نساء الجيش الأميركي لا يقاتلن في الصفوف الأمامية، بل يحاولن بناء علاقات اجتماعية جيدة مع النساء الأفغانيات تمهيدا لتقبل المجتمع المحافظ للأميركيين.

فوب دلهي (أفغانستان) – نساء الجيش الأميركي لا يقاتلن في الصفوف الأمامية في أفغانستان، لكن بعضهن يشارك عن قرب بمهمة "أسر النفوس والقلوب" التي تعتبر جانبا أساسيا من الاستراتيجية الأميركية لمحاربة التمرد في هذا البلد.

وتماما كما هي الحال بالنسبة إلى أي جندي ينفذ مهمة في أفغانستان، تقوم جنديات وحدات المهمات النسائية "فيت" بدوريات بكامل عتادهن العسكري وبخوذاتهن وستراتهن المضادة للرصاص. لكن، في المنازل الأفغانية حيث تدعوهن نساء القرى، يستبدلن خوذاتهن بالوشاحات. فيلقين أسلحتهن ويتحدثن عن العائلة والصحة والأمن.

أما مهمة هؤلاء فتقضي باكتساب دعم الشعب للقوى المتعددة الجنسيات وتلك الأفغانية التي تقاتل منذ حوالى عشر سنوات متمردي حركة طالبان، وذلك بهدف قطع هؤلاء عن قواعدهم في القرى، في المناطق المصنفة "استراتيجية". أحيانا، يكون من الصعب دفع نساء القرى للتحدث، فحركة طالبان تهدد كل من "يتعامل" مع التحالف بأعمال انتقامية قاسية.

وتشرح السرجنت سافانا من إحدى وحدات "فيت" الواقعة في ولاية هلمند الجنوبية أحد معاقل طالبان، "في بعض القرى يقولون لنا: لا يهمنا إن كنت امرأة. لن تتحدثي إلى نسائنا، أو تكون هؤلاء النساء خائفات". تضيف أنه في بلدات أخرى "رؤية جنديات يثير حماسة الناس". وعندما ينطلق النقاش، تبرز النقاط المشتركة بين النساء، على الرغم من الهوة التي تفصل بينهن.

وتقول السرجنت ماليندوسكي التي تحمل معها دائما صورة ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات، "يسألنني لماذا أنا بعيدة عن ابني. لكنني عندما أشرح لهن بأنني أؤمن احتياجات عائلتي بهذه الطريقة يقلن لي: أنت أم ونحن أمهات. وهؤلاء هم أولادنا".

في أفغانستان أربعون وحدة "فيت"، غالبيتها في ولاية هلمند وولاية نمروز المجاورة. بدأ البرنامج قبل سنتين. أما عديده فمن المتطوعات. وهن كن قد خدمن سابقا في وحدات مختلفة تقنية أو لوجستية، على سبيل المثال. غالبيتهن في العشرينات من عمرهن وهن من قوات مشاة البحرية الأميركية ومن البحرية الأميركية. وعلى الرغم من أنهن لا يشاركن مباشرة في المعارك، إلا أنهن يطلقن النار أحيانا كما يضطررن لتحمل تشكيك الجنود الذكور بمهمتهن.

بالنسبة إلى الكابورال أشلي كاردونا عضو آخر في وحدات "فيت"، "بين جنديات الجيش الأميركي، نحن اكثر من يقترب من الجبهة. وهذا أمر يثير اهتمام النساء في قوات مشاة البحرية الأميركية". والنساء لا تقاتل في الصفوف الأمامية بل يوكلن بالمهام اللوجستية أو التقنية. أما في ما يتعلق باستهزاء الرجال، فتقول أن الجيش "عالم يسيطر عليه الرجال. وبالتالي لا بد أن أكون معتادة".

وتروي الجنديات ان الرجال في الجيش يحاولون احيانا جعلهن يحملن عتادا اثقل مما ينبغي او يقومون بتطويل الدورية لاختبارهن. لكنهن يشددن على انهن ينجحن في الاختبار ويحصلن في النهاية على احترامهم.

قائد الفرق العاملة في ثلاثة اقاليم هلمند مقتنع بأهمية هؤلاء النساء. فيؤكد العقيد ديفيد فورنس أن "للنساء تأثيرهن على الرجال. وكل امرأة تعلم هذا، وكل رجل متزوج يدرك ذلك أيضا. وإذا لم تحاول الوصول إلى النساء، فأنت تتوجه فقط إلى نصف المجتمع".

لكن بعض المحللين يشككون في فعالية هذه الوحدات في بلد محافظ إلى هذه الدرجة وذكوري كأفغانستان. وتشرح كانداس روندو محللة في مجموعة "إنترناشونال كرايسيسس غروب" أن اشراك النساء الأفغانيات "قد يكون فكرة سديدة، لكن اختيار المكان والزمان ليس مناسبا". فجنوب أفغانستان هو إحدى المناطق الأكثر تشددا في البلاد.

ميدل ايست اونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..