘الارهاب’، وأوقفوا جميع عملياتهم الخارجية التي كانت تستهدف مصالح واهدافاً اسرائيلية في عواصم اوروبية، مثلما كان عليه الحال في السبعينات والثمانينات، واستمعوا الى نصائح المسؤولين الغربيين في ضرورة الكف عن العنف، واللجوء الى الحوار فهو الاجدى للوصول الى نيل حقوقهم المشروعة في اقامة دولة فلسطينية.
ثلاثون عاماً مرت منذ تنفيذ مجموعة فلسطينية ‘متطرفة’ آخر هجوم ضد اهداف اسرائيلية في اوروبا، وثمانية عشر عاماً اكتملت منذ توقيع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقات اوسلو، والنتيجة تضاعف عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، والقدس المحتلة، وبلوغه نصف مليون مستوطن، وتوقف كامل للمفاوضات وعملية السلام بالتالي.
حركات المقاومة الاسلامية الفلسطينية مثل ‘حماس’ و’الجهاد الاسلامي’ و’لجان المقاومة الشعبية’ رفضت الانجرار الى كل الاستفزازات الاسرائيلية، ونقل المعركة الى خارج الاراضي المحتلة، رغم تعرض قياداتها، وخاصة حركة حماس (المبحوح) والجهاد (فتحي الشقاقي) للاغتيال من قبل الموساد في دول اوروبية او حليفة لأوروبا.
ماذا لو خرج فصيل فلسطيني متطرف وقرر الانتقام بتنفيذ عملية هجومية ضد هدف اسرائيلي، سفارة او شخصية زائرة، في لندن او باريس او نيويورك او برلين، وكيف سيكون رد فعل الحكومة المعنية او اجهزة الاعلام؟
اليكم تلخيصاً موجزاً للمشهد: اجتماع طارئ للحكومة المعنية، اعلان حالة الطوارئ في صفوف الاجهزة الامنية، استضافة السفير الاسرائيلي في كل نشرات الاخبار التلفزيونية والاذاعية والبرامج الحوارية المهمة وغير المهمة للحديث عن الارهاب الفلسطيني الذي يستهدف ليس فقط امن اسرائيل وانما اليهود في مختلف انحاء العالم، فالحكومة الاسرائيلية تصر على اعتراف العرب بهويتها اليهودية وانها دولة لكل يهود العالم.
في اليوم التالي سيحتل خبر الهجوم العناوين الرئيسية لكل الصحف اليومية واسعة الانتشار، بافتتاحيات تتحدث عن عودة الارهاب الفلسطيني في اخطر صوره واشكاله، وتحميل الفلسطينيين بالتالي مسؤولية انهيار العملية السلمية لنزوعهم نحو ‘الارهاب’ ضد الدولة اليهودية المسالمة.
‘ ‘ ‘
الاسرائيليون الذين يمارسون الارهاب في بورسودان، والخطف في اوكرانيا، والاغتيال في دبي، لم يتحملوا وجود موقع على ‘فيس بوك’ يطالب بانتفاضة سلمية في الاراضي المحتلة ضد الاستيطان الاسرائيلي، ومسؤوليته في عرقلة بل وقتل عملية السلام، وبذلوا جهوداً ضخمة لاغلاقه ونجحوا في ذلك، واليوم تقدم مجموعة من المحامين اليهود على رفع دعوى قضائية ضد القاضي غولدستون الذي تراجع بشكل مخجل عن ‘تقريره المشهور’ حول جرائم الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة، بتهمة الاضرار بسمعة دولة اسرائيل.
ان اعمال الارهاب الاسرائيلية هذه تشكل تهديداً خطراً للامن في معظم انحاء العالم الغربي، وتهديد امن المواطن وامن العواصم، لانها تقدم العذر والحجة والذخيرة للجماعات المتطرفة التي تتبنى العنف والارهاب للاقدام على اعمال انتقامية كرد على هذا الارهاب الرسمي السافر.
العرب تقدموا بمبادرة سلام، وحاربوا الارهاب بشراسة، واعترفت حكومات عديدة باسرائيل وحقها في العيش واقامت علاقات دبلوماسية وتجارية معها، فكوفئ العرب، حكومات وشعوباً، بالاهانات والاذلال ليس فقط برفض مبادرتهم السلمية، وانما بالعمليات الارهابية في قلب مدنهم وسيادتهم الوطنية.
القدس العربي
تسلم فمك ياعبد البارى ياكبير
لتصنيع العسكرى فى جياد يمد حماس بالسلاح ويمد الحركات المعادية تتحركة الشعبية فى جنوب البلاد لماذا لم تضرب الطائرات الاسرائيلية تونس او المغرب او موريتانيا او مصر .
اقتباس1 (ان هناك اجهزة امنية، تخصص لها ميزانيات بعشرات الملايين من الدولارات، مهمتها التصدي لمثل هذه الاختراقات واحباطها، بل وشن هجمات انتقامية مضادة، وهذا لم يحدث حتى الآن.)
