ثلاثون كاتبا يفتحون جراح أربعة عقود من الاستبداد في كتاب واحد

العرب
يدعو إلى التعرف على استبداد دام أمده أكثر من أربعين عاما
الكتاب يقدم نصوص قصيرة ممتلئة مشحونة بالتعابير عميقة المحتوى في غاية التشويق والطرافة والإمتاع ولكن بنكهة سياسية وبلبوس أدبي ساخر.
طبعة خاصّة للتوزيع في تركيا، عن طريق دار مقام نون 4، لكتاب ?حكايات سورية (لها علاقة بالاستبداد)?، لمجموعة من الكتاب، طُبع في الجمهورية التركية، وهو مقسّم إلى خمسة عشر فصلا، تتعقب التفاصيل الصغيرة لما يحدث لمعتقلي الرأي في سجون النظام الأسدي، وصولا إلى الحالة العامة وإسقاطاتها.
على مدى خمسة عشر فصلا من كتاب ?حكايات سورية (لها علاقة بالاستبداد)?، تحرير الكاتب السوري خطيب بدلة، تتنوع القصص، التي لها علاقة بعناوينها، ثم ينتهي الكتاب بسرد حكاية معتقل في فرع الأمن الجوي، وهو أحد كتّاب الكتاب: الدكتور محمد جمال الطحان.
ويتم سرد القصة بذكر كامل عناصر المأساة فيها، وينهي مقدّم ومحرر الكتاب خطيب بدلة كتابه بصفحة أخيرة تحت عنوان ?ملاحظات?، يعرض فيها رسالة إحدى الكاتبات المشاركات في الكتاب، ليحدد من خلالها الفكرة والغاية من عمله الساخر هذا، على أنه كتاب للمؤانسة والإمتاع، أو أنّه مفتاح للمعرفة، ليحمي بهذا التوصيف كتابه من النقد والنظريات النقدية.
وقد قسّمت الفصول إلى عناوين تختزل مضامينها، وهي على التوالي:
?معابر للهواء المنعش?، و?نقاط قراءتها مستحبة?، و?بدهيات ومعلومات حكائية?، ?بعثيات?، و?ثلاث رميات من خارج القوس?، و?حافظ الأسد?، و?كوميديا الاستفتاء الرئاسي?، و?باسل الأسد?، و?صور حافظ الأسد وتماثيله?، و?عسكر الثورة والتصحيح?، و?حواجز التفتيش?، و?حكايات عن استبداد المتطرفين?، و?أيام الثورة على نظام الاستبداد?، و?شؤون ثقافية وإعلامية?، و?جناح خاص بالأدباء المعتقلين?.
الكتاب من تقديم وتحرير الكاتب السوري خطيب بدلة، وهو كاتب سوري له العديد من الإصدارات القصصية الساخرة والدراسات، يروي الكتاب حكايات كتبها ثلاثين كاتبا سوريا، صنّفها محرّر الكتاب وفق تصنيف يتناسب مع الفكرة والمضمون والسياقات الدلالية لكل حكاية، أو مع النمط الكتابي.
وقد ساهم في تأليف كتاب ?حكايات سورية (لها علاقة بالاستبداد)?، الكتّاب: سمير سعيفان- غزالة شمسي- هشام الواوي- إياد جميل محفوظ- رامي سويد- ماهر حميد- شذى بركات- محمد سلوم- أحمد أنيس الحسون- مروان علي- إياد خضر- يوسف رزق- عدنان عبدالرزاق- وافي بيرم- عبدالقادر عبدللي- عدنان عبدالرزاق- أبومروان- وائل زيدان ? فاطمة ياسين- محمود نحلاوي ? وخطيب بدلة.
إضافة إلى مساهمة ضيوف كبار وهم: الكاتب العالمي رفيق شامي- المخرجة السينمائية هالا محمد- المربي الراحل فاخر عاقل- وكبير المخرجين السوريين هيثم حقي.
كما ضم ضيوفا من الأدباء نزلاء المعتقلات الأسدية: فرج بيرقدار- سامر قطار- غسان الجباعي- محمد جمال الطحان- وبكر صدقي.
?حكايات سورية ( لها علاقة بالاستبداد)? من خلال هذا العنوان نستطيع سبر أغوار المتن الذي ارتبط بصلة وثيقة جدا مع العنوان، إذ أن مجموعة القصص المدرجة في الكتاب كلّها تصبّ في خانة الحكايات التي لها علاقة بالاستبداد، في زمن حافظ الأسد، حكايات تمّ توزيعها على خمسة عشر فصلا، لكلّ فصل عنوان، ولدى قراءة كل فصل بحكاياته يشعر القارئ أنّه يقرأ فصلا من رواية متكاملة، حتى أنه يتبدّى للقارئ أنّ الحكايات غير منفصلة وأنّها رواية ضمن فصول.
يعود الفضل في هذه التقنية التركيبية، إلى الكاتب خطيب بدلة مقدّم ومحرر الكتاب، الذي لم يدّخر جهدا ليخرج الكتاب في حقبة مهمة جدا، لفضح استبداد عائلة الأسد، المرحلة التي تحتاج إلى وقفات كثيرة عوضا عن وقفة واحدة لمعرفة إلى أين تتجه سوريا، شعبا وكيانا وجغرافيا، والأمر الآخر المهم في هذا الكتاب هو أنه يشعرك بأنّك أمام الرائعة العربية ?ألف ليلة وليلة?.
من هنا نكتشف أنّ كل كاتب من الكتاب الثلاثين، يحيلك إلى نظيره من خلال حكاية في غاية التشويق والطرافة والإمتاع، ولكن بنكهة سياسية وبلبوس أدبي ساخر.
كتاب حكايات سورية (لها علاقة بالاستبداد) يدعوكم من خلال القص الحكائي إلى التعرف على استبداد دام أمده أكثر من أربعين عاما.