جريتو جريّ السواد وكَسَرْتُو شَدَرْ القَدَادْ.. حكاوى وشعر النسوان الليلة وزمان 2-2

الخرطوم – محمد محمد علي منصور

ولعل من المفيد أن نشرح قليلاً ما نتوقع أن يتلبس على القراء من الجيل الراهن من معاني مناحة “حليل موسى يا حليل موسى/ حليل موسى اللي الرجال خُوسَة”، فالجَلَابَه تعني عدد من الإبل تجلب البضائع للبلد وعبرها يحملون الفاصوليا والقمح والذرة لأسواق المدن لبيعها، وإذا كانت المقابر بعيدة تحمل فوقها الجنازة “يوم جانا الحُصان مَجْلُوبْ وفوق ضَهَرُو السرج مقلوب/ حليل موسى الوَسَدُوهُو الطوب ابْكَنُوا يا بنات حَى ووب / يَبْكَنَكْ البنات حَادات بالوِطِى والرماد كابات/ حليل موسى ياعَشَا البايتات”.

قرقر وحبس الدرب

زمان عندما يتوفى رجل مشهور بَنَاُتو يلبسَن هِدومو ويَكُبَنْ الرماد فوق روسيهن الكاشفات والنسوان الكبار يدقن القرع بالعصِي جُوَه الطُشاطة المليانة موية ويقعُدَنْ يَتْرُسَنْ حَي ووب حي ووب مع أقرباء المتوفى كان راجل ولا مرة، وهذه تسمى المَنَاحَة، يَبْكَنَكْ البنات حادات يعنى ما يلبسن ملابس ملونة إلا أبيض أو أزرق لا حِنَة ولا دِلْكَة ولا دخان ولا ممارسة للحياة الزوجية عدة سنوات.

غنى أحمد المصطفى: “شُفتو كان في توب حِدَادُو كل حَوَاسِي عليهو نادوا عليهو نادو” وأهلنا زمان كان بقولوا على المرة الما عندها شي ودايرة تتوب، الما عندها تيلة تسوي الحِد حيلة، الآن انتشر الوعي والكل بقا يرضى بالقسمو ليهو رَبُو وأصبحت الجنازة عند خروجها من المنزل يتبعها الجميع بالتهليل والتكبير والآن النساء كبيرات السن دخلن حلقات محو الأمية وتحفيظ القرآن، والشابات والشبان حفظوا كتاب الله ولهم شيوخ وشيخات لشرح القرآن والأحاديث النبوية وسيرة الخلفاء الراشدين شعر الحَكَامَات فنان الربوع عثمان عوض الله كان يشغل وظيفة كمساري فرملة بالسكة الحديد بخط الغرب جهة نيالا وبابنوسة خمسينيات القرن الماضي، وكان يجوب المدن والأرياف يقعد مع الحكامات يستمع لهن وله العديد من التسجيلات بربوع السودان، وقد أعجبت بأغنيتي “قالوت الدود قرقر حبس الدرب” و”حجر الزلط مين بقيسو الليلة دوبا ياخي والله بعيدة ميسو”.

*السيف السنين أسعو

قالت الحكامة في إحداها توصي أولادها “بوصيكم على الحوش الكبير ابنو/ بوصيكم على الجار إن وقع شيلو/ بوصيكم على السيف السنين أسعو/ بوصيكم على الفايت الحدود واسو/ بوصيكم على الولد اليتيم ربو/ بوصيكم على ضيف الهجوع عشو”. وأخرى تمجد أخيها عندما عاتبها الشباب مدعين أن أخاها جرى فقال: “يا الأخوان الجريتو لعلكم كدي ما خِتِيتُو؟ أنا أخوي كان جرى أحَلِقْ راسي اَزَيِنَا/ أعَقِرْ ما اَجِيبْ جَنَا/ شوف عينى جريتو جريّ السواد وكَسَرْتُو شَدَرْ القَدَادْ وقايلنو قصب البلاد”.