اقتباس2 (الامر الذي قد يعني ان الكيل السوداني قد طفح وان الرئيس عمر البشير المعروف بعناده في الحق قد ينفذ تهديده هذا، او هكذا يأمل العديد من المواطنين السودانيين )
ياستاذ عبد الباري عطوان تسأل عن ميزانيات الأمن التي تتعدي العشرات الملايين من الدولارات أين تذهب،،،،، أنها تذهب لأمثالك من نصيري الباطل وحارقي البخور للأنظمة الإستبدادية،،،،، واستلامك لاموال من الحكومة السودانية وبامر من السفاح البشير شخصيا وبتوقيعه موثق بالصحف العربية.ولم يفتح الله عليك أو عليهم بالرد ونحن الآن نسألك أن ترد على ما جاء بصحيفة البيان الأماراتية حول استلامك جزء من أموال ضرائب المغتربيين السودانيين…….الاقتباس 2 يوضح مواصلتك الملق والنفاق للسفاح الطاغية ممزق وطنه ومشرد أبناءه ومغتصب بناته،،،،، كفاكم نفاق ومتاجرة بقضايا الناس ياسماسرة الصحافة والسياسة والدين وياعملاء الموساد الحقيقيين !!!،،،،،،
;( ;( ;(
هذا المخرب [murtey ali suliman] يدعو لضرب مصنع جياد .. إذن أنت ممن أرشدوا الطائرات الإسرائيلية لضرب الرشايدة من قبل ولضرب السيارة الأن .. كفاية خيانة وبيع ذمم .. اتقوا الله في بلدكم وأهلكم .. وهل أصبح الانحياز للقضية الفلسطينية جريمة الأن .. إنها قضية المسلمين .. قضية أول قبلة .. إننا ندافع عن أرض الإسراء والمعراج ولا ندافع عن حماس أو عباس .. عش حراً أو مت ذليلا .. وما فائدة الحياة الخانعة .. فلا نامت أعين الجبناء رحم الله هداب وجبريل وقبلهما قبولا حسناً مع الصديقين والشهداء ..
يا عطوان يا فاجر لماذا لم تشعر بالخزى والعار والبشير صحبكم يقتل 300 الف مسلم من مواطنى دارفور ويهتك اعراض النساء ويحرق القرى انت شيطان ليس الا لماذا لم تشعر بالخزى والعار والبشير يعذب شباب البلاد فى معتقلات بيوت الاشباح وزنازين الامن ولا فلوس البترول التى يحويلها لك البشير من اجل تجميل سلطتة لدى الدوائر العالمية اعمتك عن قول الحقيقة يا مرتزق لا نتشرف بك ان تكتب عن السودان انت وحماس والبشير فى ستين الف داهية
يا مراقب اذا كان مصنع جياد للتصنيع الحربى انشأ لاجل قتل اهلنا فى دارفور و ضرب السيادة الوطنية للسودان عن طريق ارسال الاسلحة للجماعات الارهابية مثل حماس وغيرها فلينسف مصنع جياد للتصنيع الحربى اليوم قبل الغد الشعب السودانى 70% منة افارقة ولكنهم مسلميين اما الفلسطينيين هم الذين باعوا ارضهم للاسرائليين من قبل ومازالوا يتاجرون بالقضية منذ عام 1948 انظر الان الى الساحة الفلسطينية وسترى ما يجرى فيها ليس لنا اى مصلحة فى هذا الاشكال وكل دولة الان ترى مصالحها قبل اى شيئ .
ما دمت مسلماً فلتفكر بأمرك الله ولتتبع سنة نبيه الكريم .. نحن نعلم أن قضية دارفور هي قضية أسرائيلية رداً على موقفنا من القضية الفلسطنية .. وإلا لما استقبلت إسرائيل أبناء دارفور الذين باعوا دينهم بالهروب إليها .. القضية عندنا في الشمال ليست قضية عرب وزرقة كما عندكم في دارفور .. نحن ندين أي أسلوب لا يمت للإسلام بشيء .. ومن قتل نفساً مؤمنة بغير ذنب فكأنما قتل الناس جميعاً … أهلنا في دارفور سواءً أكانوا عرباً أو أفارقة فهم مسلمون .. وقتل المسلم حرام .. وأية حرب تقوم هناك بين المسلمين القاتل والمقتول فيها محاسب .. خاصة إذا قصد القتل ولم يقتل حتف أنفه .. قضية درافور مؤلمة وقاسية على قلوبنا نحن أبناء الشمال ونرجو أن تنتهي ويرجع المتحاربون إلى صوابهم ويعمروا الأرض ويحلبوا الضرع ويربوا أولادهم .. من أجل السودان الواحد الآمن المستقر ودعونا من الشعارات والقيم الهدامة …. أما الإنقاذ فهي ذاهبة طال الزمن أو قصر .. تلك الأيام نداولها……. فأرجو ألا تجرنا الخصومة إلى فعل ما لا يرضى الله … والله من وراء القصد
بل الخزي والعار لحماس وحزب الله وايران الذين استباحوا ارضنا بعون اخوان الشياطين اخوانهم واذاقوا الشعب السوداني من كل ويل يا الاخ عبدالباري. الطريق الى القدس لا يمر عبر جثامين البشر الابرياء في كل انحاء السودان المكلوم. اذهبوا عنا الله يكفينا شركم.