حِرِق بي نار الكماين ديله: صناعة الطوب بالطرق التقليدية.. مخاطر صحية وبيئية

الخرطوم ـ عرفة وداعة الله
خلف الضفة الغربية للنيل يقبع الموت كامناً وراء كمائن الطوب الممتدة من جسر الحلفايا وحتى منطقة كرري وفي تلك الأنحاء حيث آلاف البشر وكثير من القرى والأحياء تنشر الكمائن سحائبها المتمددة في البيئة المحيطة وتنفث السم وتحصد الأرواح وتنشر الأوبئة والأمراض والروائح الكريهة، دراسة تحصلت عليها (اليوم التالي) أكدت بالمعايير العلمية أن الكمائن ودخانها ومخلفاتها خطر ربما يبلغ حد الموت، وزيارة الصحيفة الميدانية لمناطق كمائن الطوب أكدت وجود مرضى جراء هذا الفعل حتى أن هنالك من فارقوا الحياة ويعتقد ذووهم جازمين أن السبب وراء موتهم الدخان المنبعث من ضفة النيل حيث مصانع الطوب البلدية ومعاناة أطفال ونساء وشيوخ كبار يتنفسون الهواء عبر كمامات يضعونها مع النفس الأول للصباح الباكر وحتى فترات المساء، حتى أن البعض قرر مغادرة المنطقة نهائيا بسبب تلك المعاناة والصورة قاتمة والوضع يزداد سوءاً مع انتشار الكمائن.
موتى بسبب التلوث
من بين الذين أصابتهم نيران الكمائن المواطن (أحمد عبد السيد) من منطقة المنارة شمال كوبري الحلفايا- الذي فقد والده بسبب مرض الصدر كما يعاني شقيقه ذو الثماني سنوات حساسية يرقد بسببها طريح الفراش كل أسبوع وأحيانا يصل مرحله تنفيسه بواسطة الأوكسجين ويقول أحمد عبد السيد لـ(اليوم التالي) إنني مؤمن بالقضاء والقدر ومسلم لوفاة والدي الذي توفي في الرابع عشر من رمضان الماضي، جراء مرض في الجهاز التنفسي تسبب له في مضاعفات، ولكن لم ينته الأمر عند هذا الحد بل امتد ليصل شقيقي الأصغر.. وأفاد أحمد بأن والدته أيضا ظلت تشتكي من الحساسية من الدخان، وأوضح أنه سلم أكثر من شكوى للضباط الإداريين بمحلية كرري ولكن لم تتخذ أي اجراءات وقال: “المتضررون (كتار) ولكن أغلبهم أصحاب الكمائن أو مستأجرو الأراضي”
الجهات الرسمية تعلم
في العام2012 خاطب شباب محلية كرري نائب الدائرة 18 للمجلس التشريعي ولاية الخرطوم علي صديق علي النميري بأن يعمل على دعم وعون المواطنين والوقوف معهم لإزالة الكمائن لإنقاذ المواطنين وخاصة الأطفال لحمايتهم من الأمراض التي تسببها مخلفات محروقات الكمائن، وبدوره خاطب النميري والي الخرطوم بأن هنالك ضررا من الكمائن جنوب الكوبري وأن المنطقة شمال كوبري الحلفايا تعتبر منطقة حضرية بحسب مؤشرات الأمم المتحدة وأن هنالك دراسة تمت عن التلوث البيئي بالمنطقة أثبتت خطورة الأمر وتسببه في إشكالات صحية للإنسان كما كشف المسح الميداني عن أن أكثر من 90% من مزاولي مهنة الكمائن تجار مستأجرون وليسوا الملاك الأصليين لأرض الجروف المتاخمة للنيل وحتى أصحاب الكمائن لا يحملون ترخيصا سواء من المحلية أو من الولاية، والمشكلة التي كشفتها الدراسة أن نقابات أصحاب المهنة غير جادة لإيجاد البدائل لمنسوبيها إذ إن البدائل موجودة في المحلية، وطالب علي بجملة من الحلول التي تتمثل في إيقاف أي كمينة لا تحمل ترخيصا من الجهات التي كونها مجلس حكومة الولاية بجانب الجلوس إلى الملاك وتحفيزهم بالرجوع لعملية الزراعة كما أن أكثر من 50% من القرى شمال الكبري تم تنظيمها والآخر في مرحلة التنظيم وأوصت الدراسة بالأسراع في إكمال عملية التنظيم حتى يتم تحديد الأراضي الزراعية من السكنية.