* وبِي بِنْزِينْ يَرُشَكْ رَشْ

اتصل شخص بهذه السيدة التي تسكن عطبرة مُدًعِيا أنه مندوب من إحدى شركات الاتصالات، وقال لها: إنِك فُزْتِ بي ستة ملايين جنيه، ورغم أنها متوسطة العمر إلا أنها كانت امرأة (مُفَتِحَة) عركتها الحياة، فأراد أن يواصل في خِداعها، وفي كل مرّة تقول له أنا عارفاك داير تَغُشنِي لكن مسامحاك، وكلما يتمادى بنصحها ويطلب منها معلومات ثم مليون جنيه رسوم التصديق تُحْجِمْ عن الرد عليه، وتقول له أنا بهديك القصيدة دي عشان تبقاليك عظة وعبره إنت والمحتالين الزيك ويمكن ربنا يهديك بعد دا الحال “قالت مسكين انت يا الكضاب/ هوايتك غَشْ بتلعب بي عواطف الناس/ قايل كل زول أطرش/ ولو الناس بِسُكْتُولك وَقَعْتَا معايا يالآروش/ أنا زولْتَن لساني سليط بإذن الله فيك انفش/ تغش قلبي التقيل ورزين لى زول عُمْرُو ما اتغش/ قلبَا بالقناعه ملان مُو قَلْبا رَهِيفَن هَشْ/ بتضحكو إنت يا الأهبل أظنك قايلو بِطَرْطَشْ/ يرميك الله في زولا يَغُشَكْ غَشْ/يَعْمَلَكْ كَمِينْ مَنْصُوبْ وَبِي عُكَازْ يَكُشَكْ كَشْ يَدُقَكْ زينْ يَهَبْتَكْ صَاحْ لَمَنْ جِسْمَكْ يِدَشْدَشْ تَقِيفْ طُولَكْ ورَاسَكْ يِدُوشْ وتِتْدَهْبَشْ/ تَقَعْ تاني ويَمُوتْ في حَلَقَتْ الحُلْقُومْ وبي يَدينُو يِتْكَنْكَشْ/ يَخَبْتَكْ بُونْيَه في سدرك وَتَسْمَعْ للضُلَعْ كَشْ كش يَفَرِجْ فيك خَلَاْيقَ الله وَكُلَ الغَاشِى فِيكٍ يِنْفَشْ/ وبِي بِنْزِينْ يَرُشَكْ رَشْ يَوَلِعْ فِيكَا كِبْرِيتَه وَيَحَرْقَكْ زي حَرِيقْ القَش/ تقولى فزتي بي سته؟ سِتَة سِنِينْ سِجِنْ في دَامَرْ المجدوب وستة سنين تَقَضِيهِنْ شَقِي وَمَكْرُوبْ تَقَعْ من حُفْرَة لي حفره تَحَرِقْ في كَمايْنَ الطوب والقيدْ مَلْوِى في كُرْعيكَا لامِنْ قَاطِعْ العَرْقُوبْ وستة سنين تَطِشْ مايَلْقُوا ليكَا دُرُوبْ تَقيِل في هَجِيرْة الله وتَنُومْ مَصْلُوبْ/ تقولي فزتي بي ستة؟ أنا لا العَشْمَانَهْ في ستة ولا العَشْمَانَةْ في وَاحِد قلبي بالقَنَاعَةْ ملان وبي نِعَمْ الله مُو جَاحِدْ مَاكْلَا وشَارْبَا حَامْدَه السِيدْ والخير فُوقِي مُتْواجِد/ وعَيشْتِي بَسِيطَة رَاضْيَابَة وبي حَمْدِي الكريم شاهد يَبْلِيكْ الله بي فَلَسا” يَخَلِيكْ تَشْحَدْ الشَاحِدْ والشحاد يَقُولَكْ أبيتْ حَقِي الشَاْحُدُو مَابَدِيهُو لي وَاحِد وفي خِتَاِمي وَخُلاصْة القُولْ أنا بَهَدِيلَكْ السِتَة شِيلِنْ يَاجَبَانْ اِنْتَ فِيشَانْ اِنْتَ زول تَعَبَانْ تَدَبِرْ دِيمَا في خِطَه وَعَشَانْ يالثَعْلَبْ المَكَارْ فُتَا الكَلْبَة وَالقِطَة عِشَانْ يَا اِنْتَا مابِتْخَافْ يوم الحَشْرِ والوَرْطَة

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ههههههههههههههه هـــــــــا ! شكلك يا (كاتب المقال) “محمد محمد علي منصور” بتاع “مغرزه” و قاصد “غندور” و “عبد القادر محمد زين” بعدما سكوهم شباب الحماداب يوم الأربعاء الفات و جروا و خلوا جزمهم…. على قولك الجماعه ” جروا جريّ السواد و اللواد” …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..