أخبار السودان

عظائم الأمور في دارفور

عظائم الأمور في دارفور

كمال كرار

كان من الأفيد لسلطات جنوب دارفور الإهتمام بمشاكل تلك الولاية الفقيرة التي ? حالها يغني عن سؤالها ? ويسكن بها ما يزيد عن أربعة مليون شخص يعاني معظمهم الفقر والعطش ونقص الخدمات الصحية والتعليمية .
وكان عليها أن تعمل علي إرجاع مال مواطنيها الذين دفعوه قبل سنوات لإنشاء ما يسمي بطريق الإنقاذ الغربي فلا جاء الطريق ولا حصل الإنقاذ .
كما كان أفيد للسلطات المعنية الإطلاع علي تقارير المراجع العام لمعرفة أوجه القصور بالولاية وإرجاع أي أموال منهوبة من الخزينة العامة عسي ولعل أن تسهم في تشييد مدرسة أو مركز صحي وخلافه .
ولما كان هذا زمن المساومات والمطاولات فبمقدور الحكومة الولائية ? طق الحنك ? مع الحكومة المركزية بشأن قسمة عادلة للثروة النفطية بحقل الفولة واستلام النصيب بالدولار أو اليورو لفائدة مواطني الولاية .
وإن صهين المركز كان من الممكن أن تطالب سلطات الولاية الشركات الصينية ببناء مصفاة للبترول بنيالا علي سبيل المثال من أجل توفير الوقود الرخيص للنقل والزراعة وتخفيض أسعار السلع الاستهلاكية وتحسين الحالة المعيشية العامة .
وقد يكون من المفيد للسلطات هنالك أن تعرج علي ديوان الزكاة قبل العيد من أجل ضمان توزيع الأموال علي من يستحق ، كذلك المرور علي صناديق المعاشات والتأمينات لضمان صرف هذه ? الدريهمات ? في أوانها والعيد علي الأبواب .
ومن أجل معالجة أثر التضخم والسياسة الإقتصادية ? العجيبة ? كان بيد مجلس وزراء الولاية زيادة مرتبات العاملين بالولاية في القطاعين العام والخاص وخلق فرص عمل للجنسين واستقطاع جزء من ميزانية الولاية لجعل العلاج مجاني والتعليم كذلك .
هذه الأمور وغيرها هي من صميم مهام حكومة ولاية جنوب دارفور وأي حكومة ولائية أخري في أي بلد آخر ولكن السلطات هنالك مشغولة بأمور أخري .
لو استطاعت السلطات الولائية بجنوب دارفور إرجاع النازحين لقراهم ومناطقهم الأصلية لكان ذلك أفضل حل لمشكلة المعاناة الإنسانية التي بقاسيها سكان المعسكرات البائسة .
ولو لم تستطع وتركتهم في حالهم لكان الوضع أحسن مما هو عليه الآن حيث التوترات والإحتقان الذي يهدد باشعال حرب لا تبقي ولا تذر .
من ثوابت المسؤولية العامة ترتيب الأولويات وتقديم الأهم علي المهم وهكذا ، ومن شروط الوظيفة العامة تغليب الحكمة وبعد النظر علي ضيق الأفق والجعجعة بلا طائل .
من أطرف ما سمعت تلك المقولة الرائجة الآن في ذلك الإقليم ? المهمش ? والتي تقول ? من أراد أن ينزح فهو منا ومن أراد السياسة فهو عدونا ? . وطرافتها تكمن في أن النزوح نفسه كان نتيجة لأجندة سياسية ? بليدة ? حرقت القري وطردت المواطنين وجعلتهم ?علي الحديدة ? .

الميدان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..