زيارة ميدانية
عند زيارة (اليوم التالي) لمنطقة شمال كوبري الحلفايا التقينا بالمواطنين الذين أبدوا تذمرهم من وجود الكمائن بالقرب من مسكنهم ولخصوا شكواهم في التأثير السلبي على صحة المواطنين وانتشار الأمراض والتدهور البيئي وتجريف الأراضي الزراعية بجانب وجود مهددات أمنية في المنطقة من جراء العمالة اليدوية المنتشرة وقيام أسواق عشوائية تمارس فيها أنشطة غير مشروعة وتقييد الحرية الشخصية للسكان لقرب المساكن وتداخلها مع الكمائن وأيضا وجود مراكز قوى حامية ومساندة لأصحاب الكمائن وتغاضي المحلية عن المخالفات الصحية والأمنية والبيئية ومزاولة عمل دون تصديق من جهة الاختصاص ومن ثم ناشد المواطنون السلطات للتدخل السريع وحسم المشكلة التي باتت مصدر قلق ومهدد لصحتهم وصحة أطفالهم على حد قولهم.
دراسة علمية: الكمائن خطر
وفي دراسة أجرتها الدكتورة سهير العتباني عن التلوث البيئي في محلية كرري وأثره على صحة الإنسان أكدت وجود ملوثات الهواء وتشمل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت والميثان والأمونيا والمواد العضوية المتطايرة (الديوكسين) بمستويات أعلى تركيزا من المستويات المسموح به علميا، وأوضحت الدراسة التي تحصلت عليها (اليوم التالي) أن انتشار أمراض الجهاز التنفسي العلوي والسفلي بالإضافة إلى انتشار أمراض أخرى ناتج من وجود كميات كبيرة من روث البهائم مثل الحمى المالطية.
وكشفت الدراسة أن (حجم العينة بلغ 334 وعدد الأفراد في الأسر حوالي 2069 حالة والحالات المرضية الكلية قد بلغت 521 حالة والحالات المرضية في الأسر 211 حالة)، وقد أوصت الدراسة بتفعيل تنفيذ القانون البيئي والضوابط البيئية في المنطقة وضبط ومراقبة جميع الأنشطة التي تزيد مستوى تلوث الهواء بالقرب من المنطقة السكنية.
لسنا ضدهم لكننا مع صحة المواطن
معتمد محلية كرري الصادق محمد حسن قال في إفادته لـ(اليوم التالي) إن المواطنين ساخطون وغاضبون من وجود الكمائن في المنطقة ومما أحدثته من تلوث بيئي حسب الشكاوي التي وصلت للمحلية وأضاف: “حسب موجهات مجلس الوزراء فإن المنطقة الحضرية تبدأ من حدود المحلية من الناحية الشمالية إلى الكلية الحربية”، وأعلن عن تعويض أصحاب الكمائن في منطقة الشيخ الأمين بشرق النيل والصفيرة بأم درمان، وأن أغلب أصحاب الكمائن ليسوا ملاكا وإنما مستأجرون وتنفيذا لتوجيهات والي ولاية الخرطوم أنذرنا أصحاب الكمائن بعدم مزوالة النشاط نسبة للوضع الصحي والمشاكل التي تسببت فيها” وأكد أنه في يوم الخميس الماضي منع العمل بكافة الكمائن وقال الصادق إنهم ليسوا ضد مصالح أصحاب الكمائن ولكن ضد الشخص الذي يعمل ضد مصالح المواطن
اليوم التالي
الصمغ العربى المنتج الوحيد الذى لم يتم حظره لكن للاسف الشديد لم يجد المنتج اهتماما من الدوله فقد اصبح اتحاد تجار الصمغ هو كل شى فساد لايختلف عن فساد الدوله نفسها في العام ١٩٨٨ عملت مع كير فلذلك اعرف الكثير في هذا المجال فلابد من ابعاد هذا الاتحاد والوصول للمنتج مباشره وتمويله وخلق اليه لشراء المحصول منه مباشره من دون وسيط مع اعاده شركه الصمغ العربي للقيام بعمليه الصادر بواسطه كوادر نزيهه لامانع لدي من المساهمه خاصه انني احمل من المؤهلات التى تمكننى من النهوض في هذا المجال