الوقت من ذهبد

إدارة الوقت تعنى فن الاستخدام الرشيد للوقت كما تعنى علم استثمار الزمن بشكل فعال في إطار عناصر العملية الإدارية المعروفة ? كما أن إدارة الوقت تعتبر عملية كمية عند تحديد الوقت المتاح لإنجاز عمل ما، وعملية نوعية عند تحديد الزمن الكافي لإنجاز عمل ما بالجودة المطلوبة.
علاوة على ذلك، تعتبر إدارة الوقت عملية موجهة للتنبؤ بالمستقبل حيث نقول أنه بعد كذا ساعة أو كذا يوم سيكون الوضع كذا ? وبناء على ذلك يمكن تحديد اهم خصائص الوقت فيما يلي:
الوقت مورد غير متجدد فهو إذا مضى لا يعود ابداً، فأية دقيقة من عمر الانسان تمر تكون نقصاً من أيام عمره ولا يمكن تعويضها أبداً.
الوقت هو المورد الوحيد في الكون الموزع على جميع البشر بالتساوي ومنذ الولادة وبغض النظر عن أي اختلاف جغرافي أو تاريخي أو اختلافات من حيث العرق أو اللون او الجنس وبالتالي يتوقف مدى الاستفادة منه حسب اجتهاد الفرد (بالطبع ليس المقصود هنا التساوي في الاعمار فالأعمار بيد الله).
الوقت كمورد غير قابل للادخار أو التخزين.
الوقت لا يمكن إيقافه فهو دائم الاستمرار, فالوقت يمضى وتمضى معه الأعمار بنفس السرعة للجميع.
أيضا الوقت غير قابل للاستعارة او الشراء او البيع فلكل فرد منا وقته وعمره لا يمكن الإضافة او الانتقاص منه.
لا يمكن انتاج الوقت مرة أخرى ? فالوقت لا يوجد أكثر منه وايضا لا يوجد أندر منه وتتحدد الكثرة أو الندرة بحسب كيفية استخدامه.
الوقت من أهم الموارد بالنسبة للإدارة وتكمن هذه الأهمية في أنه يؤثر على الطريقة التي تستخدم بها الموارد الأخرى، كما أنه وعاء لكل عمل أو انتاج ? فالعمل او الإنتاج غير المحدد له وقت تكون قيمته الاقتصادية بالسالب – فالإدارة حركة وزمن أو عمل ووقت، إذ ما من عمل يؤدى إلا وكان الوقت بجانبه وما من حركة تؤدى إلا ضمن وقت محدد.
لقد برزت وبشكل واضح منذ بدايات القرن العشرين أهمية الوقت في نظريات الإدارة فاهتمت نظرية الإدارة العلمية بقيادة (فردريك تايلور) بدراسة الحركة والزمن ? وتلا هذه النظرية نظرية العلاقات الإنسانية التي ركزت على بناء المنظمة من الوجهة الاجتماعية والإنسانية كعلاقات الافراد بعضهم ببعض وعلاقاتهم مع رؤسائهم ومع غيرهم من داخل المنظمة أو خارجها. وقد بدأ الاهتمام بالزمن في هذه النظرية من خلال ضرورة إعطاء العامل فترة للراحة وأخرى للعمل مما ينعكس إيجاباً على معنوياته ويؤدى الى رفع مستوى إنتاجيته.
ثم ما لبثت أن ظهرت النظريات الحديثة للتنظيم ومنها ? نظرية “اتخاذ القرارات والنظرية البيولوجية ” فأفادت من النظريات الإدارية السابقة وأضافت عليها وطورت من مفاهيمها وقد احتل الزمن مكاناً بارزاً في هذه النظريات، فنظرية اتخاذ القرارات مثلا استعانت بالزمن في حل مشكلات التخطيط والإنتاج كما افترضت النظرية البيولوجية أن المنظمة كائن حي يولد ثم ينمو حتى يبلغ من الكبر عتيا ثم يموت.
واستناداً على ما سبق، نجد أن النظريات الحديثة في الإدارة والتي بموجبها حدث التطور الهائل في حياة الدول والشعوب كان عنصر الوقت من اهم عناصرها. كما ينبغي للإنسان أن يتعامل مع الوقت المتاح له مع مراعاة الخصائص الواردة أعلاه. ويمكننا القول أنه قد حان الوقت للشعوب العربية ان ترتقي بسلوكها تجاه الوقت واستثماره فيما يفيد الفرد وما يفيد المجتمع ? فإن إنفاق الوقت المتاح للأفراد فيما يفيد يقود بالضرورة الى تنمية المجتمع.
[email][email protected][/email]
الوقت من ( ذهبد ) !!!!!!!!!!!!